النظام الاجتماعي في أتينا
عبرت أتينا بعد ذلك عصرًا ملؤه الاضطراب، ومصدر ذلك أنها كانت منقسمة متفرقة الكلمة لما كان بين الأرستوقراطية والشعب من الخلاف.
فقد كان نظام الحكم في ذلك الوقت نظام الأقلية المطلقة، وكان مكان الفقراء من الأغنياء مكان الخادم الذليل، كانوا كذلك هم وأولادهم ونساؤهم كانوا يسمون (موالي) «بيلاتاي» ومسدسين «إكتيموروي» فقد كانوا يزرعون أرض الأغنياء على أن لا يحفظوا لأنفسهم من ثمراتها إلا السدس.
كانت الأرض كلها بيد طائفة قليلة من الناس، وكان الزراع إذا قصروا عن دفع ما يجب عليهم معرضين هم وأطفالهم لأن يُباعوا، فقد كان المدين خاضعًا للقهر البدني، وبقي الأمر على ذلك إلى عصر سولون أول رئيس للحزب الديموقراطي.
كان الشعب يألم قبل كل شيء لهذا النظام، ويحنق أن لا يكون له نصيبه من الأرض، ولكن أسبابًا كثيرة أخرى كانت تبعث سخطه، فالحق أنه لم يكن يملك شيئًا ما.