عصر الأريوس باجوس
كذلك استمرت أتينا تعظم وترقى شيئًا فشيئًا مع الديموقراطية، فبعد أن كانت الحروب الميدية استأثر شيوخ الأريوس باجوس بالحكم ودبروا أمر المدينة من غير أن ينالوا هذا السلطان بقرار من الشعب، وإنما كان مصدر ذلك حُسن ما أبلوا في معركة سلامين، حين يئس الاستراتيجوي من الجمهورية وأعلنوا أن على كل فرد أن يبحث عن نجاته وسلامته، فقد جمع هؤلاء الشيوخ المال وأعطوا كل مقاتل ثمانية دراهم وأركبوهم السفن، ومن هنا أذعن الشعب لسلطانهم واستحقت حكومة أتينا حسن الثناء، فإن الأتينيين في هذا الوقت أحسنوا تجربة الحرب واكتسبت مدينتهم مجدًا عظيمًا بين مدن اليونان، واضطرت سبارتا إلى أن تنزل لها عن سيادة البحر، وكانت رئاسة الحزب الديموقراطي في ذلك الوقت لأرستيديس بن لوسيماكوس وتيميستوكليس بن نيوكليس، وكانت لأحدهما زعامة الحرب وللآخر شهرة بالمهارة السياسية وعدالة ميزته من معاصريه، ومن هنا كان أحدهما قائد أتينا والآخر مشيرها السياسي.