أفيالتيس وبيركليس
إضعاف الحزب المعتدل – تمكن الزوجتاي من الوصول إلى منصب الأركون، قضاة الديموس – الحقوق السياسية.
***
نتج من ذلك شيء من الضعف في تنفيذ النظم مصدره تنافس المتسلطين على الشعب من الخطباء، وقضت المصادفة أن لا يكون للمعتدلين في هذا الوقت رئيس حقًّا، فقد كان كيمون بن ملتياديس شابًّا ولم يشتغل بالسياسة إلا في عصر متأخر، وأكثر من هذا أن الحرب كانت تحرم الشعب أنفع أبنائه، وإذ كان هؤلاء وحدهم هم الذين يشتركون في الحرب حينئذ يوم تجيء نوبتهم بمقتضى الديوان، وإذ لم يكن للاستراتيجوي الذين يقودونهم علم بالحرب ولا مجد إلا ما ورثوا عن آبائهم، فقد كانت كل غارة تكلف المدينة ألفين أو ثلاثة آلاف من أبنائها، حتى ذهبت خلاصة المعتدلين من الحزب الديموقراطي والحزب الأرستوقراطي في الحرب.
مضت على ذلك أربع سنين، وأعاد الأتينيون تعيين القضاة الثلاثين الذين كانوا يسمون قضاة الديموس حين كان لوسيكراتس أركونًا.
ثم لسنتين من هذا حين كان أنتيدوتوس أركونًا، رأى الأتينيون أن عدد أعضاء المدينة يزداد في كل يوم فأقروا ما عرضه بيركليس من أن لا يستمتع بالحقوق السياسية إلا من وُلد لأب وأم أتينيين.