الأربعمائة (١)
المائة المندوبون – نظامهم – عمل مجلس الشورى.
***
هذا ما أقره المندوبون، فلما أقره الشعب انتخب الخمسة آلاف من بينهم مائة مندوب ليضعوا نظامًا أساسيًّا، وهذا ما عرض هؤلاء المندوبون:
كل هؤلاء العمال ينتخبون بين أعضاء يكونون قد عينهم الانتخاب للدرجة الأولى، وهؤلاء ينتخبون بين أعضاء مجلس الشورى القائم بالعمل، وهذا الانتخاب الأول يجب أن يعين عددًا من الأعضاء أكثر من عدد المناصب التي يُراد شغلها.
فأما غيرهم من العمال فيُنتخبون بواسطة الاقتراع ويؤخذون من غير مجلس الشورى.
ولا يُقبل في جلسات مجلس الشورى من شغل بتدبير أموال الدولة من الهللينوتامياي.
وفي المستقبل ينقسم مجلس الشورى إلى أربع لجان تتألف من الأعضاء الذين بلغوا السن المذكورة آنفًا، ويختار بالاقتراع من بينها اللجنة التي تقوم بالعمل، ولكن الأعضاء الآخرين يجب أن يوزعوا على هذه اللجان ويكلف المائة هذا التوزيع، يوزعون أعضاء المدينة وهم من بينهم على هذه اللجان مع ما يمكن من المساواة، وعليهم أيضًا أن يستشيروا الاقتراع في النظام الذي تتابع بمقتضاه هذه اللجان.
وعلى مجلس الشورى إبان السنة التي يقوم بالعمل فيها أن يتخذ في كل شيء أصلح ما يمكنه من القرارات، وعليه خاصة أن يُعنى بأن يبقى دخل الدولة سالمًا لا يُنفَق منه شيء إلا فيما تقضي به الضرورة، فإذا احتاجت لجنة من اللجان أن تستشير عددًا كثيرًا من الناس فلكل عضو منها أن يدعو عضوًا آخر على أن لا يكون هذا العضو الآخر أقل منه سنًّا، يجتمع المجلس مرة في كل خمسة أيام إلا أن تدعو الحاجة إلى أن يجتمع أكثر من ذلك، يَنتخب المجلس بواسطة الاقتراع التسعة الذين يشغلون مناصب الأركون، ويَنتخب من بين أعضائه بواسطة الاقتراع خمسة يوكلون بإعلان نتيجة التصويت الذي يجري بواسطة رفع اليد، وينتخب بواسطة الاقتراع كل يوم بين هؤلاء الخمسة عضوًا يوكل بأخذ الأصوات فيما يعرض من المسائل، ويستشير هؤلاء الخمسة الاقتراع أيضًا في النظام الذي يجب أن يتبعه من أراد أن يوجه إلى المجلس شيئًا.
وهذا برنامج العمل: ينظر المجلس قبل كل شيء في المسائل الدينية، ثم فيما يأتي به الرسل، ثم يستقبل السفراء، ثم ينظر في غير ذلك من المسائل.
فأما الأعمال الحربية فللاستراتيجوي وحدهم أن يكتبوها في برنامج الجلسة كلما دعت إلى ذلك الحاجة دون أن يضطروا إلى استشارة الاقتراع، وكل عضو لم يحضر إلى قصر المجلس يوم الجلسة فعليه أن يدفع درهمًا عن كل يوم تخلَّف فيه إلا أن يكون المجلس قد أذن له بالغيبة.»