الفصل الرابع والثلاثون
العصر العاشر
عصر الطغاة الثلاثين والعشرة – عود إلى عبث الخطباء –
الأحزاب في أتينا – الثلاثون.
***
لم يلبث الشعب أن سلب الخمسة آلاف ما كان في يدهم من السلطان؛ وذلك أن الشعب قد خدعه
مشيروه فقضى بتصويت واحد على القواد العشرة الذين انتصروا في معركة أرجنيوس
١ لست سنين مضت على حكومة الأربعمائة حين كان كالياس الإنجيلي أركونًا، وقد
كان من بين هؤلاء القواد من لم يشترك في الموقعة، وكان منه من نجا على بقايا سفن
الأعداء.
فلما أرادت سبارتا بعد هذه الهزيمة أن تخلي ديسيليا
٢ وعرضت الصلح على أن يحتفظ كل فريق بما في يده حرص بعض أعضاء المدينة حرصًا
شديدًا على عقد هذا الصلح، ولكن الكثرة المطلقة لم ترد أن تسمع لشيء، تركت هذه الكثرة
نفسها عرضة لخداع كليوفون الذي كان المؤثر الحقيقي في رفض الصلح.
ظهر في جماعة الشعب سكران مدرعًا وأعلن أنه لن يقبل الصلح أو تترك سبارتا كل ما في
يدها من المدن، أساء الشعب فلم يعرف أن يستفيد من هذه الفرصة على أنه لم يلبث أن أدرك
خطأه.
فلما كانت السنة التالية حين كان الكسياس أركونًا انهزم الأتينيون هزيمة منكرة في
إيجوس بوتاموس،
٣ وأصبح لوساندروس بعد هذه الهزيمة سيد أتينا، فأقر فيها حكومة الثلاثين بهذه
الطريقة، كان الصلح قد انعقد على أن يحتفظ الأتينيون بما ترك آباؤهم من النظم
السياسية.
وكان أنصار الديموقراطية يحاولون أن ينجوا حكومة الشعب، وكان الذين ألفوا جماعة من
الأرستوقراطية قد اتفقوا مع المنفيين الذين ردهم الصلح إلى وطنهم على أن يعيدوا حكم
الأقلية، وكان الآخرون الذين لم ينتظموا في أحد الحزبين، والذين كانوا يعتقدون أنهم
ليسوا أقل كفاية من غيرهم يحرصون الحرص كله على نظام آبائهم السياسي، وكان من بين هؤلاء
«أركيتوس وأنيتوس وكليستوفون وفورميسوس» وآخرون كثيرون، وكان زعيمهم ثيرامينيس، ولكن
لوساندروس أعان أنصار الأقلية وأكره الشعب على أن يقر هذا النظام، وكان واضع القرار
دراكوتييديس الأفيدني.