مقدمة في علم الكلام الجديد
«علم الكلام الجديد معناه تجديد علم الكلام في ضوء إعادة تعريف الدِّين. وجهةُ التجديد ومنطلقاته وأُسسه وأركانه تختلف عن الإحياء والإصلاح اللذين يلتبسان بمفهومه.»
يؤسِّس «عبد الجبار الرفاعي» في هذا الكتاب لعلم الكلام الجديد منطلِقًا من إدراكه أن الحقيقة واحدةٌ في ذاتها، لكنها نسبيةٌ في معرفتها، ويستهل كتابَه بموجَز تاريخي عن نشأة علم الكلام وتطوُّره وازدهاره وعوامل انحساره، ويميِّز بين المقدَّس والبشري، موضِّحًا كيف أُسبِغت القداسة على بعض النصوص البشرية المفسِّرة للعقيدة والقرآن، ثم يستفيض في إيضاح مفهوم علم الكلام الجديد الذي يُعنى بابتناء مفهوم جديد للوحي يقوم على فهمه وتفسيره بصورة ديناميكية، والتمييز بين الثابت والمتغيِّر في الدِّين. يتطرَّق المؤلِّف أيضًا إلى محاوَلات تجديد علم الكلام في العصر الحديث، مُبرِزًا الفَرْق بين كلمتَي الجديد والحديث وحمولاتهما الدلالية، وأثَر ذلك في النظر إلى علم الكلام الجديد، ويستعرض المؤلِّف كذلك أفكارَ بعض علماء الهند الذين اشتغلوا بهذا العلم، ويتناول بالنقد أفكارَ العالِم الإيراني «عبد الكريم سروش» في كتابه «كلام محمد رؤى محمد».