رحلة إلى معاهد العميان في أوروبا: وبحث في تحسين حالة عميان مصر
في عصرنا الحديث تغيَّرَت نظرةُ المجتمعات لأصحاب الإعاقات الجسدية، فلم يَعُد ممكنًا مطلقًا النظرُ إليهم باعتبارهم عبئًا تَلزم الرعايةُ بأصحابه، بل إن فيهم الكثيرَ من الإمكانيات والمواهب المُبهِرة التي تنتظر الظهور؛ إذ كثيرًا ما تَفُوق ما عند الأصِحَّاء بَدنًا، وليس هناك أمثلةٌ أبلغُ من «طه حسين» و«المعري» و«هيلين كيلر» وغيرهم من أصحاب الإعاقات النابغين. ولكنَّ هذا النجاح يجب ألا يكون مقتصرًا على النابغين فقط منهم، بل إن لهم حقوقًا على الدولة، وعلى مؤسَّسات المجتمع المدني أيضًا، بأن يُوفروا لهم الرعاية اللازمة والمدارس المتخصصة التي تُثقِّفهم وتُصقِل مواهبهم. والإعاقةُ البصرية أكثرُ الإعاقات خصوصية؛ حيث تستلزم رعايةً خاصة، وقد كان لدولِ أوروبا تجرِبةٌ ناجحة في هذا المجال يستعرضها هذا الكتاب، ويُبين كيف يُمكن أن نستفيد منها في بلادنا.