فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي
«القرآن في مثل هذا التصوُّر مُوازٍ للوجود، ومُوازٍ للإنسان في نفس الوقت، وهو — مثل الوجود والإنسان — له جانبان: جانبٌ باطن كلي هو جمعيَّته من حيث هو قرآن نزَل على قلب النبي وما زال ينزل متجدِّدًا على قلوب العارفين، وجانبٌ ظاهر من حيث تِلاوته باللسان وتحويله إلى أصوات وحروف منطوقة.»
يقدِّم «نصر حامد أبو زيد» في هذا الكتاب دراسةً مستفيضة لرؤية النص القرآني وتأويله لدى «ابن عربي»، متناوِلًا الجوانبَ الوجودية والمعرفية لفلسفته عبر ثلاثة محاور: يمثِّل المحور الأول التصوُّرَ الوجودي عند «ابن عربي»، وهو التصوُّر الذي يقوم على ثُنائية الظاهر والباطن؛ ظاهر حسِّي ملموس، وباطن روحي عميق. أمَّا المحور الثاني فيختصُّ بتصوُّر «ابن عربي» للعلاقة بين الإنسان والوجود، وتفرُّد الإنسان بالقدرة على الوُلوج إلى أعماق الوجود الباطني. وأمَّا المحور الثالث فيتعلَّق بفَهم «ابن عربي» لماهية النص القرآني وعلاقته بالوجود؛ إذ يرى أن القرآن هو الوجود المتجلِّي من خلال اللغة؛ وجود له ظاهر وباطن، ولغة لها مستوياتٌ ومَراتبُ تماثِل مستويات الوجود ومَراتبه.