الفرزدق: أئمة الأدب ٥

«ونفَسُ الفرزدق طويل، وقصائده التي تزيد أبياتها على المائة كثيرة، وله القصائد القِصار، وهو في كِلا القسمين قوي لا يسفُّ ولا يَنزل عن طبقته، وكان يُفضِّل القِصار لأنها أسهل حفظًا وأيسر روايةً.»

وضع الشاعر «خليل مردم» في مُؤلَّفه هذا دراسةً موجزة عن شاعر العرب في العصر الأموي؛ «الفرزدق»، الذي كانت نشأته بدويةً ولم يتعلم القراءة ولا الكتابة، ولكن والده روَّاه الشِّعر فبدأ يَنظِمه صغيرًا. وقد عُرف «الفرزدق» بشعر الهجاء والمدح والفخر، وكان مُعتدًّا بنفسه فخورًا بأصله أشدَّ الفخر، وقيل عنه إنه كان يُجيد الهجاء منذ خلافة «عثمان بن عفان». وقد أجمع الرُّواة ونُقاد الشعر على أن «الفرزدق» مثَّل الحياة في العصر الأموي؛ حيث جمع شِعرُه أخبار العرب وأيامهم آنذاك. ولمَّا كان «الفرزدق» من حَفَظة القرآن، فقد كَثُر في شِعره التأثر بقصص القرآن والاستشهاد به. أما عن الهجاء، فقد بدأ «الفرزدق» حياتَه الشعرية به واختتمها به، وقد استمر الهجاء بينه وبين الشاعر «جرير» لما يقرب من خمسين عامًا. وبالطبع كان له العديد من قصائد المدح والغزَل، ومثلما كان يهجو بجفاءٍ وحِدَّة، كان غزله صريحًا شديد الجرأة.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.

تحميل كتاب الفرزدق: أئمة الأدب ٥ مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٣٩.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

خليل مردم: شاعرٌ وسياسيٌّ سوري، وهو مؤلِّفُ النشيدِ الوطنيِّ للجمهوريةِ السورية.

وُلِدَ «خليل مردم بك» في دمشقَ عامَ ١٨٥٩م، وهو ينحدرُ من عائلةِ «مردم بك» الدمشقيةِ العريقةِ التي تمتدُّ إلى فاتحِ قبرصَ العثمانيِّ «لالا مصطفى باشا». تعلَّمَ التركيةَ بمدرسةِ «الملك الظاهر» الابتدائية، وبالرغمِ من فقدِه أباهُ وأمَّه في سنٍّ مبكرةٍ، فإنه أتمَّ تعليمَه ودرسَ الأدبَ العربيَّ في «الكليَّةِ العلميَّةِ الوطنيَّة» بدمشق، كما درسَ الفقهَ على يدِ مفتي الشامِ «عطا الكسم»، وتعلَّمَ الحديثَ على يدِ «بدر الدين الحسني»، والنحوَ والصرفَ على يدِ «عبد القادر الإسكندراني».

أسَّسَ «خليل مردم» في شبابِه مع أصدقائِه «الرابطة الأدبية»، وانتخبُوه رئيسًا لها، وقد عمِلَ بديوانِ الرسائلِ العامِّ حتَّى عام ١٩١٩م، ثم استقالَ عقِبَ دخولِ الاستعمارِ الفرنسيِّ الَّذي طارَدَه حتَّى هاجَرَ إلى لبنان، ومنها إلى الإسكندرية. وفي الإسكندريةِ الْتَقى مشاهيرَ الفنِّ والأدب، ثُمَّ سافَرَ إلى «لندنَ» للحصولِ على شهادةٍ في اللُّغةِ الإنجليزيَّة.

عادَ «خليل مردم» إلى دمشقَ وشارَكَ في إنشاءِ عدَّةِ مَجلَّات؛ منها مجلةُ «الثقافة» السورية، وأصبحَ من أعضاءِ المجلسِ العلميِّ العربيِّ عامَ ١٩٢٤م، وانتُخِبَ ليُصبحَ أمينًا لسرِّ المجلسِ ثم رئيسًا له، كما أصبحَ عضوًا بالمجامعِ اللُّغويةِ في كلٍّ مِنَ القاهرةِ وبغدادَ وموسكو وباليرمو. عُيِّنَ وزيرًا للتعليمِ أكثرَ من مرَّة، ووزيرًا مفوَّضًا لسوريا في العراق، ووزيرًا للخارجية.

ﻟ «خليل مردم» العديدُ من المؤلَّفاتِ عنِ الشعراءِ العربِ القدماء، مثل: «النابغةِ الذبياني»، و«عُمرَ بْنِ أبي ربيعة»، و«بَشَّارِ بنِ بُرْد»، و«الطُّغْرَائيِّ»، كَمَا حقَّقَ دواوينَ شعريةً ﻟ «ابن حَيُّوس» و«علي بن الجهم»، وكتبَ دراساتٍ عن «الفرزدق» و«الجاحِظ» و«ابنِ المُقفَّع» وغيرِهم، وقدْ جُمِعَ إنتاجُه الشعريُّ في ديوانِ «خليل مردم بك» الذي أصدرَه المَجْمَعُ العلميُّ بدمشقَ عامَ ١٩٦٠م، وقالَ النقَّادُ عَنْ شعرِه إنَّه يجمعُ بينَ القديمِ والحديث، ويجمعُ بين الوصفِ وتأمُّلِ الطبيعة، ويغلبُ عليهِ القصائدُ الوطنيَّةُ والشعورُ القومي.

تُوفِّيَ «خليل مردم» في دمشقَ عامَ ١٩٥٩م، ودُفِنَ بجوارِ جدِّه «لالا مصطفى» في «سوقِ السنانية».

رشح كتاب "الفرزدق: أئمة الأدب ٥" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤