المجتمع المدني وثقافة الإصلاح: رؤية نقدية للفكر العربي
«وتَسود المجتمعَ المدني ثقافةٌ خالقة للمُواطِن المدني وللمُواطِنة المدنية، هي ثقافةٌ ليبرالية ديمقراطية تُلزِم الدولةَ بمعامَلة جميع المُواطِنين باعتبارهم أفرادًا أحرارًا متساوين؛ حيث إن أبناء المجتمع مواطِنون، لا رعايا لمؤسَّسة دينية أو لأمير أو لرئيس.»
يضبط هذا الكتابُ مفهومَ المجتمع المدني الذي انحصر في السُّلطة السياسية، دونَ الجانب الحضاري المتعلِّق بالمجتمع والفرد داخلَه؛ إذ يرى أن المجتمع المدني وليدُ نقدِ الذات، والوعي الصحيح، والتشخيص العِلمي الدقيق، والمؤسَّسات المدنية التي تصبُّ جهدها في بناءِ إنسانٍ جديد يتحلَّى بدينامية الفكر والفعل في مناخ من الحرية والاستقلال الذاتي. كما يضبط الكتابُ بالتبعية الكثيرَ من الأفكار والمفاهيم التي تعرقل نشوءَ مجتمعٍ مدني حر؛ فيرفض كلمةَ الإصلاح ويستبدل بها التطوير، راسمًا طريقه وشروطه، ومقدِّمًا دراسةً نقدية لثوابت الفكر العربي، ومثيرًا أسئلةً عديدة مثل: هل يوجد فكر عربي؟ وإذا كان موجودًا فما قضاياه وإنجازاته؟ وما دوره وفعاليته؟ وما مدى مُواكَبته لتطوُّر الأحداث والمجتمعات؟ وما مضمونه ومرجعيته؟ ثم يجنح إلى دراسة حالة الحضارة المصرية وعملية التدمير التي تعرَّضت لها الثقافة المصرية على يد الغُزاة الذين تَوالَوا عليها.