الوحدة

وكذلك كان رأيه في المجتمع الكبير — وهو الأمة — رأي النفرة منه والهرب، فقال: «واهرب إلى الفضاء الإمليس من شر الجليس، والله ثاني المنفردين.» (فصول ص١٥٢).

وأعلن في الشعر أن شعاره «قاطع» إذا كان شعار تنوخ في القديم «واصل».

فرَّ من هذه البريَّةِ في الأر
ض فما غيرُ شرِّها لك حاصل
فشعاري «قاطعْ» وكان شعارًا
لتنوخٍ في سالف الدهر «واصل»
٢: ٢١٦

فالرأي عنده هجران الدنيا وساكنيها:

فالرأيُ هجرانُك الدنيا وساكنها
فأنت من جود هذي النفسِ منجودُ
١: ٢٠١

وبالغ في العزلة حتى طلبها حيًّا وميتًا فتمنى ألا يشهد الحشر في الناس:

فيا ليتني لا أشهد الحشر فيهم
إذا بُعِثوا شعثًا رءوسهم غبرًا
١: ٢٨٤

وطلب أن يوسد بموضع لم يحفر فيه قبر لأحد وجعل هذا رتبة لقبره حسبها من رتبة:

إذا حان يومي فلأوسد بموضع
من الأرض لم يحفر به أحد قبرًا
١: ٢٨٤
يا جدثي حسبك من رتبة
أنك من أجداثهم معزلا
٢: ١٧٧

وودَّ لو مات في مهمهٍ لتتهيَّأ له هذه العزلة:

وددت وفاتي في مهمهٍ
به لامع ليس بالمعلم
أموت به واحدًا مفردًا
وأدفن في الأرض لم تظلم
وأبعد عن قائل لا سلمت
وآخر قال: ألا يا اسلمي
أحاذر أن تجعلوا مضجعي
إلى كافر خان أو مسلم
إذا قال ضايقتني في المحا
ل قلت أساءوا ولم أعلم
٢: ٢٧٣

وهو ينصح للورقاء بالعزلة إن هديت، ولا يقتصر على الإنسان:

وانفردي في بلد عازب
عنَّا وعيشي ذات بالٍ رخي
١: ١٩٠

وهكذا رأى وحدته أُنْسًا واجتماعه بغيره وحشة:

إذا حضرت عندي الجماعة أوحشت
فما وحدتي إلا صحيفة إيناسي
طهارة مثلي في التباعد عنكمو
وقربكمو يجني همومي وأدناسي
٢: ٣١

ونفى أن في الوحدة وحشة وحبَّذها وذكر مزاياها عنده، وعلَّلها تعليلات مختلفة متنوعة دينية تارة ونظرية طورًا ونفسية حينًا، وسنعرض لهذا في موضعه.

نظرة في هذه الآراء

هذه آراء لأبي العلاء لعلها هي التي بها اشتهر، وهي خطوط صورته عند الناس، وإنها — كما قدَّمنا — لآراء في الفلسفة العملية الإنسانية متصلة بحياة الإنسان أشد الاتصال وأقواه، فهل ثبت أبو العلاء على هذه الآراء؟

لننظر قبل الإجابة عن هذا السؤال إلى صورة الرجل من جانب آخر على الترتيب الذي اتبعناه في عرض جانبها الأول … فأما:

زهد أبي العلاء

فقد أرانا فيه أكثر مما يرينا ناسك في شعاف جبل، وأشهدنا أفضل ما وصفت به أوائل الرهبان ورءوس المتصوفة، فلنجُل معه قليلًا نقلِّب من دواوين أدبه صحفًا أخرى … فهذا هو في الغفران (١٦٧) ينتقص الزهد فيقول: «وما علمنا هذا١ النسك موفيًا ولا في الأسباب الرافعة مرقيًا، والعالم بقدر عاملون أخطأهم ما هم آملون …» وفي موضع آخر من هذه الرسالة — ١٨٢ — يُعلن يأسه من النسك إذ يقول: «ولا عنده عن الجبلة، يريد المتنسك أن يصرف حُبَّه عن العاجلة وليس يقدر على ذلك، كما لا تقدر الظبية أن تصير لبؤة، ولا الحصاة أن تتصور لؤلؤة، يوسف أعرِض عن هذا واستغفري لذنبك إنكِ كنت من الخاطئين.» كما أنه في شعره يعلن أنه لا يجد النسك فيبغيه ويقول:
والنسكُ لا نسكَ موجودٌ فنبغيَه
فعدِّ عن فقهاء اللفظ مُرَّاقِ
٢: ١٢٢

وما في عالم الأرض زاهد ولا الرهبان أهل الصوامع:

لعمرُك ما في عالم الأرض زاهدٌ
يقينًا ولا الرهبانُ أهلُ الصوامع
٢: ٨٢

ويتهم مَنْ يُظهر الزهد فيرى بعض هذا مما سببه ضعف العقول، وبعضه مما سببه بُعْد الهمم:

رأيتُ بني الدهر في غفلة
وليستْ جهالتُهم بالأمم
فنسكُ أناسٍ لضعفِ العقول
ونسكُ أناسٍ لبُعْد الهِمَم
٢: ٢٨٠

وهذا هو زهد أولئك الذين طمعوا وعملوا فخذلوا، وعزَّ عليهم الحرمان فتركوا الدنيا ترفعًا، وهو يشير بهذا إلى معنًى نفسي دقيق، وقد يكون هذا النسك لبُعْد الهمم هو ما عناه بقوله:

دُنياكَ دارٌ قد اصطلحنا
فيها على قلَّة الديانَه
كأنها قينةٌ خلوبٌ
ما عُرفت قطُّ بالصِّيانه
مَنْ لم ينلها أراك زهدًا
ومَن لعيرٍ بصلِّيانَه٢
٢: ٢٩٥

ومثله:

خوى دن شرب فاستجابوا إلى التقى
فعيسهمو نحو الطواف خوادي
١: ٢٢٤

والمعري يحمل عصا النسك كما أسلفنا، ويراها أحمى من رمح عامر، وأشرف من قوس حاجب، لكنه هو الذي يرى أن العلا حظ الأقوياء:

وقد علمت وغيري عن مشاهدة
أن العُلا إلفُ قوم في الوغى لِيسِ٣
٢: ٣٧

وأنه فاز الجسور وخاب مَن لم يجسر:

والعيش جسر نال من هو جاسر
أو كاد فيه وخاب مَنْ لم يجسر
١: ٣٣١

ولا ينال العلا إلا بأطراف القنا وكعوبه، وضرب الهوادي بالحديد المسمم وما هو من ذلك بسبيل:

زممتُ المطايا للوجيف ولم تكن
تُنالُ المعالي بالمطيِّ المزمَّم
ولكن بأطراف القَنا وكعوبِه
وضربِ الهوادي بالحديد المسمَّم
وجذبِ رداءٍ يدرُج النملُ فوقه
لتعميم رأس الهِبرزِيِّ المعمَّم٤
٢: ٢٥٣

ومن يكتحل بالسهد في طلب العلا فجائز أن يرى منهاجها:

ومَنْ يكتحل بالسُّهد في طلب العُلا
يَجُز أن يرى منهاجَها باكتحاله
٢: ١٨٧

وعنده أن السؤدد للشجاع والخطيب حتى في الطير:

ومتى رُزِقتَ شجاعةً وبلاغة
أوطنتَ من ربع العلى بمشيَّد
فالطير سؤددها الرفيع وعزُّها
قُسما على خطبائها والصيَّد
١: ٢٣٥

•••

وإن يرَ النسك لا يكون إلا عن صحة واقتدار، نسك شارخ لا من فات الأربعين، فلكم بكى الشيخ شبابه آسفًا في حسرة وحنَّ إليه في لوعة كقوله:

ظمئتُ إلى ماء الشباب ولم يزل
يغورُ على طول المدى ويغيضُ
تراه مع الإخوان لا تستطيعه
حبيبٌ متى يبعُد فأنت بغيضُ
٢: ٥٩
إذا ما خَبَتْ نارُ الشبيبة ساءني
ولو نُصَّ لي بين النجوم خباءُ
١: ٢٩

إلى كثير من ذلك قوى، وهو الحاض على اغتنام الشباب:

إن الشبيبةَ نارٌ إن أردتَ بها
أمرًا فبادرْه إن الدهر مطفئُها
١: ٣٦

بل هو الحاض على الأنانية وإيثار النفس على غيرها:

إن تُرد أن تخصَّ حرًّا من النا
س بخير فخُصَّ نفسك قبله
٢: ١٨٠

وإذا لم يكن لشيء عنده قيمة، وقد هوَّن من شأن المال وسوَّى الفقر بالغنى أو فضَّله، ورأى الفقير أقلَّ همًّا، فهو هو الذي قال: «نِعْمَ الشيء الثراء لمن كسا العاري وأطعم السغبان.» (ف٢٨٢) وهو الذي يرى العز في الثروة والعيش في الحيرة:

والعز في الثروة والعيش في
الحيرة والحرفة في المحبرة
١: ٣١١

وهو القائل: إن كل قلب جُبِل على حب الغنى:

تبغي الثراء فتُعطاه وتُحرَمُه
وكلُّ قلب على حبِّ الغني جُبِلَا
لو أن عشقَك للدنيا له شبَحٌ
أبديتَه لملأتَ السهلَ والجبلا
٢: ١٦٩

والمال عنده خدن النفس والفقر موت:

والمالُ خِدنُ النفس غير مدافع
والفقرُ موتٌ جاء بالإهمال
أوَمَا ترى حكم النجوم مصورًا
بيت الحياة يليه بيت المال؟
٢: ٢٠٥

والفقر موت يرجى النشور منه بالمال:

والفقر موت غير أن حليفه
يُرجى له بتمول إنشار
١: ٢٦٦

والناس يحترمون الغني ويعيبون الفقير:

أجلُّوا مكثِرًا وتنصَّفوه
وعابوا من أقلَّ وأنَّبوه
٢: ٣٤١

يخدمون الغني لا الفقير:

من يغنَ يخدمه قوم على طمع
ولا يرون لمن أخطا الغنى خدما
٢: ٢٤٨
لبَّى الغنيَّ بنو حواء من طمع
ولو دعاهم فقيرٌ ما أجابوه
٢: ٣٣٨

والمعري نفسه يألم للزوم الفقر له، كأنه دعوة ناسك استجيبت:

وأنَّ أخا نُسكٍ دعا لك بالذي
ملكتَ بضد من غناك دعا لي

ويعد نفسه صعلوكًا إذ خرج من الدنيا بغير مال:

بلا مال عن الدنيا رحيلي
وصعلوكًا خرجت بغير مال
٢: ١١٧

•••

وإن هتف المعري هتفة المسيح بمحبي التخلص من أذى الحياة أن يحطوا أثقالهم ويتبعوه، فهو يصارح بأن الحياة قائمة على الكد:

ولا بد في دنياك من نصبٍ لها
وهل وضع الأثقال دهرك عن شفر؟
أليس هزبر الغاب وهو مملَّك
على الوحش يبغي الصيد بالناب والظفر
١: ٣٠٨

وأهاب بالناس أن يعملوا للحياة عمل الباقين، وكاد ينظم الحديث أو الأثر المعروف بنصه: اعمل لدنياك … إلخ فقال:

اعمل لأخراك شَروى مَن يموت غدًا
وادأب لدنيا فعلَ الغابر الباقي
٢: ١٢١

وإن أدين الناس مَن يسعى ويحترف لا يروم الرزق بالتوكل:

تقوى فيُهدى إليك الزادُ عن عرض
وتقتري الأرض جوالًا فتقترف
تروم رزقًا بأن سموك متكلًا
وأدينُ الناس مَن يسعى ويحترف
٢: ٨٩

وحينما أعجبه الترهب عقَّب على ذلك بأن السعي الحلال أطيب من الترهب:

ويُعجبني دأبُ الذين ترهَّبوا
سوى أكلِهم كدَّ النفوس الشحائح
وأطيبُ منهم مطعمًا في حياته
سُعاةُ حلالٍ بين غادٍ ورائح
فما حبَس النفسَ المسيحُ تعبُّدا
ولكن مشى في الأرض مشية سائح
١: ١٨٥

والرزق يهتف بالناس: أن اعملوا وكلوا وبالظبي رِدْ وبالطائر التقط:

فالرزق يهتف يا إنسُ اعملوا وكلوا
يأيها الظبيُ رِدْ يا طائرُ التقطِ
٢: ٦٧

والمعري يدعو إلى عدم الأنفة من الاحتراف والتكسب:

لا تأنفنَّ من احترافك طالبًا
حِلًّا وعَدِّ مكاسبَ الفجار
١: ٣٢٤

وهو يأمر بالجد قائلًا: من سهر في الليالي السود فأحر به أن يسود، والله مالك السائد والمسودين (ف٢٣٧).

وأبو العلاء الذي يدين بالحظ ويكثر جد الإكثار من ذكر سلطانه الجائر يذكر أن الحظ كامنٌ في العمل:

ونال بنوها ما حبتْهم جدودُهم
على أن جَدَّ المرء في الجَدِّ كامنُ
٢: ٢٨١

•••

ولئن حول المعري بخلابته اللفظية واشتقاقه البديعي أسماء المعادن والجواهر إلى آلام وخسائر، فإنه لهو الذي وصف الذهب فقال في الغفران — ٢٠٣ و٢٠٤: لله در الذهب من خليل، فإنه يفيء بظل ظليل، وإن دُفِن لم يبالِ؛ ما هو كغيره بال، أُعطي نفيس المقدار فما همَّ شرفه بانحدار، والدر إذا كُسر ذهبت قيمته ولم يحفظ أن تتحطم كريمته، وربَّ ذهب في سوار غبر زمانًا غير متوار، ثم جعل في خلخال، تختال بلبسه ذات الخال، ثم نُقِل إلى جام أو كاس، وهو بحسنه كاس، ما تغير لبشار النيران، ولا غدر بوفي الجيران … إلخ ما قال.

وهو الذي يفرح لصاحبه بالدنانير في الغفران (١٩٥) ويقول: «وسرتني فيئة الدنانير إليه، فتلك أعوان تشتبه منها الألوان، ولها على الناس حقوق، تبر أن خيف عقوق …»

كما يقول في وصف الدينار الذهبي من الفصول والغايات (٢٨٨ و٢٨٩): «… اعتمد على ذي وجهين ما عُرف قط بالمَين، لو كان رجلًا لكان ناصح الجيب قلما خشي منه العيب … ومتى بُعث في المآرب قضاها، والله بلطفه أمضاها، له منزل ما دخله الهم ولا سكنه الخال ولا العم … تلقاه معلمًا بالتوحيد وليس بالعالم ولا البليد، ولكن الله أنطق بعظمته كلَّ جماد.»

•••

ولئن هوَّن أبو العلاء من أمر الملك وكرهه ونهى عن ولاية الشئون العامة، فلقد تمنى أن يكون الله قد صاغه ملكًا أو ملكًا مؤيد المن يريق ما يشاء من دم هدرًا:

لو شاء ربي لصاغني ملِكًا
أو ملكًا ليس يعجز القدَرُ
أيَّد منِّي وقال: أي دم
أرقْتَ فهو الجُبار والهدر
١: ٢٨٢

وهو هو الذي يريد عليا المراتب:

أريد عليات المراتب ضلة
وخرط قتاد الليل دون عليان
٢: ٣٠٧

وهو الذي طلب العز ووالى المطايا التي تسعفه عليه:

متى ما تَبِت خوصُ المطايا مواليًا
بنا في ابتغاء العزِّ فهي موالِ
٢: ١٨٩

ورهين المحابس قد أُغْرِم بالفروسية غرامًا، إذ يرى العز في رمح وترس، أظهر منه في قلم ودرج، وحلفاه قتب وسرج:

وإن العزَّ في رمحٍ وتُرس
لأظهر منه في قلمٍ ودرجِ
فدع إلفَيك من عرب وعُجم
إلى حِلفَيك من فرس وسرج
سراجُك في الدُّجُنَّة عينُ ضارٍ
وإلا فالكواكبُ خيرُ سُرج
١: ١٧١

ويؤثر الموت بضربة يوم حرب على الموت في الفراش:

لَضربةُ فارسٍ في يوم حربٍ
تطير الروح منك مع الفراش
أخفُّ عليك من سقمٍ طويل
وموتٍ بعد ذاك على الفراش
٢: ٥٢

ويؤسفه أن يخرج من الدنيا لا يبكيه مهند ولا جواد:

وإنك لا باكٍ عليك مُهنَّد
ولا مُظهرٌ حزنًا، جوادٌ مُطهَّمُ
٢: ٢٣١
وهو مع ذلك كلِّه صاحب الكتاب المفرد في الخيل عنوانه: «خطب الخيل»، تكلم فيه على ألسنتها.٥

•••

وإن يحذر الشيخ من لصوص الأماني فهو الذي تدب عقارب المنى على لسانه:

عقارب قاتلة من منًى
على لساني وضميري دبَبْن
٢: ٢١٠

وله أمل فرقانه محكم:

لي أمل فرقانه محكم
أقرؤه غضًّا كما أُنزلَا
٢: ١٧٧

وخانته الأماني مرارًا ثم ما زال يتعلل:

وخانتنيَ الدنيا مرارًا وإنما
يُجهِّز بالذمِّ الغواني الخوائنُ
أعللُ بالآمال قلبًا مضلَّلًا
كأنيَ لم أشعر بأنيَ حائنُ
٢: ٢٨٠

وهو يرى أنه لو قيل: لم يبقَ من العمر إلا ساعة لأملت ما تعجز عنه سنة:

والأملُ المبسوطُ قِرنٌ إزا
ءَ الليثِ لا يتركُ أنْ يلسنهْ
لو قيلَ لم يبقَ سوى ساعةٍ
أملت ما تعجزُ عنهُ سنهْ
٢: ٣٠٢

وهو الذي اتسعت آماله حتى لم يفِ بها العمر وقد طال عمره:

حاجي نظيمُ جُمانٍ والحياةُ معي
سِلكٌ قصيرٌ فيأبى جمعها القِصَر
أما المرادُ فجمٌّ لا يُحيط به
شرحٌ ولكنَّ عُمر المرءِ مختصرُ
١: ٢٥٥

•••

ولئن حضَّ أبو العلاء على أعمال النسك، فلقد حضَّ على التنعم:

ألا فانعموا واحذروا في الحياة
ملمًّا يسمَّى مزيل النعم
٢: ٢٧٩

وهو القائل نثرًا: واستقامة العالم لا تكون ولذة الدنيا منقطعة (ف٣٥٨)، وهو الذي قرر أن النفوس تنافر الجد، وتهوى اللهو:

وديدَنُ الجدِّ مملوكٌ تُنافره
كلُّ النفوس وتهوى اللهوَ والدَّدَنا
٢: ٢٩٠

وهو الذي يرى أن الفتى حين يكره الغواني ويتقي المرض ويحتمي من الطعام يكون قد طوى الحياة، وكاذب مَن يقول: إنه منعَّم:

وإذا الفتى كرِه الغوانيَ واتقى
مرضًا يعود وضرَّه ما يطعمُ
فقد انطوتْ عنه الحياة وكاذبٌ
من قال عنه يبيت وهْو منعَّمُ
٢: ٢٣٦

وهو المدافع عن إصابة اللذات؛ إذ يقول في الغفران (١٩٣): وأما ما ذكره من ميله في مصر إلى بعض اللذات فهو يعرف الحديث: أريحوا القلوب تعِ الذاكرة. وقال أحيحة بن الجلاح:

صحوتُ عن الصِّبا واللهو غول
ونفس المرء آونة ملول

•••

وإذا كان أبو العلاء قد وصف نسكه هو نفسه، فكم له مع ذلك من أسف على الدنيا، منه ما في الفصول (٣٦٦): «لا أكتمك ما أنت به عليم، إن أسفي لطويل، نفد عمري وغيري المصيب.» وإنه ليعلن غير مرة أن نفسه تنازعه إلى الشهوات:

تنازعني إلى الشهوات نفسي
فلا أنا منجح أبدًا ولا هي
٢: ٣٥٦

ويبدي إعجابه بالخفض والصحة:

أريد ليانَ العيش في دار شقوة
وتأبى الليالي غيرَ بخل وليانِ٦
٢: ٣٠٧

وهو يؤثر العافية وسلامة جسمه، ويعتبر السن خيرًا من درة، ويوصي بالمحافظة عليها:

سنُّكَ خيرٌ لك من دُرَّة
زهراءَ تغشى أعين الناظرين
عجبتُ للضارب في غمرة
لم يُطع الناهين ولا الآمرين
يكسر باللؤلؤ من جهله
خشبًا عتت عن أنمل الكاسرين
٢: ٣٣٣

وهو يجهر بأن النفس لا تزال ذليلة لحب طعام وحب شراب، ويوبِّخ هذه النفس:

تميلين عن نهج اليقين كأنما
سرى بك أعمى أو عراكِ تَعامي
فبُعدًا لنفس لا تزال ذليلةً
لحُب شراب أو لحُب طعام
٢: ٢٥٧

•••

وهو يقرر أنه جاهد لتحسين حاله في الحياة أو إحسان ذكره فيها:

قد ركبتُ الوجناء في جوشن الحنـ
ـدس أكرى في رحلها وهي تكرُ
راجيًا حُسنَ حالة إن تخطَّتـ
ـني فأعمالها ليحسن ذِكرُ
١: ٢٨٠

فهو كما يقول: قد قطع الحَزْن إلى السهل ابتغاء اليسار:

قطعنا إلى السهل الحزونةَ نبتغي
يسارًا فلم نُلفِ اليسير ولا السهلا
٢: ١٦٨

ونبل فلم يصب فمن له بالسهام الصائبات:

حابي كثيرٌ وما نَبلي بصائبة
وكيف لي في مراميهنَّ بالحابي
١: ١٠٥

وأرسل دلوه يبغي الماء فخانه الرِّشاء:

أرسلت غربك تبغي الماء مجتهدًا
وما على الغرب لما خانك المرس
٢: ٢٠

وبعد هذا الفشل والعجز ما زال آملًا راغبًا. يقول: «أحب الدنيا وآلتها ليست فيَّ، وقد يئست من بلوغها واليأس مريح، فإلامَ التشوف إلى الضلال؟! لو كنت مؤديًا — كامل الأداة — لها لثقل عليَّ أمرها.» (ف٣٥٨).

كما يقول:

ولي أمل قد شبتُ وهو مصاحبي
وساوَدني٧ قبل السواد وما هما
٢: ٢٤٠

وما أصرحه بعد ذلك حين يفسر ما يمكن أن يكون منه زهدًا، ويبيِّن سببه النفسي في شجاعة، فيقول: إنه لا يؤثر خمود مصباحه ولكن خانه الزيت:

ولم أوثر لمصباحي خمودًا
ولكن خان موقدَه السليطُ
٢: ٦٣

وأنه لم يطلِّق الدنيا بل هي التي طلَّقته:

فما طُلِّقتْ هي بل طَلَّقتْ
ولستُ بأول مَنْ طُلِّقَا
٢: ١١٧

وما أعرض عن اللذات إلا لأن أطايبها قد مالت عنه:

ولم أُعرض عن اللذات إلا
لأن خيارها عنِّي خنسْنَه
٢: ٢٩٩

ويكمل التفسير حين يقول: إن الناس أرخصوه فأغلى قدره بالصبر:

لما رأيت سجايا العصر ترخصني
رددت قدري إلى صبري فأغلى بي
١: ١٠٥

ولعل هذا من النسك الذي ذكر هو قريبًا أنه نسك لبُعد الهمم، وهو في الحقيقة متشهٍّ راغب يريهم رياء وفي الفؤاد أوار:

إني أواري خلَّتي فأريهموا
ريًّا وفي سر الفؤاد أوار
١: ٢٧١

هذا زهد أبي العلاء بعامة. وأما:

تحريم الحيوان وثماره

فإن يكن قد قرر ألا نسك للأسد مع خوف الوحش والنعم من فرسه، فهو يقدر الواقع الطبيعي قدره، ويقول: إنه لم تُخلق للأسد أظفار إلا ابتغاء الظفر:

وما جعلت لأسود العرين
أظافير إلا ابتغاء الظفر
١: ٣٥٧
ولو لم يُقدِّر خالقُ الليث فرسَه
لمطعمه لم يعطه الناب والظفرا
١: ٢٨٦

وهو يدافع عن افتراس الأسد بأنه على هذا جُبلَ، وصير قوته مما يدمي:

وما ذنبُ الضراغم حين صيغت
وصيِّر قوتُها مما تدمِّي
فقد جُبلت على فرس وضرس
كما جُبل الوقود على التنمِّي
٢: ٢٦٤
وفي الفصول (٤١٠) يقول عن الذئب: والله جعل رزقه في البضيح فعلامَ يقتل إذا افترس فريرًا منزربًا؟!٨

ويقول في شعره:

ولولا حاجة في الذئب تدعو
لصيد الوحش ما قنص الغزال
١: ١١٨

وشيخنا المشفق على حيوان الأرض هو الذي يخاف ويخوف من الحيوان:

وخَفْ حيوان هذي الأرض واحذر
مجيء النطح من روق وجُمِّ
٢: ٢٦٤

ويشبه الناس بضاري الحيوان، ويرى أن الشر قد تفرق في حيوان الأرض:

والشر في حيوان الأرض مفترق
والإنس كالوحش من ضار ومنتقل
٢: ١٩١

ولئن كان يجزي الحيوان عن هذا الشر إحسانًا فيكره ذبحه ويحرم على نفسه لبنه، فإنه لينسى ذلك فيذكر إيثاره اللبن على اللحم:

أعرض عن الثور مصبوغًا أطايبُه
بالزعفران إلى ثور من الأقط
٢: ٦٧

ويفضل اللبن على الخمر ليغري الناس بالاستعاضة عن الخمر:

أفضل من حمر السلاف ومن
كُمَيتها ناصعٌ من اللبن
٢: ٣٢٢

كما أنه وقد بلغت به الرقة أن طلب اتخاذ حذائه من الخشب لا من الجلد حتى لا يذبح الحيوان قد نسي ذلك وأعلن أنه يشرب الماء من الجلد:

شربتُ بالعسجد عن عزَّة
ومشربي من خزَفٍ أو أدَم
٢: ٧٧

وأكثر من ذلك كله أن أبا العلاء وقد دفعته رقةُ القلب إلى تحريم الذبح فكره السيوف والسكاكين والمدى، بل كره الحديد يُتَّخذ منه المرود لسبر الجرح، فنهى عنه، هو أبو العلاء الذي يمجِّد السيف ويتعشقه، ويحبذ القوة تحبيذًا يضعه في صف الشعراء الفرسان — إن شئت — وقد أسلفنا قريبًا بعض الشيء عن حبه الفروسية وهو يشيد بالسيف في نثره فيقول في الفصول (٢٩٧ و٢٩٨) وصفًا للسيف: يهابه الفتى والكهل، وهو لأن يهاب أهل يستنصر به أرباب العقول، وليس بصاحب معقول، وفي شعره يعد السيف الشر النافع كل حين:

وجدت الشر ينفع كل حين
ومن نفع به حمل الحسام
٢: ٢٣٣

والسيف أبلغ واعظ يتكلم:

كلِّم بسيفك قومًا إن دعوتهمو
من الكلوم فما يُصغون للكلم
ذو النون إن كان سيف الهند أبلغ من
ذي النون في الوعظ بل من نون والقلم
٢: ٢٦١

وبالسيف يماط الأذى:

وكم من حسام قد أميط به الأذى
ومارن سمر فيه رغم لمارن
٢: ٣٠٩

وبالسيف تنال المنى:

مُنى صِلِّ حربٍ نالها بالمناصل
فواصِل وقاطِع بالرِّقاق الفواصل
٢: ١٨٦

وأبو العلاء رام المآرب سفهًا ولم تكن تُنال إلا بالسيف:

رُمنا المآربَ بالسفاه ولم تكن
لتُنال إلا بانتضاء شفار
١: ٣٤١

وفي بيض السيوف بياض عيش، هكذا قال الحكيم:

فوارسُ خيلكم تُعطى مناها
إذا دمَّى نواجذَها الشكيمُ
وفي بِيض السيوف بياض عيش
بذلك فاعلموا نطقَ الحكيمُ
٢: ٣٣٣

والسيف أصل المكرمات:

فيا هند، وانٍ عن المكرما
تِ مَن لا يساور بالهندواني
٢: ٣٢٨

وهذا الرقيق القلب يصف وقع السيف، ويراه إنما يفرج الضيق بوقوعه في المضيق:

والسيف لا يفرج المضايق أو
يوقعه في المضيق من صقله
٢: ١٧٨

والعجب أن أبا العلاء صاحب الكلمات في الأديان والعقائد يرى أن السيف هو الذي يثيب الملاحدة إلى الرشد:

تمادَوا في العتاب ولم يتوبوا
ولو سمعوا صليل السيف تابوا
١: ٧٠

وهذا المتفلسف المفكر يأمر بقتال الملحدين:

إذا ما ألحدت أمم بجهل
فقابلها بتوحيد السيوف
٢: ٩٩

ولو أخذهم السيف ما ألحدوا، فإنما الإلحاد إلحاد السيف عن أن يأخذهم:

رويدك لو لم يلحد السيف لم تكن
لتحمل هام الملحدين هواد
١: ٢٢٤

وفسدت الشام في عهده كذلك بسبب إلحاد السيف في رأيه:

إذا دنوتِ بشأم أو مررتِ به
فنكِّبيه وراء الظهر أو حيدي
قد غيَّر الدهرُ منه بعد مبتهج
وألحد السيفُ فيه بعد توحيد
١: ٢٣١

ورابه من السيف هذا الإلحاد وأنه لم يفجع الملحدين برءوسهم منذ أزمان:

هل ألحد السيف أو قلَّت ديانته
أو كان صاحب توحيد وإيمان
ورابني منه ترك الجاحدين سُدًى
لم يُفجعوا برءوس منذ أزمان
٢: ٣١٦

وإذا ذكر القتل والقتال في الحديث عن ناسك: المتحوب من الجرح والدم، المبتغي نعلًا من خشب لئلا يسلخ الجلد، فاسمعه إذ يقرر أن العيش نهاب ويأمر بالمناهبة:

تناهبتِ العيشَ النفوسُ بغرَّة
فإن كنتَ تسطيعُ النهابَ فناهبِ
١: ١٠٠

ويرد المطاعين وهم المطاعون:

رب الجواد قرى عينًا لمأكله
فعد من رهط أقوام فراعينا
قل للمطاعيم تعصبهم ضيوفهمو
إن المطاعين يمسون المطاعينا
٢: ٣٩٣
وفارسنا الحبيس لا يكفيه أن يؤثر الموت في الحرب على الموت في الفرش بل هو يعد ميتة الميدان سعادة:٩
من السعد في دنياك أن يهلك الفتى
بهيجاء يغشى أهلها الطعن والضربا
فإنَّ قبيحًا بالمسود ضجعةٌ
على فرشه يشكو إلى النفر الكربا
١: ٨٠

وإذا كان له من الشعر ما يعد به بين الشعراء الفرسان حينًا فإن له من تحبيذ القوة ما يجعله بين المعدودين من أنصارها، وهو الموصوف بالبرهمة، والقول بعدم إفساد الصورة، وبتحريم ذبح الحيوان، فاستمع لقوله في تمجيد القوة:

ما أوصل السيف قطَّاعًا لحامله
وأبلغ الذابل الموصوف بالخطل
قد وافياك بتاج المُلك عن عرض
وأثرياك بحَلْيِ الكاعب العُطل
وأحرزاك بمقدار إلى أمد
وأنجزا لك وعدَ الكُذَّب المطل
والسيفُ إن قال أبدى نبأةً عجبًا
في وزن حرفين لم يُكثر ولم يُطل
سلمان تُفهَم عنه فارسيَّتُه
فدع سليمان والمعنى ردى البطل
٢: ١٩١

ويذكر التقنع عن عظائم لا تبلغ بالوناء فيعد هذه العظائم في إطالة وحماس:

ويكفيك التقنُّعُ من قريب
عظائم ليس تُبلَغ بالتونِّي
صرير الرمح في زرَد منيع
ووقع المشرفيِّ على المجَنِّ
وحمل مهنَّد يسطو بعير
وفور ليس بالأشرِ المرنِّ
ولا شلَّال عاناتٍ خماص
ولكن خَيل جيشٍ مرجحنِّ
يرى عذمَ الأوابدِ غيرَ حلٍّ
ويعذمُ هامةَ البطل الرفنِّ١٠
وما ينفكُّ محتملًا ذُبابًا
أبى التغريد في الخصر المغن
تذوب حذاره زُرْق الأعادي
ويسخى بالحياة حليف ضنِّ
وينفث في فم الحيات سُمًّا
ويملأ ذلَّةً أنفَ المصنِّ١١
٢: ٣١٨

وهو ينفر من التغاضي على التثريب ويحتكم إلى القوة:

وخيرٌ للفؤاد من التغاضي
على التثريب نصلٌ يثربيُّ
فإن يلحق بك البكري غدرًا
فلم يتعرَّ منه التغلبيُّ
٢: ٣٦١

ويحبذ نفع السيف وحده:

ما أنفع السيفَ لمن شامه
أخضر ما روضته ذاوية
ذبابُه إن يشدُ يحدث له
جدٌّ يوازي لعِبَ الغاوية١٢
يقتسرُ الدنيا لأخلافه
محتلبًا أخلافها الصاوية
ألوى نبات الأرض وهو الذي
لم يُلوِ بل ألوتْ به اللاوية
٢: ٣٦٥

والمعري في إعجابه العنيف المسرف بالقوة قد قامر بحياته في سبيل هذا وقال:

وإن أنا قلتُ لا تحملْ جرازًا
فهُزَّ أخا السفاسق واضربنِّي
فنصلُ السيف وهو اللجُّ يرمي
غريقًا فوق سيفٍ مرفئنِّ١٣
وضاحيه يُزيل غضونَ وجهٍ
ويبسطُ من وِداد المكبئنِّ١٤
فما حملتْ يداه به خئونًا
ولا نبراتُه نبراتُ وَنِّ١٥
٢: ٣١٩

فيا ليت شعر أبي العلاء أكان هذا آخر ما قال، فهو عنده القول الفصل في الشهادة للقوة والسيف، أم تراه عاد فنقض ذلك وبه استحق بالنهي عن حمل السيف أن يهز أخو السفاسق ليضرب به؟ ما أحسبه إلا قد خسر في هذا التحدي حياته؛ إذ طالما قال: لا تحمل سيفًا ولا تمسه، وما إخال تلك النغمة القوية هي آخر نغماته.

وفي كل حال فهذا التحدي الثائر المسرف في الدعوة إلى السيف صادر من ذلك الذي حرَّم الحيوان شطرًا من عمره، واحتج لذلك مجادلًا في الرسائل المتبادلة بينه وبين أحد أبناء عصره: هبة الله بن موسى بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فكانت حجته في شعره هي حجته في نثره متدافعة متقابلة.

فقد احتج في شعره لما رأى من تحريم الحيوان — بما أسلفنا — من أمر صحته ونظام طعامه وقال:

أفدت لهجران المطاعم صحة
فما بيَ من داء يخاف ولا حبن١٦
٢: ٣٢٤

ولعله لهذا قد تمنى ترك الأكل جميعًا فقال:

من لي بترك الطعام أجمع إن
الأكل ساق الورى إلى الغبن
٢: ٣٢٤

كأن هذا التحريم الصحي حجته، ثم هو في غير هذين الموضعين يذكر تحريم الحيوان وشفقته عليه على نحو ما قدمنا. وكذلك نراه في حجاجه النثري عن هذا التحريم، وهي المسألة التي كانت مدار مراسلاته مع داعي الدعاة، فهو تارة يظن اقتناعه بالنبات يثبت له جميل العاقبة، وحينًا يقول: إن اللحوم لا توصل إليها إلا بإيلام حيوان، ويتحدث عن هذا الألم وحس الحيوان به، وآونة يقول: إن الذي حثه على ترك أكل الحيوان قلة ماله.

فهل أبو العلاء الذي سمعت منه ما سمعت هو أرفق الناس بالحيوان وأرحمهم به وله في ترك أكله فكرة تعبر عن مذهب فلسفي؟ سنرى. وأما …

١  في طبعة هندية التي نذكر صحفها هنا وردت الفقرة هكذا: «وما علمنا أن النسك موفيًا» وهو خطأ ظاهر ولا يتفق مع حرف السجع، فإما أن يكون «هذا النسك» بدل «أن النسك»، وإما أن تزاد كان بعد النسك.
٢  واحدة الصليان وهو نبت.
٣  اللَّيَس: جمع ألْيَس وهو الشجاع.
٤  الهِبرزيُّ: الجميل.
٥  ياقوت، معجم الأدباء، ١: ١٨٩، ط هندية.
٦  لواه بدَينه ليًّا وليَانًا: مطَلهُ.
٧  ساودني: لازم سوادي أي شخصي، أو غالبني.
٨  البضيح اللحم. والفرير ولد الضائنة. والمنزرب الذي دخل الزرب وهو حظيرة البُهُم.
٩  يلاحظ أنه يقول في الفصول (٢٩٥): أحسن ميتة الرجل أن يظهر به العلة ويستحضر له الطبيب فيمارس له الأدوية، وعند الله دواء السقيم، ثم يقدم الناس فيحضره نفرٌ، منهم العدو الصديق، ثم يلفظ نفسه فيكون كالجذع القطيل المقطوع إلخ.
١٠  العذم العض والأكل بجفاء، والرفن: المتبختر في بطر.
١١  المصن: الممتلئ غضبًا.
١٢  الغاوية هنا الذي يألف الرياض من الذباب.
١٣  المرفئن: الساكن.
١٤  المكبئن: المنقبض.
١٥  الونُّ: آلة للهو.
١٦  الحبن: ما يعتري الحبة فيقبح ويرم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤