المعركة الأخيرة يقودها «هاجنت»!
جلس «أحمد» في «قمرته» يُفكِّر، كان الهدوء قد بدأ يسيطر على المكان، لم تعد الباخرة تهتز. قال لنفسه: يبدو أن الجو قد اعتدل. ظل مُستلقيًا في سريره يفكر: «ماذا لو دار البحث عن العضو المفقود؟» جاءته الإجابة بسرعة: يمكن أن يفقد نتيجة ما حدث … المطر والأمواج المرتفعة، واهتزاز الباخرة … هذه مسألة تحدث كثيرًا.
حاول أن ينام، غير أن أفكاره كانت فوق السطح، حيث يوجد بقية الشياطين … فجأة، لمح لمبة جهاز الاستقبال، تُضيء وتُطفئ … أسرع إليه، فقد عرف أن هنالك رسالة … استقبلها، وكانت من «إلهام» تقول: سوف أنتقل إلى المقر السري، حيث إنكم في طريقكم إلى الشرق الأوسط.
رد عليها بسرعة: لا بأس، كل شيء على ما يرام.
عندما استلقى على سريره مرة أخرى، شعر أنه متعب فعلًا، وأنه في حاجة إلى النوم … ولم تمر لحظات، حتى كان قد غرق في النوم، وهذه تدريبات يجيدها الشياطين، فهم يَنامون في أي وقت يريدون، ويستيقظون في أيِّ وقت أيضًا … وهذه ليست مسألة صعبة، إن أي إنسان، ببعض التمارين، يمكن أن يفعل نفس الشيء … استيقظ «أحمد»، فرأى «باسم» يرقد في السرير الآخر. ظل يرقبه قليلًا … كان مبتلَّ الثياب، فجأة دوَّى جرس في الباخرة، وهذا معناه أن هناك اجتماعًا للبحارة … هز «باسم» برفق، ففتح عينيه وقبل أن ينطق بكلمة، كان «قيس» و«خالد» على الباب، قال «قيس»: هيا أسرعا يبدو أن المسالة هامة.
كانت الشمس تغطي سطح الباخرة، والجو هادئ تمامًا، بينما كان البحارة الذين يتبعون «بورج»، يصطفون في طابور، والذين يتبعون «ميتشل»، في طابور آخر … أدرك الشياطين بسرعة كل شيء، كان «بورج» يبدو هادئًا، في الوقت الذي يبدو فيه «ميتشل» عصبيًّا تمامًا … ألقى الشياطين التحية ثم انضموا لبحارة «بورج» الذي قال في هدوء: إن هناك حديثًا يريد أن يوجهه السيد «ميتشل» إليكم، بعد أن اختفى أمس «ويللي» وهو من رجاله المقربين.
صمت «بورج» … بينما تقدم «ميتشل» يخطو في هدوء، قال «ميتشل»: إن اختفاء «ويللي» مسألة عادية؛ فقد أرسلته لعمل ما في الباخرة، لكنه لم يعد، ولا أدري السبب حتى الآن.
قال «بورج»: لو يسمح لي السيد «ميتشل» … في مثل هذه العواصف التي مرت والتي كانت قوية بالأمس، قد تفقد رجالًا قد لا يقدرون خطورة الموقف مثلًا فيضيعون أعني أن هذه مسألة عادية.
صرخ «ميتشل» في غضب: لا يا سيد «بورج» … إن اختفاء «ويللي» ليس بسبب العاصفة التي كادت تُدمِّرنا أمس، لقد اختفى بفعل فاعل، ودعني أقُلْ بصراحةٍ … إنني أشك في هؤلاء البحارة الصغار.
نظر «بورج» إلى الشياطين وقال: هؤلاء … إنهم مثال للخُلق؛ فهم طوال الرحلة متعاونون تمامًا، حتى إنني أظنُّ أنهم ليسوا بحارة جددًا.
صرخ «ميتشل»: لهذا السبب أقول: إنني أشك فيهم … لقد كان رجالي يَرصدونهم … فقد لفت نظري صغر سنهم، بجوار أنهم كانوا يختفون جميعًا في بعض الأوقات.
ابتسم بورج وقال: ولماذا تشك فيهم؟ فماذا يعنيهم «ويللي»؟ إلا إذا كانت هناك مسألة لا نعرفها.
ودون أن يهتز «ميتشل» قال: إنني أفكر في تفتيش حجرتَيهم … فما زلتُ أشك فيهم.
لم يتحرك الشياطين، وإن كانوا يفكرون في نفس الوقت فيما يمكن عمله، لو أن «ميتشل» قد فتش حجرتيهم فإن الحقائب الصغيرة موجودة هناك، بجوار جهاز الاستقبال … فكر «أحمد»، بسرعة بينما كان «ميتشل» يقترب من سور الباخرة … إن «ميتشل» يكسب وقتًا الآن، حتى تظهر الجماعة الجديدة من رجال «المخ» وأن عليهم أن يفعلوا شيئًا الآن، وفي هدوء استعرض «أحمد» الموقف … كان بعض رجال «ميتشل» يشتركون في إدارة محركات الباخرة وقيادتها … والبعض الآخر يقف الآن على سطح الباخرة أمامه … ولو أنه بدأ معركة فإنه يمكن أن يكسب الموقف، فهو الآن يمكن أن يكسب «بورج» ورجاله إلى صفهم.
قال «ميتشل» وهو ينظر إلى «أحمد»، ويخاطب «بورج»: ماذا قلت أيها الكابتن؟ هل نفتش حجرتيهم؟
نظر «بورج» نظرة حانية إلى الشياطين، ثم قال: هذه مسألة تعود إليهم … وإن كنتُ شخصيًّا لا أوافق؛ فهم من رجالي وأنا المسئول عنهم.
نظر «ميتشل» إلى رجاله، ثم قال: أنت تعرف أن «ويللي» أحد رجالي، ولا بدَّ أن أعرف مصيره.
فجأةً تحدَّث أحد رجال «بورج»: إننا نعتبر هذا إهانة لنا؛ فالزملاء معنا، ونحن لا نسمح بشيء مثل هذا.
نظر له «ميتشل» نظرة غاضبة، في نفس الوقت الذي فكَّر فيه «أحمد»، إن هذه فرصة طيبة ومع ذلك، فإنه لم يفعل شيئًا … لقد ترك الأمور تسير بطبيعتها، ما دام الخلاف قد بدأ.
صاح «ميتشل» في وجه رجل «بورج»: إنك شريك أيضًا أيها الصديق.
ضحك البحارة في سخرية وهو يقول: أظن أننا لن نكون أصدقاء بهذه الطريقة.
فجأة، ظهرت المسدسات … كان رجال «ميتشل» قد انتشروا بسرعة، وهم يُصوِّبون مسدساتهم إلى الجميع.
فقال «بورج»: إن هذه طريقة سيئة للتفاهم.
فرد «ميتشل»: إنها الطريقة الوحيدة التي نعرفها.
نظر إلى رجاله، وأشار برأسه إشارة تحرَّكوا على إثرها في اتجاه الشياطين، الذين نظروا إلى بعضهم وابتسموا … كانوا قد اتفقوا على شيء ما، وعندما اقترب الرجال منهم، وأصبحوا على بعد متر واحد، قال أحد أفراد العصابة: تقدَّمُوا.
تقدم الشياطين في هدوء … كان خلفهم اثنان فقط بالمسدسات، في نفس الوقت كان الباقون ينتشرُون حولهم … عندما وصلوا إلى سلم الباخرة، تقدم «باسم» فنزل ثم تبعه «خالد»، ثم «قيس»، وأخيرًا «أحمد» نزلوا بعض الدرجات، وخلفهم رجل، ثم الثاني.
فجأة، قفز «أحمد» قفزة عكسية، وضرب الرجل الثاني في نفس الوقت الذي ضرب فيه «قيس» الرجل الأول فسقط على وجهه بين يدَي «خالد» الذي تلقَّاه بلكمة أخرى، جعلته يسقط في أرض الباخرة.
كان «أحمد» قد خطف المسدس من الرجل الثاني الذي دارت رأسه من عنف الضربة. وفي هدوء كانوا قد اختفوا جميعًا، بينما كانت مشادة كلامية قد ثارت بين «بورج» و«ميتشل» أمسك «أحمد» بالرجل الثاني، وجرَّه إلى «قمرته»، ثم صبَّ بعض الماء على وجهه، فأفاق.
لوي ذراعه خلفه، ثم قال: سوف تنادي «ميتشل» دون إزعاج قل له: أيها السيد «ميتشل»، ينبغي أن تحضر.
دفعه أمامه، وهو لا يزال يمسك بذراعه الملتوي حتى أصبحا أسفل السُّلم. في نفس الوقت كان الشياطين، يقفون متحفزين لأي حركة من أي اتجاه … نادى رجل العصابة «ميتشل» الذي رد: ماذا هناك؟
قال أحمد: قل له إن «ويلي» في «قمرة» أحدهم.
صاح الرجل بما قاله «أحمد» … ثم سمع صوت أقدام تقترب، كان واضحًا أنها أقدام متعددة، ضرب الرجل بكعب المسدس فتهاوى … جره الشياطين بسرعة. ثم أخفوه تحت السُّلم.
لحظة، ثم ظهر أحد أفراد العصابة، وخلفه «ميتشل» … تركهما «أحمد» يتقدمان حتى إذا أصبحا عند أسفل السلم، انقض «باسم» على الحارس وانقض «أحمد» على «ميتشل». في نفس الوقت سمعوا أصوات طلقات رصاص تأتي من سطح الباخرة. ضرب «أحمد» «ميتشل» ضربة خُطافيه جعلته يقفز في الهواء، ثم تلقَّاه بضربة أخرى جعلته يتهاوى وهو يئن.
كان «باسم» قد أمسك بالحارس من ذراعه ثم ضربه ضربة أطارت المسدس في الهواء، ثم اصطدم بجدار الباخرة وسقط مكوَّمًا على الأرض.
نظر «أحمد» إلى الشياطين ثم همس: «يبقى خالد» هنا للحراسة، ويتبعني «قيس» و«باسم» … وصعدوا السُّلم في حذرٍ، وهم يمسكون المسدسات … كانت هناك معركة بالأيدي بين رجال «ميتشل» ورجال «بورج».
وفي لمح البصر، كان الشياطين يشتبكون … وكان «بورج» يصرخ من الألم، وأحد رجال «ميتشل» يَضربه في وجهه … طار «أحمد» في الهواء، ثم ضرب رجل العصابة بمشط قدميه، فألقاه على الأرض … بينما كان «قيس» و«باسم» قد اشتبكا مع أربعة منهم في معركة حامية. نظر «بورج» إلى الشياطين وقال: إنهم ليسوا بحَّارة، إنهم شياطين … كانت المعركة دائرة، لكن الشياطين استطاعوا أن يُنهوا المعركة بسرعة، ويسيطروا على الموقف … فقد رفع «أحمد» مسدَّسه وأطلق عدة طلقات متتابعة في الهواء، جعلت الجميع يتوقفون، وهم ينظرون إلى مصدر الصوت.
فجأة، ظهر «ميتشل» وهو يضع يديه فوق رأسه، وخلفه الرجال الثلاثة، وخلفهم ظهر خالد وهو يُمسك مسدسًا، تقدَّموا في هدوء جعل «بورج» يبتسم وهو يقول: يبدو أنها طريقة جيدة للتفاهم.
اقترب «أحمد» من «بورج» وتحدَّث إليه، فقال الكابتن: أوْثِقوهم بالحبال، وألقوهم في سجن الباخرة؛ وبسرعة كان رجال «بورج» يُوثقون رجال العصابة، في حبل واحد ثم يسوقونهم إلى أسفل الباخرة ثم إلى السجن.
نظر «بورج» إلى الشياطين ثم قال: لقد أحسنتم، لكني فقط أريد أن أعرف مَن أنتم؟
ابتسم «أحمد» وقال: نحن رجال الكابتن «بورج» الشياطين.
فرد «بورج»: سوف تُصبحون رجالي مدى الحياة … لقد أنقذتم حياتي وحياة رجالي.
قال «أحمد» مبتسمًا: لا تزال أمامنا معركة أخرى يا سيدي الكابتن.
ظهرت الدهشة على وجه «بورج»، وسأل: معركة؟! لقد أنهيتم المعركة ببسالة …
قال «أحمد»: غير أن أمامنا معركة أخرى قد تكون أشد ضراوة من هذه.
سأل «بورج»: متى؟
ابتسم «أحمد» وقال: ربما بعد أيام … إنها آتية في الطريق.
نظر «بورج» له مبتسمًا، ولم يعلِّق بكلمة … كان البحارة ينظرون إلى الشياطين في إعجاب، بينما كان الشياطين يَبتسمون.
وقال «أحمد»: أظن أننا يجب أن نقوم بالوردية؛ فقد تعب الرجال …
كان النهار يوشك على الانتهاء. ومن بعيد ظهرت أضواء لامعة، جعلت «بورج» يقول: إننا الآن ندخل جبل طارق … فهذه أضواء المملكة المغربية، وخلال يوم تظهر مدينة «سبتة»، آخر مدن المضيق العربي، ثم ندخل البحر المتوسط. ابتسم الشياطين؛ فقد كانوا يعرفون معنى وصولهم البحر المتوسط.
كانت الرحلة داخل المضيق هادئة … فعندما جاء وقت الغداء، نزل عدد من بحَّارة الباخرة، ومعهم «أحمد» إلى السجن … كانوا يَحملون الطعام إلى المساجين. عندما فتح الباب، صرخ «ميتشل»: سوف يكون لنا حساب آخر بعد قليل.
ابتسموا وهم يتركون الطعام، وينصرفون.
كان «أحمد» يعرف ماذا يعني «ميتشل»؛ ولذلك فكَّر: هل يُرسل إلى رقم «صفر» حتى يتولى مسئولية رجال «المخ» الآتين في الطريق، أو يدخل معركة أخرى؟ لكنه لم ينتهِ إلى قرار … وعندما اجتمع الشياطين بعد أن أنهوا ورديتهم … عرض «أحمد» الموقف عليهم.
قال «باسم»: ينبغي أن تُرسل رسالة إلى رقم «صفر».
وقال «قيس»: إنها فرصة أن نَدخل معركة أخرى.
فكر «أحمد» … قليلًا، في الوقت الذي قال فيه «خالد»: إنَّ رجال «المخ»، سوف يكونون على استعداد نظرًا لرسالة «ميتشل» إليهم.
قال «أحمد» في النهاية: سوف نرسل رسالة … أخرج جهاز الإرسال وبدأ يَضغط على الموجة ليُرسل الرسالة … لكنه التقط إشارة جعلتْه يتوقف … ظلَّ يتتبع الإشارة ثم قال: هناك رسائل متبادلة بين «ميتشل» ورجال «المخ». والتقط الرسالة، ثم أرسلها مباشرة إلى رقم «صفر».
بعد لحظات، جاءه الرد: من رقم «صفر» إلى الشياطين … استمروا في طريقكم، سوف نقوم بالمهمة.
نقل الرسالة إلى «الشياطين» فقال «قيس» مبتسمًا: يبدو أننا لن ندخل معركة أخرى.
مضى يوم ونصف يوم، وظهرت مدينة سبتة المغربية. كان الوقت آخر النهار، والجو مُعتدل تمامًا … قال الكابتن «بورج»: إننا ندخل الآن مياه البحر المتوسط. ثم ابتسم قائلًا: متى سندخل المعركة الأخرى؟
ابتسم «أحمد» وقال: ربما بعد يومين.
ضحك أحد البحارة وهو يقول: ما دُمتم معنا، فأهلًا بأيِّ معركة.
كان كل شيء هادئًا عندما وقف الشياطين فوق سطح الباخرة. كان الوقت فجرًا، وزُرقة السماء صافية، تنعكس على صفحة الماء، فتبدو أشد زرقة. بعد ساعة، بدأ ضوء الشمس يلوح في الأفق، ثم ظهر قرصها الأحمر النحاسي فصبغ الماء بلونِه. لم يكن شيء يظهر في الأفق. كانت مياه البحر المتوسط تمتد أمام أعينهم بلا نهاية. لكن عندما انتصف النهار، ظهرت عند الأفق باخرة متوسِّطة الحجم. كان الكابتن «بورج» يقف بين الشياطين … رفع نظارته المكبِّرة، ثم قال: إنها باخرة مجهولة، فليس فوقها علم يدلُّ على جنسيتها.
فكَّر «أحمد»: لا بدَّ أنها الباخرة الموعودة. ولم تمضِ لحظات، حتى جاءهم صوت طائرات تقترب؛ رفعوا أعينهم إلى السماء، فعرف الشياطين جنسية الطائرات.
اقتربت أكثر، ثم بدأت تحوم حول السفينة. قال «بورج»: هناك شيء ما.
كان واضحًا أن الباخرة لا تتحرك، لكنها بعد فترة بدأت حركتها، تحت حراسة الطائرات، فعرف «أحمد» أن رقم «صفر» قد نفَّذ المهمة. فكر: ما هو مصير الكعكة الصفراء الآن؟
استأذن الكابتن «بورج» ونزل إلى قمرته سريعًا … أرسل رسالة إلى رقم «صفر»، فجاءه الرد مباشرة.
خرج أحمد إلى السطح حيث كان الجميع يرقبون ما يحدث أمامهم، نظر إلى الكابتن «بورج» وابتسم قائلًا: لقد تأجَّلت المعركة، أو لعلها انتهت.
ظهر عدم الفهم على وجه الكابتن.
غير أن «أحمد» قال: سوف نُغير وجهتنا إلى مكان آخر.
مرةً أخرى ظهرت الدهشة على وجه «بورج» وقال: والشحنة التي معنا؟! إننا سوف نصل بها إلى الميناء المتَّفق عليه.
صمت «أحمد» لحظة، ثم رفع يده وخلع القناع. ظلَّ الجميع ينظرون له في دهشة، في نفس الوقت الذي خلع «قيس» قناعه، فازدادت دهشتُهم أكثر.
ابتسم «أحمد» وقال: أقدِّم نفسي للكابتن. إنني «هاجنيت لي مور» الصغير مدير شركة الأمان المتحدة للنقل إلى أعالي البحار.
سأل الكابتن، وهو لا يزال في دهشة: ولماذا فعلت ذلك؟
ضحك «أحمد» قائلًا: هذه قصة أخرى، قد تَعرفها يومًا.
كان البحارة لا يزالون في دهشتهم، بينما كان «أحمد» و«قيس» يَتنفَّسان في عمق، فأخيرًا … تخلَّصا من قناعَيهما. وبلغة الشياطين، كان «أحمد» ينقل لهم رسائل رقم «صفر». واستمرت الرحلة في هدوء، إلى الميناء الذي حدده الزعيم.
وقال «أحمد» مبتسمًا: أخيرًا … فُزنا بالكعكة الصفراء.