الفصل الحادي عشر
جمال هذه القصيدة بالرقَّة التي تترقرق في معانيها. وقد أثبت الترجمة الحرفيَّة حرصًا على تلك المعاني. وعندي أن أمثالها مما يحسن إطلاقه من قيود الوزن والقافية وإرساله شعرًا منثورًا، ولكن هذا الأسلوب الكتابي لا يزال حديث العهد لم تألفه جميع الأذواق بعد. وبه يكتب «أمين الريحاني» و«جبران خليل جبران» وطائفة قليلة نهجت منهجهما ونسجت على منوالهما. وشاعرنا طاغور لا يكتب في الإنكليزية إلا به. ومما اضطرني إليه النظم، مع الحرص على مراعاة الأصل، مما لا أوده، التأليف بين أحرف أخالها متنافرة في ألفاظ البيت الخامس:
•••
•••
•••
•••
الترجمة النثرية
مصافحة بالأيادي ومناظرة بالعيون — كذلك افتتح قلبانا باب الغرام. الليلة مقمرة من ليالي شهر «مارس»؛ وعبير الحناءِ ملءُ الهواء، ونايي ملقى على الأرض، وطاقة الزهر في يدك لم يتم تنظيمها. إن المحبة التي بيني وبينك هي الأغنية (بساطة وسلامة نية).
نقابك بلونه الزعفراني يسكر عيني. وإكليل الياسمين الذي ضفرته يهيج فؤادي كالحمد. وما هي إلا لعبة منح ومنع؛ وتحجيب وأسفار؛ شيءٌ من البسمات إلى شيء من الخجل، إلى شيء من باطل المجاهدة والمعاناة. إن ما بيني وبينك من الحب هو الأغنية سذاجة (وسلامة نية).
لا غرابة ولا أسرار فيما وراء الزمن الحاضر؛ ولا محاولات ضائعة سدًى في سبيل المستحيل؛ ولا ظلال وراء سحر الجمال ولا مجاولات في أعماق الظلام. إن الذي بيني وبينك من الحب لكالأغنية بساطة (وسلامة نيَّة).
نحن لا نخرج من الكلام إلى الصمت الأبدي، ولا نتطاول لنتناول ما عزَّ ببعده أن ينال من الآمال. حسبنا الأخذ مما نتعاطاه. ولم «نعتصر الفرح» لتخرج لنا خمرة الألم. إن الحب الذي بيني وبينك لكالأغنية بساطة (وسلامة نية).