الفصل الثاني عشر
لعل هذه الأبيات من باب:
وكل شيءِ رآه ظنَّه قدحًا
وكل شخص تراءى خاله الساقي
أو:
يا أطيب الناس ريقًا غيرَ مختبر
إلا شهادة أطراف المساويك
أو:
لا أقول «السواك» من أجل أني
إن ذكرت السوَّاك قلت «سواكا»
بل أقول «الأراك» من أجل أني
إن ذكرت الأراك قلت «أراكا»
وقد تصرفت في تعريبها تصرفًا أعجب الشاعر ووافقني عليه، وكنت قد قرأتها له فطرب
لرنَّة الوزن العربي فيها. وقرارها في الأصل (وهي أغنيَّة كما ترى): «واسم قريتنا
كنجانا، والنهر يدعى أنجانا، واسمي معروف في القرية، واسمها (أي اسم الفتاة) رنجانا.»
ولنكتف بهذا القدر مثالًا يغنينا عن الترجمة النثرية.
يا بلبلُ غنِّ الجيرانا
عنِّي وتفنَّنْ ألحانا
فبُنيَّتهم سَرَقت قلبي
وليَبْقَ لديها جذلانا
في ظل شجيراتي «ها ها»
ترعى — ومريئًا — شاتاها
وأحِلْها شاةً يا ربي
وأنا في قلبي أرعاها
ولِحقلِ أبيها من حقلي
تتطاير أسراب النَّحل
فحسدتُّ النحلةَ من حبي
وودِدتُ غريزتها عقلي
والنهرَ تراشقُ بالزَّهر
وأنا حمَّامي في النَّهرِ
والزَّهرةُ إن مرَّتْ قربي
عطَّرت بقُبلتِها ثغري
أزهار حديقتها تُشرى
في السُّوق وتملأها نَشرا
لو كنتُ غنيًّا ذا كَسبِ
لشريتُ الباعةَ والزَّهرا
والقرية تدعى «أُكذوبة»
والنهر يسمَّى «أُعجوبة»
وأنا غنَّيتُ فما ذنبي
والبنتُ تسمَّى «المحبوبة»