الفصل الرابع عشر
وهذه في «مسَّة» من هدب ثوب، وإليك ترجمتها الحرفية:
مسني هدبُ ثوبها، وهي مارة بي مسرعة في خَطوها. فمن جزيرة قلب مجهولة فاجأتني نسمة حارَّة من أنفاس الربيع. شيء من الشعور والحس جرى بي وسرى، ولم يلبث أن اضمحلَّ اضمحلالًا؛ فقل وريقة (منتزعَة) من زهرة تتلاعب بها النسمات وقعتْ على قلبي كتنهُّد من صدرها أو كهمسة من قلبها.
خَطَرْت فمسَّتني بهُدب ردائها
فعرفتُ سرَّ فؤادها المكنونا
ولبثتُ أُنشِد مُطرِبًا بل مشجيًّا
سرًّا وأرحم قلبَها المفتونا
•••
يا قلبَها أنت الجزيرة؛ بيننا
بحرٌ يقومُ الموجُ فيهِ حُزونا
نحوي زفرتَ بحرِّ أنفاس الرَّبيعِ
وما عهدتُك ذلك المجنونا
•••
يا لمسةً خفق الفؤاد لها ولَمْ
يلبثْ أن استحيا وحار سكونا
كوُريقةٍ من وردة لما ذَوَتْ
طارَتْ وكانت طائرًا ميمونا
وقعتْ على صدري فقلتُ تنهُّدٌ
من بين نهدَيْها أذاع شجونا