الفصل السادس عشر
وهذه محاورة غرامية أخرى — بل رواية الحب والحياة، وإليك الترجمة الحرفية:
ثقي في الحب ولو جرَّ البلاء. ولا تختمي على قلبكِ (وفي الأصل لا تقفليه).
– لا، لا يا صاح، كلماتك مظلمة، لا أستطيع لها فهمًا.
ما القلب إلا أن يُجادَ به (ويُعطى للسَّوى) (بين) دمعة وأغنيَّة، يا
حبيبتي.
– لا لا يا صاح، كلماتك مظلمة (معمَّاة) لا أستطيع لها فهمًا.
اللذة (أو السعادة) شيء ضعيف كقطرة الندى، بينا هي تبسم إذا هي تموت (أي بينا هي
تتلألأ على الزهرة إذا بها قد رشفتها حرارة الشمس فاضمحلَّت) أما الحزن (أو الشقاء)
فإنه قويٌّ مقيم.
– لا لا، يا صاح، كلماتك معمَّاة لا أستطيع لها فهمًا.
إن زهرة النَّيلوفر تفتَّح على نظر الشمس، وتفقد كل ما بها (أي من أريج وحياة وروعة
جمال كانت فيها قبل أن تفتضَّ أكمامها)، وإنها على ذلك لا ترضى أن تبقى برعمة محجوبة
في ظلمة الماء الأبدية.
– لا لا يا صاح، كلماتك معماة، لا أستطيع لها فهمًا.
الحبُّ يا أُختُ مثلُ الشهد علقمُه
ولا يحلُّ لنا إلاَّ محرَّمه
فسلِّمي لي فؤادًا لا يُسالمني
هذا فؤادي على كفِّي أُسلِّمه
لا يا أخي ماذا كلامك ذا
هذا كلامٌ معمًّى لستُ أفهمه
•••
يا أُختُ ما القلبُ إلاَّ أن نضيِّعه
بين الأغاني ودمع سحَّ عندمُه
إن النعيم كطلٍّ فوق نرجسةٍ
دمع البكاءِ بعينيها تبسُّمه
إن الشقاءَ هو الحبلُ المتين ولا
خوفٌ عليه ولا يخشى تصرُّمه
لا يا أخي ماذا كلامك ذا
هذا كلام معمًّى لستُ أفهمه
النَّوفر١ الغضُّ إن حيا ذكاءَ ضحًى
افتضَّ من كمِّه ما كان يختمُه
أُختِ افتحي القلب ولتعبق عواطره
فالحبُّ حيَّاكِ أسناه وأضرمه
لا يا أخي ماذا كلامك ذا
هذا كلام معمًّى لستُ أفهمه
هوامش
(١) هو تصحيف النيلوفر وقد تقدم ذكره في الشرح.