الفصل التاسع عشر
نرى قياسًا على ما تقدم وما يلي أن شاعرنا لا يطيل قصيدته، بل يخرجها للناس قليلة
الكلام كثيرة المعنى، فإما دمعة أو بسمة وقل أغنية تشجينا أو أنشودة تطربنا. وحبذا
الشعر من هذا الطراز. وهذه أغنية في أبيات ثلاثة فقط وقد وددتها أربعة، ولكنني عجزت
عن نظم معنى في ختامها واستحسنت البيت الثالث كلامًا يصح السكوت عليه، وإليك الشعر
كله نثرًا:
قلبي — طائر البرية — قد وجد سماءَه في عينيكِ. هما مهد الصباح، ومملكة النجوم. وأغاني تهيم في قرارهما. فهبي لي أن أحلِّق في تلك السماء وأهيم في وحشتها. بل دعيني أشتقُّ غيومها وأبسط جناحيَّ في سنائها.
ويح قلبي من طائر في البراري
ليتَه بين مقلتَيكِ يطيرُ
بين عينيكِ عَرش مُلك الدراري
بينَ عينيكِ للصباح سريرُ
فدعيني في جوِّ عينيكِ أسمو
أوَمِثلي على السماءِ كثيرُ؟