لهذه القصيدة من حيث التعريب مزيَّة تنفرد بها، وهي أنني نظمت ترجمتها في سيَّارة
ذاهبًا إلى منزل الشاعر في كلكتة، وكنت أكتب بالقلم الرصاص على هامش الكتاب. وهذه
ترجمتها الحرفية يقتضي إثباتها ما جمح به القلم من التصرف:
أحبك يا حبيبي. فاغفر لي حبي. أنا كالطائر ضلَّ سبيله فأسروه. وعندما
اهتز فؤادي سقط عنه حجابه وأصبح عريانًا. فاستره برحمتك وشفقتك واغفر لي
حبي.
وإن كنت لا تطيق أن تحبني فاغفر لي عذابي. ولا تنظر إليَّ من بعيد. وإلا
فإني أتسلَّل إلى زاويتي وأجلس في الظلام. وبكلتا يديَّ أستر عاريَ
العريان. أدر وجهك عني، يا حبيبي، واصفح عن عذابي.
وإن كنت تحبني، يا حبيبي، فاغفر لي فرحي. وإذا طما طوفان السعادة واحتمل
قلبي فلا تبسم (ولا يضحكنك موقفي الحرج). وعندما أستوي على «سريري»
(عرشي) وأحكمك بظلم حبي وعسفه، وعندما أحبوك بنعمتي كإلهة وأجود بها
عليك، فحينذاك تجمَّلْ وتحمل كِبري وكبريائي، يا حبيبي، واغفر لي المسرة
ذنبًا.
أنا أهواكَ يا حبيبُ مليَّا
لا تكن أنتَ من هوايَ خليَّا
أنا كالطير كان في الغاب حرًّا
حبسوه فبات يشدو شجيَّا
•••
أنا أهواك فاعفُ عني ودعني
في هيامي وارحم غرامي الجنيَّا
فهو زهرٌ ترويه عيناي ليلًا
فتراه عند الصباح نديَّا
•••
سقط السترُ عن فؤاديَ لما اهتزَّ
حبًّا فبات يحيا حييَّا
يتوارى بين الحنايا كسيرا
داميًا خافقًا خفوقًا خفيَّا
أنت ألقِ اليدين سترًا عليه
آه رفقًا به وعطفًا عليَّا
•••
إن تكن لا تطيق عشقي فعفوًا
عن عيوني وارحم فؤادي الشقيَّا
غضَّ طرف الملام عنهُ فإني
لا أرى القلب بالملام حريَّا
وإلى مخدعي أثوب وجنح الـ
ـليل سترٌ أجيله بيديَّا
•••
أو تكن عاشقي فصبرًا ولطفًا
بي واغفرْ ذنب المسرَّةِ فيَّا
وتخال الفؤاد طار ليطفو
فوق نهر المُنى فذره هنيَّا
•••
وإذا ما استويتُ فوق سريري
ربَّةً فاقترب خشوعًا إليَّا
وتحمَّلْ دلِّي وعجبي وغنجي
وتذلَّل واذر الدموع لديَّا
لا تنال الوصال مني رخيصًا
إن تكن في الغرام ذاك الغنيَّا