الفصل التاسع والعشرون
لم يقل لنا الشاعر متى نظم هذه القصيدة أو تلك، ولكن المعنى ينبئ بعض الأنباء، وإليك
الترجمة النثرية بما تسوَّغناه من التصرُّف في التعريب:
جنيت زهرتك، أيتها الدنيا. وشددت بها إلى قلبي فنفذ فيَّ شوكها. ولما انقضى عمر النهار وأظلمت، ألفيت الزهرة قد ذبلت، أما الألم فلم يزل باقيًا.
ولن تُعدمي أزهارًا ذوات عبيرٍ وكِبَر، أيتها الدنيا. أما أنا فقد انقضى زمني. وعهد أجمع فيه الزهر، وقد أمسيتُ في ليلة طويلة، وقد عدمتُ وردتي، ولم يبقَ لي غير الألم.
جنيتُ الزهرة الزهرا
ءَ يا دنياي في فجري
شددتُ بها على قلبي
فشكَّ الشوك في نحري
•••
ولما جنَّني ليلي
وأسدل حالك السِّترِ
بكيت نضيرها الذاوي
بكيتُ عبيرها العطري
وقلت ألا سوى ألمٍ
لحسن الزهر من ذِكرِ
•••
فيا دنياي بالأزها
ر عينًا بعدنا قرِّي
فروضك منبتٌ منهنَّ
ذات النفح والنشرِ
وذات الزهو والإدلا
ل بين العُجب والكبر
مضى يومي وقد أزمعتُ
إدلاجًا إلى قبري
وحادي الموت يشجيني
برنَّانٍ من الشِّعرِ
غدا صدري بلا وردٍ
وشوك الورد في صدري