الفصل الثاني والثلاثون
ذلك هو نداؤك من جديد؟ لقد خيَّم الظلام. وقد تعلَّق بي الونى وأخذني من تلابيبي، فكأنما يدا حبٍّ ممدودتان للسؤال والتوسُّل. أتلك دعوتكِ من جديد؟
وكنت قد وهبتُ لك نهاري بطوله، أيتها الحبيبة الظالمة، فما بالك تشائين أن تسلبيني ليلي أيضًا؟ لكل شيءٍ حدٌّ، ولكل بدءٍ ختام، ووحدة الظلام ملك لا يُنتزع.
ألم يكن هنالك بدٌّ لصوتك من اختراق حجاب الظلام والانتهاء إليَّ؟
ألا يُسمع للمساء شيءٌ من أنغام الوسن على باب داركم؟ أو ليست النجوم التي لا صوت لأجنحتها تحلق في السماء فوق برجكم الشامخ المتعالي؟ ثم أولا تتساقط الأزهار مائتةً في حديقتكم؟
ألم يكن لك بدٌّ من أن تناديني، أنتِ يا من لا يقرُّ لك قرار؟ إذن، فلتسهرْ عبثًا عينا الحب ولتبكيا. وليضطرم السراج في ذلك البيت المنفرد الموحش. وليرجع الزورق بالعمال إلى بيوتهم. ثم إنني مخلِّف أحلامي ورائي وقادمٌ إليكِ تلبيةً لندائكِ.