السير فوق الماء: القراءة والكتابة والثورة
«ظلوا صامتين في حالة من الترقُّب، ثم قلت لهم: أريدكم أن تسيروا فوق الماء.
كانوا ما يزالون في حالٍ من الترقُّب، ولم يستطيعوا إدراكَ المعنى الذي أقصده، فقلت متسائلًا: هل أنتم مستعِدُّون للمُضي قُدمًا في مناقَشة اليوم؟»
ينطلق هذا الكتاب من فرضيةٍ أساسية، وهي أن الأطفال داخلَ العملية التعليمية لا يشعرون بالسعادة، بل بالملَل والاختناق، وأن المدرسة لا تساهم في تنمية مَواهبهم، لكن المؤلِّف لا يستطرد في بيان أسباب هذه المشكلة وحلولها النظرية، بل يكتفي بحكاية عشرات المواقف من واقع تجاربه ومُشاهَداته خلال تدريسه في المدارس والجامعات والسجون، ويعرض نماذجَ من مناقَشاته مع الطلبة. وهو في تلك الأثناء يهجو نظامَ التعليم الأمريكي القائم على القَوْلبة والتخويف من التساؤل، ويدعو إلى ثورةٍ على أنظمة التعليم التقليدية بما تشتمل عليه من تنميط واغتيال لرُوح الإبداع. كما يؤكِّد المؤلِّف أن هذه الأنظمة التعليمية الحالية هي نِتاجُ الحضارة الصناعية الحديثة التي تقتل أرواح الطلاب وتحوِّلهم إلى آلاتٍ مُستعبَدة.