التفكير
«إن التفكير بعمق في ثقافتنا يؤدي بك إلى أن تصبح شخصًا غاضبًا، كما تتسبب في غضب الآخرين، وإذا لم تستطع أن تحتمل ذلك الغضب فإنك تبدد الوقت الذي تفكر فيه بعمق. إن إحدى مكافآت التفكير العميق هي ذلك الاحتدام الشديد للغضب عند اكتشاف الخطأ، أما إذا كان الغضب ممنوعًا فإن الأفكار ستتضور جوعًا حتى تموت.»
***
كان الوقت متأخرًا ذات يوم من أيام الأسبوع الرابع حيث كنا نقوم بعمل تدريب آخر في الفصل أطلقت عليه اسم «الطفل المزعج»، اتسم ذلك التدريب بآراء كثيرة وثرية، وبتكرار الأسئلة مرات ومرات، كما تناول كل الآراء المكبوتة؛ لماذا تشعر بما تشعر؟ لماذا يكون ذلك الأمر مهمًّا؟ وهكذا حتى إما أن يصيبك الذهول أو تصل إلى مقدمات منطقية لما بنيت عليه أفكارك.
كانت قواعد لاعب البيسبول المحددة هي أحد الأمثلة التي تضمنت آراء مكبوتة.
وكان سؤال الطفل المزعج: لماذا؟
أجاب أحد الشباب الأذكياء قائلًا: إن القاعدة تجعل المديرين يتجنبون القرارات الصعبة.
تساءل الطفل: لماذا في هذه الحالة يكون تجنب الأسئلة الصعبة شيئًا سيئًا؟
أجابه الشاب: القرارات الصعبة، الأخلاقيات، الروحانيات، الإجراءات العملية هي جوهر الدراما، إنهم يكتبون بشكل يثير التشوق، وفي مجال الترفيه والتسلية تكون الدراما والتشويق شيئًا جيدًا، تمامًا مثلما يحدث في رواية جيدة أو مسرحية تجد نفسك راغبًا في أن يواجه البطل الروائي أو الممثل الأول في المسرحية تلك القرارات الصعبة، ذلك البطل في الرواية أو بطل المسرحية هو المدير في حالتنا هذه، كان على البطل في مسرحية هاملت أن يقرر قتل زوج أمه أم لا، إذا لعب الكرادلة دور المراوغين فإن على «توني لاروسا» أن يقرر إما أن يسدد ضربة ﻟ «مات موريس» أم لا.
لماذا تكون الدراما والتشويق شيئًا جيدًا بالنسبة للأعمال الترفيهية؟
إن القواعد الخمس الأولى للكتابة هي ألا تصيب القارئ بالملل، فهل يستطيع الناس متابعة العمل أو قراءته بدون تشويق؟
لماذا تكون القرارات الإدارية أكثر دراماتيكية من الأعمال التي تدار في المنزل؟
لسبب ما، أيًّا كان، فإنني أفضل التحديات العقلية عن التحديات الجسدية، ربما لأنها أكثر متعة بالنسبة لي أن أضع نفسي في موضع المدير وأستطيع أن أضع القرارات (ولا تفكر حتى في سؤالي عن المتعة التي أشعر بها وأنا أضع القرارات)، ذلك أفضل لي من أن أكون في وضع اللاعب الذي يكون مدفوعًا لضرب الكرة من المكان المناسب للمضرب ويظل في متابعتها بعد ذلك إلى حيث تذهب.
وإذا ما كانت تلك هي الحالة فلماذا تحلم بنجاح عملك المنزلي بدلًا من إدارة فريق لكرة البيسبول؟
حتى حينما كنت طفلًا كنت أفضل لاعبي البيسبول عن تلك الأعمال المنزلية، ولذلك فإنني لا أعتقد أنه كان من السهل أن أكون رياضيًّا حينها، وأن خيالاتي تطابقت مع ميولي، أعتقد أن الفرق هو بين العمل والملاحظة؛ لأنني إذا ما ذهبت لملاحظة أو مراقبة شيء كفيلم سينمائي مثلًا، أو مشاهدة مباراة في البيسبول، وإذا كان لا بد لي من الاختيار بينهما، فإنني بالأحرى سأكون منحازًا للدراما الذهنية التي تحث العقل على التفكير، ولن يثيرني كثيرًا أداء اللاعبين.
إن الكتب والأفلام السينمائية بالنسبة لي كذلك تمثل حقيقة قاطعة؛ لأنها أعمال ذهنية ويزداد حبي وإعجابي بالكتب والأفلام السينمائية أكثر من أي شيء آخر كلما تضمنت القصة الفن الخاص بكليهما.
إن الهدف من هذا التمرين — الذي من المفيد أن تمارسه لمدة طويلة — هو أنه يساعدك على التخلي عن التحيز أو التعصب لفكرة ما، ويمكِّنك من التفكير من جديد في أفكارك. أنت تريد بالطبع أن تجعل القراء يمضون معك في متابعة الأحداث دون ملل، والمضي قدمًا في متابعة الشخصية الرئيسية بكل أفعالها وانحرافاتها، أو الدخول في حجرة قد تكون مظلمة أو مضاءة بقليل من الضوء، وبداخلها آلة موسيقية، إن الطريقة الأولية لعمل ذلك هي أن تصف بدقة ما تراه الشخصية الرئيسية، وما الأشياء التي يسمعها ويتذوقها؟ وماذا يمكنه أن يلمس ويشم؟ من خلال مناقشات وجدل لا ينتهي تجعل القارئ من خلاله لا يتوقف عن المتابعة، وكذلك وأنت تصف أوضاعك بدقة وبشكل جوهري بقدر ما تستطيع، لكن الهدف الأساسي والأولي هو ألا تساعد القارئ، إن ذلك التدريب يساعد الكاتب ويعلمه كيفية التفكير بوضوح، ويساعده في ألا يكون عبدًا لافتراضاته.
إنني أقوم بعمل ذلك التدريب طوال الوقت مع كتاباتي الخاصة ومع كثير من آرائي على قدر ما أستطيع، ومثال على ذلك هو الرأي القوي الذي كتبته عن عدم القدرة على احتمال الحضارة الصناعية.
لماذا قلت ذلك؟
ليس ثمة طريقة للعيش تعتمد على استخدام المصادر غير القابلة للتجديد، فالإفراط في استخدام تلك المصادر لا يمكن احتماله.
لماذا؟
إذا كانت طريقتك في الحياة تعتمد على شيء ما قليل الوجود، أو موجود بكميات محدودة (كالبترول مثلًا)، فإنك أخيرًا ستستهلكه، متى تفعل ذلك وأين ستكون؟ وبالمثل إذا كانت طريقتك في الحياة تعتمد على استخدام شيء ما قابل لتجديد نفسه، حتى لو لم يكن بالسرعة نفسها التي تستخدمه بها، فإنك أخيرًا سوف تستهلكه أيضًا.
لماذا تهتم؟
لأنني أهتم بأولئك الذين سيأتون فيما بعد، أولئك الذين سيرثون هذا العالم المنهار.
لماذا تشغل بالك بهم؟
لأنني إنسان.
ولماذا يجب أن تهتم بالشأن الإنساني؟
لأن الإنسانية ليست، ببساطة، كيانًا أنانيًّا في كيس من الجلد، الإنسانية بالنسبة لكل إنسان في الحقيقة هي العلاقة التي يتشاركون فيها، صحتي وعواطفي وحالتي الجسدية والأخلاقيات كلها أشياء متشابكة ومتصلة بنوعية تلك العلاقة، وإذا كانت العلاقات فقيرة، أو أنني قمت بالتخلص من العلاقات التي أتظاهر بأنها ليست علاقات، فإنني سأكون أكثر صغرًا وأكثر ضعفًا، مثل تلك الحالات ليست مجرد حالات جسدية وإنما هي أيضًا عاطفية وروحية.
طلبت من الطالبة أن تقول رأيها فقالت: نحن في حاجة لسمك السالمون المتوحش.
لماذا؟
أجابت بسرعة وثبات: إن التنوع هو القوة.
وما أهمية ذلك؟
إن المجتمعات المتوحشة بتنوعاتها المختلفة هي الأكثر استقرارًا، فإذا ما حدثت كارثة ما فإنهم في تلك المجتمعات قادرون على الشفاء منها.
ولماذا تهتمين بذلك؟
فكرت ثم قالت: القوة الناتجة عن التنوع ليست هي القوة المادية وإنما أيضًا هي قوة عقلية ووجدانية، كل شيء في المجتمعات الإنسانية هو درس من الدروس بالطريقة التي نتعلم بها دائمًا كيفية العيش في مكان خاص، إن الملاحظة والتعاون مع كل شيء حولنا هما من القواعد الأساسية لتطور جنسنا البشري وتطور الشخصية الإنسانية، إن الاختلاف يعني مزيدًا من الدروس مما يعني مزيدًا من الفرص التي نختبرها في حياتنا.
لماذا نحن في حاجة لذلك السمك المتوحش؟ ولماذا لا نستطيع زراعته؟
نستطيع زراعة كل أسماك السالمون المتوحشة لكي نأكلها، ولكننا سنكون في حاجة لاستخدام كل مهاراتنا التقنية، فنحن ما نزال نجهل الطريقة التي تعيش بها، تلك الأسماك تعلمنا الكثير عن نفسها، وإذا ما لاحظنا السالمون المتوحش وردود أفعاله بالنسبة لردود أفعالنا، فسوف نتعلم شيئًا عن مياه الشرب النظيفة وعن الأشجار التي تمدنا بالطعام وعن كيفية التعامل مع إخوتنا في الإنسانية بمختلف مشاربهم، وإذا عزلنا السالمون وتجاهلنا الدروس المستفادة منها فإننا نستطيع الاستمرار في ردود أفعالنا، وندمر بذلك كل شيء ثم نموت، وكذلك الأمر مع كل أنواع التنوع من حولنا، إذا تجاهلنا كل الدروس الكبيرة والصغيرة من حولنا وفرضنا على إخوتنا في الإنسانية الشروط التي ابتدعناها للعيش سندمر كل ما نحلم به ونموت بسرعة.
كان تحليلها رائعًا فأصيب الفصل بالذهول، وكذلك أنا.
قسمت الطلبة إلى زوجين، وطلبت منهم أن يتدربوا على ذلك، وكانت النقطة التي ركزت عليها هي أن يكتشفوا ببساطة كل متناقضاتهم ونقاط الضعف التي يعانون منها، ثم حاولت مساعدتهم في تطوير أفكارهم من أجل الالتفاف حول متناقضاتهم، وطلبت منهم أن يشحذوا أفكارهم للتغلب على ضعفهم.
كان الهدف الأساسي — كما يحدث دائمًا — هو إثارة جو من المرح.
•••
انتهينا من التدريب وحان وقت الرحيل، وكنت حتى هذه اللحظة أحرص على النقاش لمدة ساعة على الأقل قبل وبعد كل درس، وفي هذه الليلة كان النقاش مع المرأة التي لم يعجبها حديثنا في الفصل عن الجنس، كنت أجتاز أحد الطلبة متوجهًا نحو باب مكتبي، وكانت المرأة في طريقها للدخول فأفسحت لها الطريق، تحركَتْ مباشرة وبدون تردد نحو مقعدي ثم جلسَتْ فوقه، ولم يحدث أن قام أي طالب من قبل بفعل الشيء نفسه، توقفتُ لحظة ثم جلستُ فوق مقعد آخر دون اعتراض، ولم يكن الأمر مقنعًا لكنني لم أفكر بنية الذهاب أو التوجه لأي مكان بأي طريقة.
أسرعَتْ بالقول: أنتَ في خطر، وأنت تشكل خطرًا على الطلبة في الفصول التي تقوم فيها بالتدريس.
ترددت كثيرًا في الرد، فلم أكن متأكدًا من الرد المناسب ومما يجب أن أقول لها.
أضافت: ستذهب للجحيم حتمًا، وإذا لم تتوقف عن أفكارك الغريبة فسوف يذهب معك للجحيم كثير من الناس.
قلت: أنا لا أفهم.
قالت: ألا تدرك ما تقوم به؟
هززت رأسي وبدأت أتساءل عما إذا كانت تحمل مسدسًا!
سألتني قائلة: كيف للإيمان أن يسود العالم بينما الناس تفكر في نزواتها؟
توجهت إليها بسؤال أيضًا وقلت: لماذا تعتقدين أن الأفكار الناقدة والمختلفة تقضي على الإيمان؟
سحبَتْ مقعدها حتى أصبحت ركبتها في مواجهتي، ووضعت يدها فوق قلبها واليد الأخرى فوق ركبتي.
قلت: هل أنت متأكدة …؟
لكنها قاطعتني وبدأت تصلي.
توجهت إلى الله في صلاتها أن يغفر لي وأن يمكنني من الإحساس بالخطر الذي يحيق بي.
كانت حقيبة الظهر الخاصة بها موجودة خلفها على الأرض، فنظرت إلى ظهرها لمعرفة ما إذا كانت سوستة الحقيبة مفتوحة أم مغلقة، كانت السوستة مفتوحة وكنت سعيدًا لأنها كانت تلمس ركبتي بيدها، تلك الطريقة ساعدتني في الشعور بتحولات مفاجئة قبل حدوثها بالفعل، وانتابتني رغبة لو أن طالبًا آخر — أي طالب — كان ينتظر بالخارج.
شيء آخر بداخلي كان يتساءل في اللحظة نفسها عن تلك المرأة، ورحت أتساءل بيني وبين نفسي: من هي هذه المرأة؟ وفي أي شيء تفكر؟ وماذا تريد مني، ليس بشكل سطحي، وإنما كما يبدو فيما وراء مخاوفها؟ وكيف يمكنني مساعدتها للوصول إلى حيثما تريد؟
واصلت المرأة صلواتها وهي تتوسل إلى الله أن يساعدني على الفهم.
أود القول بأنني لو كنت قادرًا على إدراك ما كانت تبتغيه لقمت بتغيير طريقتي، وإذا كان ذلك هو الهدف، أو على الأقل ما كنت قادرًا على إدراكه من خلال ما قالته، ومن خلال ما كانت تعنيه بالفعل وما كانت تتمناه، كنت قادرًا على الإحساس بشعور المرأة بالاشمئزاز والقرف لرؤيتها امرأتين وهما يتبادلان القبل، تمنيت لو أنني كنت قادرًا على مساعدتها أو مساعدة نفسي لكنني لم أستطع، كانت تصلي أمامي بهدوء، ثم عادت للجلوس فوق مقعدها، ورحنا نتبادل الأحاديث لمدة ليست بالقصيرة، وبعد ذلك همت بالرحيل.
تحدثت مع رئيسي عنها فأعرب عن سعادته لو تم نقلها إلى قسم آخر إذا ما كان ذلك سيساعدني، فتقدمت له بالشكر وقلت له بأنني سأنتظر يومًا آخر أو يومين حتى أرى ما سوف يحدث.
جاءت إلى الفصل في المرة التالية قبل موعد البدء بساعة كاملة، وقامت بالاعتذار وقالت بأن تصرفها لم يكن مقبولًا بأي حال، وأنها ستترك الفصل إذا رغبت أنا في ذلك، فقلت لها بألا تقلق وأن كل شيء سيكون على ما يرام.
كان اعتذارها بسبب عيد الغِطاس، وهل هناك شيء يجب عليَّ فعله في ذلك العيد أم لا؟ وقالت بأنها ستشارك وتستمتع مع بقية الفصل، فشعرْتُ بالسعادة.
لم أستطع الإمساك بما يريده ويتمناه طلبتي ولم أعد قادرًا على تعليمهم، كما فقدت رغبتي في معرفة ما يرغبون فيه والتأكد من أنهم في المكان الصحيح الذي أستطيع من خلاله أن أعلمهم شيئًا، وكانت محاولاتي للتخلص من ذلك هو تطبيق النموذج البيروقراطي والروتيني القاتل الذي يساعد في القضاء على العالم، ذلك النموذج الذي يغلب القيم التقليدية على الفردية ويرسخ للأفكار المسبقة ولا ينظر لأفكار الحاضر.
من اليسير جدًّا القبول بالطلبة الذين يختلفون دائمًا مع مدرسيهم والعمل على تنشئتهم، وحتى الاختلاف مع خططي وبرامجي يجعلهم يفكرون في أنفسهم، أو على الأقل ما أتصور مثلهم أنهم يفكرون لأنفسهم، ولكن إذا كان قبولي وطريقة تنشئتي لهم مجرد أي شيء أكثر من قفاز ناعم فوق قبضة المدرس الحديدية، فيجب أيضًا أن أرحب، كما أنني سأكون شغوفًا لقبولهم، ليس ثمة فرق أو اختلاف أن أتصور نفسي في محاولة تشجيعهم على التنازل عن الطريق الذي يمضون فيه، إن ما أتصوره كاتجاه يرغبون فيه ويحتاجونه للقيام بمواجهته ليست له علاقة بالاتجاه الذي يريدونه فعلًا، إنني في حاجة طوال الوقت أن أختلف مع تلك اليقينية وذلك الغموض وتلك الألغاز.
لكن ذلك لا يعني أنني في حاجة لتركهم يجلسون في مقعدي.
إنه لشيء يدعو للسخرية، حلم المتطرفين بغارات الشرطة في منتصف الليل أو الجلوس لاحتساء القهوة والتحدث بعيون متلألئة عن القمع وعن معسكرات الاعتقال التي تنتظر الفراغ، وطوال الوقت لا تتمالك الآنسة جونز نفسها مع أطفال الفرقة الثالثة، يحب الناس أن يتبادلوا الأحاديث عن التهديد الفاشي أو التهديد الشيوعي، غير أن رؤيتهم للقمع نابعة من الجزء الرومانسي ومن التسامح الذي ينعمون به؛ المذابح، الأسلحة الغارقة في الأناشيد الوطنية، وفي الوقت نفسه يعمل شخص ما على إيقاف شخص آخر ليقول له إن قميصه بدون جيب، كما أن بنك أمريكا في الوقت نفسه يقدم الجوائز للمدارس، الله يعلم باستمرار المذابح لكن البندقية في عالمنا الغربي المتحضر لا تعرف، حين يترك الأطفال فصل الآنسة جونز الدراسي سيلتحقون بالمراحل المدرسية المتقدمة ثم الجامعة، ولن يكون معظمهم في حاجة للذهاب إلى معسكر الاعتقال؛ لأنهم بالفعل موجودون فيه. أتعتقد أنني أبالغ في حالة التوتر؟ ذلك ما يثير مزيدًا من الخوف، لدينا وهم بأننا أحرار، نتعلم في المدرسة أن نكون طيبين.
تسيطر الدولة في المدرسة على عقول الطلبة حتى يفقدوا الإحساس بأجسادهم.
القمع؟ هل تريد رؤية ضحايا القمع؟ تعال وانظر إلى معظم طلبة كلية «سان ديوجو» حيث أعمل، إنهم في انتظار أن تخبرهم بما يجب أن يفعلوه، إنهم لا يعرفون معنى الحرية وكيفية أن يكونوا أحرارًا.