مسرحيات أيسخولوس
«إن الجثة التي طلبتَ منَّا حراستَها قد دُفِنت، ولسنا نعرف مَن الذي دفَنها، كما أن الفاعل قد فرَّ ونجا، لا نستطيع أن نفهم كيف حدَث ذلك، فإن الحارس المكلَّف أخبرنا بما حدث، فصُعِقنا لذلك الأمر، ولا يغطِّي الجثةَ سوى طبقةٍ رقيقة من الثَّرى تكفي لإرضاء آلهة العالَم السفلي.»
عُرِف «أيسخولوس» بأنه «أبو المسرح المأساوي»؛ لِما أدخله عليه من قواعدَ أشاد بها كلُّ مَن لحقوه وساروا على نَهْجه، فصار المسرح المأساوي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا باسمه؛ فمِن قَبله كان مسرحُ المأساة بسيطَ التجهيز والعرض بشكلٍ مُخِل؛ إذ يقوم ممثِّل واحد بكل الأدوار والشخصيات في الآن نفسه، فهو مجردُ راوٍ للأحداث، أمَّا «أيسخولوس» فعَمِل على توزيعِ الأدوار بين الممثِّلين؛ فعمَّق إتقانَ الممثِّل للدور، مع الحرص على مُلاءمة زِيِّه ومكياجه للشخصية، كما استعان بالجوقة لجذبِ انتباه الجماهير ومساعدتهم على الاندماج في المسرحية كما هي العادة في المسرحيات المَلحمية. أبدع «أيسخولوس» فيما يَربو على تسعين مسرحية لم يَصِلنا منها سوى سبع مسرحيات، وهي: الثُّلاثية «أجاممنون» و«حاملات القرابين» و«ربَّات الانتقام»، بالإضافة إلى «الفُرس»، و«بروميثيوس المقيَّد»، و«الضارعات»، و«السبعة ضد طيبة».