سجل جو الغربية
لما قام شوكون بقيادة قوات دولة تشي
قام شوكون بقيادة قوات دولة تشي في غزو دولة تشو وذلك دفاعًا عن دولتي هان ووي، ثم إنه قام فيما بعد بعقد ميثاق الوحدة مع كلتا الدولتَين وشنَّ هجومًا كاسحًا على دولة تشين الكبرى، فلمَّا تم له ذلك، توجَّه إلى دولة جو الغربية وطلب منها مددًا من القوات والمؤن والحبوب، وذهب إليه «هان تشين» أحد وزراء دولة جو الغربية، ليقول له باسم البلاط الحاكم: «ها أنت ذا قد استخدمتَ قوات دولة تشي في غزو تشو دفاعًا عن كلٍّ من دولتي وي وهان، وبلغني أنك قضيت تسع سنوات كاملة في محاولة ضم الأراضي الواقعة شمال مدينتي وان ويه، مما كان من أثره ازدهار قوة وي وهان، وهذا بالإضافة إلى أنك ستضاعف من حجم قوتهما عندما تكسر لهما عدوتهما اللدود تشين، وهكذا ستصبح كل من وي وهان غدًا وقد صفا لهما الجو في الجنوب، وإذ قد تخلَّصا من الخطر الداهم الذي كانت تُمثله دولة تشو واستراحا من الكارثة المُحدقة بهما في الغرب والتي كانت تتمثَّل في دولة تشين. وخلاصة ذلك كله، أنهما ستغدُوان وقد امتدَّت حدودهما إلى آفاقٍ بعيدة، وتضخَّمت هيبتهما بين الممالك، مما سيعود على تشي بالوبال؛ إذ تفقد ما كان لها من سطوة معهودة، أما علمتَ أن لكل أمرٍ بدءًا ومُنتهًى، وازدهارًا وانحسارًا، وأن الأدوار بينهما مُتعاقبة، وأن لكلِّ نجم سطوعًا وأفولًا، ولكلٍّ منهما أوانًا معلومًا؟ وأشعر في قرارة نفسي بالقلق لأجلك، ولا أرى لك إلا أن تعقد الوحدة بينك وبين تشين وتتخلَّى عن فكرة مهاجمتها، ولا داعي أن تُذيع على الملأ حاجتك إلى المؤن والحبوب، فيعرف الناس نقطة ضعفك، ويكفيك أن تنزل بجنودك على مضيق «هانيو» دون اقتحام حدود الدولة، واترك لنا مهمة الذهاب إلى حاكم تشين بالإنابة عنك، لنقول له ما يلي نصًّا: «إن شوكون يملك القدرة على سحق تشين، وأنه يستطيع أن يجعل عاليها سافلها إظهارًا للمقدرة الفائقة التي تحوزها كل من هان ووي وليس له غرض من ذلك كله سوى أن يطلب من جلالتك التنازل لدولة تشي عن قطعة أرض تقع شرق البلاد. ولا بد أن جلالته سيُفرج عن ملك تشو المعتقل لدَيه في الحبس ويُكلمه بشأن تسوية هذا الموضوع. فقط أرجو منك أن تدعنا نتصرف على هذا النحو كي نحفظ ﻟ «تشين» كرامتها، بحيث تبادر هي إلى تسوية مسألة الأراضي الشرقية مع دولة تشو تفاديًا للوقوع في أهوال لا حصر لها، فإذا أطلق سراح حاكم تشو فلا بد أنه سيشعر ببالِغ الامتنان نحو دولة تشي. أما هذه الأخيرة، فإنها عندما تحصل على الأراضي الشرقية فستهدأ كل الاضطرابات ولسنواتٍ طويلة قادمة. وبالطبع فإن دولة تشين ليست بالبلد الضعيف، ولا يمكن الاستهانة بقدراتها، فهي تقع إلى الغرب من الدول الثلاث: جاو، وي، هان، وهم جميعًا حريصون على إبداء كل احترام وتقدير نحو دولة تشي».» وهنا أجاب شوكون قائلًا في عبارة قصيرة واضحة: «إذن، فليكن الأمر على هذا النحو.» ثم إنه أصدر أمرًا إلى قوات الدول الثلاث: جاو، وي، هان بالامتناع عن مهاجمة دولة تشين والتوقف الفوري عن مناشدة دولة جو الغربية تقديم أية معونة سواء بالجند أو بالإمداد أو التموين.
لمَّا قهرت دولة تشين جيش القائد
بعد أن تغلَّبت قوات تشين على جيش القائد شيوو قائد قوات دولة وي في موقعة «إيجيو» تقدمت في طريقها للهجوم على دولة جو الغربية، وفي تلك الأثناء ذهب رجل من طرف حاكم جو لمقابلة ليشوي (دولة جاو)، وقال له: «أرى أن الأفضل لكم أن تحولُوا بين تشين وهجومها على جو الغربية، ذلك أن الخطة المرسومة بدقة في دولة جاو تقوم على فكرة واضحة ألا وهي دفع كل من تشين ووي للاشتباك في حروب متصلة بينهما، فإذا قامت تشين الآن بالهجوم على جو الغربية فسيكلفها ذلك التضحية بجنودها الذين سيسقطون بالمئات بين جريح وقتيل وحتى إذا تم لها النصر، فلن تتمكَّن من معاودة المناوشات مع وي مرة أخرى، أما إذا لم تظفر بالانتصار فستجد أمامها طريقًا واعدًا بالفوز على وي، بينما تقبع خلفها دروب موحلة بالخزي والعار على إثر الهزيمة في جو الغربية، ولكثرة ما غاصت أقدامها في حمأة الهوان، فلن تجد الطاقة على مواصلة الهجوم على وي، فإذا حاولت الآن أن تحول دون قيام تشين بالهجوم على جو الغربية فإن التوقيت يساعدك كثيرًا، خاصة أنه لم تجرِ أية مفاوضات للمصالحة بين وي وتشين، أما إذا قامت دولة جاو بإقناع تشين بالتراجُع عن مهاجمة جو الغربية فلن تملك إلا أن تستجيب لها، وهكذا تقوم تشين بسحب قواتها ويهدأ الاضطراب في أرجاء جو، وعندئذٍ فلا بد أن قوات تشين المُنسحبة ستتَّجه فورًا لضرب وي، التي لن تملك وقتها القوة الكافية لدرء العدوان، ومن ثم ستلجأ إليك أنت لإجراء مفاوضات الصلح وهكذا تتأكد أهمية دورك ويسطع نجمك لامعًا في الأجواء، أما إذا لم تركن وي للصلح وآثرت المقاومة بكل طاقتها، فلا بأس إذن، لأنك ستكون قد جنَّبت جو الغربية الخطر الداهم، وبذرت الطمأنينة في أرجائها بما أشعلت من فتيل للحرب بين وي وتشين، وهو ما يعني أن دولة جاو ستحوز في قبضتها كل مقاليد السطوة والسيادة بين الممالك.»
لمَّا أوفدت دولة تشين الأمير شوليجي
أوفدت دولة تشين الأمير شوليجي لقيادة موكب رسمي يتكون من مائة عربة عسكرية في زيارة إلى جو الغربية، فخرج إليه حاكم «جو» على رأس مائة جندي لاستقباله بترحاب واحترام وتقدير، وما إن وصلت هذه الأنباء إلى الملك «هواي وانغ» حاكم تشو حتى تملَّكه الغضب الشديد وراح يُندِّد بدولة جو الغربية تحت دعوى المُبالغة في إظهار الحفاوة لضيوفها من دولة تشين، ثم إن الوزير الأعظم بدولة جو الغربية ذهب للقاء حاكم تشو، وقال له: «أتعرف يا مولاي أن الملك جيبو حاكم إحدى الممالك القديمة لمَّا أراد أن يُجرد حملةً تأديبية ضد إحدى مقاطعات الشمال التي تُدعى «شودي» فإنه قام ذات يومٍ بإرسال عربة حربية كبيرة إليهم، ووضع بداخل العربة ناقوسًا نحاسيًّا كبيرًا، وأمر بخروج الموكب بصحبة كتيبة الشرف التي اصطفَّ أفرادها جميعًا وساروا في احتفال مَهيب خلف العربة، وحدث أنه عندما وصلت العربة إلى غاية الطريق انفجرت وتطايرَت معها أشلاء قبائل الشمال، وكان السبب في ذلك قلَّة الاحتراس والحذر، هذه واحدة. وواحدة أخرى عندما أراد حاكم تشي أن يُجرد حملة لتأديب دويلة «تساي» فقد كان السبب المُعلَن وقتها هو مجرد غارة تأديبية لا غير، ثم اتضح أن الغاية الحقيقية كانت تتمثل في عملية اجتياح شامل لأراضي تساي. وقد صارت تشين في وقتنا الحالي تتلمَّظ كالأفعى، وتفترس كالسبع، تتطلَّع إلى اليوم الذي تلتهِم فيه المجد الإمبراطوري لدولة جو. وهكذا، فإن ذهاب موكب المائة عربة، تحت قيادة الأمير شوليجي إلى دولة جو قد أثار فزع الحاكم، وأراد أن يأخذ عبرةً من الدرس المَاثل في تجربة تساي وقبائل الشمال، لذلك فقد أرسل من جانبه موكبًا يتقدمه حملة الحِراب يتبعه حملة السهام، حيث يبدو الأمر ظاهريًّا وكأنه موكب حرس تشريفي يليق بزيارة كريمة، لكنه في حقيقته إجراء وقائي، يتحسب للخطر ويترقب بعيون الحذر والحيطة كل ما يمكن أن تأتي به المفاجآت، وذلك هو التصرف اللائق برجلٍ يحب بلاده ويخشى على قومه من خطر الغزو والاستلاب، وهو الأمر الذي كان يعمل له ألف حساب». وكان لهذا الكلام أثر طيب في نفس ملك تشو.
لمَّا قامت دولة تشو بتطويق يونغ سى
أثناء الحصار الذي ضربته دولة تشو حول مدينة يونغ سي بدولة هان، قامت هذه الأخيرة بتجنيد الأفراد وإرسالهم إلى دولة جو الغربية لسرعة نقل الحبوب المطلوبة، وهنا وقع الاضطراب في نفس حاكم جو وتحدث بهموم قلبه إلى سوداي الذي قال له: «فيمَ القلق يا مولاي؟ دع لي الأمر، وأنا أستطيع أن أقنع دولة هان بالإقلاع عن إرسال جنودهم لنقل الحبوب، بل أستطيع أن أحصل لك على مدينة كاودو بدولة هان» فاغتبط ملك جو بهذا الكلام جدًّا وقال: «أعدك لو استطعتُ تنفيذ ذلك، أن تكون أمور الدولة الكبرى تحت إشرافك». وذهب سوداي للقاء كونجون، رئيس وزراء دولة هان ليقول له: «ألم تسمع بخطة دولة تشو؟ أما عرفت أن جاويين قائد جيوش دولة تشو قد التقى بجلالة الملك وقال له: «إن هان قد أنهكتها الحرب وفرغت من صوامعها الغلال، ولم تعُد تستطيع الدفاع عن مدائنها، ونستطيع الآن أن ننتهِز فرصة تفشي المجاعات فيها لنستولي على مدينة «يونغ سى»، وإني لعلى يقينٍ من أنها لن تصمد أكثر من شهرٍ واحد فقط أمام هجومنا.» وها قد مضت الآن خمسة أشهر ولم تسقط المدينة، مما يعني أن دولة تشو قد أصبحت في موقفٍ صعب للغاية، حتى إن جلالة الملك لم يعد يثق في خطة كبير قادته، وهكذا فإن تجنيدك للأفراد وذهابك إلى جو الغربية لنقل الغلال معناه أنك تريد أن تقول لملك تشو إنك نصيره وقت الشدة، فإذا بلغ هذا الخبر إلى مسامع القائد جاويين فلا بد أنه سينصح لحاكم تشو بتعزيز قوات الهجوم للاستيلاء على يونغ سى.» فأجابه كونجون: «نعم، هذا صحيح، لكن المشكلة أن الرسول الذي أوفدته إليه قد انطلق مبكرًا، ولا بد أنه قد أوشك على المثول بين يدَيه». فعاد سوداي يقول له: «ولماذا لا تتنازل عن كاودو لدولة جو الغربية؟» وهنا ظهر الغضب على وجه كونجون وهو يجيب: «ألا يكفي أن أمتنع عن إرسال جنودي وأن أتراجع عن طلب الغلال، فلماذا ينبغي أن أُعطيهم مدينة كاودو؟» فقال له سوداي: «لأنك إذا أعطيتهم كاودو، فلن يتأخَّر ملك جو عن إظهار أسمى آيات الولاء ﻟ «هان»، وإذا وصل هذا الخبر إلى دولة تشين فستقوم الدنيا ولا تقعد، ويستشيط البلاط الحاكم غضبًا، بل يعمد إلى الاتفاقية الموقعة بينه وبين جو، ويطرد السفراء والرسل، ولن تكون قد فعلتَ أكثر من التنازل عن مدينة مُتهالكة مقابل حاضرة مزدهرة بالعمران، فما الذي يمنعك أن تبادر إلى هذا التصرف؟» فأجابه كونجون: «نِعم الرأي ما قلت»، ثم إنه تراجع عن فكرة إرسال حملة عسكرية لنقل الغلال من جو الغربية، بل سلَّم إليها مدينة كاودو، وهكذا لم تستطع قوات دولة تشو آخر الأمر أن تستولي على يونغ سى، فوضعت السلاح وانسحبت عائدة من حيث جاءت.
لما أراد حاكم جو أن يقوم بزيارة
أراد حاكم جو أن يقوم بزيارة إلى دولة تشين، فذهب إلى رئيس وزرائه جوتسوي الذي قال له: «أرى يا سيدي أن الأفضل من الزيارة هو أن تُقنع جلالة الملك بأن يرسل إلى حاكم تشين قصيدة يمتدح فيها خصاله الكريمة وعظيم امتنانه ووفائه (حرفيًّا: طاعته لوالدَيه)، ثم يقوم بإهداء قطعة أرض واسعة من إقطاع «إيندي» إلى السيدة حرمه، فهذا من شأنه إدخال السرور على قلب الحاكم وزوجه، وهو الأمر الذي يفتح له عقل وقلب حاكم تشين، ويشيع في نفسه الرضا والعرفان والتقدير، فتتوطَّد أواصر الصداقة بين البلدَين، ولا بد أن جلالة الملك سيعزو إليك الفضل في هذا الشأن، أما إذا ساءت العلاقات، فسيذكر الملك أنك كنتَ أول من رفض في أول الأمر قيامه.»
لمَّا ذهب سولي إلى حاكم جو
ذهب سولي إلى حاكم جو، وقال له: «كان القائد العسكري المحنك لدولة تشين، ذلك المدعو «باي تشي» هو الذي دحر كلًّا من دولتي هان ووي، وأجهز على قائد قوات هان، واقتحم أسوار دولة جاو، واستولى على المدن الثلاث: لين، ليشي، تشي، فهو بحق قائد محنك عركته التجارب وألهمتْه المقادير، ولئن كان يستعد اليوم للهجوم على وي، فلا بد أنه مقتحمها ومحطم أنفها، فإذا ما سقطت وي، صارت جو الغربية في خطر داهم، فليت جلالتكم تقنعه بالعدول عما هو مقبل عليه، فابعثوا إليه بمن يقصُّ عليه الحكاية التي تقول: «كان في قديم الزمان رجل بدولة تشو يدعى «يانيوجي»، اشتهر بالبراعة في الرماية، بحيث يُصيب وريقة الشجرة وهي على بُعد مائة متر أو يزيد، فلم تخطئ له رمية قط، حتى كانت الناس من حوله تتعجَّب من دقة التصويب والرمي، وذات يوم مرَّ به رجل غريب ابن طريق، فقال له: «أراك ماهرًا في الرماية حقًّا، فلا بأس من أن أعلمك بعض الأشياء المُفيدة في الرماية» فتعجَّب يانيوجي من هذا الكلام؛ إذ كيف يراه هذا الرجل مجرد تلميذ ذي مؤهلات طيبة في الرماية، بينما هو في الواقع أبرع الرماة جميعًا؟ وتقدم من الرجل وأعطاه القوس والسهم وطلب إليه أن يُعلِّمه شيئًا من فنونه، فرد عليه بقوله إنه لا يجد فائدة من تعليمه، جذب السهم بالذراع اليُمنى والصمود بالذراع اليسرى كالمعتاد في فنون الرماية؛ لأن الرامي يتعلم كيف يُصوب سهامه نحو الهدف مائة مرة، لكنه لا يتعلم مرة واحدة كيف يتوقَّف عن الرماية، حتى إذا كلَّت ذراعاه عن الضرب طاشت كل سهامه هباءً، وضاعت محاولاته سدًى.» وهكذا فإن سحق هان، ووي، وذبح القائد شيوو، والزحف نحو الشمال للهجوم على دولة جاو والاستيلاء على المدن الثلاث: لين، ليشي، تشي، كل ذلك كان من مآثرك التي بلغت حدًّا لا مزيد عليه، وها أنت الآن تقود جيش تشين في حملة هجومية هائلة تخترق فيها حدود كلٍّ من جو الغربية والشرقية؛ كي تتقدَّم صوب هان وتشين غارات على داليان، فماذا لو اقتحمت كل تلك الأهوال دون أن تحقق نصرًا واحدًا؟! أليس ذلك من سوء التصويب والتقدير؟! لذلك أرى أن تتعلَّل بالمرض وتعتذِر عن قيادة الجيش في حملة الهجوم على وي.»
لمَّا رابطَت قوات دولة تشو
رابطت قوات دولة تشو جنوب إيجيو، وفكر القائد العام للقوات (أودا) في أن يقوم بتصرُّفات استفزازية بقصد إغاظة حاكم جو. وذهب إلى الحاكم من قال له: «أرى يا مولاي أن أفضل إجراء في هذه الظروف هو أن تُصدِر قرارًا بتكليف أحد الأمراء بالذهاب مع القائد العام إلى منطقة الحدود المُتاخمة لجبل إيجيو، وذلك لمقابلة قائد قوات تشو «أودا» كما أقترح أن تذهب جلالتك بنفسك إلى ضاحية المدينة لمُلاقاته، كي يرى الناس جميعًا ويشهدوا بعيونهم مدى التقدير الذي قوبل به «أودا» من قِبل جلالة الحاكم، وإمعانًا في إظهار هذا المعنى، أرى أن تُصرح جلالتك بما يفيد بأن كلَّ ما ستتكرمون به من عطايا للقائد «أودا» ستكون له قيمة الكنوز الثمينة، ولا بدَّ أن حاكم تشو سيفكر في الحصول على تلك العطايا، وسيعمل بكل جهده على تسلُّمِها من قائد جيوشه، إلا أنه سيُفاجأ بأن هذا الأخير لم يحصل على شيءٍ ذي قيمة، وبالتالي فلن يجد معه سوى صناديق خالية، وعندئذٍ سيصبُّ جام غضبه عليه ويلومه على غفلته وقلة فطنته.»
لمَّا تقدمت دولة تشو بطلب رسمي
تقدمت قوات دولة تشو بطلب رسمي إلى كلٍّ من جو الغربية والشرقية، ترجو فيه السماح لجيشها بالمرور عبر الطريق الوحيد الذي يتخلَّل أراضيها، وذلك بغرَض التوجُّه لشن حملة هجومية على كلٍّ من وي وهان. وأُسقط في يد حاكم جو واعتصرت قلبه الهموم، بينما هو على تلك الحال، إذ دخل عليه سوتشين، وقال له: «لا شك أن دولتَي وي وهان لن تقبلا منك إعارة الطريق لقوات الغزو، وسيقع في روع كل من تشي وتشين أن قوات تشو إنما تريد أن تستولي على الكنز الإمبراطوري المقدَّس والكائن ببلاط أُسرة جو الحاكمة، ولا بد أنهما ستتحدان لدعم وي وهان في صد اعتداء قوات تشو عليها. والحقيقة أن قوات تشو لن تستطيع حماية المناطق الجبلية الشمالية، أضف إلى ذلك خطورة أخرى تتمثل في إقدامها على العبور بقواتها من طريقٍ يتوسط بلدَين، وأرى أنه ما لم تتآزر الدول الأربع: هان، وي، تشي، تشين وتتَّحد أياديها في قبضة ضاربة تتوجَّه بكل قوة لتضرب في قلب تشو، وما لم يحدُث ذلك، فإن جلالتك مُضطر إلى تسليم الكنز الإمبراطوري الأقدس إلى قوات تشو، وإلا جاءتك هي بنفسها لتنتزِعه منك انتزاعًا.»
لمَّا ذهب رئيس وزراء جو للقاء الملك
ذهب «سيكوانبو» (رئيس وزراء دولة جو) للقاء جلالة الحاكم ليُبلغه عن جوتسوي مقالة نصُّها: «إن جلالتك قد أبلغت حاكم تشي باعتذار جوتسوي عن تولِّي منصب «أمير الدولة» ورأيي يا مولاي أن مثل هذا التصرف قد حاد عن جادة الصواب، وقد قيل إن أحد خبراء المعادن القدماء قد اشترى سيفًا للأمير «تايكون» أمير دولة تشي، إلا أن هذا الأخير لم يُقدِّر هذا السيف حق قدره، وكان ذا جودة فائقة يكاد يندُر مثيلُه في الممالك، فأعاده إلى الرجل واسترد نقوده. وتصادف أن مرَّ بهما أحد عابري السبيل، فأراد أن يشتريَ السيف، وعرض لذلك ألف عمله ذهبية، إلا أن خبير المعادن رفض البيع بحجة أن المبلغ المعروض أقل كثيرًا من المطلوب، فلمَّا كانت سنو حياته الأخيرة ودنَتْ منه المنيَّة، أشار الخبير إلى ابنه بالاقتراب منه، ثم مال على أذنه وقال له: «لا أريد أن أموت دون أن يعرف الناس قيمة هذا السيف». ولئن كنت اليوم يا مولاي تريد أن تنصِّب جوتسوي أميرًا، فلا أحد غيرك يعرف هذا الاتفاق، وليس من أي مخلوق آخر على وجه الأرض يمكن أن يُصدق مثل هذا القول، وأكثر ما أخشاه أن يظن ملك تشي أن جلالتك لا تبغي حقًّا إلا أن تُنصب كونزي أميرًا، وأنكم تلجئون إلى هذا القول فقط لترويع جوتسوي، ومن ثم إلى خداع وتضليل دولة تشي، وحتى إذا قيل إن جلالتكم إنما تُخططون لأمرٍ ما في طي الخفاء، أو أن جوتسوي يملك هو الآخر ترتيبات وحسابات غير مُعلنة، فلماذا يا مولاي لا تدع الناس يرَون جانب الحق ووجه الصدق في الموضوع كله؟ إذ إنه لم يكن أحد غير جوتسوي هو الأكثر رعاية وإخلاصًا لأبيه الملك، فلماذا لا تذيع على الناس الحقيقة بوضوح تام؟»
لمَّا أرسل ملك تشين في استدعاء الحاكم
أرسل ملك تشين في استدعاء حاكم جو الغربية فتلكَّأ هذا وماطلَه دون أن يُلبي دعوته، فذهب إلى حاكم وي من تحدث إليه على لسان حاكم جو الغربية قائلًا: «إن الغرض من استدعاء ملك تشين لحاكم جو الغربية يتمثل في محاولة دفع هذا الأخير لمهاجمة منطقة نانيانغ في وي، فلماذا لا ترسل جلالتكم حملةً عسكرية إلى هنان؟ ويَقيني أن حاكم جو الغربية ما إن يسمع بخروج حملة من وي إلى هنان حتى يجد العُذر المناسب لرفضه الذهاب إلى دولة تشين، وهو الأمر الذي يرد تشين عن عبور المجرى المائي للنهر الأصفر لمهاجمة نانيانغ».
لمَّا انتصر قائد تشين
انتصر «باي تشي» قائد قوات تشين على «شيوو» القائد الأعلى بدولة وي، ثم ما لبث أن اقتحم أسوار جو الغربية، فذهب حاكمها إلى دولة وي يطلب النجدة، فتعلَّل حاكم وي بحساسية الموقف في مقاطعة شاندانغ، فلما كان حاكم جو في طريق العودة إلى بلاده شاهد مدينة «ليانغيو» فوقعت في قلبه موقعًا حسنًا، وهنا قال له الوزير الأعظم «تشيمو هوي»: «أراك مُعجبًا بالمدينة يا مولاي، لكن دعني أقول لك إن مدينة «ونيو» لا تقل روعةً عن هذه، ثم إنها أقرب كثيرًا إلى حدودنا، وأستطيع أن أضمَّها إلى أراضينا إذا وافق مولاي» وعاد الوزير الأعظم وذهب للقاء ملك وي، الذي ابتدره قائلًا: «أنتم قوم تكرهونني، وملككم يَبغضني كثيرًا ولا أدري لماذا؟» فأجابه الوزير: «هذه مجرد ظنون يا مولاي، والحق أن مَليكنا لا يحمل لك أية ضغائن، بل العكس، فنحن جميعًا نهتم بأمورك وتنشغِل أفكار قلوبنا بأحولك، ومثلًا فإن أمير البلاد وهو واحد من دهاة الحرب كما تعرف، قد بذل كل ما في وسعه لصد اعتداءٍ وشيك كانت تشين تُزمع أن تقوم به ضد بلدكم، هذا دون أن تظهر من ملك جو أية إشارة أو رغبة في مقاومة العدوان، ولا أرى إلا أنه يريد أن يُسلم البلد جميعه إلى دولة تشين، وهكذا فإذا حشدت تشين جنود كتائب الحراسة (حراسة سور الصين)، وألَّبت عليك فلولًا من شعب جو واقتحموا جميعًا مدينة «نانيانغ» فسينغلق الطريق بين كل من وي وهان».
وهنا سأله ملك وي: «فما العمل إذن؟» فأجابه الوزير: «إن الظروف المحيطة بحاكم جو دقيقة للغاية، فهو يجد نفسه في مأزق لا يجد مخرجًا منه إلا أن يصانع دولة تشين، فإذا وافقت يا مولاي على إمداده بثلاثين ألف مقاتل لحراسة الحدود وأهديته مدينة «ونيو» فستمنحه أسبابًا كافية لدعم آرائه أمام رجال البلاط والحاشية جميعًا، وستنزل عليهم فرحة غامرة بحصولهم على «ونيو»، ثم إنهم سيتراجعون عن فكرة الاتحاد مع دولة تشين. وكنت سمعت بأن دخل «ونيو» يبلغ في العام ثمانين وزنة ذهب، فاذا تسلَّمها منكم حاكم جو فلا بأس من أن يمنح ملك الممالك كل عامٍ مائة وعشرين وزنة مقابل الحصول عليها، وهكذا تزول أسباب الكدَر وتحصل يا مولاي في كل عامٍ على أربعين وزنة ذهب». وهنالك أصدر حاكم وي أمرًا لوزيره منغ ماو بتسليم «ونيو» إلى حاكم جو، مع الموافقة على إمداده بقوات للمعاونة في تأمين الحدود.
لمَّا تشاورت الدولتان وي وهان
تشاورت الدولتان وي وهان بشأن تبادل الأراضي بينهما، واتضح أن مثل هذا التبادل لو تم، فلن يكون في صالح جو الغربية، وعلى الفور توجَّه «فانيو» الوزير الأعظم لدولة جو، لمقابلة حاكم تشو، وقال له: «لا أرى فيما يحدث إلا الهلاك المُحقق ﻟ «جو»، ذلك أن تبادل الأراضي بين وي وهان سيسمح للأخيرة بالحصول على مقاطعتَين، بينما تخسر وي اثنتَين أُخريَين مقابلهما، أما السر في موافقتها على مثل هذا التبادل رغم خسارتها الواضحة لجزء من أراضيها، فهو أنها ستتمكن تمامًا بعد التبادل من أن تكون في موقفٍ يسمح لها بتطويق كلٍّ من جو الشرقية والغربية، وهكذا فإن ما ستحصل عليه وي مستقبلًا يُعد أكبر مساحة وأكثر أهمية من المقاطعتَين، أضف إلى ذلك أن الإرث الإمبراطوري المُقدس سيُصبح على مرمى حجر من أراضيها. هذا طبعًا بجانب ميزة تتوافر لها بامتدادها في مناطق «نانيانغ»، و«جن دي» و«سانشوان»، وهو ما يمكنها من تطويق دولتي جو، وعلى هذا تُصبح المناطق شمالي مدينة فانغ بدولة تشو في خطرٍ داهم، ومن ناحية أخرى فإن حصول هان على منطقتي شاندانغ يجعلها في موقع مُطل على دولة جاو، وهو ما يعني تعرُّض مناطق الجبل الحصينة بدولة جاو لأشأم النُذُر والعواقب، لذا فإن نجاح الدولتَين في إتمام التبادل سيعود بأسوأ النتائج على كلٍّ من جاو وتشو حيث يفقدان وزنهما وأهميتهما بين الممالك.» وهنا أُسقِط في يد حاكم تشو، ثم كانت دولة جاو هي التي حسمت الموقف بعرقلة كل الجهود الرامية لإتمام صفقة تبادل الأراضي.
لمَّا أرادت دولة تشين مهاجمة جو الغربية
أرادت دولة تشين مهاجمة جو الغربية، فقد ذهب جوتسوي للقاء الملك شاوانغ حاكم تشين، وقال له: «قد تأمَّلتُ كثيرًا يا مولاي في مسألة الهجوم على جو الغربية، وانتهيت إلى رأيٍ لو أذن لي جلالة الملك أن أُبديه، هو أن مثل هذا الهجوم يبدو مستحيلًا، ذلك أن الاعتداء على بلدٍ صغير مثل جو لن يعود على تشين بكثيرِ نفع، بل الأسوأ من ذلك أنه ربما يمس هيبة بلادكم بين الممالك، ولعله يُثير أصداءً غير طيبة لدى أمراء الأقاليم وحكام الدويلات المُختلفة فيجدون أنفسهم مُضطرين إلى إقامة تحالُفات مع دولة تشي الواقعة شرقي جو، وهو مما سيعود على تشين بأوخم العواقب، إذ تجد نفسها معزولة تقريبًا عن باقي الممالك، وتسقط مكانتها، ويصير تاجها الملكي اسمًا على غير مُسمى، ولا بدَّ أن هناك من الأمراء من يتمنَّى في قرارة نفسه أن تنشغل تشين بما يُنهك قواها ويوهِن صلابتها فيستحثوها على التعجيل بالإغارة على جو الغربية. وهكذا فإن استنزاف قوة بلادكم وأمرائها في مثل هذه الحملة خليق بأن يدرأ التهلكة عن آلاف ممن يتلمسون الحياة تحت السماء.»
لمَّا ذهب رئيس وزراء جو الغربية
ذهب «كونتو» رئيس وزراء جو الغربية للقاء جلالة الملك، وقال له في أثناء المقابلة: «كانت دويلة «وان» دويلةً تتبع هان فيما مضى، تُقلل من شأن دويلة «جين» اعتمادًا على صِلتها الوثيقة بدولة تشين فلما اجتاحت المجاعة هذة الأخيرة، واشتد القحط بها تداعت أركان دويلة «وان» وزالت فلم يبقَ لها أثر. وحدث الشيء نفسه مع دولة «جنغ» التي لم تكن تقيم وزنًا لدولة هان مُستندة في ذلك على علاقتها بدولة وي، فلما لاقت هذه الأخيرة هزيمة نكراء إبان غزوها لدولة تساي، دبَّ الانحلال والضعف في دويلة «جنغ». وهكذا يتكرَّر المثال نفسه في حالة كلٍّ من دولتي «جو» و«ويينغ» اللتَين لاقتا نفس المصير على يد «تشي» وينطبق كذلك على كل من «تشين» و«تساي» اللتين اندكَّت حصونهما تحت غزو دولة تشو لهما، ويتضح هنا الطابع العام لهذه الأحداث، الذي يتمثل في ارتكان دويلاتٍ صغيرة على مساندة دولٍ كبرى لها في التقليل من شأن وأهمية جاراتها، مما كان له أوخم النتائج وأسوأ العواقب. أما وإنَّ جلالتكم تسلكون الآن مسلكًا يقوم على الاستهانة بقدرات دولة تشين اعتمادًا على دعم ومساندة كل من «وي» و«هان» لبلادنا فإني أرى في ذلك عين الهلاك وذروة الخطر، ولا سبيل إلى تلافي ذلك إلا بأن تقوم جلالتكم بإيفاد جوتسوي سرًّا إلى دولة جاو للتحالُف معها، كي يتسنى لنا مُجابهة تشين، إذا لزم الأمر، ونحمي بلادنا من شر التشرذم والضياع».
لمَّا جاء رجل إلى الملك تشي
قدم رجل على ملك تشي وقال له: «إني لأعجَب كيف يتغاضى جلالة الملك عن التكرُّم بالعطايا والهِبات الملكية على جوتسوي، ترقيةً له ودعمًا لترشيحه لمنصب أمير عرش أسرة جو الملكية.» فما كان من الملك إلا أن أصدر قرارًا بإيفاد الوزير الأعظم «سيماهان»، إلى دولة جو الغربية حاملًا عرضًا بالتكرُّم على جوتسوي بالهبات والإقطاعات الملكية، تزكيةً لترشيحه أميرًا ﻟ آل «جو». فالتقى «سيماهان» بمن يُدعى «زوشانغ»، وهو أحد وزراء دولة تشي، وكان أن قال له الوزير: «أتدري أنك لو فشلت في إقناع حاكم جو الغربية بقبول العرض الكريم من جانب بلادكم، فلن يقتصر الأمر على إحباط مسعاك وذهاب حنكتك سُدى، بل سينفصم الاتحاد القائم بين الدولتَين، ولا أرى لك إلا أن تُبادر إلى سؤال حاكم جو عند لقائك إيَّاه، بما يلي «أرجو من جلالتكم إبلاغي، ولو عن طريق وسيط بيننا، غير مُسمَّى، عمن تودون ترشيحه أميرًا للعرش، كما أستأذن جنابكم الكريم في أن أُفاتح ملك تشي بشأن التكرم بالعطايا والهبات على الأمير المنتظر».» ولمَّا كان هذا الرأي دليلًا على براعة وفطنة الوزير «زوشانغ» فقد تمت ترقيته إلى أرفع المناصب.
لمَّا قامت حرب دول الاتحاد الثلاثي ضد تشين
لمَّا انتهت معركة دول الاتحاد الثلاثي: هانكو، وي، تشي ضد تشين، تحركت قوات الجيش عائدة إلى بلادها، فاستولى الخوف على جو الغربية، عندما بلغها نبأ مرور القوات المنتصرة عبر أراضيها، وهنا ذهب حلفاؤها للقاء ملك وي وقالوا له: «إن دولتَي تشو، وسونغ تنظران إلى ما قامت به تشين من تنازلٍ عن أجزاء من أراضيها الوطنية لدول التحالف الثلاثي سعيًا لتسوياتٍ سِلمية، بوصفه تصرفًا غير ذي نفع، ذلك لأن دول التحالف تريد في الواقع أن تستولي على الدعم المُقدَّم لهذه الأراضي لمساعدة دولة تشين»، فأُسقِط في يد حاكم وي، وأصدر أوامره إلى قواته العسكرية بسرعة العودة إلى البلاد بعد المبيت ليلةً واحدة فقط خارج الحدود.
لمَّا هُزم القائد شيو في معركة إيجيو
لمَّا هُزم القائد شيو في معركة إيجيو، قررتْ دولة جو الغربية إيفاد رئيس وزرائها «جوتزو» في مهمةٍ رسمية إلى دولة تشين وقدم إلى جوتزو مَن نصحه بِأن يبلغ الملك بصراحة ووضوح ما نصُّه: «إنَّ إيفادي في بعثةٍ رسمية إلى تشين يُمكن أن يضرَّ بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدَين ذلك أن مِن بين وزرائك يا مولاي من يضع مصالح تشين نصب عينَيه بأكثر حتى مما يُراعي مصالح وطنه، بل يتطلَّع كذلك إلى أن يتولَّى منصب الوزير الأعظم، وأشعر بأن ذلك الشخص سوف يعمل على إيذائي بكل وسيلةٍ مُمكنة أمام حاكم تشين، لذلك لا أرى من المناسِب إيفادي إلى تشين، بل أرجو أن تتفضل بإعفائي من أية زيارات رسمية إلى تشين في ظلِّ منصبي كرئيسٍ للوزراء، ثم إنكم يا مولاي تستطيع أن تقوم بتعيين ذلك الشخص المشار إليه في وظيفة الوزير الأعظم، فتلك هي الطريقة المُثلى التي تحول بينه وبين الإساءة إلى بلاده جو الغربية. هذا، ومن المعروف أن حاكم جو يهتم كثيرًا بعلاقاته الدبلوماسية مع تشين، بحيث إنه يحرص على إيفاد رئيس وزرائه نفسه في الزيارات المتبادلة بينهما، وبالتالي فلن يستقيم أن يقوم بإعفاء رئيس وزرائه من منصبه قُبَيل الزيارة مباشرة، وإلا عُدَّ ذلك إهانةً موجهة لدولة تشين، لذلك، فمن المؤكد أنه لن يُعفيك من منصبك بأية حال، ثم عندما تذهب إلى تشين بعد مقالتك هذه مع الملك، فمِن المُمكن أن تتوثَّق العلاقات الودية مع تشين بأكثر من ذي قبل، بل ويُصبح في مقدورك أن تُحقق المزيد من تطلُّعاتك وتضيف الكثير إلى نقاطك الإيجابية، أما إذا فاتك أن تنتبِهَ إلى هذه المسألة فلربما ساءت العلاقات بين البلدين، وساعتئذٍ، فقد تأتيك رياح بما لا تشتهي سفنك، ومن يدري، فربما وصلت الأمور إلى حد النيل منك شخصيًّا، فتطير رقبتك وتذهب روحك هباءً.»