شوقي أبو سليمان
قال له العميد حسان القرعي مأمور قسم الجمرك: أبلغ الصيادين بمنع الصيد في الأنفوشي؟
لم يُشِر البكباشي حمدي درويش إلى المطلب الغريب سنوات عمله في القسم.
تكرَّرت — في الأعوام الأخيرة — ظاهرة المنع. لم يَعُد من المسموح به تجاوز الناس للكردونات التي أغلقت الطريق إلى سراي رأس التين، ولا إلى الحديقة الواسعة أمامها. غابت وقفة الناس أمام باب القصر، يحاولون تبيُّنَ ما بداخله، جلسات الأُسَر تحت ظلال الأشجار، تلاوة القرآن في ليالي رمضان، مذاكرة الطلبة، إجراء جنود الحرس الملكي تدريباتهم. لم يَعُد إلا جنود البحرية والحرس الجمهوري، يقفون وراء الكردونات، أمام الحديقة الخالية.
مُنع الصيد بالسنارة في مواضع كثيرة بالمينا الشرقية، وأُغلقت منطقة السلسلة. لا أحد يستطيع الدخول إلى اللسان الممتد داخل البحر، على يمين المينا الشرقية. غاب المشهد الذي أَلِفوه، شخصيات يرونها في الصحف والتليفزيون. تمشَّى — وقت الأصيل — على اللسان. تتطلع إلى الأفق، والشمس المنحدرة نحو الأفق، والقوارب المتناثرة في المساحة ما بين السلسلة وقلعة قايتباي.
الممنوعات كثيرة، وإن لم يتغير الناس في بحري.
لم يَعُد الدخول متاحًا إلى الدائرة الجمركية. التصريح ضرورة للعاملين في الميناء: شركات التصدير والاستيراد، وبواخر الركاب والبضائع والأسواق الحرة. يستوقفه حرس المواني لمراجعة الأوراق، والتفتيش. يختلف الحال عمَّا كان يحياه إلى زمن قريب. الاكتفاء بإلقاء السلام، التجوُّل — دون ممانعة — بين الأرصفة والحاويات والشون والمخازن، وقضاء المصالح. حتى الصفوة من العلماء وخلفاء الطرق الصوفية، رحلوا تباعًا، الواحد بعد الآخر، لم يبقَ على قيد الحياة إلا المجتهدون الأقل شأنًا.
قال عبد الله أبو رواش: تغيَّرت الأوضاع منذ ١٩٤٨م. نحن في حالة حرب لا تنتهي!
من أيامها، تغيرت الحياة في الإسكندرية.
المحظورات كثيرة. أوامر المنع تتكرر. اختفت مباريات كرة القدم من الساحات الخالية، ورفع الأثقال وتنس الطاولة من النواصي. احتلت ورش القزق معظم مساحة الشاطئ. اختفى حمام الأنفوشي، وأهازيج السحر، والجلوات، وتلاوة القرآن في ليالي رمضان داخل حديقة السراي، وخطب الشيخ عبد الستار، وسباقات البنز، وسباقات المراكب، والبلي، والدوم، والطائرات الورقية، وسوق العيد بميدان الخمسة فوانيس، وأغنيات ماهر الصاوي، والتكافل، والسير وراء الجنازات، والنظرات المتأملة في الوجوه الغريبة، والمظاهرات التي لا تُفرقها الشرطة، وملصقات الإخوان المسلمين على الحوائط: الجهاد في سبيل الله أغلى أمانينا.
لم يَعُد قباطنة البلانسات ينطلقون في البحر، قبل أن يحصلوا على إذن بالسفر. صدر قرار من رئيس هيئة الثروة السمكية بحظر الترخيص لأي سفن صيد جديدة.
قال شيخ الحارة شوقي أبو سليمان وهو يهرش بظفره في مقدمة رأسه: أظن أن الزحام هو الباعث لكل هذه التغيرات في بحري!
•••
يتحدث عن ماضي الحياة في بحري ما بين تزاوج البيوت القديمة، وأكواخ الصيادين على امتداد شاطئ الأنفوشي. يعرف جميع عائلات بحري: هنو، جميعي، أبو هيف، الجريتلي، الناضوري. ينادي بالأسماء، ويسأل عن أفراد الأُسَر، ويعرف أصحاب الوظائف والمهن والحِرَف والميول الحزبية.
يضايقه أنه إذا دخل على جماعة يتحدثون، قطعوا أحاديثهم، وتكلَّموا في غير معنًى، أو لاذوا بالصمت.
تشغله معرفة ما يدور داخل المقاهي والدكاكين والبيوت والمساجد والزوايا والأزقَّة المعتمة: الخلافات العابرة، والمؤامرات، والدسائس، والمعارك، والفضائح، والخيانات الزوجية. يحتفظ بمعظم ما يعرفه في نفسه، لا يبوح به حتى ضمن مهام وظيفته.
عرف سامي بهاء الدين — بواسطته — تجار البلقطرية. صداقته بهم قديمة، ويخشَون رواية أسرارهم إلى أي أحد، لا يأخذها — في ظروف خافية — عليهم. أكد لهم ثقته في بهاء الدين، وحكى لبهاء الدين ما يريده التجار من فطنته، وذكائه، ووسائل خروجه على القانون.
•••
أميز ما في الشقة شرفتها المطلَّة على البحر — رغم بُعد المسافة — لا تحجبها عنه البنايات.
يبدو — في نهاية الشارع، أعلى البيوت القصيرة، المتساندة — شاطئ الكورنيش، وأكشاك القزق، وفلوكة صغيرة تهزها الأمواج في وقفتها داخل البحر.
اختطفت النوة الصياد صادق عبد المعز. قذف الصياد مبارك شومان بنفسه في المياه لإنقاذه. لم يستطع مغالبة الأمواج. اجتذبَته النوة هو أيضًا. غاصت بالرجلين إلى داخل البحر.
قال غريب أبو النجا: أهل البحر ليسوا جميعًا من ذوي النيات الطيبة!
والتمعَ في عينَيه قلقٌ: ربما غيَّبوا الرجلين في الأعماق، دون عودة!
لا ينزل شوقي أبو سليمان البحر، لا يعوم، ولا يصيد، ولا يركب القوارب. يخشى تحذيرًا همسَت به غجرية بعد أن وشوش الودع: بعد عمر طويل … البحر آخر ما تراه!
من يومها، شغله الأمر.
انتقل من بيته في شارع الحجاري إلى بيت يُطل على خليج الأنفوشي. في باله أن تنشأ بينه وبين البحر جيرة وصداقة. يطمئن إلى حياته بعيدًا عن خطر البحر. حتى السير على الكورنيش الحجري — ما كان يحلو له في طفولته — لم يَعُد يُمارسه. قد تُفاجئه هبَّة ريح، أو يختلُّ توازنه. يتحقق ما يحرص أن يتجنب حدوثه.
•••
لم يكن يشغله إن طال عمره أو قصر. مشوار الموت يبدأ في لحظة الميلاد. كل يوم نعيشه يقرِّبنا من نهاية الرحلة.
تمنَّى ألا يكون موته بالشيخوخة. للشيخوخة أمراضها ومتاعبها وانعكاسها على تصرفات مَن نتصورهم أحباءَنا.
– يُخيفني أن أسقط على ظهري، فلا أستطيع القيام كصرصار!
قذف بصقة في الطريق، واستطرد: في الشيخوخة وحدها يعرف الإنسان كم هو ثقيل!
ومسح على رأسه براحة يده: الشيخوخة شرٌّ من الموت. إنها عذابٌ راحته في الموت!
•••
عرف جلساء دكان الحاج جودة هلال أنه قام بدور المحلل لزوجات واجهن الطلقة الثالثة، البائنة. يترك المرأة في حالها، داخل الحجرة المغلقة، حتى يأتي الصباح. يحلف عليها يمين الطلاق، ويمضي إلى دكانه.
داعبه خليل الفحام: ماذا لو أن المرأة استهوتك، أو أنك أرضيتَها فأصرَّت أن تظل في عصمتك؟!
قال شوقي أبو سليمان في هيئة مَن يدرأ تهمة: زواجي من أم العيال هو — وحده — صورة الزواج في حياتي.
•••
في آخر أيامه: عاب عليه الناس دقات نقص لا تليق بسنِّه.
تلفت نظره أية امرأة يراها. ثم لا يكتفي باللَّفتة العابرة. يُعيد النظر، والتأمل، والتحديق. تتملكه الرغبة أحيانًا. يضعها في عينَيه، ويتلفت، يبحث عن الاستجابة في الأعين التي تبادله النظرات.
إذا شاهد امرأة في الطريق، لم يحوِّل نظره عنها، كأنه يحاول أن يحدس تكوينات جسدها من وراء الملاءة التي التفَّت بها، كأنه يفتش فيها عن شيء يتوقعه، أو يريده. لم يَعُد يهمُّه من شأن عمله، بقدر ما تهمُّه امرأة مقلوظة، تتأوَّد داخل ملاءتها المحبوكة حول جسدها.
استغرب في نفسه أن شبقَه يزداد خارج البيت. مضَت الأيام على إيقاعها إلى مرحلة عمره الحالية، وإن لاحظ عجزه عن السيطرة على انفعاله. يثور لأي سبب، وربما بلا سبب محدد. يشقيه — داخل البيت — إحساس بالغربة. يشغله الدكان والمقهى والطريق والرؤى المثيرة. عندما يغادر البيت، تصطخب الأمواج باندفاع النوات، ويعلو صوت المارد، وتُغنِّي جنيَّة البحر. يجتذبه المتاح والصعب، وينسى أصول مهنته.
لم يَعُد سكان الشارع يُفاجَئُون بصفعة على وجهه، تتلوها شتائم، من امرأة يتبعها في شارع رأس التين، أو شارع فرنسا. يقترب من المرأة إلى حدِّ بلوغ أصابعه ثنية إبطها، فيقرصها. تسكت المرأة بغلبة الحياء، أو يُثيرها ما حدث. تلتفت ناحيته بالصفعة، تتلوها الشتائم.
قال بدوي الحريري إن تفكير الرجل اقتصر على ما بين فخذيه، يجتذبه ما بين أفخاذ النساء.
فسَّر خليفة كاسب ما يفعله شوقي أبو سليمان أنه قد تجمَّع فيه ما يحدث للناس في مثل سنِّه من ميل إلى التصرفات الصبيانية. شعر أنه لم يبقَ من سِنِي الشباب إلا القليل، وأنه سيواجه — في الأيام القادمة — حياةً أخرى تتسم بالجفاف، أو البرودة.
قال خليل الفحَّام إنه جاوز السنَّ التي تُتيح له تغيير طباعه. هو كالشجرة التي كَبِرت، من المستحيل تغيير هيئتها.
هتف بدوي الحريري بالدهشة: المصيبة أنه ابتُلي بهذا الطبع في الكبر!
يلحظ الناس تغيُّر سحنته، وتبدُّل ألوانها. يُدركون أنه يُعاني. ربما لم يفطن بدوي الحريري إلى المعنى، لو لم يُصارحه شوقي أبو سليمان بالهدف من وقفته في مفارق الطرق. يبظُّ الشبق في عينَيه، وترتعش شفتاه. يعاني بصورة حقيقية.
قد تمتدُّ يدُه داخل جيب البنطلون، تعبث بجسمه. يمضي — دون أن يلتفت — إلى شارع الأباصيري.
يعرف الحريري إلى أين يتجه.
قال له شوقي سليمان: لا أذكر متى بدأَت تراودني أفكار الرغبة. لعلها بدأت بانحسار أمواج الرغبة نفسها، المد والجزر في داخلي لا شأن لهما بما كنت أمتلك العوم في أمواجه. أقف على الساحل، لا أجاوزه إلى داخل البحر.
وتهدَّج صوتُه بالانفعال: أعرف أن الإنسان — إذا كَبِر — قلَّت شهواته، لكنني أحب النساء أضعاف الحب الذي عرفتُه في أعوام الشباب. أحب الجسد العفيَّ، والعينَين الصاحيتَين، والشفتَين الممتلئتَين، والساق المدملجة.
وكسا وجهه قناعًا من الجدية المفتعلة: أنا لا أخشى زجرَ المرأة التي ترتدي ثوبًا يكشف مفاتن جسدها. هي ترتديه ليُثير الفتنة. قد تُبدي الضيق للنظرات المقتحمة، لكنها تحقق ما تطلبه من نشوة. تتضايق لو عبرتها النظرات، لو أنها لم تُحدِّق في الأجزاء التي عرَّتها من جسدها، أو النتوءات والانبعاجات. المرأة التي تحيط كاحلَ قدمها بسلسلة ذهبية … اختارت هذا الموضع لأنه هو الذي تريد أن تقع عليه النظرات. إذا ادعيتَ الحياء، واتجهت بنظراتك بعيدًا، فأنت ترى أن الكاحل الجميل لا يستحق اهتمام نظراتك.
واعتمد على الطاولة بكوعَيه، واتجه إليه بنظرة متسائلة: تخيل بضاعة أجهد صاحبها عرضها في فاترينة، ثم لم يُكلِّف واحد من المارة نفسه بالوقوف أمامها.
لم ينعكس ما يفعله على نظرات الحريري وحده.
كانت نظرات الناس — بالتساؤل والدهشة والاستياء — تتجه ناحية يده في داخل جيبه، تداعب ما بين فخذيه.
قد لا تستجيب المرأة، أو الفتاة، إلى الإشارات. لا تفهمها، أو تُهملها. يعلو صوته بالشَّخط والنَّطر.
لم يَعُد يأبه بالنصائح، ولا التوبيخات، ولا حتى التهديد بإبلاغ العميد حسن القرعي. ازداد شبقُه لكلِّ مَن يستقبلهن في دكانه، أو يُصادفهن في الطريق، أو تلتقطهن نظراتُه من داخل نافذة.
لمَّح خليفة كاسب إلى أن شحاتة عبد الكريم أغضبَته وشايةُ شوقي أبو سليمان بما يصنعه من السحر. صنع سحرًا أوقع به الخبل في ذهن أبي سليمان. صار على ما هو عليه.
•••
كان جودة هلال أول مَن تحدَّث عمَّا يُعانيه شوقي أبو سليمان في الفترة الأخيرة.
لاحظ أنه يأتي بتصرفات غريبة لم يألفها أصدقاؤه، ويُفاجئهم بأقوال لا تتسق مع موضوع النقاش. يقذفهم من فمه بما يطرأ على باله، لا يتدبره، ولا يتأمل معناه. يُهمل ما قد تعكسه الملامح من الدهشة، أو العجب.
لم تَعُد ذاكرتُه تُعينه على متابعة النقاش. شحبَت الذاكرة، وضعفَت حركةُ الجسد. يستعيد الأسماء، يُردِّدها. ينادي مَن تحدَّث إليه بغير اسمه. يُدرك جودة هلال أنه ينسى الأسماء. يغلبه الملل والسأم. يسلِّم نفسه إلى الشرود.
عرف أن الفوسفور مفيد للذاكرة، وأنه متوفر في لحم السمك. لم يَعُد يأكل إلا أنواع السمك: البوري والمياس والمرجان والبربوني وغيرها.
شخَّص الطبيب الأرمني في شارع إسماعيل صبري ما يُعانيه الرجل بأنه تصلُّب في الشرايين، أثَّر على الذاكرة، فضعفت، وعلى حركته الجسدية، فلا يستطيع الحركة كما يريد.
قال الطبيب في مستشفى رأس التين إن الحالة تأثيرات شيخوخة. تعدَّدت المسميات: القلق النفسي، العصاب القهري، النيوروستانيا، العصاب النفسي، الفصام، الاكتئاب، الاضطرابات الانفعالية.
لمَّا نطق الطبيب في مستشفى المواساة كلمة «الذاكرة» استعادها عبد الرحيم أكبر أبنائه. صارحه الطبيب بدورة المرض، منذ غلبة النسيان حتى يعود المريض إلى تصرفات الطفولة، ثم الموت.
حدس جودة هلال أن شوقي أبا سليمان يفقد ذاكرته، وربما أصابه الخرف. صار في دنيا غير دنيا الناس، بها ما لا يعرفونه من الذكريات والحكايات القديمة والأحداث والرؤى. يصحو على أسماء يردِّدها. يتحدث عن لقاءاته بأصحابها. ينقل تحياتهم من العالم الذي يعيشون فيه. يذكر مَن لم يلتقِ بهم معظم جلسائه، ولا رأوهم. تبيَّنوا — من ذكرياته القديمة — أسماء أعمام وأخوال ومعارف وجيران. عرفوا عن أحوال أولياء الحي وبركاتهم ومكاشفاتهم. يستعيد ما قد مضى عليه سنوات طويلة: خطبة مصطفى كامل في زيزينيا: لو لم أولد مصريًّا، لتمنيت أن أكون مصريًّا، عودة سعد زغلول من الخارج، مباراة كرة القدم بين منتخب الإسكندرية ومنتخب المجر، إنشاء الكورنيش الحجري على امتداد الساحل من رأس التين إلى المنتزه، افتتاح مستشفى المواساة، ليلة التقاط يد سيدي أبي الدرداء طوربيدًا كاد يدمر الإسكندرية.
قال جودة هلال: إنه يتحدث عن سيره أمس في جنازة سيد درويش!
ظل ينسَى حتى نسيَ وظيفته.
يفتح — كل صباح — دكانه المطل على شارع أبي السعادات. يسحب الكرسي إلى الرصيف، ويجلس. تتجه نظراتُه إلى الفراغ. لا يدخل في مناقشات، ولا معاملات من أي نوع. حتى الأسئلة التي تتصل بعمله، يكتفي بنظرة يغلب عليها التردد. لا يترك مكانه. ربما أشار إلى دفتر المواليد الهائل، المهترئ، على مكتبه. يُومئ دلالة أن يفتش صاحب الطلب عمَّا يعنيه.
أقعده المرض تمامًا، بعد أن امتصَّ كلَّ قوة الجسد. لم يَعُد يستطيع النهوض، ولا الحركة، ولا الكلام، ولا يقوى حتى على إيماءات الصلاة. إنما هي إشارات باليدين، وأعلى الصدر، وغمغمات بالشفتين، ونظرات متلفتة لا تستقر على وجهة محددة.
في نهايات عمره، أُصيب بالعمى. صارت له ذاكرة صوتية. يَعِي الدنيا بأُذُنَيه: الأصوات والروائح والملامح والألوان. لا يُجهده غياب بصره في التفريق بين أصوات اللحظة الواحدة، ولا التعرف على صوت لم يستمع إليه منذ سنوات طويلة. يعرف الداخل إلى مجلسه قبل أن يُلقيَ السلام: أهلًا يا فلان.
ينطقها في ثقة وبساطة دون توقُّع للخطأ.
•••