عبد الله أبو رواش
حين قَدِم عبد الله أبو رواش من بني سويف إلى الإسكندرية، كانت وجهته البحر. لم يكن قد رأى — قبل سنِّ العشرين — سوى النهر. البحر صور في الصحف، وفي أفلام السينما وأحاديث المشاهدة، لكن الأمنية الوامضة تأكدت بتوالي الأيام. تاق إلى البحر، والحياة على شاطئه، وركوبه، يُتيح له ركوب البحر رؤية العالم: التنقل بين البحار السبعة، والانتقال من أرض إلى أرض، والتعرف إلى المواني والمدن البعيدة.
– البحر هو الذي دفعني لأن أهجر بني سويف.
ملأ حبُّ البحر نفسَه.
أحبَّه دون أن يراه، وتمنَّى أن يعمل فيه. قرأ ما يصعب عدُّه من كتُب القدامى والمحدثين، عن ركوب البحر، ومخلوقاته، وتقلباته، ومدِّه، وجزره، وامتداد آفاقه. أنصت إلى حكايات من عوالم الغرابة والدهشة. عرف أسماء قادة البحار المشهورين، وتواريخ المعارك البحرية المعروفة. حاول التصور، ما يُدركه وما لا يدركه. أهَّلته شهادته المتوسطة ليتخرج «مساعد بحري» في القوات البحرية.
تغاضى — بحب البحر — عن قسوة التعليمات في القوات البحرية، وعن القوانين، والأوامر التي لا تُطيقها طبيعته.
ركب البحر — بعد أن رآه — للمرة الأولى في حياته.
بدا له البحر سرًّا هائلًا، يُثير في نفسه الأحلام والأخيلة والتصورات والرغبة في الاكتشاف.
عرف — دون أن تنطلق السفينة في رحلة ما — إلى دقائق أنواع السفن، وإلى فنون مهن البحر. الفرق بين البلانس والبارجة والمدمرة والفرقاطة والغواصة وكاسحة الألغام ولنش الطوربيد واللنش الصغير. عرف حتى المعلومات التي قد لا تتصل بعمله: سعة الوقود، علامات النداء، السرعة، المدى.
تنقَّل بين الوحدات الإدارية ومراكز العمليات والإشارة ومراكز التدريب والمخازن والورش والإدارات التخصصية. عُنيَ بأحوال البحر. وظيفته الإدارية في مكتب اللواء سليمان عزت قائد البحرية، لم تُتِح له السفرَ بعيدًا عن الإسكندرية، لكنه قرأ كتب الرحلات، وكتب الجغرافيا العربية.
طال جلوسه — في مقاهي بحري — وقت العصر، إلى بدوي الحريري. يروي له أحوال البحر، والصيادين، والنوات، وعروس البحر، والمارد، والمخلوقات التي تخضع لأوامرها.
أنصت إلى حكايات البحارة، ما صدقه، وما أسقط تصديقه، عن المواني البعيدة، والمدن، والفنارات، ورسائل التحذيرات والاستغاثة، والصحبة، وحكايات الحب، واللذة المختلسة، والأركان المظلمة، ودوار البحر، وجنية البحر ذات الجسد الأنثوي والذيل السمكي، والخوف، والتحدي، ومواجهة المجهول، والشوق إلى البر في ركوب البحر، والشوق إلى البحر في العودة إلى البر.
في داخله حنينٌ دائم إلى البحر، يستعيده حيثما يذهب. المينا الشرقية: لسان السلسلة والبلانسات ومرسى القوارب وقلعة قايتباي ومعهد الأحياء المائية ونقطة الأنفوشي والخليج وامتزاج روائح الملح واليود والطحالب والأعشاب. المينا الغربية: البحارة وعمال الشحن والتفريغ والبواخر الضخمة واليخوت واللنشات والدناجل والفلايك ومزالق السفن والأوناش الهائلة والرافعات والحاويات الخشبية والحديدية وبلوطات الخشب وشون الغلال وبالات القطن ورصيف الفحم وأرصفة الشحن.
يتخيل وقفته في سطح السفينة. يتأمل ابتعادها عن الرصيف، ودخولها البوغاز، وخروجها إلى عرض البحر.
يشغله السؤال: ماذا بعد أفق البحر؟
لم يكن يعرف عن السفر ما يُعينه على التوقُّع، وإن عاش أمنية الرحيل إلى المدن البعيدة. لا صورة واضحة لها ارتسمت في مخيلته، هي صور مختلطة، ومتشابكة، لموانئ وميادين وشوارع وأبراج ومقاهٍ وأرصفة ومخازن وحاويات ورافعات وأبراج بواخر، ومداخن، وحاجز الحديدي يحيط بطوابقه الباخرة، والبحارة ذوو السحن واللغات المختلفة. ربما أمضى الليل — بطوله — يفكر في البحر.
عَلِقت نفسُه بصفافير البواخر، وضوء الفنارات، والمواني، والشواطئ، والمدن البعيدة. ترك لخياله ركوب بحار الدنيا: البحر الأبيض، البحر الأحمر، البحر الأسود، البحر الميت، بحار الشمال والبلطيق والمحيط الأطلنطي.
ظل هواه مضنيًا، لا يقاوم، نحو البحر.
قرأ في التاريخ البحري، وفي رحلات ابن بطوطة وابن جبير وماركوبولو والسندباد البحري وجليفر، وعجائب الهند لبزرك بن شهريار، وعن معارك البحار والقباطنة، والقراصنة ذوي اللِّحَى الحمراء، والعصابات المفردة فوق العين.
في طريقه إلى مبنى قيادة البحرية، الملاصق لسراي رأس التين، يُبطئ خطواته أمام قصر أم البحرية. الباب مغلق، والستائر مسدلة على النوافذ. الصمت السادر لا يَشِي بحركة، ولا أثرَ للحياة داخل القصر. حتى الحارس النوبي، ذي القفطان الأسود، والحزام الأحمر، والخُف المغربي، كأنه يغالب النوم، وأنه ينتمي إلى عالم آخر.
يُدرك حبَّها للبحر، مثله تمامًا. تفترق عنه في أنها تملك ما يُتيح لها السفر إلى المدن التي تحبها.
يتسلل أبو رواش — بتصورات قراءاته — إلى داخل القصر. يُنصت إلى حكاياتها عن حسن باشا الإسكندراني، ومعارك البحار، والقراصنة القدامى.
يلتقي مع زملاء العمل على رصيف اللنشات، في الثامنة تمامًا من كل صباح. تنقلهم لنشات الخدمة إلى السفن الراسية داخل الميناء. يصعد السلالم الضيقة، ذات الدرجات الحديدية، حتى يصل سطح الباخرة. تتراقص على المياه ظلال السفن الهائلة، الراسية. يصطخب — على امتداد ٨٦ رصيفًا — زحام العمال والموظفين والرافعات والأوناش والكسارات والرافعات الهيدروليكية والمولدات الكهربائية وأبراج الإضاءة والحاويات والمخازن والمستودعات والشون والصناديق والأجولة والبالات وعربات النقل والشاحنات القلابة ونداءات الحمالين، وعشرات العصافير تعلو صوصواتها وهي تنقر أجولة القمح المكومة في بلوطات على الأرصفة.
وجد في القرب من الميناء والسفن والأفق والأمواج، طمأنينة يستكين إليها.
– الإسكندرية ليست مجردَ مصيف. إنها — كمدينة — أقدم من القاهرة.
يكره إسكندرية الصيف. يحب إسكندرية الشتاء. السحب المتكاثفة حتى نهاية الأفق، البرودة التي لا تخلو من دفء، الشوارع الملتفة بضبابية. حتى هطول المطر يحبه. لا تشغله القطرات — أو حتى حبات الثلج — المتساقطة على رأسه ووجهه وثيابه.
– لو أني وُلدت في الإسكندرية، ربما ظننت أن ولادتي في فلوكة!
وأطلق ضحكة: لعلِّي وُلدت في فلوكة على النيل!
كل شيء يدفعه للسفر: التحديق في أفق البحر، مجموعات البحارة من كل الجنسيات في الشوارع والميادين، حكايات العائدين من البحر، الدخول والخروج والعمل داخل الدائرة الجمركية، صفافير البواخر في المينا الغربية، الصعود إلى ظهر الباخرة، البحث عن كابينة. يتوق للحياة المفعمة بالأسرار والمغامرة، والتعرف على ما لم يسبق رؤيته. يحلم بركوب محيطات الدنيا وبحارها، يسافر إلى بلاد بعيدة، يشاهد ما يصنعه الخيال من المدن والمواني، يحنُّ إلى أماكن غائبة الملامح، ولا نهاية لآفاقها.
قال بدوي الحريري: هل تستطيع السباحة؟
– أحب الصيد … لا يحتاج لركوب البحر.
تعلَّم وضع الدودة في السنارة المتدلية من قصبة الصيد. تعلَّم معه الانتظار والصبر، والشعور بجذبة السمكة، وما إذا كانت كبيرة أو صغيرة، أو أنها مجرد طحالب أو أعشاب.
قال: كيف تتصرف إن صادفت مشكلة؟
– سأعاني ما يُعانيه الآخرون!
•••
كان بيته رقم ١٠ شارع الزواوي، مؤلَّفًا من ثلاث حجرات وصالة. قسم مساحتها. أقامت الأسرة في حجرتين. الصالة للمعيشة واستقبال الضيوف. رصَّ كومات الكتب في الحجرة الثالثة المطلة على المنور. اضطر — عند امتلائها — إلى وضع بقية الكتب في بوفيه الصالة وفوقه، وفي دولاب الملابس بحجرة ابنه وابنته.
تناثرت في أغلفة الكتب أسماء موباسان، وديستويفسكي، ومحمد عبده، وبايرون، وطه حسين، والعقاد، وموليير، وشكسبير، والزيات، والمازني، وصادق الرافعي، والشوقيات، وهيكل، ومظهر، وسلامة موسى، والحكيم، وإبسن، وسويفت، وتولستوي، ومصطفى عبد الرازق، وبودلير، والغزالي، وأناتول فرانس، وبنت الشاطئ، وأبو شادي، وخالد محمد خالد.
شملت المكتبة مجلدات بالصحف والدوريات، ومخطوطات ووثائق وخرائط، وكتبًا بمعارف لا حدود لها: قوانين البحار، وعلم الإنسان، والتاريخ، والجغرافيا، والجيولوجيا، وأدب الرحلات، والكيمياء، والرواية، والشعر، والطبيعة، والبيولوجيا، والمسرحية، والتشريح، والموسيقى، وفقه اللغة، والسيرة الذاتية.
لم يكن أبو رواش يمارس حياةً اجتماعية من أيِّ نوع.
يقضي معظم الوقت — بعد عودته من العمل — في القراءة والكتابة. ربما استقبل أصدقاء وتلاميذ من الشعراء والأدباء، يهبهم وقته، ونصائحه، وتشجيعه. قرأ لمحمد الصاوي روايته «كوم الدكة». قال له: أدوات الكاتب فكره ولغته، وأنت تملك الفكر، لكن اللغة قاصرة. سأحدث صاحب دار لوران عنك. اذهب إليه، ولا تُقلقك كلماتي.
سمَّى نفسه شاعر الأسطول. صدر له «وحي الطبيعة» و«اللحن الأزرق» و«شعاع خيالي».
عندما تزوج للمرة الثانية، انتظمت أسفاره إلى القاهرة — حيث تُقيم الزوجة الثانية — من بعد ظهر الخميس، إلى عصر السبت كل أسبوع، وحين أرهقه المرض، جمع بين الزوجتين في شقة شارع الزواوي.
•••
عرضت مؤسسة السينما على قيادة القوات البحرية أن تُخرج فيلمًا عن معركة البرلس في عام ١٩٥٦م. اشترط اللواء سليمان عزت قائد القوات البحرية أن يكتب قصةَ الفيلم أحدُ ضباط البحرية. رشَّح له معاونوه المساعد البحري عبد الله أبا رواش. عرفوا بأمر مكتبته الخاصة، وقراءاته في تاريخ البحرية.
كان أبو رواش قد كتب قصيدة عمودية. لم يكن يكتب سوى الشعر العمودي. أعجبت اللواء سليمان عزت. زكَّت اختياره لأبي رواش كي يكتب قصة معركة البرلس. قال أبو رواش:
وجد أبو رواش في عرض سليمان عزت متنفسًا مما يعانيه. طال توقُّعه للخروج إلى البحر، في المهام التي تتصل بعمله. توالت الأيام دون أن يتلقَّى أمرًا بالصعود إلى سفينة، تُعَد للسفر، حتى إلى المواني القريبة، مجرد أن تعبر البوغاز.
سمَّى أبو رواش القصة «عمالقة البحار». تناول ظروف إغراق البارجة الفرنسية «جان بار» بزورقَي طوربيد، عملية استشهادية للضابط البحري المصري إبراهيم الدسوقي والضابط البحري السوري جول جمال.
راجع عبد الله سجلات البحرية المصرية. قرأ عن حياة الشهيدين. استوقفَته — وأثارَته — شخصيةُ جول جمال، ديانته المسيحية، اللاذقية مدينة مولده ونشأته، إصراره على أن يقاسم الدسوقي عمليتَه الاستشهادية.
كتب أبو رواش سيناريو الفيلم مع العقيد كمال الديدي، ياور اللواء سليمان عزت قائد القوات البحرية. مزجا بين ما حدث، وما أضافه خيالهما، ليكتبا قصة سينمائية. كتب الحوار السيد بدير ومحمد مصطفى سامي.
عانى الارتباك بين حدث البطولة، والعلاقات الإنسانية التي تخفت الجهارة والمباشرة (ألَا يكفي اسم الفيلم؟!). قرأ النص في قيادة القوات البحرية، وعلى أصدقائه في مقهى قصر رأس التين. أضاف، وحذف، وبدَّل، وحوَّر. استقر على ما يحقق المزاوجة. ناقش المخرج السيد بدير في خطوات التنفيذ. لم يُخفِ ارتياحه لإسناد بطولة الفيلم إلى نادية لطفي وأحمد مظهر. قرأ الاسمين كثيرًا في الصحف، فهما اسمان معروفان.
تبدَّلت حياة عبد الله بعد سيناريو «عمالقة البحار». كان أول مشاهدته لأفلام السينما. شاهده في عروضه الأولى، ثم في العروض التالية. حتى عندما عُرض في سينما «الهلال» بالقباري.
بدَّل قراءاته. اقتصرت — أو كادت — على فن السينما. كل ما يتصل بالفن الذي شعر أنه وجد فيه نفسه، القصة والسيناريو والحوار والإضاءة والديكور والصوت والمونتاج والإخراج والإنتاج. صحب أكبر أبنائه — أحمد — إلى دور السينما. عرف أسماء كتَّاب السيناريو والممثلين والمخرجين. حتى أسماء شركات الإنتاج، لاحظ اختلافات أسمائها، وإن أزمع — بينه وبين نفسه — أن يقتصر إنتاج أفلامه المرتقبة على مؤسسة السينما.
اكتشف في علاقته الجديدة بأكبر أبنائه ما لم يكن يعرفه، واكتشف الابنُ صفةَ الصديق في شخصية أبيه.
يغادران البيت قبل موعد العرض بساعتين. يجلسان على قهوة على أنح في ناصيتَي صفر باشا ورأس التين. إذا دخل المقهى، حرص على إلقاء السلام والتحيات على الجالسين على الموائد، لا يستثني أحدًا، ويصافح مَن له بهم صداقة قديمة. قد يجلسان في قهوة فاروق بإسماعيل صبري، أو قهوة الإسعاف في ميدان المنشية. يتحدثان عن الفيلم الذي خرجا لمشاهدته. الأسئلة لعبد الله، والأجوبة لأحمد. هو الأكثر خبرة — بدنيا السينما — من أبيه. يلتقط الأب أسماء صلاح أبو سيف، ونيازي مصطفى، ومحمد مصطفى سامي، وآسيا، وإيرول فلين، وروبرت ميتشوم، ورمسيس نجيب، وكلارك جيبل، وتوني كيرتس، وسوزان هيوارد، وآفا جاردنر.
يسأل عن صفة صاحب الاسم. يُعيد رأيه بأن أحوال السينما لا بد أن تتغير بعد «عمالقة البحار».
يقول للاستياء في ملامح الأب: نحن لا نمتلك إمكانياتهم في أفلام الحرب!
طالت جولات عبد الله أبي رواش في العطارين وشارع النبي دانيال. يفتش عن كتب السينما. زار — للمرة الأولى — المركز الثقافي الأمريكي بشارع فؤاد. استعار كتبًا في فن السينما. أضاف إليها كتبًا في فن المقاومة.
استهوَته فكرةُ أن يكتب أعمالًا عن مقاومة المصريين للغزو الأجنبي. ومضَت أمامه أسماء أحمس، وبيبرس، ومحمد كريم، وعمر مكرم، ومحمد فريد، وعبد الرحمن فهمي، وأحمد عصمت، ونبيل منصور.
ذلك ما حقق النجاح لفيلمه الوحيد.
غالب الارتباك وهو يتأمل المقهى في نهاية شارع إسماعيل صبري. عرف أنها قهوة للفنانين، أعدَّ أسئلة، وتصوَّر مناقشات. تمتد فتشمل فيلمه الوحيد، وما يشغله من أفلام تالية. تبيَّن أن المناقشات تقتصر على الموسيقى والغناء، وأسماء سيد درويش وسلامة حجازي وحمامة العطار وأحمد المسيري وأم كلثوم وعبد الوهاب وعزت عوض الله وبدارة. كان قليل الاستماع إلى الأغنيات، لكنه أجاد حفظ أغنيات سيد درويش، الكلمات والألحان وطريقة الأداء.
ترامى الأذان من مسجد قريب. استأذن للقيام إلى الصلاة. واصل السير إلى صفر باشا.
ظل عبد الله أبو رواش على البر. لم يُتَح له تحقيق حلم حياته. شحبت الرغبة في ركوب البحر، حتى تلاشت تمامًا.
•••
أهمل عبد الله أبو رواش مرض السكر، فتفاقمت تأثيراته. ثقلت حركته، وأُصيب بالعمى، وتوقَّع الموت.
كانت صغرى بناته قد شاركَته الإقامة في الشقة — مع زوجها — في أيامه الأخيرة. نادَت — بعد وفاته بأسبوع — على بائع روبابيكيا، تقاضَت ما عرضه من نقود، وتركت له حجرة أبيها، يُخلي ما بها من كتب.
أضاف إلى حزن خليل الفحام، ضياع نسخة خطية من خططه لبحري، أودعها عند أبي رواش ليُفيد منها الرجل في حال وفاته، ويضعه تحت تصرُّف المهتمين.
قدَّر أنه سيرحل عن الدنيا قبل أبي رواش. لكن المرض الذي قضى به الرجل خالف ظنه.
•••