الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
«للخُرافةِ غريزةٌ حَشَريةٌ تَنْتحي إلى الشَّوق، وتَعشقُ الثَّغَرات، وتُقِيمُ في الفجَوات. يَسُودُ الدَّجَلُ ويَركُزُ لواءَه في المناطقِ التي ما زالَ العلمُ فيها مُبلِسًا مُحَيِّرًا لا يَملكُ جَوابًا حاسِمًا.»
تُسيطِرُ الخُرافةُ على الكَثيرِ مِنَ التفاعُلاتِ البشريَّة؛ فلم تَكْتفِ الخُرافةُ بالتغلغُلِ في المجتمَعاتِ الفقيرة، التي لم تَنَلِ القِسطَ الكافيَ مِنَ التَّعليم، بل امتدَّتْ إلى أوساطٍ تبدو راقيةً أو تَحملُ قدْرًا مِنَ العِلمِ والثقافةِ والمدنيَّة. وعبرَ كافةِ الأوساطِ التعليميةِ والإعلاميةِ نَستقبلُ يوميًّا عِلمًا زائفًا، وخُرافاتٍ جديدةً يَفتحُ رَوْنقُها البرَّاقُ المجالَ لتصديقِها والعملِ بها. وهذا الكِتابُ نستطيعُ من خلالِه أنْ نُميِّزَ بينَ العِلمِ والعِلمِ الزائِف، عن طريقِ عرضٍ لإسهاماتِ بعضِ المفكِّرينَ وفلاسفةِ العِلمِ مثل: توماس جيلوفيتش، وكارل بوبر، وجون كاستي، وقد عَدَّه المؤلِّفُ تَتمَّةً لكِتابِ «المُغالَطاتِ المنطقيةِ» الذي ناقَشَ مَوْضوعاتٍ ذاتَ صِلة.