السعادة
قال سليمان الحكيم: مُحِب الفرح إنسان مُعوِز، ومحب الخمرة والدهن لا يستغني.
وقال مركوس أوريليوس: قد عرفت من الخبرة أن السعادة ليست في المباحث العقلية، ولا في الغنى، ولا في الشهرة، ولا في الملذات، ولا في مكان. فأين هي إذن؟ هي في عمل ما يقتضيه العقل، وهو أنه لا خير للمرء إلا الانقياد إلى المبادئ التي ينشأ منها العدل والعفة والمروءة والحرية، وأن لا شر له إلَّا في مخالفة ما ذكر.
وقال مرقس أنطونيوس: السعادة لا تحتاج إلى كثير. سعادة الإنسان أن يعمل ما يليق به عمله.
وقال الإمام علي: السعيد من وُعظ بغيره، والشقي من اتعظ به غيره. من سعادة المرء أن يطول عمره ويرى في أعدائه ما يسره.
وقال شكسبير: الإنسان سيد بخته، وفي معظم الأحوال التي يخيب فيها الملامة على نفسه لا على نجمه. الهدوء والسكينة هما رائدَا الفرح. وما أقل سروري إذا كنت أستطيع أن أصفه لك. متى قضى السعد بأعظم الخير لأحد شزره المتوعد.
وقال بولانو: سئل شيخ فاضل عن السر الذي أكسبه شيخوخة سعيدة خالية من الهموم، فأجاب: لم أخزن أبدًا في قلبي غضبًا على عائلتي، ولم أحسد أبدًا من هو أعظم مني، ولم أشمت أبدًا بسقوط أحد ما.
وقال أبقراط: الإنسان لا يقدر أن يعيش براحة إلا إذا كان يعيش بشرف وعدل وحكمة، وإذا عاش على الحكمة والعدل والشرف، فمن المستحيل أن يعيش على غير الراحة.
وقال جوبرت: حُسْن حالنا وسوؤها متوقفان علينا، والباقي على الله.
وقال ثيودر باركر: أواه! حبذا لو كنت عرفت فن الحياة، أو وجدت كتابًا أو إنسانًا يعلمني كيف كان يعيش؛ لأعرف كيف أعيش وأدرس وأروض بدني.
وقال سكوباس: إننا — نحن معشر الأغنياء — نحسب السعادة في الكماليات، لا في الحاجيات.
وقال سرفنتس: السعد خير من القيام الباكر.
وقال قاسم أمين: كلما أردت أتخيل السعادة تمثلت أمامي في صورة امرأة حائزة لجمال المرأة وعقل الرجل.
وقال سليم عنحوري: بينك وبين السعادة حُجَّاب ما دام على النساء حجاب.
وقال أبيكتيتس: لا تتألم بمخالفة غيرك مقتضى الطبع؛ لأنك لم تولد لتشارك الناس في سيئاتهم، بل في حسناتهم، فإذا رأيت أحدًا أساء فتعس، فاعلم أن من أحسن فلنفسه، ومن أساء فعليها، وأن الله خلق الناس للسعادة لا للشقاء.
وقال هيلويز: الحب الحقيقي لا يتم إلا بإسعاد المحبوب.
وقال روشيرون: الحصول في الزواج على كامل السعادة يقتضي له محسنات جمة، ومن الحماقة أن يحاول أحد الزوجين أن يطلب في رفيقه اتصافه بجملتها، فعليه أن يتحقق أولًا وجود أهمها فيه، حتى إذا انضم إليها غيرها كان راضيًا، وإن نقصت استغنى عنها.
وقال سنا: حيث تكون النقاوة توجد الحياة، وحيث تكون الحياة يوجد الحب، وحيث يوجد الحب تكون السعادة.
وقالت الإنكليز: بالمقابلة يسعد الإنسان ويشقى. أسعد الحياة حين لا حاجة للكماليات ولا للضروريات. السعيد في كل شيء أندر من العنقاء. من لهم أصدقاء صادقون فهم الأغنياء. غاية الغايات أن تكون السعادة في البيت، فإذا لم نكن سعداء هناك فلا نكون سعداء في مكان آخر. السعادة ثمر، إذا لم ينمُ في بيوتنا، فمن العبث أن نطلبه في بساتين الناس. إذا أصابنا النحس، عرفنا ما هو السعد. السعادة مشارب، ولا جدال في الذوق، «وللناس فيما يعشقون مذاهب».
وقالت العرب: تحتاج لثلاثة لتكون سعيدًا: عافية الجسد، وصحة العقل، وسلامة القلب.