الكذب
قال أفلاطون: من ضرر الكذب أن صاحبه ينسى الصورة الحقيقية المحسوسة، ويثبت في نفسه الصورة الوهمية الكاذبة، فيبني عليها أمره، فيكون غشه قد بدأ بنفسه.
وقال الإمام علي: أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب. من صفة العاقل ألَّا يتحدث بما يستطاع تكذيبه فيه. الكذاب يخيف نفسه وهو آمن. أشد المشاق وعد كذاب لحريص.
وقال ديوجنس: احترم كلامك أكثر مما تحترم القسم، ولا تكذب أبدًا، ولا تستخف بالأمور الهامة.
وقال مصلح الدين سعدي: إياك يا أخي والكذب؛ لأن الكاذب محتقر لا يعتبره أحد. من يتعود الكذب زال النور من نفسه. الكذب يعيب المرء وينزع الشهامة منه. ليس للكاذب من مفر يوم الدين. يا بني، الكذب أقبح الذنوب، لا يُبقي للإنسان اسمًا كريمًا.
وقال كونتليانوس: على الكاذب أن يكون قوي الذاكرة.
وقال فدروس: من عُرف بالخداع ولو مرة لم يُصدَّق ولو تكلم الصدق.
وقال إسخولس: فم الله لا ينطق بالكذب، ولو كان مبدع الكلام.
وقال صفوقليس: الكذب لا يطول أجله.
وقال أوفيديوس: المستقيم يعبأ بالتهم الكاذبة.
وقال بركايوفا: الكذبة الأكثر شيوعًا في العالم هي الجملة المعروفة: «أتأسف كثيرًا.»
وقال مركوس أوريليوس: أفضل الناس من ترك العالم من غير أن يكذب، أو يدعي بما ليس فيه، ومن غير أن يتهتك أو يخادع.
سئل أرسطوطاليس: ماذا يستفيد الكاذبون من الكذب؟ فقال: عدم تصديق الناس لهم إذا صدقوا.
وقال تنيسن: أقبح الكذب ما نِصفه صدق.
وقال دي بارتاس: من يخلف وعده لا وعد له.
وقال مونتانيه: على ضعيف الذاكرة أن يقلع عن الكذب.
وقال بولانو: متى صدق الكاذب رأى عقابه في عدم تصديق الناس له. أربعة لا يدخلون الفردوس: المستهزئ، والكذاب، والمرائي، والنمام. النم كالقتل.
وقالت الإنكليز: من يكذب كذبة واحدة لا يعلم ما قد حمَّل نفسه من الحمل الثقيل؛ لأنه يضطر أن يخترع عشرين كذبة ليثبتها. الحق لا يحتاج إلى ناصر، وأما الكذب فيكلف الإنسان جهده في اختراع الأكاذيب لإثباته. احذر النمام كما تحذر العقرب. يبدأ الكذوب بخداع غيره، وينتهي بخداع نفسه. المرائي يخدع الناس بدفعه الزكاة لله.
وقالت العرب: حبل الكذب قصير. لو صُور الصدق كان أسدًا، ولو صُور الكذب كان ثعلبًا. أمران لا ينفكان من الكذب: كثرة المواعيد وشدة الاعتذار.