الضيق
قال بيليوس: الدهر لا يكتفي ببليَّة واحدة. لا يدوم سرور لا تنوُّعَ فيه. الخوف من الموت أشرُّ من الموت. الحكيم من استفاد من مصائب غيره.
وقال مركوس أوريليوس: لا يصاب أحد بما لم تُعِده الطبيعة لاحتماله. لا تقنط ولا تيأس إذا عملت أعمالك باستقامة وحسن نية ولم تُقرن بالنجاح دائمًا. حوادث الدهر تتوالى مثل ورد الربيع وثمر الخريف. كل ما يحدث فحدوثه واجب. ما أتاك من ضيق فمن العدل؛ لأنك اخترت الصلاح غدًا لا اليوم. مهما أصابك فهو مكتوب لك من الأزل. متى شعرت بالهم والغم لأمر أصابك، فقد نسيت أن كل ما يحدث إنما يحدث تبعًا لنواميس الكون، ونسيت أنه إذا أضرك أحد فليس ذلك من شأنك، ونسيت أن كل ما يجري قد جرى كذلك دائمًا، وسيجري كذلك وهو جارٍ الآن في كل مكان.
وقال الإمام علي: الدنيا جمة المصائب، مُرة المشارب، لا تُمتِّع صاحبًا بصاحب. الدنيا طواحة طراحة فضاحة أسيَّة جراحة. أصابت الدنيا من أمنها، وأصاب الدنيا من حذرها.
وقال شيشرون: العاقل لا يضيق به الأمر إلا وهو في سعة.
وقال ترنتيوس: يليق بالعاقل أن يلجأ إلى كل شيء قبل ما يلجأ إلى السلاح. على الناس إذا صلحت حالهم أن يفكروا في كيف يقابلون المصائب.
وقال يوربيدس: مهما اشتدَّت الرزايا لم تخلُ من أبواب الفرج. خير ما يلاقيه الرجل زوجة ترثي لبلواه. نسيان المصائب ربح أكيد.
وقال ميجل ده سرفنتس: البلايا لا تأتي فرادى. الزمان يصلح كل شيء. قلبي لين كالشمع، ولكنه شديد الاحتمال كالصخر.
وقال تنيسن: تصفو الحياة أو تكدر بحسب ما ننتظر من فرح أو ترح. قد يتخذ الإنسان من عثراته مراقي يرتقي بها إلى ما هو أعلى.
وقال شكسبير: إذا لم تكن سعيدًا فذلك لأنك تطلب ما ليس لك، وتنسى ما عندك. من علَّمته التجارب فهو حكيم.
وقال بولانو في كتابه التلمود: دُم طالبًا رحمة من الله إلى أن تلقى على قبرك الحفنة الأخيرة من التراب. من كان فيه شعور الحياء لا يسرع إلى عمل الخطاء. احمد الله على السرَّاء كما على الضراء. إذا كانت أبواب السماء مغلقة عن الصلاة، فهي مفتوحة للدموع. لا يُساءَل الإنسان عما يقوله في كآبته. خير لك أن تأكل البصل وتجلس في الظل من أن تأكل الدجاج والأرز ولك منه تعب القلب.
وقال سقراط الحكيم: لو وضعت مصائب الناس كلها في كومة واحدة، وأُبيح لكل واحد أن يختار منها ما شاء؛ لاختار كلٌّ مصيبته واستردها.
وقال بتاكوس: لكل امرئٍ مصيبة ومصيبتي امرأتي، والسعيد من له مصيبة واحدة.
وقال فلوطرخس: استشر الزمان فهو أحكم مشير.
وقال فدروس: سلم للبلية الحاضرة لئلَّا يصيبك شرٌّ منها.
وقال سينكا: يُمتَحن الذهب بالنار، والرجال بالتجارب.
وقال دي برتاس: تصاب الذاكرة بالشلل كما تصاب بخيبة الأمل.
وقال دنتي: أشد الحزن إذا تذكَّر الإنسان أفراحه وقت أتراحه.
وقال فكتور هيكو: المنتحر لا يكون دائمًا مجنونًا، لكن على الإطلاق يكون تعيسًا.
وقال جون هيود: لا يُعرف الصديق إلَّا في الضيق.
وقالت الإنكليز: إذا أصاب الضيق اثنين كان الضيق أخف. السقوط في الشَّرك سهل ولكن الخروج منه صعب. الزمان يمتحن كل شيء. أخف الشرور ما جاء وحده. متى بلغت النوائب حدها زالت. لكل جرح بلسم. لا فرح بلا حزن. الهم الذي يجيء من عدم التروي يجب أن يُجمَّل بالصبر. ما من أحد أفلح ولم تصبه شدة. ارتكاب الشر غير جائز مطلقًا، وأما احتماله فجائز إذا كان فيه دفع شر أعظم منه. إذا رميت نفسك إلى بئر، فليس للعناية أن تنشلك منها. صحافة الرجل يجب أن تكون أعظم أسراره. ساعة حزن أطول من يوم سرور. كن بشوشًا أبدًا ما أمكن، فإن الحزين لا يسر أحدًا. لا يقنط الرجل الصالح ولو أصابته أعظم الرزايا. أبعِد الحزن عنك ما أمكن. دع الهم إلى أن يأتي يومه.
ومن أمثال اليابانيين: إذا أبغضك إنسان فادعُ له بطول العمر.
ومن أمثال الترك: إذا أغلق الله بابًا فتح ألفًا.