آراء فلسفية في أزمة العصر
«لم يعرف تاريخ الحضارة أزمةً بشرية مثل تلك التي يُواجِهها الإنسان في منتصف القرن العشرين؛ فهي أزمةٌ تمتدُّ إلى بذور الوجود البشري ذاته، أو تكاد تأتي على كلِّ مَعالِم الحضارة.»
لا يكاد كتابٌ فلسفي يخلو من التعرُّض لجانبٍ ما من «أزمة منتصَف القرن العشرين»، أو ما عُرِف ﺑ «أزمة العصر»، التي تتردَّد أصداؤها بين الدِّين والسياسة، بل تركَت بصماتِها على السيكولوجية البشرية أيضًا، مخلِّفةً وراءها فجوةً عظيمة في التاريخ البشري. يحاول هذا الكتاب تتبُّعَ صدى هذه الأزمة في بعض الكتابات الفلسفية المعاصِرة للأزمة — حيث يناقش كلُّ مؤلِّفٍ الأزمةَ من نظرته الفلسفية الخاصة — فيَعرض الكتابُ نصوصًا تتطرَّق للأزمة من جانبها الفلسفي التاريخي، وأخرى تَغوص في أعماق الأزمة الدِّينية، وتُختتم النصوص المقدَّمة بمختارات من كتابات الفلاسفة الإنسانيين. وقد حرص «محمود محمود» في ترجمته لهذا الكتاب على أن يُدْلي بدَلْوه إزاءَ بعض القضايا دُونما تدخُّل منه في متن الكتاب.