المرأة في الميزان
«إن أعذب ما تُحدِثه البشرية في الشِّفاه هو لفظ «الأم»، وأجمل مُناداة في الوجود هي «يا أمي». كلمةٌ صغيرة كبيرة، مملوءةٌ بالأمل والحب والانعطاف وكلِّ ما في القلب البشري من الرِّقة والحلاوة والعذوبة. الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزيةُ في الحزن، والرجاءُ في اليأس، والقوةُ في الضَّعْف، هي يَنبوع الحُنوِّ والرأفة والشفقة والغفران.»
طاف «أمين سلامة» في التراث الإنساني الأدبي والعقائدي، يبحث عمَّا قيل في المرأة؛ عن ميلادِ المرأة الأولى، عن كَينونتها، عن أسرارها، عن أَمزِجتها، وعن العلاقة بينها وبين الرجل؛ في محاوَلةٍ لفَهْمها. فتَحدَّث عن ميلاد المرأة الأولى في رواية التوراة، والرواية الإغريقية، كما سردَ أقوالَ المفكِّرين والفلاسفة والشعراء عنها، مثل «سقراط» و«شوبنهاور» والشاعر الإيطالي «دانتزيو»، وراح ينتقي خيرَ ما ذُكِر في وصفها بصفةٍ عامَّة، ووصَف بعضَ أجزاء جسمها بصفةٍ خاصَّة، ولم يَنسَ المكانةَ العُظمى التي تَفرَّدَت بها الأم، وأجملَ الاقتباسات التي قِيلت عنها. ولما كانت عفويةُ الحكمة تَخرج من أفواه البسطاء، فقد جمَع الأمثالَ العامية الخاصة بها بمختلِف اللغات ومن مختلِف الحضارات، وأفردَ جزءًا خاصًّا لنساء العرب، أَودَع فيه أروعَ القصص التي اشتُهِرت عنها.