حال الجماد
نزاعٌ دائمٌ في دقائق الجماد، وصراع لا يفتر لهُ انقاد، فإذا انطبقت العناصر تُصاب بالجمود والقرار، وإذا تخلَّلت انتشرت أو سالت إلى أهوية وبخار. فالصخور تتحلل، والمياه تتسلسل، والهوا يتبلبل، فحراكٌ لا يقف مداره، وعراكٌ لا يقر قراره. وبذلك تحترق المَعْدِنِيَّات، فتنهضُ المرتفعات، وتذوب الجامدات، وتجمد السايلات، وتفقد العيون سلسالها، وتُزَلْزَلُ الأرض زلزالها. وهكذا لا يزال الجماد بين اجتماع وانفصال، وسلام وقتال، ولا تبرح الحركة بين اقتراب وابتعاد، وخمود واتِّقاد، حتى تقوم الكائنات المختلفة، وتبرز الأصولُ المتصفة، بالحياة والثوران، كالنبات والحيوان.