الدولة الساسانية
بعد أن استولى أردشير بن بابك على «العراق» وقرض الدولة البرتية، وأسَّس الدولة الساسانية، أو دولة الأكاسرة الشهيرة في التاريخ؛ نظم إدارة البلاد العراقية وولَّى عليها الولاة، ولم يتعرض بديانة العراقيين ولا بعاداتهم، وأقرَّ قوانين البلاد على حالها، ولكنه اضطهد اليهود من أجل مساعدتهم للبرتيين أثناء الحروب التي قامت بينه وبين البرتيين في العراق، وأقرَّ على الحيرة وما يليها ملكًا على العرب جذيمة الوضاح، الذي كان محالِفًا له قبل فتح العراق ثم خضع لسيادته، وبسبب خضوعه هذا هاجَرَ كثير من العرب ولا سيما تنوخ التابعين لحكومة الحيرة، ونزلوا بادية الشام لأنهم أَبَوا الرضوخ للفرس.
وبقي العراق في هدوء حتى مات أردشير سنة ٢٤١م، بعد أن حكم خمس عشرة سنة (٢٢٦–٢٤١)، ومن مبانيه في «العراق» مدينة «بهرسير»، بناها على «دجلة» تجاه «أكتسيفون» في الجانب الغربي، وعدة حصون وقلاع منها قلعة كبيرة بالقرب من موقع «البصرة» عدا ما حفره من الأنهار، وما جدَّدَه من المدن منها مدينة «سلوقية»، فإنه جدَّدَ بناءها فسُمِّيَتْ بعد حينٍ «أرداشير».
مات هذا الفاتح والدولة الساسانية التي أسَّسَها في دورة التأسيس، ولم يفتح بعد العراق — بعد محو البرتيين والتغلُّب على مملكتهم — غير بلاد ما بين النهرين التي أعلن الحرب من أجلها على الروم في عهد القيصر ألكسندر سويروس، وأخذ منه جميع تلك البلاد، ثم وسَّع خلفاؤه المُلك بفتوحات جديدة، حتى صارت هذه الدولة من أعظم دول الأرض في تلك الأزمنة.
وتولى بعد أردشير الأول ابنه شابور الأول (٢٤١–٢٧٢م) الذي أدخل القسم الأعظم من جزيرة العرب تحت حماية الفرس، وبنى في «العراق» مدينة «تكريت» التي صارت بعد حينٍ مركزًا للبعاقبة النصارى، وظهر في أيامه ماني المشهور الذي ادَّعَى النبوة في بلاد فارس، وشابور هذا هو الذي أسر ملك الروم والريانوس قيصر وأرسله أسيرًا إلى «بابل»، بعد حروب شديدة استمرت أعوامًا بين الدولتين، ولكنه اندحر أخيرًا أمام أذينة الثاني العربي ملك «تدمر» الخاضع لسيادة الرومانيين، حتى استردَّ منه باسم الرومانيين جميع بلاد الجزيرة، وظلَّ يطارده حتى دخل «العراق» وحاصَرَ مدينة «سلوقية» سنة ٢٦١م، ثم رجع بمَن معه من جيوش العرب والروم؛ لاختلال حدث في المملكة الرومانية.
(١) شابور الثاني والعرب العراقيون
تولَّى شابور الثاني بعد هرمزد الثاني سنة ٣٠٩م، ولصغر سنه نصب الفرس وصيًّا عليه ليتولى شئون المملكة، فساءت الأحوال بادئ بدء وكثرت الاضطرابات في المملكة حتى طمع العرب فيها، وجاء منهم — زيادة على مَن في العراق منهم — عدة قبائل من البحرين وغيرها وعبروا خليج «فارس» وأخذوا يشنون الغارات على الأطراف، وأغارت قبيلة «إياد» على سواد «العراق» ونهبت وغنمت، وظلَّ العرب أعوامًا — وخصوصًا إياد — معادين للفرس والفرس لا يقاتلونهم. فلما بلغ شابور السادسة عشر وتسلَّم زمام المملكة بدأ بأعدائه القريبين منه، وهم العرب الذين في العراق، فتعمَّدَ أذاهم وإخراجهم من بلاده، وخصوصًا قبيلة إياد التي قال فيه شاعرها:
ثم تولَّى يزد جرد الأول الملقَّب بالأثيم سنة ٣٩٩م، وكان يحب العرب ويكرمهم، وكان لملك «الحيرة» النعمان الأول عنده منزلة رفيعة، حتى إنه لما مرض ابنه بهرام أعطاه وهو طفل للنعمان ليربيه في الحيرة لطيب هوائها وعذوبة مائها، فربَّاه النعمان أحسن تربية وعلَّمه الكتابة والحكمة والرمي والفروسية وكل ما يلزم للملوك، وبنى له قصرًا فخمًا وبقي عنده حتى مات أبوه. وفي عهده اضطهد الفرس النصارى، فاتخذ الروم ذلك الاضطهاد ذريعة للحرب، فتظاهروا بنصرة أبناء مذهبهم وأشهروا الحرب على الفرس، وبعد عدة وقائع اتفق الفريقان على الصلح، وأرسل ملك الروم أركاديوس وفدًا إلى «العراق»، فنزل الوفد في البلاط الملوكي ﺑ «أكتسيفون» فتمَّ الصلح على شروط رضياها، من جملتها: رفع الاضطهاد عن النصارى الذين في المملكة الفارسية، وعقد يزد جرد معاهدة صلح لمائة سنة، وأزال الاضطهاد عن النصارى، وأذن لهم بتجديد الكنائس التي خُربت في الاضطهادات، وأطلق لهم الحرية التامة.
وخلفه ابنه بهرام الخامس أو بهرام جور سنة ٤٢٠م، وهو الذي ربَّاه النعمان الأول ملك الحيرة وساعَدَه على لبس التاج؛ لأن الفرس اختلفوا فيمَن يملِّكون عليهم من أولاد يزدجرد الأول الذين ثارت بينهم الفتن عند موت أبيهم، فاستنجد بهرام بالنعمان، فجهَّزَ لنصرته جيشًا كبيرًا من العرب، وسار به إلى «أكتسيفون» وأجلَسَ بهرام على كرسي المملكة، ومن أجل ذلك أحبَّ هذا الملك العرب حبًّا جمًّا، ورفع منزلة ملك الحيرة على سائر رجال دولته، فاعتلى شأن العرب في عهده.
وجلس على سرير المملكة بعده هرمزد الرابع سنة ٥٧٩م، ثم خُلِع على إثر فتنة قامت بينه وبين القائد العام بهرام، الذي انحازت إليه الجيوش كلها فأجلس الفرس على العرش ابنه أبرويز سنة ٥٩٠م — كسرى برويز أو كسرى الثاني — حسمًا للنزاع وتسكينًا للفتن والاضطرابات، فازداد القائد عتوًّا وطمع في العرش، فدارت رحى الحرب بينه وبين الملك أبرويز، وبعد عدة وقائع جرت بالنهروان في العراق، انتصر بهرام واستولى على «أكتسيفون» واغتصب العرش وأعلن نفسه ملكًا، أما أبرويز فإنه فرَّ بعد انكساره إلى «القسطنطينية» مستنجدًا بالإمبراطور موريس «موريقي»، فأكرم وفادته وزوَّجه بابنته، ثم جهَّزَ له جيشًا عرمرمًا وأمده بالأموال، فسار أبرويز بالجيش حتى اقترَبَ من العراق فلاقاه بهرام، وبعد معارك هائلة دامت مدة انتصر أبرويز انتصارًا باهرًا، ومزَّقَ جيوش بهرام، وظل يطارده إلى «أذربيجان»، وهناك انتصر عليه انتصارًا نهائيًّا، ففرَّ بهرام إلى بلاد الترك، وعاد أبرويز إلى عرش الملك ودخل «أكتسيفون» باحتفال عظيم، بعد أن دامت الحروب بينه وبين بهرام أربع سنوات.
ففاوَضَ الملك الجديد الروم في الصلح فأجابوه، وتمَّ عقد الصلح بينه وبين هراقليوس على ما يرضي الروم، فعادوا إلى بلادهم، وعلى أثر ذلك قتل الملك شيرويه أباه أبرويز.
وأبرويز هذا هو الذي قتل النعمان الثالث ملك الحيرة سنة ٦١٦م، وولَّى بدله على الحيرة إياس بن قبيصة الطائي، وهو الذي أرسل إليه صاحب الشريعة الإسلامية ﷺ كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام مع عبد الله بن حذافة السهمي سنة ٦٢٨م الموافقة لسنة ٦ﻫ، فلما حضر عبد الله أمام أبرويز سلَّمَه الكتاب وهذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على مَن اتَّبَعَ الهدى وآمَنَ بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر مَن كان حيًّا ويحق القول على الكافرين، أَسْلِمْ تَسْلَم، فإن أبيتَ فإنما عليك إثم المجوس.»
فقرأه أبرويز فلما انتهى منه مزَّقه وأساء إلى حامله، وكتب إلى عامله ﺑ «اليمن» يأمره أن يغزو المدينة ويأتيه برسول الله أسيرًا، وعاد عبد الله إلى النبي ﷺ وأخبره بما فعل أبرويز، فقال: «اللهم مزِّق ملكه كما مزَّقَ كتابي.» فلما خُلِع أبرويز كتب ابنه شيرويه إلى عامله ﺑ «اليمن» ينهاه عن مقاتلة رسول الله.
وفي عهد أبرويز حدثت المعركة الشهيرة بوقعة «ذي قار» بين الفرس والعرب التي انتصر فيها العرب انتصارًا باهرًا على الفرس.
ثم اتفق أهل «أكتسيفون» على تمليك حشنشده ابن عم أبرويز سنة ٦٣٢م، فقُتِل هذا بعد شهر من تمليكه، وولَّوا مكانه فيروز بن مهران من نسل أنو شروان، فقُتِل بعد بضعة أيام وملك بدله سابور بن شهريزان، وكان طفلًا فقام بأمره أحد كبار رجال الدولة اسمه فرخ زاد خسرو بن البنذوان، ولم يمضِ ثلاثة أشهر حتى قُتِل الملك ونائبه، وزاد أمر الدولة اديارًا بسبب تلك الفتن المستمرة وطمع بها أعداؤها، فلما أدرك الفرس خطورة موقفهم اجتمعوا على تمليك يزدجرد الثالث ابن شهريار الذي أجلسه على العرش أهل «اصطخر»، فاستقدموه منها إلى «أكتسيفون»، وأجمعوا كلمتهم عليه، فحضر «أكتسيفون» سنة ٦٣٢م فدانت له الفرس.
(٢) انقراض الدولة الساسانية
جلس يزدجرد الثالث على عرش المملكة الفارسية في الوقت الذي كانت فيه الدولة قد ضعفت من توالي الفتن الداخلية، وزادها ضعفًا توغُّل العرب المسلمين في العراق وحروبهم الشديدة مع الفرس منذ أيام أردشير الثالث وأيام الخليفة الأول أبي بكر الصديق، فكان هذا الملك يبذل جهده في إخماد الثورات الداخلية القائمة بين قومه من جهة، ويصد هجمات العرب الذين جاءوا للفتح من جهة أخرى، حتى ارتبك عليه الأمر، ولكنه كان مع كل ذلك جلدًا لا يُظهِر الضعف ولا يتظاهر بالعجز أمام العرب، وظلَّ يجهز الجيوش لقتالهم، فانتصروا عليه في أكثر الوقائع وفي الأخير أصلوه حربًا حامية في وقعة «القادسية» الشهيرة سنة ٦٣٦م، ثم أجبروه على الهزيمة من «العراق» إلى بلاد «فارس» سنة ٦٣٧م، بعد حروب عديدة في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وقامت دولة الإسلام في «العراق» وانقرضت منه دولة «الفرس» التي حكمته ٤١٠ سنوات (٢٢٦–٦٣٧م).
(٣) تتمة لما تقدَّمَ
كان معظم سكان «العراق» في عهد الدولة الساسانية من بقايا الأراميين الأصليين — وهم الكلدان والسريان — والقبائل العربية التي منها إياد وربيعة وغيرهما، وعرب المناذرة سكان «الحيرة» وما يتبعها، ويتخلَّل تلك الجموع شتات من الفرس والأكراد وغيرهم من أمم أخرى، وكان الجميع في عيش رغيد وحرية تامة، بسبب عدم تعرُّض هؤلاء الملوك بشرائع أهل البلاد وآدابهم وعاداتهم، وإبقائهم القوانين على ما كانت عليه قبلًا، غير أنهم بدءوا باضطهاد النصارى العراقيين منذ تنصُّر القياصرة ملوك «رومية» بعد أن كانوا وثنيين، أي منذ أيام القيصر قسطنطين الكبير، بسبب ميل النصارى إلى القياصرة أبناء مذهبهم والتجسس لهم، خصوصًا عندما كانت تقوم الحرب بين الفرس والروم، فيتجسس النصارى لأبناء دينهم، حتى إن بعض الملوك قتلوا كثيرًا من رؤساء النصارى وهدموا أكثر كنائسهم، ولم يكن ذلك وحده سببًا لاضطهادهم، بل إن انتشار الدين المسيحي بين عرب «العراق» من بدو وحضر، وازدياد أتباعه عامًا فعامًا خوَّفَ الفرس من القضاء على دينهم الزردشتي الذي اتخذوه دينًا رسميًّا لدولتهم واجتهدوا بتقويته، خصوصًا وأن الدين المسيحي كان قد صار أخيرًا دينًا رسميًّا لدولة الروم المجاورة لهم، وصار الروم ينتصرون للنصارى الذين تحت حكم الفرس، حتى إنهم كانوا يتخذون اضطهادهم في بعض الأحيان ذريعة للحرب مع الفرس، ومع ذلك كله فقد كان أهل العراق في عهد هذه الدولة سعداء بالنسبة إلى الأمم الأخرى الراضخة لحكم الأجنبي في ذلك العهد.
أما جباية خراج «العراق» فكانت في عهدهم بالتعديل؛ أي إنهم كانوا يأخذون خراج الأراضي بالمقاسمة، فلما تولَّى قباذ بن فيروز جعل الخراج بالمساحة، فضرب على الجريب الواحد درهمًا وقفيزًا مهما يكن حاله من الخصب أو الجدب، أما الجزية فعلى ما يُروَى أنها لم تكن عندهم قبل أنو شروان بن قباذ، وأنه هو الذي وضعها حينما عدل قوانين دولته، وكان قد أصدر قانونًا بإلزام الناس الجزية ما خلا العظماء وأهل البيوتات والجند والمرازبة والكُتَّاب ومَن في خدمة الملك، كل إنسان على قدره، فجعلها اثني عشر درهمًا، وثمانية دراهم، وستة دراهم، وأربعة دراهم.
وكانوا قد جعلوا في كل مدينة ديوانًا خاصًّا بالخراج تُدوَّن فيه أعماله ودخله وخرجه، وله كُتَّاب وجباة وعمَّال من أهل البلاد، وعلى كل مدينة حاكم يسوسها ويدير دفة إدارتها ويرأس جندها، وقد أطلقوا على الولاة الكبار اسم «الموهباط» من الفارسية «مه آباد»، وعلى الذي يتولَّى الحدود «مرزبانا» — أي حافظ الحدود — وعلى العمَّال الذين هم أحطُّ منزلةً اسم «الرد»، وكانوا لا يولُّون الولاية إلا لقائد محنَّك يعهدون إليه الحرب والإدارة؛ أي القيادة والولاية.
وكان هؤلاء الملوك يقيمون أيام الشتاء في مدينة «أكتسيفون المدائن» التي صارت في آخِر أيامهم أعظم مدينة، ويقضون المواسم الثلاثة الباقية في مدينة «اصطخر» ﺑ «فارس»، ثم صاروا أخيرًا يقضون أكثر أيامهم في «أكتسيفون»، وقد سُمُّوا ﺑ «الأكاسرة» منذ أيام كسرى أنو شروان بن قباذ، ومعنى «كسرى»: واسع الملك، وجمعه «أكاسرة»، وعاشت هذه الدولة ٤٢٥ سنة (٢٢٦–٦٥١م)، وقام فيها ٢٨ ملكًا أولهم أردشير بن بابك، وآخِرهم يزدجرد الثالث الذي قُتِل سنة ٦٥١م الموافِقة لسنة ٣١ه في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وبقتله انقرضت هذه الدولة ومُحِيت من عالم الوجود على يد العرب المسلمين، بعد أن كانت من أكبر دول العالم، وتشتمل على بلاد «إيران» و«الديلم» و«جورجان»، وبلاد «بابل» — العراق — وبلاد «آشور» التي في ضمنها «كردستان»، وبلاد الجزيرة — بين النهرين، وجزائر خليج «فارس»، وقسم من بلاد العرب منها بلاد «اليمن».
ولم يكن سبب انقراض هذه الدولة العظيمة المجد المترامية الأطراف غير الانقسامات التي حدثت فيها، والثورات الأهلية المتوالية، والفتن المستمرة بين الأسرة المالكة تارة وبين رجال الدولة أخرى، والحروب التي كانت تقوم بينهم وبين الروم في أزمان مختلفة، أهمها الحروب التي استعرت نارها في عهد أبرويز حتى تمكَّنَ الضعف منها فتمكَّنَ العرب المسلمون من محوها، واستولوا على جميع بلادها بالتدريج، فإنهم قرضوا دولتهم من «العراق» سنة ٦٣٧م، الموافقة لسنة ١٦ﻫ، ثم قرضوها من بلاد فارس سنة ٦٥١م الموافقة لسنة ٣١ﻫ، وأصبحت هذه الدولة منذ ذاك في خبر كان.
ولم تقم بعدَ الدولة الساسانية دولةٌ للفرس في «العراق» أعوامًا طوالًا، بل انتقل الحكم في هذا القطر بعد انقراضهم إلى الخلفاء الراشدين، ثم إلى بني أمية، ثم إلى بني العباس، حتى إذا ما ضعف شأن الخلافة العباسية في بغداد في الوقت الذي قامت فيه دولة فارسية في بلاد «فارس» على يد بني بويه، طمع هؤلاء فحملوا على «بغداد» وأسَّسوا فيها دولة فارسية في سنة ٣٣٤ﻫ الموافِقة لسنة ٩٤٥م، ثم تلتها الدولة الصفوية بعد حين من الدهر، ثم الدولة الزندية في العهد العثماني، وسنذكر ذلك في محله.