تمهيد الطبعة الجديدة
منذ صدور النسخة الأولى من هذا الكتاب ضِمن سلسلة «أساتذة الماضي» الصادرة عن مطابع جامعة أكسفورد عام ١٩٨٤، اضطررتُ إلى إعادة النظر في العديد من جوانب حياة لوك بتشجيع مجموعةٍ من الأصدقاء والزملاء الباحثين الأسخياء؛ وهم: كوينتين سكينر، وجون كنيون، وجوديث شكلار، وإستفان هونت، وباسكوالي باسكوينو، وبرنار مانين، وأُولي جريل، وأفيخاي مارجاليت، وإيان هاريس، وجون مارشال، وسوديبتا كافيراج، وسونيل خيلناني، وجاري ماكدويل، ومؤخرًا إيان شابيرو. ونعمتُ أيضًا بامتياز خاص بالعمل على طبعة «الأعمال المُجمعة لِلُوك»، الصادرة عن «مجلس كلارندون»، تحت إشراف المحرِّرَيْن الذائعَي الصيت جون يولتان وساندي ستيوارت. ولقد ساهمَتْ هذه الخبرات إلى حدٍّ كبير في تشكيل رؤيتِي لأهمية العديد من جوانب الإنجاز لدى لوك، بَيْدَ أنها لم تغيِّر قطُّ نظرتي إلى لوك نفسه بينما كنتُ أكتبُ هذا الكتاب، كما لم تغيِّر الآراءَ المتعلِّقة بمحتويات أعماله التي يتناولها الكتاب. وعلى مدار هذا الوقت، تعلَّمتُ الكثير وعزبَ عن بالي الكثير، لكني ما زلتُ ألتزم بالصورة التي يحاوِل الكتاب أن ينقلها؛ وعليه، فقد اخترتُ ألَّا أغيِّر في الأسلوب النثري المكتوب به الكتاب، حتى لو كنتُ سأصيغ بعض النقاط على نحو مختلف اليومَ (كالحال عند استخدام لفظة «إنسان» للإشارة إلى البشر كافةً).
إنَّه لَمِن دواعي سروري أن أنتهز فرصةَ صدور هذه النسخة في شكلها الجديد، لِأشكر أولئك الذين دأبوا منذ عام ١٩٨٣ على تحويل مجموعة من الأعمال المفتقرة إلى الخبرة والمختارة على نحو عشوائي إلى حدٍّ ما، إلى عمل فكري قيِّم وخالد، والعديد من المحرِّرين البارزين والودودين في مطابع جامعة أكسفورد الذين اشتغلتُ معهم في مطبوعات لوك وموضوعاته، وعلى رأسهم أنجيلا بلاكبيرن، وبيتر مومتشيلوف، والآن إيما سيمونز. وأودُّ أن أُهدي هذه النسخة الجديدة إلى ذكرى بيتر لازليت، الذي حظيتُ به مشرِفًا فريدًا على دراساتي خلال فترةِ ما بعد التخرُّج، والذي أفتقده بشدة، والذي بفرط حماسته وعُمق بصيرته ومَعين طاقته الذي لا ينضب، اجتهدَ كي يحافظ على ذكرى لوك حيةً، وكي يتيح للآخرين الحُكم على أهدافه الحقيقية، وذلك على نحوٍ فاقَ ما فعله آخرون غيره على مدارِ ما يزيد عن القرن.