تقديم
هذا هو الجزء الثاني من شعري، أضعه بين يدي كل أديب، وأنشر صفحاته أمام كل شاعر، وأرسل صيحاته في سماء مصر وأرجاء العروبة.
شعر كانت أوزانه من نبضات قلبي، وبحوره من قطرات دمعي، هتفت به فكان صدًى لروحي وخفقة لنفسي، ثم أهديته إلى مصر وأبناء مصر، وأشدت فيه بالشرق وأبناء الشرق، وشدوت بالبطولة والأبطال، وحفزت به شباب العرب إلى الاعتزاز بقومهم والتغني بالشرف التالد والمجد القديم.
شعر نصر الفصحى فنصرته، وصان لها ديباجتها فصانته، وخط للناشئين مثالًا فيه نبل القديم وجدة الحديث. وأبان أن العربية تستطيع أن تقول في كل شيء دون أن يمسَّها من آفات العجمة شيء.
والشعر لا يقاس بالكثرة، ولا يوزن بالقنطار، وإنما هو فن من أدق الفنون حسًّا، وأبعدها عن طالبيه منالًا. فليس كل ما صحت تفاعيله شعرًا، وليس كل ما حواه إطار فنًّا.