ضِحكُ القَدَر
قال الشاعر هذه الأبيات سنة ١٩١٠م حينما كان طالبًا بإنجلترا، وقد زار «لندن» في فصل الشتاء، ومن العجيب بها أن الضباب يتكاثف أحيانًا فيحجب الأضواء، ويجعل المدينة في ظلام دامس، وحينئذ يحار المبصر ويضل الطريق، وقد يهدي العمي المبصرين في هذه الحالة لاعتيادهم الضرب في الأرض على أي حال.
أَبْصَرْتُ أَعْمَى في الضبَابِ بِلَنْدَنٍ
يَمْشِي فَلَا يَشْكُو وَلَا يَتَأَوَّهُ
فأَتَاهُ يَسْأَلُهُ الْهِدَايَةَ مُبْصِرٌ
حَيْرَانُ يَخْبِطُ فِي الظلَامِ وَيَعْمَهُ١
فَاقْتَادَهُ الأَعْمَى فَسَارَ وَرَاءَهُ
أَنَّى تَوَجَّهَ خَطْوُهُ يَتَوَجَّهُ
وَهُنَا بَدَا الْقَدَرُ الْمُعَرْبِدُ ضَاحِكًا
وَمَضَى الضبابُ ولَا يَزَالُ يُقَهْقِهُ!
هوامش
(١) يخبط الأرض في الظلام: يسير فيها على غير هدى. يعمه: يتحيَّر
ويتردد.