جورجي زيدان
أحد مؤسسي «دار الهلال» كان أديبًا بارعًا روائيًّا لامعًا قرأ له الشاعر منذ نعومة أظفاره، فنظم من أجله هذه الأبيات، تقديرًا وعرفانًا عام ١٩٤٦م.
رُدّا شَبَابِي، وَرُدّا عهدَ زيدانِ
ومِنْ روَائعِ ما أَمْلَاهُ زيدانِي
قرأتهُ ورياضُ العُمْرِ وارفةً
فكانَ منهُ ومن سني شبابَان!١
في ضوء خافقةٍ في الريف شعلتها
كالسرِّ ما بينَ إعلانٍ وكِتْمَانِ٢
بدت بها زُمُرُ الأبطالِ ماثلةً
تطوي القرونَ لألقاهَا وتلقانيِ٣
من كلّ ما شَادَ للإسلام مملكةً
أبقى على الدهرِ من رضوى وثهْلانِ٤
للعُرْب «بالضادِ» إيمانٌ يُوحِّدهم
كانُوا لعدنانِ أو كانُوا لغسّانِ٥
ما خطّ «زيدانُ» أسطارًا على صُحفٍ
لكن جلا صُوَرًا من صُنْعِ فَنَّانِ٦
قد كانَ أوّل مُرتادٍ لأمَّته
والخلدُ في هذه الدنيا لَهُ ثَانِي٧
هوامش
(١) وارفة: ممتدة الظل.
(٢) خافقة: مضطربة متحركة والمقصود هو مصباح الجاز الذي كان يستعمل
في الأرياف للإنارة.
(٣) زمر: جماعات.
(٤) رضوى: جبل رضوى الشهير بالحجاز. ثهلان: جبل مشهور أيضًا.
(٥) الضاد: اللغة العربية. عدنان: أبو العرب المسلمة. غسان: أبو
العرب المسيحيين.
(٦) جلا: أوضح.
(٧) مرتاد: نافع، رائد.