بَغدَادُ
ألقيت في حفل افتتاح المؤتمر الطبي العربي ببغداد في ٩ من فبراير سنة ١٩٣٨م.
بَغْدَادُ، يَا بَلَد الرَشِيدِ!
وَمَنَارَةَ الْمَجْدِ التَّلِيدِ!١
يَا بَسْمةً لَمَّا تَزَلْ
زَهْرَاءَ في ثَغْرِ الْخُلُودِ
يَا مَوْطنَ الْحُبِّ الْمُقِيـ
ـمِ وَمَضْرِبَ الْمَثَلِ الشَّرُودِ٢
يَا سَطْرَ مَجْدٍ لِلْعُرُو
بَةِ خُطَّ في لَوْحِ الْوُجُودِ
يَا رَايَةَ الإسْلامِ، وَالـ
إسْلَامُ خَفَّاقُ الْبُنُود
يَا مَغْرِبَ الْأَمَلِ الْقَديـ
ـمِ، وَمَشْرِقَ الْأَمَلِ الْجَدِيد
يَا بِنْتَ دِجْلَةَ، قَدْ ظَمِئـ
ـتُ لِرَشْفِ مَبْسِمِك الْبَرُودِ٣
يَا زَهْرَةَ الصحْراءِ، رُدِّ
ي بَهْجَةَ الدنْيَا وزِيدِي
يَا جَنَّة الأَحْلَامِ، طَا
لَ بِقَوْمِنَا عَهْدُ الرُّقُودِ
يَا بُهْرَةَ الْمُلْكِ الْفَسِيـ
ـحِ، وَصَخْرَةَ الْمُلْكِ الْوَطِيدَ٤
يَا زَوْرَةً تُحْيِي الْمُنَى
إنْ كُنْتِ صَادِقَةً فَعُودِي!
•••
بغْدَادُ، يا دَارَ النهَى
وَالْفَنِّ، يا بَيْتَ الْقَصِيدِ
نبتَ الْقَرِيضُ عَلَى ضِفَا
فِكِ بَيْنَ أفْنَانِ الْوُرُودِ
سَرَقَ التَدَلُّلَ مْن «عِنَا
نٍ» والتَّفَنُّن مِنْ «وَحِيدِ»٥
يَشْدُو كَأَنَّ لَهَاتهُ
شُدَّتْ عَلَى أوْتارِ عُودِ
بَغْدَادُ، أيْنَ الْبُحْتُرِيُّ؟
وَأَيْنَ أَيْنَ ابْنُ الْوَلِيدِ؟٦
ومَجَالِسُ الشُعَرَاء في
بَيْتِ ابْنِ يَحْيَى وَالرَّشِيد؟٧
أَيْنَ الْقِيَانُ الضَاحِكَا
تُ يَمِسْنَ في وَشْيِ الْبُرُودِ؟٨
السَاحِرَاتُ الْفَاتِنا
تُ النُّجْلُ مِنْ هِيفٍ وَغيدِ٩
السَاهِرَاتُ مَعَ النجُو
مِ الآنِفَاتُ مِنَ الْهُجُودِ
مِنْ كُلِّ بَيْضَاء الطلَى
مَهْضُومَةِ الْكَشْحَيْنِ رُودِ١٠
يَخْطِرْنَ حَتَّى تَعْجَبَ الـ
أَغْصَانُ مِنْ لِينِ الْقُدُودِ١١
وَإذا سَفَرْنَ فَأَيْنَ ضَوْ
ءُ الشَّمْسِ مِنْ شَفَقِ الْخُدُودِ؟
يَعْبَثْنَ بِالأَيَّامِ، وَالـ
أَيَّامُ أَعْبَثُ مِنْ وَليدِ!
خَبَأَ الْجَمَالُ لَهُنَّ كَنْزًا
بَيْنَ سالِفَةٍ وَجِيدِ١٢
•••
كَمْ جَاشَ جَيْشُك بِالْفَوَا
رِسِ مِنْ أَسَاوِرَةٍ وَصِيدِ!١٣
لِلنصْرِ فِي أَعْلَامِهِمْ
صِلَةٌ بِأَبْنَاء الْغُمُود١٤
مُلْكٌ إذَا صَوَّرْتَهُ
عَجَزَ الْخَيَالُ عَنِ الصُعُودِ
وَجُهُودُ جَبَّارِينَ تَصـ
ـغُرُ دُونَهَا شُمُّ الْجُهُودِ١٥
الرُّسْل تَتْلُو الرسْلَ مِنْ
بِيضٍ صَقَالِبَةٍ وَسُودِ١٦
سَارُوا «لِقَصْرِ الْخُلدِ» يُعـ
ـشِي طَرْفَهُمْ وَهَجُ الحَديدِ١٧
يَتَعَثَّرُونَ، كَأَنَّهُمْ
يَمْشُونَ في حَلَقِ الْقُيُودِ١٨
الجَوُّ يَسْطَعُ بالظبَا
وَالأَرْضُ تَزْخَرُ بِالْجُنُودِ١٩
حتَّى إذَا رَجَعُوا بَدَا
بِجِبَاهِهِمْ أَثَرُ السجُودِ
•••
الْفَلْسَفَاتُ عَرَفْتِها
وَالْعِلْمُ طِفْلٌ فِي الْمُهُودِ
وَالْغَرْبُ يَنْظُرُ فِي خُمُودٍ
نَحْوَ قاتِلَةِ الْخُمُودِ
كَمْ مَوْئِلٍ لِلْمُستَجِيـ
ـرِ، وَمَنْهَلٍ لِلْمُستَفِيدِ
وَ«الْجَاحِظُ» الْمَرِحُ اللَّعُو
بُ يَغُوصُ لِلدُّرِّ الْفَرِيدِ٢٠
بَغْدَادُ، يا وَطَنَ الْأَدِيبِ،
وَأَيْكَةَ الشعْر الْغَرِيدِ
جَدَّدْتِ أَحْلَامِي، وَكُنْتُ
صَحَوْتُ مِنْ عَهْدٍ عَهِيدِ٢١
جَمَعَ الْخَيَالُ فَمَا اطْمَأَنَّ،
وَلا اسْتَقَرَّ إلَى خُلُودِ
جَازَ الْقُرونَ النَّائِيَا
تِ، وَفَكَّ أَسْرَارَ الْعُقُودِ٢٢
ذَكَرَ الْعُهُودَ فَأَنَّ لِلذِّ
كْرَى، وَحَنَّ إلَى الْعُهُودِ
وَاهْتَاجَهُ الطيْفُ الْبَعِيدُ،
فَجُنَّ لِلطيْفِ الْبَعِيد
وَصَبَا إلَى ظِلِّ الْعُرُو
بَةِ في حِمَى الْمُلْكِ الْعَتِيد٢٣
•••
يَا أُمَّةَ الْعَرَبِ ارْكُضِي
مِلءَ الْعِنَانِ، وَلَا تَهِيدِي٢٤
سُودِي، فَآمَالُ الْمُنَى
وَالْعَبْقَرِيَّةِ أَنْ تَسُودِي
هَذَا أَوَانُ الْعَدْوِ لَا الـ
إِبْطَاءِ وَالْمَشْيِ الْوَئِيدِ
الْمَجْدُ أَنْ تَتَوَثَّبِي
وَإِذَا وَثَبْتِ فَلَا تَحِيدِي
وَتُحَلِّقِي فَوْقَ النُّجُو
مِ بلَا شَبِيهٍ أَوْ نَدِيدِ
وَإذَا شَدَا الْكَوْنُ الْمَفَا
خِرَ كُنْتِ عُنْوَانَ النَشِيدِ
لَا تخْطِئي حَدَّ الْعُلَا
مَا لِلْمَعَالِي مِنْ حُدُودِ!
مَنْ يَصْطَدِ النمِرَ الْوَثُو
بَ يَعِفُّ عَنْ صَيْدِ الْفُهُودِ
•••
هَذِي طَلَائِعُ نَهْضَةٍ
ذَهَبَتْ بِآثَارِ الركُودِ
بَغْدَادُ أَشْرَقَ نَجْمُهَا
وَبَدَا بِهَا سَعْدُ السعُودِ
سَلَكَتْ إلَى الْمَجْدِ الْقَدِيـ
ـمِ مَحَجَّةَ النَهْجِ السدِيدِ٢٥
وَزَهَتْ بِأَقْمَارِ الْهُدَى
وسَطَتْ بِأَظْفَارِ الْأُسُودِ٢٦
بَغْدَادُ، إنَّا — وَفْدَ مِصـ
ـرَ — نَفيضُ بالشوْقِ الأَكِيد٢٧
جِئْنَا نُحَيِّي الْعِلْمَ وَالـ
آدَابَ فِي الْعَدَدِ الْعَدِيدِ
مَرْآكِ عِيدٌ لِلْمُنَى
فُزْنَا بِهِ فِي يَوْمِ عِيد٢٨
أَهْلُوك أَهْلُونَا، وَأبْنَا
ءُ الْعَشِيرةِ وَالْحُدُودِ
بَيْنَ القُلُوبِ تَشَوُّفٌ
كَتَشَوُّفِ الصبِّ العَمِيدِ٢٩
حَتَّى يَكَادَ يُحِبُّ نَخلَكِ
نَخْلُ أَهْلِي فِي «رَشِيدِ»٣٠
شَطَّتْ مَنَازِلُنَا، وَمَا
احْتَاجَ الفُؤَادُ إلَى بَرِيدِ٣١
الرَافِدَانِ تَمازَجَا
فِي الْحُبِّ بِالنِّيل السعِيدِ٣٢
وَتَعَانَقَ الظِّلانِ: ظِلُّ الطـ
ـطَاقِ وَالْهَرَمِ الْمَشِيد٣٣
جِئْنَاكِ نَسْتَبِقُ الْخُطَا
أَنْضَاءَ أَوْدِيَةٍ وَبِيد٣٤
طَالَتْ بِنَا الصَّحْرَاءُ حَتـ
ـتَى خِلْتُهَا أَبَدَ الْأَبِيدِ٣٥
يَتَخَلَّص الْمَرْمَى المَدِيـ
ـدُ بِهَا إلَى مَرْمًى مَدِيدِ
كَتَخَلُّصِ الْحَسْنَاء مِنْ
وَعْدٍ طَوَتْهُ إلَى وُعُودِ
بَحْرٌ بِلَا شَطَّيْنِ يَزْ
خَرُ بالتَّنَائِفِ وَالنُّجُودِ٣٦
وَسَفِينَتِي «نَرْنٌ» بِهَا
مَا فِي فُؤَادِي مِنْ وُقُودِ٣٧
جِئْنا إلَى الْغَازِي سَلِيـ
ـلِ الْعُرْبِ وَالْحَسَبِ الْمَجِيدِ٣٨
نَخْتَالُ بَيْنَ هِبَاتِهِ
فِي ظِلِّ إحْسَانٍ وَجُودِ
أَحْيَا الْمُنى بِالْعَزْمِ وَالتَّدْ
بِيرِ والسَعْيِ الْحَمِيدِ
وَغَدَتْ بِهِ سُوحُ الْعُرو
بَةِ مَنْهلًا عَذْبَ الْوُرُودِ٣٩
فِي نَهْضَةِ «الْفَارُوقِ» وَالـ
ـغازي غِنًى لِلْمُسْتَزِيدِ
«فَارُوقُ» مُنْبَثَقُ الرجَا
ء ومُلْتَقَى الرُّكْنِ الشَديدِ٤٠
عَاشَا وَعَاشَ الشَّرْقُ فِي
عِزٍّ وَفي عَيْشٍ رَغِيدِ
هوامش
(١) بغداد: مدينة عظيمة على شاطئ نهر دجلة من بلاد العراق، وكانت مقر
الخلافة العباسية، بناها أبو جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين
سنة ١٤٥ﻫ. والرشيد هو هارون الرشيد خامس خلفاء بني العباس تولى
الخلافة (١٧٠–١٩٣ﻫ)، وكان عصره عصر نعيم ورخاء، وفي زمنه ازدهرت
بغداد وعظم شأنها.
(٢) الشرود: السائر الذائع المنتشر.
(٣) المبسم: الثغر، وهو ما تقدم من الأسنان حيث يكون الابتسام،
والمراد الريق. البرود: البارد.
(٤) بهرة الملك: قصبته ومقره. الوطيد: الثابت المتين.
(٥) عنان: جارية الناطفي كانت مغنية رائعة الحسن فاتنة الدلال. وحيد:
اسم مغنية اشتهرت في العصر العباسي بافتتانها في الغناء، ولابن
الرومي قصيدة في وصفها.
(٦) البحتري: هو أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي، شاعر مطبوع من
شعراء الدولة العباسية المقربين إلى الخليفة المتوكل ووزيره الفتح
بن خاقان، وكانت ولادته بمنبج (وهي بلدة قديمة بين حلب والفرات)
سنة ٢٠٦ﻫ. وتوفي بها سنة ٢٨٤ﻫ. ومسلم بن الوليد الملقب بصريع
الغواني كان أيضًا من الشعراء المفلقين في عهد هارون الرشيد، وهو
أول من تكلف البديع في شعره. وكانت وفاته بجرجان سنة ٢٠٨ﻫ.
(٧) ابن يحيى هو الفضل بن خالد بن برمك، وكان هو وأخوه جعفر وأبوهما
يحيى من وزراء الرشيد، وأنبه الناس وأبعدهم صيتًا وأرفعهم قدرًا
وأعظمهم كرمًا، وبلغ من أمرهم أنهم زاحموا الخليفة في نفوذه
وسلطانه، وأصبح الملك في قبضتهم، ولهذا غضب عليهم الرشيد وفتك بهم.
وكانوا إلى كياستهم وحسن سياستهم رجال فضل وعلم وأدب، وكانت
مجالسهم ونواديهم مقصد الشعراء وكعبة البلغاء والأدباء.
(٨) القيان: جمع قينة وهي الأمة المغنية. الوشي: مصدر وشيت الثوب من
باب وعد أي رقمته ونقشته. البرود: جمع برد وهو الثوب
المخطط.
(٩) النجل: جمع نجلاء صفة من النجل بفتحتين وهو سعة العين وحسنها.
هيف: جمع هيفاء صفة من الهيف بفتحتين وهو ضمر البطن ورقة الخاصرة.
غيد: جمع غيداء صفة من الغيد بفتحتين وهو لين الأعطاف
والتثني.
(١٠) الطلى: الأعناق أو أصولها، واحدتها طلية، مهضومة: ضامرة لطيفة.
الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي، مضهومة الكشحين: هيفاء
ضامرة البطن رقيقة الوسط. رود: رقيقة لينة ناعمة.
(١١) القدود: جمع قد وهو القامة وحسن التقطيع والاعتدال.
(١٢) السالفة: جانب العنق. الجيد: العنق أو مقدمة أو موضع القلادة
منه.
(١٣) جاش جيشك: ماج واضطرب لكثرته كالبحر الزاخر المائج. الفوارس: جمع
فارس وهو راكب الفرس. الأساورة: جمع أسوار بضم الهمزة وكسرها وهو
القائد والجيد الرمي بالسهام. الصيد: جمع أصيد وهو الملك ورافع
رأسه كبرًا والأسد.
(١٤) أبناء الغمود: كناية عن السيوف.
(١٥) شم: جمع أشم وهو المرتفع العالي.
(١٦) الصقالبة: جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر وقسطنطينية،
والمراد الأمم والممالك الأوروبية المجاورة لبحر الخزر والبحر
الأسود في الشمال والغرب.
(١٧) يريد بقصر الخلد قصر الخليفة ببغداد، الطرف: العين. يعشي طرفهم:
يصيب عيونهم بالعشا، وهو سوء البصر بالليل والنهار، وهج الحديد:
توقده ولمعانه.
(١٨) عثر في مشيه وتعثر: كبا وزل وسقط. الحلق: جمع على غير قياس
لحلقة.
(١٩) يسطع: يرتفع، والمراد يزدحم ويتلألأ من قولهم: سطعت النار إذا
ارتفعت وعظم لهبها واشتد توقدها، الظبا: جمع ظبة وهي حد السيف
والرمح نحوهما. تزخر: تمتلئ.
(٢٠) الجاحظ: هو أبو عثمان عمرو الجاحظ بن بحر الكناني البصري، ولد
بالبصرة حوالي سنة ١٦٠ﻫ. وكان راوية فيلسوفًا كاتبًا مصنفًا أديبًا
عالمًا بالحيوان والنبات وصافًا لأحوال الناس فكه المجلس خفيف
الروح غاية في الظرف وطيب الفكاهة، ومن مؤلفاته المشهورة كتاب
الحيوان وكتاب البيان والتبيين وكتاب البخلاء، وطريقته في الكتابة
لا تزال قدوة ومثالًا عاليًا لنوابغ الكتاب، وكانت وفاته ببغداد
سنة ٢٥٥ﻫ وقد نيف على التسعين.
(٢١) عهد عهيد: زمن قديم.
(٢٢) القرون: جمع قرن وهو مائة سنة. النائيات: البعيدات. العقود: جمع
عقد وهو العشرة من العدد، فالعقود عشرات السنين.
(٢٣) صبا: مال وتاق. والعروبة مصدر عرب لسانه إذا كان عربيًّا فصيحًا.
والمراد القومية العربية. الحمى: المكان المحمي الذي لا يقرب ولا
يجترأ عليه. العتيد: العظيم.
(٢٤) اركضي: أمر من الركوض وهو العدو والإسراع. العنان ككتاب: سير
اللجام الذي تمسك به الدابة. ملء العنان: كناية عن شدة الركوض
ونهاية الإسراع. لا تهيدي: لا تبالي أو تخافي.
(٢٥) المحجة: جادة الطريق أي: معظمه. النهج: الطريق الواضح.
(٢٦) زهت: افتخرت وتاهت، ويريد بأقمار الهدى علماءها الأعلام وقادتها
وزعماءها الذين يهدونها سبيل الرشاد. سطت: صالت وقهرت
وبطشت.
(٢٧) كان الوفد الذي يشير إليه الشاعر مؤلفًا منه والمرحوم الأستاذ
أحمد عمر الإسكندري ممثلين للمجمع اللغوي، ثم من أطباء على رأسهم
علي إبراهيم باشا.
(٢٨) المنى جمع منية وهي ما يتمناه الإنسان ويريده ويهواه. به:
المرأى. وأشار بالشطر الثاني إلى موافقة حفلة افتتاح المؤتمر (٩ من
فبراير سنة ١٩٣٨م) ليوم عرفة (وقفة عيد الأضحى من ذي الحجة سنة
١٣٥٦ﻫ).
(٢٩) التشوف: التطلع إلى الشيء والنظر والإشراف، والمراد الحب
والاشتياق. الصب: العاشق المستهام، العميد: الذي هده العشق وأضناه
الغرام.
(٣٠) رشيد: بلد الشاعر من بلدان مديرية البحيرة على فرع النيل الغربي
(فرع رشيد).
(٣١) شطت: بعدت.
(٣٢) الرافدان: دجلة والفرات.
(٣٣) الطاق: إيوان كسرى وهو على مسافة بعيدة من بغداد، ويريد بالهرم
هرم الجيزة الأكبر على مقربة من مدينة الجيزة في جنوبها الغربي،
وهو إحدى عجائب الدنيا السبع، وبه عرفت مصر وامتازت عن سائر
الممالك والبلاد، بناه الملك خوفو مؤسس الأسرة الرابعة من الأسر
الملكية المصرية قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف سنة، المشيد: المطلي
بالشيد وهو ما تطلى به الجدران من جص ونحوه، المشيد أيضًا: الرفيع
العالي.
(٣٤) نستبق الخطا: نبتدرها ونعاجلها ونسرع فيها. الخطا: جمع خطوة.
أنضاء: جمع نضو وهو المهزول الذي أضعفه السفر وأضناه أي: هزله.
البيد: جمع بيداء وهي الصحراء.
(٣٥) خلتها: ظننتها. الأبد: الدهر والزمان والدائم، وهو يريد بالصحراء
هنا بادية الشام في شمال الجزيرة العربية، ويجتازها المسافر من
دمشق إلى بغداد بسيارة (نرن) في نحو ٢٠ ساعة في ذلك الوقت.
(٣٦) يزخر: يعظم ويمتد ويزدحم. النتائف: جمع تنوفة وهي المفازة أو
الأرض الواسعة البعيدة الأطراف أو الفلاة لا ماء بها ولا أنيس.
والنجود: جمع نجد وهو ما ارتفع من الأرض.
(٣٧) أراد بالسفينة السيارة الكبيرة الصحراوية التي كان يركبها.
و«نرن» اسم شركة أجنبية تملك السيارات الكبيرة التي تغدو وتروح في
تلك الصحراء بين دمشق وبغداد. الوقود: بضم الواو وفتحها النار أو
اتقادها.
(٣٨) الملك غازي ملك العراق ابن الملك فيصل ابن الملك حسين.
(٣٩) السوح: جمع ساحة وهي الناحية والفضاء بين دور الحي، والمراد
بالعروبة القومية العربية. المنهل: المورد أي: مكان النهل وهو
الشرب، والورود مصدر ورد الماء إذا بلغه ووافاه، والمراد المورد
والماء.
(٤٠) منبثق: اسم مكان من انبثق السيل ونحوه إذا تفجر. الركن: العز
والمنعة.