رثاءُ سَعْد
فجعت الأمة المصرية بموت زعيمها «سعد زغلول باشا» في ٢٣ من أغسطس سنة ١٩٢٧م، فكان لموته حزن عام شمل جميع أرجاء القطر، فانبرى الأدباء والشعراء لرثائه وذكر مآثره وتعداد فضائله، والإشادة ببطولته وعظمته، وندبوا فيه العزيمة الصادقة، والهمة العالية، والعزة والإباء، وأكرم صفات الرجولة الكاملة.
لَا الدَّمعُ غاضَ، وَلا فُؤادُكَ سَالي
دَخَلَ الحِمَامُ عَرِينةَ الرِّئْبالِ١
وَأَصابَ في المَيْدانِ فارسَ أُمَّةٍ
رَفَع الكِنَانةَ بَعْدَ طُولِ نِضَال٢
رَشَقَتْه أحْداثُ الْخطوبِ فأقْصَدَتْ
حَرْبُ الخُطُوبِ الدُّهْمِ غيرُ سِجَال٣
لِلْمَوتِ أَسْلِحَةٌ يَطِيحُ أَمَامَها
حَوْلُ الْجرِيءِ، وَحِيلَةُ المُحْتَال٤
ما كَانَ سَعْدٌ آية في جِيلِه
سَعْدُ المُخلَّدُ آيةُ الأَجْيَال٥
تفْنَى أَحادِيثُ الرِّجالِ وَذِكْرُهُ
سَيظَلُّ في الدُّنْيا حَدِيثَ رِجَالِ
سَارٍ كمِصْبَاحِ السَّمَاء يَحُثُّه
كَرُّ الضُّحَى وتَعاقُبُ الآصال٦
•••
أرأيْتَ مصرَ تهُبُّ لِاسْتقلالِها
والسَّيْفُ يَلْمَعُ فوقَ كلِّ قَذَالِ٧
والذُّعرُ يعصفُ بالقُلوب كَمَا جَرتْ
هُوجُ الرِّياحِ على كَثِيبِ رِمال
والأرضُ تَرْجُفُ، والسَّماءُ مِرِيضَةٌ
والنَّفْسُ حَيْرَى والهُمُومُ تَوَالي
والناسُ في صَمْتِ المَنُونِ كأنَّهُمْ
صُوَرٌ كَسَاها الحزْنُ ثَوْبَ خَبَال
إنْ حَدَّثُوكَ فَبِالْعُيون لِيَتَّقوا
رَصدَ العيون، وشِرَّةَ المُغْتال٨
والموتُ يَخْطُر في الْجُموعِ وحَوْلَه
أَجْنادُه، من أَنْصُلٍ وَعَوالي٩
ريانَ من مُهَجِ الشَّبَابِ كأنَّما
مُهَجُ الشَّبابِ سُلافَةُ الْجِرْيَالِ١٠
وجَنَانُ مِصْرَ عَلَى جَنَاحَيْ طَائرٍ
مِمَّا أَلَحَّ عليه مِنْ أَهْوال١١
ترْنُو إلى أبنائِها بنَوَاظرٍ
غَرِقَتْ بماءِ شُؤُونِها الهَطَّال١٢
وإذَا بصَوْتٍ هَزَّ مصرَ زئيرهُ!
غضَبُ اللُّيوثِ حمايةُ الأشْبَال
صوْتٌ كصُورِ الحشْرِ جَمَّع أمَّةً
منحلَّةَ الأطرافِ والأوْصال١٣
فتطَلَّعتْ عَيْنٌ، وأصْغَت بعدَها
أُذنٌ، وهمَّت أَلْسُنٌ بسؤال
مَنْ ذلك الشَّعشَاعُ طال كأنَّه
صدرُ القَنَاةِ وعامِلُ العَسَّال؟١٤
مَنْ ذلك النَّمِرُ الوَثُوبُ؟ وذلك الـ
أَسَدُ المُزَمْجِرُ ذُو النِّداءِ العالي؟
ومَنْ الذي اخْتَرقَ الصُّفوفَ كأَنَّه
قَدَرُ الإلهِ يسيرُ غيرَ مُبالي؟
سعْدٌ، وحسبُكَ منْ ثَلاثة أحْرفٍ
ما في الْبَرِيَّةِ من نُهًى وكمالِ١٥
كَتَب الكتائبَ حَوْل مصرَ، سِلاحُها
صبْرُ الكريمِ، وهمَّةُ الفَعال١٦
ومِنَ السُّيوفِ إرادةٌ مَصْقولةٌ
طُبِعَتْ ليوْمِ كريهةٍ ونِزال١٧
ومِن السَّوابِغ حِكْمةٌ سَعْديَّةٌ
تُزْرِي بوَقْعِ أسِنَّةٍ ونِبَال١٨
ومِن الْحصونِ فؤادُ كلِّ مُصَابرٍ
جَهْمِ العَزِيمةِ ضاحكِ الآمال١٩
فَمضَى إلى النَّصرِ المُبِينِ مُؤزَّرًا
والشَّعبُ يَهتفُ بِاسْمه ويُغالي
وَهَدَى الشَّبَابَ إلَى الْحَياةِ فَأَدْرَكُوا
مَعْنَى الْحيَاةِ وَعِزّ الاسْتِقْلَالِ
وَجَرَى يُغبِّرُ، لَا الْعَسِيرُ بِخاذِلٍ
أمَلًا، ولا نَيْلُ السُّهَا بِمُحال٢٠
فكَأَنَّه سَيْفُ الْمُهَيْمِن «خَالِدٌ»
وكَأَنَّ دَعْوَتَهُ أذَانُ «بلَال»٢١
مَا رَاعَهُ نَفْيٌ، وَلَا لَعِبَتْ به
في حُبِّ مِصْرَ زَعَازِعُ الأَوْجَال٢٢
وَيَرى الْحُتُوفَ وَقَدْ مَلأْنَ طَرِيقَه
نَارَ الْحُبَاحِبِ، أَوْ وَمِيضَ الآل٢٣
يزدَادُ في عَصْفِ الشَّدَائِدِ قُوَّةً
وَيَجُولُ حِينَ يَضِيقُ كُلُّ مَجالِ
كَالشُّعْلَةِ الْحَمْرَاء لَوْ نَكَّسْتَها
لَأَضَفْتَ إشْعَالًا إلَى إشْعَالِ
وَالسَّيْلُ إنْ أَحْكَمْتَ سَدَّ طَرِيقه
دَكَّ الْحُصُونَ فَعُدْنَ كَالْأَطْلَال
وَالصَّارِمُ الْفَصَّالُ لَمْ يَكُ حَدُّه
لَولَا اللَّهِيبُ بِصَارِمٍ فَصَّال٢٤
•••
خَصْمٌ شَرِيفٌ نَالَ مِنْ خُصَمَائِهِ
مَا نَالَ مِنْ إجْلَالِ كُلِّ مُوَالي
عَرفُوهُ وَضَّاحَ السَّرِيرَةِ طاهرًا
شَرُّ الْبَلَاءِ خُصُومَةُ الْأَنْذَالِ!
إنَّ الشَّجَاعَةَ أنْ تُنَاضِلَ مُصْحِرًا
لَا أَنْ تَدِبَّ كَفَاتِكِ الْأَصْلَالِ٢٥
•••
إنْ قَامَ يَخْطُبُ قُلْتَ: حَيْدَرَةُ انْبَرَى
لِلْقَوْل فِي سَمْتٍ وَصِدْقِ مَقَالِ٢٦
إعْجَازُ عَارِضَةٍ، وَنُورُ بَدِيهَةٍ
وَبَدِيعُ تَنْسِيقٍ، وَحُسْنُ صِقَالِ٢٧
يَحْتَارُ مِنْ آيِ الْكَلَامِ جَوَاهِرًا
دُرَرُ الْبَلَاغَةِ كاسْمِهِنَّ غَوَالي!
ما عَقَّهُ حُرُّ الْبَيَانِ، وَلَا جَزَتْ
أُمُّ اللُّغَاتِ وَفَاءَهُ بِمطَال٢٨
وَالسَّامِعُونَ كَأنَّمَا لَعِبَتْ بِهِمْ
صَهْبَاءُ قَدْ نُفِحَتْ بِريحِ شَمَال٢٩
فَإذَا أُثِيرَ رَأَيْتَ (بُرْكَانًا) رَمَى
حُمَمًا، وَدَكَّ الأَرْضَ بِالزلْزَالِ
مُتَنَمِّرًا كَاللَّيْث دِيسَ عَرِينُه
مُتَوَثِّبًا يَدْعُو الرِّجَالَ نَزَال
كَلِمٌ إذَا حَدَرَ اللِّثَامَ رَأَيْتَهَا
حَالَتْ إلَى مَسْنُونَةٍ وَنِضَالِ٣٠
لَا تذْكُرُوا نَارَ الصَّوَاعِقِ عِنْدَهَا
نَارُ الصَّوَاعِقِ عِنْدَهَا كذُبَال!٣١
•••
نَفْسٌ كَأَنْفَاسِ الْمَلَائِكِ طُهِّرَتْ
وَشَمَائِلٌ أَحْلَى من السَّلْسَال٣٢
وَتَواضُعُ النُّسَّاكِ فِيهِ يَزِينُه
شَمَمُ الْمُلوكِ وَعِزَّةُ الْأَقْيَال٣٣
وَخَلَائِقٌ كَالزَّهْرِ سَارَ عَبِيرُهُ
مَا بَيْنَ أَمْوَاهٍ وَبَيْنَ ظِلَال٣٤
وَعَزِيمةٌ جَبَّارَةٌ لَوْ حُمِّلَتْ
«أُحُدًا» لَمَا شَعَرَتْ له بِكَلال٣٥
وَشَجَاعَةٌ فِي الله يَكْلَؤُهَا الحِجَا
وَالْحَزْمُ في الْإِدْبَارِ وَالإقْبَال٣٦
وَعَقِيْدَةٌ لَوْ هُزَّتِ الأَجْبَالُ مِنْ
ذُعْرٍ لَمَا اهْتَزتْ مَعَ الْأَجْبَال
•••
دَارُ النِّيَابَةِ عُوجِلَتْ فِي مِدْرَهٍ
كَانَ الزَّمَانُ بِهِ منَ البُخَّالِ٣٧
ضُرِبَتْ بِهِ الأَمْثَالُ لَمَّا أَنْ غَدَا
فِي دَهْرِهِ فَرْدًا بِلَا أَمْثَال٣٨
قَدْ كَانَ فَيْصَلَهَا إذَا عَجَّتْ بِهَا
لُجَجُ الْخِلَافِ وَلَجَّ كُلُّ جِدَالِ٣٩
يَزِنُ الْكَلَامَ كَمَا يُوَازِنُ صَيْرَفٌ
في النَّقْدِ مِثْقَالًا إلَى مِثْقَال٤٠
وإذَا الْحقِيقَةُ أظْلَمَتْ أَسْدَالُهَا
صَدَعَ الدُّجَى فَبَدَتْ بِلَا أَسْدَال٤١
جَمَعَ الْقُلُوبَ عَلَى الْوفَاقِ وصَانَه
مِنْ وَهْنِ رِعْدِيدٍ وَطَيْشِ مُغَالي٤٢
لَمْ يَنْتَقِلْ حَتَّى تفَجَّر نَبْعُهُ
وشَفَى النُّفُوسَ نَميرُهُ بِزُلَال٤٣
عَقَدَ الإلَهُ عُرَاهُ — جَلَّ جَلَالُهُ —
أَتَرَى لِعَقْدِ اللهِ مِنْ حَلَّالِ؟٤٤
•••
لَهْفِي عَلَيْهِ وَهْوَ رَهْنُ فِرَاشِهِ
مُتَفَزِّزًا مِنْ دائِه القَتَّال!٤٥
لَهْفي عَلَى لَيْثِ الكِنَانَةِ أُغْمِدَتْ
أَظْفَارُهُ مِنْ بَعْدِ طُولِ صِيَال!٤٦
قَنَصَتْ بَنَاتُ الدَّهْرِ وَاحِدَ دَهْرِهِ
وَرَمَتْهُ مِنْ أَدْوَائِها بعُضَال٤٧
يَرْنُو إلَيْهِ الْعَائِدُونَ بِأَعْيُنٍ
غُزْرِ الدُّمُوعِ كَثِيرةِ التَّسْآل
مُتَقَدِّمِينَ، تَسُوقُهُمْ لُمَعُ المُنَى
مُتَرَاجِعِينَ، مَخَافَةَ الإعْوَال٤٨
وَالْمَوْتُ يَسْخَرُ بالْحَيَاةِ وطِبِّها
جُهْدُ الْحياةِ نِهَايةُ الآجَال!
والشَّعْبُ يَسْأَلُ: كَيْفَ سَعْد؟ ما لَه؟
والنَّاسُ في ذُعْرٍ وفي بَلْبَالِ٤٩
يَفْدُون لِلْبَيْتِ الْكَرِيمِ كَأَنَّهُمْ
زُمَرُ الْحَجِيج تَسِيرُ فِي أَرْسَال٥٠
يَفْدُون بالنَّفْسِ الرَّئِيسَ، وإنَّما
نَفْسُ الرَّئيسِ بقَبْضَةِ المُتَعَالي!
عَرَفُوا الْجَمِيلَ، ولا تَزَالُ بَقِيَّةٌ
في النَّاسِ للإِحْسَانِ والإِجْمَال!٥١
مَنْ يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّناء فإنَّما
بِفعَالِهِ يَشْرِيهِ، لا بِالْمَالِ
•••
يَأَيُّها النَّاعِي! حَنَانَكَ! إنَّما
هِيَ أُمَّةٌ أَضْحَتْ بِغَيْرِ ثِمَال!٥٢
ماذا تَقُول ولِلرَّزيئَةِ رَوْعَةٌ
تُغْنِي بَلَاغَتُها عن الأَقْوَال؟٥٣
مَنْ كَان يَرْثِي أُمَّةً فِي وَاحِدٍ
تَكْفِيهِ بارِقةٌ مِن الإجْمَال٥٤
وإذا الْبَيَانُ أَبَى عليهِ فَرِيدُهُ
فَالدَّمْعُ فِيه فَرائِدٌ ولَآلي٥٥
•••
سَارَتْ مَطيَّةُ نَعْشِهِ عُجْبًا به
تَخْتَالُ بين الوَخْدِ والإرْقَالِ٥٦
فِيها — كَتَابُوتِ الْكَليمِ — سَكِينَةٌ
وَبَقِيَّةٌ مِنْ هَيْبَةٍ وَجَلَال٥٧
لا تَحْمِلوه عَلَى المَدَافِعِ إنَّما
فَخْرُ الزَّعيم قِيادَةُ الأَعْزَالِ
أَجْدِرْ بِمَنْ حَمَلُوه فِي غَزَوَاتِهِ
أَنْ يَحْمِلُوهُ عَشِيَّةَ التَّرْحَال
سِيرُوا عَلَى سَنَنِ الزَّعيمِ، فَإنَّهُ
سَنَنُ الْهُدَى وَجَلَائِل الأَعْمَال٥٨
قَدْ خَطَّ مِنْ أَخْلَاقِهِ وَجِهَادِهِ
لِلفِتْيَةِ السَّارِينَ خَيْرَ مِثَالِ
إِنْ كَانَ لَمْ يَنْجُلْ فَإنَّ لَهُ بِكُمْ
عَدَدَ النُّجُومِ الزُّهْرِ مِنْ أَنْجَال٥٩
لَا تَيْأَسُوا، فَلَكَمْ أُبِيدَتْ قَبْلَكُمْ
أُمَمٌ بِيَأسٍ قَاتِلٍ وَمَلَال
إِنَّ الشُّعُوبَ تُصَابُ في أَبْطَالِها
وَحَياتُها فِي سِيرَةِ الأبْطَالِ!
هِيَ قُدْوَةٌ للعاملينَ، وَأُسْوَةُ
المُسْتَبْسِلِينَ، وَقِصَّةُ الأَطْفال
سَعْدٌ حَيَاةٌ في المَمَاتِ، وَقَبْرُهُ
مَهْدُ الْجِهاد وَمَجْدُ الاسْتِقْبَال٦٠
أَحْرَى بِمَنْ وَهَبَ الْحَيَاةَ لِقَوْمِهِ
ألَّا تُمَسُّ حَياتُهُ بزَوَال
هوامش
(١) غاض: جف وذهب. الحمام: الموت. عرينة الرئبال: مأوى الأسد.
(٢) الكنانة: مصر. الكنانة: جعبة السهام.
(٣) رشقته: رمته. أحداث الخطوب: ما ينزل من المكاره ويصيب. أقصدت: لم
تخطئ المقتل. الدهم: السود. الحرب السجال: التي تكون، مرة لهؤلاء
ومرة لهؤلاء.
(٤) يطيح: لا يثبت لها ولا يقوى عليها. الحول: القوة.
(٥) الآية: المعجزة.
(٦) سار: متوثب غير خامد ولا ساكن. مصباح السماء: الشمس. يحثه: يغريه
ويستنهضه. كر الضحى: مروره. الآصال: جمع أصيل، وهو ما بعد العصر
إلى المغرب.
(٧) القذال: مؤخر الرأس، ويريد الرأس عامة.
(٨) العيون الثانية: الجواسيس رصدهم: مراقبتهم لهم. الشرة (بالكسر):
الشر.
(٩) يخطر: يمشي مزهوًّا. الأنصل: جمع نصل، ويريد به السيف. العوالي:
الرماح.
(١٠) المهج: هنا الدماء. الجريال: الخمر، سلافتها: ما تحلب وسال قبل
العصر، وهو أفضل الخمر.
(١١) الجنان: القلب، ووجود الجنان على جناحي طائر كناية عن اضطرابه
فزعًا وهمًّا. ألح: دام وتتابع في شدة.
(١٢) ترنو: تديم النظر. الشؤون: عروق الدموع. الهطال: المتتابع
المنهمر.
(١٣) الصور: القرن ينفخ فيه. الحشر: الجمع، يريد يوم القيامة. يشير
بصور الحشر إلى قوله تعالى: وَيَوْمَ يُنفَخُ
فِي الصُّورِ. الأوصال: الأطراف، الواحد: وصل (بالكسر
وبالضم). منحلة الأطراف والأوصال: أي لا رابطة بين أهليها.
(١٤) الشعشاع: الطويل. القناة: الرمح. صدرها: معظمها وهو ما يلي
السنان. العسل: الرمح الخطار، عامله: صدره.
(١٥) النهى: العقول، الواحدة: نهية (بالضم). سميت كذلك؛ لأنها تنهى عن
القبيح.
(١٦) كتب الكتائب: جمع الجيوش.
(١٧) طبعت: صبغت وعملت. الكريهة: الشدة. النزال: القتال
والطعان.
(١٨) السوابغ: الدروع، الواحدة: سابغة. سعدية: نسبة إلى الزعيم الراحل
سعد زغلول. تزرى بوقع … إلخ. أي: لا تباليها ولا تأبه لها. الأسنة:
جمع سنان وهو نصل الرمح. النبال: السهام. الواحد: نبل.
(١٩) المصابر: الذي يبز غيره في الصبر ويغلبه فيه. جهم العزيمة:
عابسها. عبوس العزيمة دليل على قوتها وصلابتها. ضاحك الآمال: أي
مملوء رجاءً وثقةً بنجاح أمنيته وأمله.
(٢٠) يغبر: يثير الغبار، وهذا كناية عن السرعة في السير. السها
(بالألف والياء): كوكب صغير من بنات نعش الصغرى. يضرب به المثل في
الشيء البعيد إدراكه والحصول عليه.
(٢١) المهيمن: من أسماء الله تعالى. خالد: هو خالد بن الوليد المخزومي
الصحابي المعروف، وقد سماه رسول الله ﷺ لقوته وبأسه على
الكفار وكثرة ما أبلى: سيف الله المسلول. وإلى هذا يشير الشاعر.
وكانت وفاته في خلافة عمر بن الخطاب. بلال: هو بلال بن رباح مؤذن
الرسول ﷺ.
(٢٢) ما راعه: ما أفزعه ولا أخافه. زعازع الأوجال، أي: شدائد المخاوف
وما يعصف منها بالأفئدة ويزعزعها.
(٢٣) الحتوف: المهالك. الحباحب: اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا نارًا
ضعيفة مخافة الضيفان، فضربوا بضعف ناره المثل. الحباحب أيضًا: ذباب
يطير بالليل له شعاع في ذنبه كالسراج، وربما جعلوا الحباحب لما يرى
في ذنبه كأنه نار. الآل: الذي يرى في الصحراء طرفي النهار كأنه
ماء. وميضه: لمعانه وبريقه.
(٢٤) الصارم الفصال: السيف القاطع.
(٢٥) مصحرًا، أي: بارزًا ظاهرًا. الأصلال: جمع صل (بالكسر) وهي
الحية.
(٢٦) حيدرة: الأسد، وهو لقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب — كرم الله
وجهه — رابع الخلفاء الراشدين ويقول في ذلك: أنا الذي سمتني أمي
حيدرة. وهو معروف بالفصاحة في القول، وخطبه مجموعة في كتاب (نهج
البلاغة). في سمت: أي في حسن هيئة ووقار.
(٢٧) العارضة: البيان واللسان. الصقال: صقل الألفاظ والإتيان بالواضح
الأخاذ منها.
(٢٨) عقه: امتنع عليه وخانه. حر البيان: خالصه ونقيه. أم اللغات:
اللغة العربية. وفاءه: أي وفاءه لها بنصرتها. ويشير بذلك إلى
رئاسته للمؤتمر المصري الذي كان من همه جعل التعليم في المدارس
المصرية باللغة العربية (ما عدا اللغات)، وقد كان باللغة
الإنجليزية. المطال: التسويف وعدم الوفاء.
(٢٩) الصهباء: الخمر، سميت بذلك للونها. نفحت بريح شمال: أي هبت عليها
ريح الشمال الباردة، فأكسبتها برودة، والخمر تسوغ وتجود إذا كانت
كذلك.
(٣٠) اللثام: ما كان على الفم من فضل العمامة. حدره: أزاله عن موضعه.
ويريد بحدره للثام: استعداده للخطابة. حالت: تحولت. ويريد
بالمسنونة: الرماح، وبالنصال: السيوف.
(٣١) الصواعق: جمع صاعقة وهي نار تسقط من السماء لا تمر على شيء إلا
أحرقته. الذبال: جمع ذبالة وهي فتيلة المصباح.
(٣٢) أنفاس الملائكة طاهرة؛ لأنها تمتزج بالصلاة والتسبيح، الشمائل:
الطباع. الواحد: شمال (بالكسر). السلسال: الماء العذب.
(٣٣) النساك: جمع ناسك وهو العابد المتزهد المتقشف. الشمم: الإباء
والأنفة. الأقيال: جمع قيل، وهو الرئيس.
(٣٤) عبير الزهر: ما ينبعث عنه من ريح طيبة. الأمواه: المياه.
(٣٥) أحد: جبل معروف، كانت عنده غزوة عرفت به. الكلال: التعب
والإعياء.
(٣٦) يكلؤها: يحفظها ويرعاها. الحجا: العقل. وفي الإدبار والإقبال: أي
في شدته ورخائه.
(٣٧) عوجلت: أي دهمها الموت في مدرها. المدره: زعيم القوم والمتكلم
عنهم.
(٣٨) الأمثال (الأولى): جمع مثل (بالتحريك) وهو القول السائر. وأمثال
(الثانية): جمع مثل (بكسر أوله أو بالتحريك): وهو الشبيه
والنظير.
(٣٩) الفيصل: القاضي يفصل في الأمور بثاقب رأيه. عجبت: اشتدت وثارت.
لج الخلاف: قوي وهاج تشبيهًا له بلجج البحر. وهي معظمه حيث يشتد
ماؤه.
(٤٠) الصيرف: الصرَّاف.
(٤١) الأسدال: الستور ترخى فتحجب ما وراءها.
(٤٢) الوفاق: الاتحاد بين أبناء مصر على اختلاف أديانهم. صانه: حفظه
ووقاه. الوهن: الضعف والخور. الرعديد: الجبان. الطيش: الخرق في
الرأي والشطط في التقدير.
(٤٣) النبع: عين الماء. والضمير فيه يعود على الوفاق. النمير: الماء
الناجع في الري. الزلال: الماء البارد العذب الصافي.
(٤٤) العرا: جمع عروة. وهي من الثوب أخت زره. والضمير في عراه يعود
إلى إلى الوفاق.
(٤٥) متفززًا: لا يقر على حال ولا يستقيم على جنب من تباريح
الألم.
(٤٦) إغماد الأظفار في الليث من مظاهر فتوره وضعف سطوته وانحلال قوته.
ويريد به الموت.
(٤٧) بنات الدهر: نائباته. العضال من الأدواء: المستعصي منها على
الشفاء.
(٤٨) لمع المنى: بارقات الرجاء. الأعوال: البكاء مع صوت. يصف
العائدين.
(٤٩) البلبال: هم النفس وما يعتريها من وساوس وأحزان.
(٥٠) الزمر: الجماعات. الأرسال: جمع رسل (بالتحريك). وهو الجماعة من
كل شيء.
(٥١) الإجمال: الإحسان في الصنع.
(٥٢) الشمال: الغياث الذي يقوم بأمر قومه.
(٥٣) الرزيئة: المصيبة لا قوة على احتمالها.
(٥٤) البارقة: الومضة. الإجمال: الاختصار.
(٥٥) فريد البيان: عزيزة ونادرة. والفرائد: الجواهر النفيسة. الواحدة:
فريدة.
(٥٦) المطية: الدابة تمتطى. أي: يعتلى مطاها. وهو ظهرها. جعل النعش
مطية. الوخد والإرقال: ضربان من السير فيهما سعة خطو.
(٥٧) الكليم: هو موسى — عليه السلام — يشير إلى قوله تعالى: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ
التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ
مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ
الْمَلَائِكَةُ.
(٥٨) السنن: الطريق.
(٥٩) لم ينجل: لم يعقب ولدًا. الزهر: المتلألئة المشرقة.
(٦٠) مهد الجهاد: موطنه ومبعثه.