المجمعُ اللُّغَوِيّ
ألقيت في الاحتفال بالدورة الثانية لمجمع اللغة العربية سنة ١٩٣٤م.
ذِكْرَياتٌ رَدَّدَ الدّهْرُ صدَاها
وعُهُودٌ يَحْسُدُ المِسْكُ شَذَاهَا
وَصَلَ العُرْبُ الغطارِيفُ إلَى
غايةٍ، لا تَبْلغُ الطَّيْرُ ذُرَاها١
وَجرَوْا صَوْبَ العُلَا في طَلَقٍ
زَاحَمَ الأنْجُمَ واجْتَازَ مَدَاها
تَقِفُ الأوْهَامُ حَسْرَى دُونَه
لاهثاتٍ قَصَّرَ الأيْنُ خُطَاها٢
مَرَّ بالشَّمْسِ فَلَم تشْعُر بِهِ
إذْ جَرَى إلّا ظنُونًا واشْتِباها
أُمَّةُ الصُّحْرَاء أَقْوَى جَلَدًا
مِنْ مَهَارِيها وأَهْدَى مِن قَطَاها٣
صَخْرُها أَوْحَى إليها عَزْمَةً
مِنْ بَنَي رَضْوَى وثَهْلَان بَنَاهَا٤
وسُكُونُ البِيدِ في رَهْبَتِها
جَرَّدَ الرُّوحَ وبالنُّورِ كَسَاها٥
رُبَّ صَدْرٍ نَافَسَ الْحِلْمُ به
كُلَّ صَحْرَاءَ بَعيدٍ منْتهاها
وخِلَالٍ أنْبَتَ الْجَدْبُ بِهَا
عِزَّةَ اليَأْسِ فما لانَتْ قَناها٦
أبَتِ الضَّيْمَ فمَا مَدَّتْ يَدًا
لذَوِي النُّعْمَى وَلمْ تَعْفِر جِبَاها٧
تحفَظُ العِرضَ مَصُونًا ناصِعًا
وإلى الطُّرَّاق مَبْذولٌ قِراها٨
أمَمٌ إنْ يَهْلِك المَالُ، فإن
لُمِستْ أعْراضُها حَلَّت حُبَاها٩
رَدَّدَتْ أَشْعَارَها شَمْسُ الضُّحَا
وسِرَاجُ اللَّيْلِ لَمَّا أَنْ تَلَاها١٠
آيَةٌ مِنْ نَفْحَةِ اللِه، فَلَوْ
كانَ للنِّسْيَانِ كفٌّ ما مَحَاها
رَوْضَةٌ قد لَقَّبُوها كَلِمًا
تُخْجِلُ الْحُسْنَ إذا الْحُسْنُ رَآها
كَمْ حَكِيمٍ أوتِيَ الْحُكْم فَتًى
وفَتَاةٍ مَلأَ التِّبْيَانُ فَاها١١
تُرْسِلُ الأمْثَالَ تَسْرِي شُرَّدًا
لا تُبَالي أَيْنَما كانَ سُرَاها
قِفْ عَلَى الأطْلال واذْكُرْ أمَّةً
خَلَّدَ الأَطْلالَ مأْثُورُ بُكَاها١٢
بَعَث اللهُ بهَا نُورَ الْهُدَى
من قُرَيشٍ فاصْطَفَاه واصْطَفَاها١٣
أشْرَق الصُّبْحُ عَلَى الدُّنْيَا به
بَعْد أن طَالَ عَلَى الدُّنْيَا دُجَاها
وَجَرَى في الأرْض يَنْبُوع هُدًى
بعد أنْ حَرَّقها حَرُّ صَدَاها١٤
قَلَّد الفُصْحَى حُلًى قُدْسِيّةً
فَزَهَاها من حلَاها ما زَهَاها١٥
وبَيانًا هاشِميًّا لو رَمَى
قُلَلَ الأجيَال لانْهَدَّت قُوَاها١٦
أسْهُمٌ مِنْ كَلِمٍ مَسْنونةٌ
جاهَدَتْ في اللهِ واللهُ بَرَاها١٧
كُلَّمَا صَاحَ بها في طَيْبةٍ
مُسْتَثِيرًا رَدَّدتها لَابَتَاها١٨
يَزْعُمُ الشِّعْرُ سفاهًا أَنَّه
لو عَفَتْ عَنهُ القَوافِي لَحكَاها١٩
نَزَل القُرْآنُ بالضَّادِ فَلَوْ
لَمْ يَكُنْ فِيهَا سِوَاهُ لكَفَاها٢٠
حَسْبُها أَنْ صَوَّرَتْ من آيِهِ
مُعْجزاتٍ عَظُمَت أنْ تَتَنَاهى٢١
وَبنُو مَرْوَانَ للهِ هُمُ
عُدَّةُ الفُصْحَى وحُرَّاسُ حِماها٢٢
رُبَّ مَأْثورٍ لَهُمْ ودَّ لَهُ
صَدَفُ اللُّؤْلُؤِ لَوْ كَانَ شِفَاها٢٣
خُطَبٌ هَزَّ لها مِنْبَرهم
يَقْذِف الهَوْلَ دِرَاكًا مَنْ رَماها٢٤
وقَوافٍ سَلْ أبا حَزْرَتِها
وسَلِ الأخْطَلَ كَيْفَ ابتَدعَاها٢٥
طُفْ ببغداد وسَلْ آثَارَها
أيُّ سِرٍّ كَتَمَتْهُ شَفَتاها!٢٦
كُلُّ رَسْمٍ قد وعَى نَادِرَةً
لو جَرَى النُّطْقُ عليه لحَكَاها٢٧
مَشَت الدنْيا إليْها تَتَّقِي
سُخْطَ بغدادَ وتَسْتَجْدِي رِضاها
وأبو المأمون في مَمْلكةٍ
يتحدَّى المُزْنَ أنْ تَعْدو قُراها٢٨
بَلَغَتْ بنتُ قُرَيْشٍ ذِرْوَةً
بِبَني العَبَّاسِ صَعْبًا مُرْتَقَاها٢٩
بَيْنَ شِعْرٍ كأزاهيرِ الرُّبا
عَكَفَ الغَيْثُ عليها فَسَقَاها
هُوَ دَلٌّ رَدَّدَتْهُ قَيْنَةٌ
وَهْوَ وَجْدٌ فاضَ مِنْ نَفْسِ فَتاها٣٠
وعُلُومٍ تُرْجِمَتْ واسْتُنْبِطَتْ
وَفُصُولٍ بَهَرَ الدُّنْيا حِجاها٣١
آبداتُ القولِ ولَّتْ بَعْدَهُم
طَيَّبَ اللهُ ثَراهُمْ وثَراها!٣٢
يا بَنِي العَبَّاسِ في مَصْرَعِكُمْ
عِظَةُ الكَوْنِ وَعاها مَنْ وَعاها
أُطْفِئَ النُّورُ ودالتْ دَوْلَةٌ
وَطَوَى الدهْرُ المُنَى حِينَ طَواها
شَدَّ هُولاكُو عَلَى أَرْبَاضِها
شَدَّةَ الذُؤْبَانِ أبْصَرْنَ شِياها٣٣
وجَرَى مِنْ حَوْلهِ عِقْبانُهُ
كُلَّما أَطْعَمَها هاج ضَراها٣٤
لَهْفَ نَفْسِي بِنْتَ عَدْنانَ هَوَتْ
وأسُودُ الغِيلِ قَدْ دِيسَ شَراها!٣٥
سائِلوا دِجْلَةَ عَمَّا رَاعَها
أَوْ دَعُوها فَكَفاها ما دَهاها٣٦
قَذَفَ الكُتْبَ بهَا طَاغِيَةٌ
هَلْ دَرَى ما كَنَزَتْهُ دفَّتاها؟
فَتَأَمَّلْ إذْ جَرَى آذِيُّها
أَتَرَى فيهِ عُقُولًا أَمْ مِياها؟٣٧
ذَهَبَ العَسْفُ بآثارِ النُّهَى
كَيْفَ تَحْيَا أُمَّةٌ ضاعَتْ نُهاها؟٣٨
طَارَتِ الفُصْحَى لِمِصْرٍ تَبْتَغِي
نَاعِمَ العَيْشِ خَصِيبًا في ذَراها٣٩
بَقِيَتْ فِيها تُلاقِي شَظَفًا
في أحَايِينَ، وفي حِينٍ رَفاها٤٠
ثُمَّ هَبَّتْ حَوْلَها عاصِفَةٌ
خَلَطَ الذُّعْرُ ضُحاها بِمَساها
وإذَا نَجْم بَدا مُؤْتَلِقٌ
شَخصَتْ نحو سَنَاهُ مُقْلتَاها٤١
وإذا مُنْقِذُ مِصْرٍ ماثِلٌ
وإذا مِصْرٌ وقد شُدَّتْ عُراها٤٢
وإذا العِلْم يُدَوِّي صَوْتُهُ
وإذا الضَّادُ أضاءتْ صَفْحَتاها٤٣
ظَفِرَتْ بالعَبْقَرِي المُرْتجَى
فاسْتَجَابَتْ للعُلا لمَّا دَعاها
دَوْلةُ العِلْمِ بِهِ رُدَّتْ إلى
عَرْشِ مِصْرٍ بَعْدَ أنْ طَال نَواها٤٤
مَنْ كَإسْماعِيلَ في آلائِهِ
يَنْفَدُ القوْلُ ولا يَفْنَى جَداها؟٤٥
زُهِيَتْ مِصْرُ جمَالًا وَسَنًا
بِأبِي الأشْبالِ، واهْتَزَّتْ رُباها٤٦
تخجَلُ السُّحْبُ إذا ما وازَنَتْ
مَرَّةً بَيْن نَداهُ وَنَداها٤٧
غَرَسَ العِلْمَ بِمِصْرٍ دَوْحَةً
كُلَّمَا أَخْضَلَها طَابَ جَنَاها٤٨
سَمَتِ الآدابُ والدُّنْيا بِهِ
وَبَدَتْ تَخْطِرُ في أَزْهَى حُلاها٤٩
يا ابْنَ إسْمَاعِيلَ يَا ذُخْرَ النُّهَى
جَدَّدَتْ مِصْرُ بِكَمْ عَهْدَ صِباها٥٠
كُلُّ أَشْتَاتِ النَّدى إنْ فُرِّقَتْ
فَإلَى بابِ فُؤاد مُلْتَقَاها٥١
هِمَّةٌ شَادَتْ بِمِصْرٍ دَوْلَةً
صانَها الإنْصَافُ والعِلْمُ وَقاها
مَسَحَتْ مِصْرُ بِهِ عَيْنَ الكَرَى
بَعْدَ أَنْ طالَ عَلَى مِصْرٍ كَراها٥٢
وَثَبَتْ وَثْبَتَها دَائِبَةً
كلَّما أَجْهَدَها السَّعْيُ زَجاها٥٣
أَيْنَما أَبْصَرْتَ تَلْقَى نَهْضَةً
تَمْلَأُ العيْنَ، وإقْبَالًا وَجَاها
وَقُصُورًا لامِعاتٍ كالضُّحَا
رَدَّدَ العِرْفَانَ فِي مِصْرَ صَداها
يَا نَصِيرَ العِلْمِ في مَمْلَكَةٍ
بَلَغَتْ بِالْعِلْمِ غاياتِ مُناها٥٤
كُلُّ يَوْمٍ لَكَ حَفْلٌ لِلْعُلا
وَأَيادٍ تَبْهَرُ الدُّنْيا لُهاها٥٥
وَجَدَتْ بِنْتُ قُرَيْشٍ مَوْئِلًا
فِي ذَرَا المُلْكِ وحِصْنًا مِنْ عِداها٥٦
لُغَةُ القُرْءَانِ تُزْهَى شَرَفًا
أنَّ حامي الدِّينِ والْمُلْكِ حَماها
حِكْمَةُ المَأْمُونِ عَادَتْ دارُها
بِابْنِ إسْمَاعيلَ مِنْ بَعْدِ بِلَاها٥٧
مَجْمَعُ الفُصْحَى تَجَلَّى مُشْرِقًا
فِي سَماءِ الْمَجْدِ مُجْتَازًا سُهاها٥٨
هُو فِي مِصْرَ مَنارٌ كُلَّما
أَرْسَلَ الأضواءِ فِي مِصْرَ هَداها
رَأَتِ البَصْرَةُ فِيهِ حَفْلَها
وَرَأَتْ بَغْدَادُ فِيه مُنْتَدَاهَا٥٩
مَنْ رَسُولِي لِأعارِيبِ اللِّوَى؟
أيْنَ أعْرَابُ اللِّوَى أَيْنَ لِوَاها؟٦٠
أَنَّ مِصْرًا بَعَثَتْ آدابَها
وأبا الفاروق قَدْ أَحْيا لُغاها
وَبنَى اليومَ عُكاظًا ثَانيًا
تَاهَ إعْجَابًا بِهِ الدَّهْرُ وبَاهَى٦١
هَلْ حَبا الآدابَ تاجٌ مِثْلَما
صَاحِبُ التَّاج بِمِصْرٍ قَدْ حَباها؟٦٢
أَنْهَضَ التَّأْلِيفَ مِنْ كَبْوتِهِ
فَسَقَى الأحْلَامَ رُشْدًا وَغَذاها٦٣
كَمْ كِتَابٍ دَوَّنَتْ أخْبارُهُ
مِنَنًا، كان فؤادٌ مُبْتَداها٦٤
رَحَلَ الأعْلَامُ فِي الغَرْبِ إلَى
سُدَّةٍ يَسْطَعُ بِالْعِلْمِ سَنَاها٦٥
فَرَأَوْا مَمْلَكَةً وَثَّابَةً
ومَلِيكًا بِهُدَى اللهِ رَعاها
دُمْ فُؤّادَ الْقُطْرِ، تَحْيا أُمَّةٌ
لَمْ يَكُنْ إلَّاكَ يَوْمًا مُرْتَجاها٦٦
وَسَمَا الفَارُوقُ نَجْمًا ساطِعًا
لِبَنِي مِصْرَ وَعُنْوانَ عُلاها
هوامش
(١) الغطاريف: السادة الشرفاء، الواحد: غطريف. الذرا: جمع ذروة، وهي
من كل شيء أعلاه.
(٢) الأوهام: خطرات القلوب. حسرى: كليلة منقطعة من طول المدى. الأين:
الإعياء.
(٣) يريد بأمة الصحراء: العرب بنزولهم البوادي والصحاري. الجلد:
الأيد والقوة. المهارى: الإبل المهرية، نسبة إلى مهرة بن حيدان، حي
من العرب امتازت إبله عما سواها، ويضرب بالإبل المثل في الجلد وقوة
الاحتمال. القطا: ضرب من الطير عرف بقوة اهتدائه إلى مكانه.
(٤) يريد بصخرها: آكامها وجبالها. رضوى وثهلان: جبلان ببلاد
العرب.
(٥) البيد: جمع بيداء، وهي الصحراء، الرهبة: الخشية والسكون، جرد:
خلصها مما يشغلها وجعلها صافية، وبالنور كساها: أي جعلها من الحق
على صلة ومن الهداية والتوفيق على بينة.
(٦) القناة: الرمح. لينها: كناية عن الضعف والاستكانة.
(٧) الضيم: الذل والصغار. ذوو النعمى: ذوو اليسار. وعفر الجباه:
كناية عن الضعة والمهانة.
(٨) الطراق: الطارقون الذين ينزلون طلبًا للضيافة. القرى: ما يقدم
للضيف.
(٩) الأمم: الهين السهل. حل الحبا: كناية عن التحول للحرب والغارة
والاحتباء (في الأصل) أن يجمع الرجل بين ظهره وساقيه برباط، فإذا
تهيأ للقيام أزاله.
(١٠) سراج الليل: القمر.
(١١) التبيان: البيان والإفصاح.
(١٢) الأطلال: جمع طلل، وهو ما بقي من آثار الديار. والمأثور: ما يحفظ
ويؤثر من كل مليح.
(١٣) يريد «بنور الهدى»: رسول الله ﷺ. قريش: قبيلته. اصطفاه:
اختاره من بين خلقه وخصه برسالته.
(١٤) حرقها: أجف أوراقها وأيبس عودها. حر الصدى: حرقة العطش.
(١٥) يريد بالفصحى: اللغة العربية. قدسية: ربانية مقدسة. فزهاها:
ملأها عجبًا وزهوًا.
(١٦) هاشميًّا: نسبة إلى بني هاشم، آل رسول الله ﷺ. وقلل
الأجيال: قممها، الواحدة: قلة.
(١٧) براها: هيأها للمرمى.
(١٨) طيبة: مدينة الرسول ﷺ. مستثيرًا: مثيرًا وموقظًا.
لابتاها: حرتاها. الحرة: الأرض ذات حجارة سود. وبالمدينة لابتان.
ورددتها لابتاها: أي كررت صوتها ليسمعه العالم.
(١٩) سفاها: ضلالًا وغرورًا. عفت عنه القوافي: سامحته في التقييد بها.
حكاها: ماثلها.
(٢٠) بالضاد: أي باللغة العربية. وسميت بلغة الضاد، لخلو اللغات
الأخرى عنها.
(٢١) آية: آيات القرآن. وعظمت أن تتناهى: أي جلت عن أن تنتهي إلى غاية
من الإعجاز والقوة.
(٢٢) بنو مروان: ملوك الدولة الأموية. والحمى: ما يجب عليك حياطته
والذود عنه.
(٢٣) تود الأصداف لو قامت له مقام الشفاه.
(٢٤) دراكًا: متتابعًا، يدرك بعضه بعضًا.
(٢٥) أبو حزرتها: جرير. وهو والأخطل شاعران أمويان معروفان.
وابتدعاها: خلقاها.
(٢٦) بغداد: عاصمة العراق، وقديمًا كانت مقر الدولة العباسية فشهدت
عهدًا من أزهى العهود.
(٢٧) الرسم: ما بقي من آثار الدار. نادرة: قصة طريفة مفردة.
(٢٨) أبو المأمون، هو الرشيد. المزن: السحاب، يشير إلى قول الرشيد حين
رأى سحابة عارضة فقال: أمطري حيث شئت أن تمطري، فلن تمطري إلا حيث
سلطاني وملكي.
(٢٩) بنت قريش: هي اللغة العربية. الذروة من كل شيء: أعلاه. مرتقاها:
الرقي إليها.
(٣٠) الدل: التمنع مع رغبة، القينة: الجارية أو المغنية. والوجد:
الشوق.
(٣١) الحجا: العقل، ويريد أثره.
(٣٢) آبدات القول: نوادره وبدائعه.
(٣٣) هولاكو: هو الزعيم التتري الذي ثل عرش الدولة العباسية. الأرباض:
جمع ربض وهو ما حول المدينة، الشياه: جمع شاه.
(٣٤) العقبان: جمع عقاب، وهو من الطيور الجارحة المعروفة بنهمها.
ضراها: ما فيها من ولع ونهم بالعدوان والشراسة.
(٣٥) بنت عدنان: اللغة العربية. عدنان: جد من أجداد العرب. هوت: سقطت.
الغيل: الشجر الملتف وإليه تأوي الأسود. الشرى: جبل بتهامة وطريق
في سلمى، وكلاهما معروف بكثرة أسده وشراستها.
(٣٦) دجلة: نهر معروف، وهو والفرات يرويان العراق. راعها: أفزعها.
دهاها: أصابها.
(٣٧) الآذي: الموج. ويريد بالعقول: نتاجها الذي حوته الكتب.
(٣٨) العسف: الظلم. النهى: العقول، ويريد آثارها.
(٣٩) طارت: خفت. ذراها: نواحيها.
(٤٠) الشظف: سوء العيش وخشونته. رفاها: رفاهية ونعيمًا.
(٤١) مؤتلق: منير متلألئ. سناه: ضوءه. المقلتان: العينان.
(٤٢) يريد بمنقذ مصر: محمد علي باشا. ماثل: حاضر. العرا: جمع عروة،
وهي أخت الزر. وشد العرا كناية عن القوة.
(٤٣) يدوي صوته: يرتفع عاليًا. وصفحتاها: وجهها، وللوجه
صفحتان.
(٤٤) نواها: بعدها.
(٤٥) الآلاء: النعم. الجدى: العطية والمنحة.
(٤٦) زهيت: تاهت ودلت. السنا: الإشراق والتلألؤ. أبو الأشبال:
إسماعيل.
(٤٧) نداه: كرمه وجداه. نداها: مطرها.
(٤٨) أخضلها: أرواها. الجنى: ما تجنيه من الثمر، ويريد ثمار
العلم.
(٤٩) سمت: نهضت. تخطر: تختال مزهوة مدلة.
(٥٠) ابن إسماعيل: هو الملك أحمد فؤاد. النهى: العقول. ذخرها: أنفس ما
عندها.
(٥١) الندى: الكرم. وأشتاته: ألوانه وأنواعه.
(٥٢) الكرى: النعاس. ومسح عين الكرى: كناية عن النهوض
والانتعاش.
(٥٣) دائبة: غير منقطعة السعي. أجهدها: أضناها وأتعبها. زجاها: ساقها
ودفعها.
(٥٤) غايات مناها: منتهى ما تصبو إليه.
(٥٥) لهاها: عطاياها ومنحها.
(٥٦) بنت قريش: اللغة العربية. الموئل: الحصن والملجأ. وفي ذرا الملك:
في كنفه.
(٥٧) البلى: الفناء. يشير إلى دار الحكمة التي كانت قائمة أيام
المأمون شبه بها المجمع.
(٥٨) تجلى: ظهر وبدا. السهى: نجم يضرب به المثل في العلو.
(٥٩) البصرة وبغداد: مدينتان لهما تاريخهما الزاهر بالحضارة العربية.
المنتدى: مجتمع القوم للسمر والتشاور.
(٦٠) يريد «بأعاريب اللوى» العرب في باديتهم. اللوى: منعطف
الوادي.
(٦١) عكاظ: سوق للعرب معروفة، كانوا يتناشدون فيها الأشعار
ويخطبون.
(٦٢) حبا: أعطى ومنح. تاج، أي: صاحب تاج، ويريد: ملكًا.
(٦٣) الكبوة: العثرة والسقطة. الأحلام: العقول. الرشد: الهدى والصلاح.
غذاها: أمدها بما ينميها وينشئها.
(٦٤) المنن: العطايا. مبتداها: أصلها.
(٦٥) للسدة: بيت الملك. السنا: الضوء.
(٦٦) مرتجاها: أملها ورجاؤها.