رَثاءُ الزَّهَاوِي
أقامت الحكومة العراقية حفلًا جامعًا لتأبين شاعرها الكبير «جميل صدقي الزهاوي»، دعت إليه شعراء الأقطار العربية ومن بينهم الشاعر. وقد ألقيت هذه القصيدة ببغداد في ١٢ من فبراير سنة ١٩٣٧م.
جَفَا الرَّوْضَ مُغْبَرَّ الأسارِيرِ مَاطِرُهْ!
وَغَادَرَه قَفْرَ الخمائِلِ طَائِرُهْ!١
ذَوَى نَبْتُه بَعْد الْبَشَاشةِ وارْتَمَتْ
مُصَوِّحةً أَثْمارُه وأَزَاهِرُه٢
تلَفَّتُّ: أَيْنَ الرَّوْضُ، أينَ مَكَانُه
وأيْنَ مَجاليه، وأَيْن بَوَاكِره؟٣
وأيْنَ الّذي لَمْ يَطْرُق الأُذْنَ مِثْلُه
إذا صَدَحَتْ فَوق الغُصُون مَزاهِرُهْ؟٤
حَمَائِمُ ألْهاها النَّعِيمُ عَنِ البُكَا
وأَذْهَلَها عن عابِس العَيْشِ نَاضِرُه
إذا أرْسَلَتْ أَلْحانَها في خَمِيلةٍ
تَوثَّبَ زَهْرُ الرَّوْضِ واهْتَزَّ عاطِرُه٥
لها صَوْتُ دَاودٍ وحُسْنُ رَنِينه
إذا ما عَلَتْ مَتْنَ النَّسِيمِ مَزَامِرُهْ٦
إذَا بَدَأَتْ أَشْجَاكَ أَوَّلُ صَوْتِها
وإنْ سَكَتَتْ أَعْيَا بَيَانَك آخِرُه
وإنْ هَتَفَتْ في الدَّوْحِ مَالَ كَأنَّما
يُسَايِرُها في لحْنِها وتُسَايِرُه٧
تَحَدَّتْ فُنُونَ المَوْصِليِّ وَطَوَّحَتْ
بأَنْفَسِ ما ضُمَّتْ عَلَيْه بنَاصِرُهْ٨
أُولئِك أوْتَارُ الإلَهِ وصُنْعُهُ
إذا عَزَفَتْ فَلْيُسْكِتِ الْعُودَ وَاتِرُه٩
ألَمَّتْ بأسْرَار النُّفُوس فَتَرْجَمتْ
كَمَا فَسَّرَ الْحُلْمَ المحَجَّب عَابِرُه
يُصِيخُ إلَيْها أَسْوَدْ اللَّيْلِ باسِمًا
فَتفْتَرُّ عَنْ زُهْرِ النُّجُومِ مَشَافِره١٠
يَوَدُّ لَوْ أنّ الغِيدَ ضَمَّتْ شُعورَها
إلى شَعْرِهِ الدَّاجِي فطَالتْ غَدَائِرُه
وَيَرْجُو لَوْ أنّ الفَجْر عُوِّقَ خَطْوُه
وطَاشَ به نَائِي الطَّرِيقِ وجَائِرُهْ١١
وزَلَّتْ بشُطْآنِ المَجَرَّةِ رِجْلُهُ
فَطَوَّحَه في غَمْرَةِ اليَمِّ زَاخِرُه١٢
سَل الرَّوْضَ إن أَصْغَتْ إليْكَ رَسُومُه
مَتَى رُوِّعَتْ أَطْلَاؤُه وجَآذِرُه؟١٣
وأيْن الغدِيرُ العَذْبُ طَابَ وُرُودُه
لِذِي الغُلَّةِ الصَّادِي وطَابتْ مَصَادِرُه؟١٤
إذا فَاضَ بَيْنَ الزَّهْر تَحْسَبُ أَنَّه
يَمَانيُّ بُرْدٍ أَذْهَلَ التَّجْرَ ناشِرُه١٥
تَأَزَّر مِنْ أثْوابِه الرَّوْضُ واكْتسَى
فَرقَّت حَواشِيه، وطَالت مَآزِرُه١٦
تَدُورُ به جَمَّ البَلابِل مُطْرِقًا
ولَمْ تَدْرِ أَنَّ الدَّهْرَ دَارَتْ دَوَائِرُهْ!١٧
وتُصْغي، فلا يَجْتازُ سَمْعَكَ نَغْمَةٌ
سِوَى أَنَّةٍ يُلْهي بها الْحُزْنَ قاهِرُه
وتَدْعُو، فلا تلْقَى مُجِيبًا سِوى النَّوَى
تُطَارِح مَطْوِيَّ الأسَى وتُحَاوِرُه١٨
وَقَفْتُ به، والقَلْبُ يَحْبِسُ وَجْدَه
فيَطْغَى، ودَمْعُ العَيْنِ يَنْهَلُّ بَادِرُه١٩
وما وَقْفَتي بَيْن الرِّيَاضِ وقَدْ عَفَتْ
سِوَى حَاجَةٍ يَقْضِي بها الْحَقَّ ناذِرُه٢٠
أرَى! ما أَرَى إلَّا غُبارًا أَثَارَه
خَمِيسُ اللَّيالي حِينما ثَارَ ثَائِرُه٢١
مَضَى الطَّائِرُ الصَدَّاحُ فالْأُفْقُ مُوحِشٌ
حَزِينُ النَّواحِي، عابسُ الوَجْه باسِرُهْ٢٢
وَأَوْدَى (الزَّهَاوِي) فانْتَهى مَلْعَبُ النُّهَى
وأُطْفِئَتِ الأَنْوَارُ، وانْفَضَّ سَامِرُهْ٢٣
أقامَ عَلَى رَغْم النُّبُوغِ بحُفْرةٍ
وسارَتْ عَلَى رغْمِ المَنُونِ سَوائِرُه٢٤
وغَادَر عَرْشَ اللَّوْذَعيّةِ رَبُّه
وخَلَّى نَدِيَّ العَبْقَرِيّةِ شَاعِرُه٢٥
دَعُوا ذِكْرَ إعجَازِ البَيَان وسِرِّهِ
فَقَدْ غَابَ عَنْهُ طِيلَةَ الدَّهْرِ ساحِرُه
له خاطِرٌ لَوْ سَابق البَرْقَ في الدُّجَى
لَجَلَّى عَلَى بَرْق السَّموَاتِ خَاطِرُه!٢٦
تملَّكَ حُرَّ الشّعرِ سِنُّ يَرَاعِهِ
فَيَا عَجَبًا أَنْ حَرَّرَ الشِّعْرَ آسِرُهْ٢٧
تَمنَّى العَذَارَى لو تَقَلَّدْنَ دُرَّهُ
ورَفَّتْ عَلَى أَجْيَادِهِنَّ جَواهِرُه
ويُزْهِي الْعُيونَ الدُّعْجَ أَن سَوادَها
شَبِيهٌ بما ضُمَّت عليه مَحابِرُهْ٢٨
وما جاشَت الصَّهْباءُ إلَّا لأنَّها
وقَدْ صَفَّقُوا مَشْمُولهَا، لا تُنَاظِرُه٢٩
تَمُرُّ به مَرًّا فَيَسْبِيكَ بَعْضُهُ
وتَقْرَؤُه أُخْرَى، فَيَسْبِيكَ سَائِره٣٠
تَرَى فيه هذا الكوْن صُورَةَ حاذِقٍ
أَحَاطَتْ بأسْرَارِ الحَياةِ بَصَائِرهْ
وتلْمحُ فيه الرَّأْيَ في بُعْدِ غَوْرِه
كما غَاصَ تَحْتَ المَاء للدُّرِّ ذَاخِره٣١
وتَلْقَى به الآذِيَّ في ثَوَرَانِه
إذا عَقْلُهُ الْجَبَّارُ مارَتْ مَوائِرُه٣٢
له قَلَمٌ لَو لامَس الطِّرْسَ مَرَّةً
تَدَانَى له صَعْبُ القَرِيض ونَافِرُه٣٣
لَقَدْ كانَ مِنْظَارَ النُّفُوسِ فَلَمْ يَجُل
ْبنِفَس هَوى إلّا وطَرْفُكَ ناظِرُهْ٣٤
يلُوحُ بَعِيدُ الرَّأْي خَلْفَ زُجاجِه
وحاضِرُ تاريخ الْحَيَاةِ وغَابِرُه٣٥
بَرَاه إلَهُ الْخلْقِ عَزْمًا وَجُرْأَةً
تَهابُ الرَّواسي حَدَّه وتحَاذِره٣٦
وصَوَّرَه غَضْبًا تفِرُّ لِهَوْلِهِ
ذِئَابُ الدَّنَايا شُرَّدًا وَهْو شَاهِرهْ٣٧
كأنَّ عَصَا مُوسَى أُعِيدَتْ بكَفِّه
يُصَاوِلُ مَنْ يَرْمي بها ويُغَاوِره٣٨
يَقُولُ جَريئًا مَا يُرِيد، ورُبَّما
يَقُول الفَتَى ما لم تُرِدْه سَرَائِرُه٣٩
وكَمْ مِنْ فَتًى يَقْضِي بِنفْسَيْن عَيْشَهُ
مَظَاهِرُه نَفْسٌ، ونَفْسٌ مخابِرُه٤٠
تَراهُ مع النُّسَّاك في خَلَواتِهم
وفي الْحَان قد نَمَّتْ عَلَيْه سَتَائِرُه٤١
لِسَانٌ كما طَالَ الْجَريرُ مُسَبِّحٌ
رِيَاءً، ومِنْ خَلْف اللِّسَانِ جَرَائِره٤٢
إذا لَم يَكُن في الْحَرْب قَلْبك بَاتِرًا
فماذَا يُفِيدُ المَرْءَ في الْحَرْبِ باتِرُهْ؟
حَنَانًا له! كَيْفَ استقَرَّتْ به النَّوَى؟
وكَيْفَ ثَوَى بَعْدَ التَّلَهُّفَ حائِرُه؟٤٣
وهَلْ بَعْدَ لَيْلٍ في الْحَيَاة مُؤَّرِّقٍ
كَثيرِ التَّظَنِّي أَبْصر الصُّبْحَ ساهِرُه؟٤٤
•••
شَقَقْتُ إلَيكَ الطرُق والقَلْبُ خافِقٌ
تُراوِحُهُ آلامُه وتُباكِرُه٤٥
تذَكَّر أُلَّافًا ألمُّوا فَودَّعُوا
كطَيْفِ خَيالٍ أَرَّق الصَّبَّ زَائِرُه
ونَحْنُ حَياةٌ، والْحياةُ إلى مَدًى
ولًوْلَا المُنَى لَمْ يَبْذُرِ الْحَبَّ بَاذِرُهْ٤٦
وإنَّ المهُودَ الزَّهْرَ — لَوْ عَلِم الفَتَى
وفَكَّرَ في غَاياتِهنْ — مَقَابِرُهْ٤٧
سَمَوْتُ إلى بَغْداد والشَّوْقُ نَحْوَها
يُسَاوِرُني حِينًا وحِينًا أُسَاوِره٤٨
كِلَانَا نَأَى عن أهْلِهِ وعَشِيرِهِ
ليَلْقَاه فيها أَهلُه وعَشَائِره
حَبِيب إلى نَفْسِي العِراقُ وأَهْلُه
وسالِفُه الزَّاهي المَجِيدُ وحَاضِرُه٤٩
ديارٌ بها الإسْلام أرْسَل ضَوْءَه
فَسار مَسِير الشَّمْس في الأُفْقِ سَائِره
ومَدَّتْ بها الآدَابُ ظِلًّا على الوَرَى
تَسَاوَتْ به آصالُهُ وهَواجِرُه٥٠
تَجَلَّى بها عَهْدُ الرَّشِيد وعِزُّهُ
وزَاهِرُ مُلْكِ الفاتحينَ وبَاهِرُهْ٥١
إذا شِئْتَ مَجْدَ العُرْبِ في عُنْفَوانِهِ
فَهذِي مَغَانيهِ، وهَذِي مَنائِرُهْ!٥٢
أَطَلَّتْ عَلَى الدُّنْيَا فأَبْصَرَتِ الْهُدَى
كما لَمَعتْ في جُنْحِ لَيْلٍ زَوَاهِرُه٥٣
تفاخِرُ بالغَازِي الَّذِي سَارَ ذِكْرُه
ودَوَّتْ بآفاقِ البلَاد مَفَاخِرُه٥٤
هُو الملكُ أَمْضَى من شَبَا السَّيْفِ عَزْمُهُ
وأَغْزَرُ من مَاءِ السَّحائِبِ هَامِرُه٥٥
نَماه بنُاةُ المَجْدِ من آلِ هاشمٍ
فجلَّتْ مَرَامِيهِ، وطابَتْ عنَاصِرُه٥٦
أعَاد إلى عَهْدِ البَيَانِ شَبَابَه
فهَبَّ فَتِيًّا يَنْفُضَ التُّرْبَ دَاثِرُه٥٧
يُرِيكَ بِهِ المنْصُورَ مَأْثُورُ حَزْمِه
وتُذْكِرك المَهْدِيَّ فِيه مآثِرُهْ٥٨
ذَكَرْنَا اسْمَه طُولَ الطَّرِيق فَذُلِّلتْ
مَصَاعِبُ مَتْنَيْه وضَاءَتْ دَيَاجِرُهْ٥٩
•••
جَمِيلٌ، نِدَاءٌ مِنْ أَخٍ يَقْدُرُ النُّهَى
وإنْ لَمْ يُمَتَّع باجْتِلَائِك نَاظِرُه
عَرَفْتُكَ في آثَارِك الغُرِّ مِثْلَما
تُنْبِّئ عَنْ وَجْه الصَّبَاحِ بَشَائِره٦٠
عَرَفْتُ (جَميلًا) في جَميلِ بَيَانِه
يُشَاطِرُنِي وجْدَانَه وأُشَاطِره
تُجاوِرُني في دَوْحة النِّيلِ رُوحُه
ورُوحي بِدَوْحِ الرافِدَيْن تُجَاوره٦١
إذا اجتَمع القَلْبانِ فالْكَوْنُ كُلُّهُ
مَكانٌ، وإنْ شَقَّتْ وطالَتْ مَعَابِره٦٢
لنا نَسَبٌ في المَجْد يَجْمَع بَيْنَنا
تَعَالَتْ أَوَاسِيه، وَشُدَّتْ أَوَاصِرُهْ٦٣
ألسْنَا حُمَاةَ القَوْلِ في كُلِّ مَحْفِلٍ
تَتِيهُ بِنَا في كُلِّ أَرْضٍ مَنَابِرُهْ؟
•••
صَبَبْتُ عَلَيْكَ الدَّمْع سَحًّا، ومَدْمَعي
غَزيرٌ، وَلكنْ أَجْودُ الدُّرِّ نَادِرُه٦٤
وأَرْسَلْت فِيك الشعْرَ لَوْعَةَ مُوجَعٍ
تَئِنُّ قَوَافيه، وتبْكي صَدَائِره٦٥
عَلَيْكَ سَلَامُ الله نُورًا ورَحْمةً
وغَادَتْك من سَيْبِ الإله مَوَاطِره٦٦
هوامش
(١) الأسارير: الخطوط في الوجه. اغبرار الأسارير: كناية عن العبوس
والتجهم. ويريد بالطائر: الفقيد.
(٢) ذوى: ذبل. ويريد بالبشاشة: اخضرار النبت وتفتح أزهاره. مصوحة:
يابسة ذابلة. الأزاهر: الأزهار.
(٣) مجاليه: ما تجتليه وتستمتع به من محاسن الروض. البواكر: أول ما
يدرك من الثمر والزهر.
(٤) المزاهر: هو العود يضرب به.
(٥) الخميلة: الشجر الكثير الملتف. عاطر الزهر: الرائحة العطرة
منه.
(٦) داود: هو نبي الله داود — عليه السلام — وقد وهب الله له صوتًا
عذبًا رخيمًا. المتن: الظهر. مزامره: ما كان يترنم به من الأدعية
والأناشيد.
(٧) الدوح: العظيم من الشجر. الواحدة، دوحة.
(٨) يريد بالموصلي إبراهيم أو ابنه إسحاق، وكلاهما له في الغناء
والضرب شهرة واسعة. طوحت: نبذت وطرحت. البناصر: جمع بنصر، وهي
الأصبع التي بين الوسطى والخنصر.
(٩) واتر العود: الذي يشد أوتاره ليضرب عليها.
(١٠) يصيخ: يلقي إليها بسمعه هادئًا ساكنًا. وتفتر: تنفرج. زهر
النجوم: الوضاءة المتلألئة. المشافر: الشفاة وهي في الأصل للبعير،
ثم استعملت للإنسان.
(١١) جائره: غير السوى.
(١٢) الشطآن: جمع شاطئ. المجرة: نجوم كثيرة لا تدرك بمجرد البصر،
وإنما ينتشر ضوؤها فيرى كأنه بياض مختلط، والعرب تشبهها بالنهر.
زاخره: مياهه الطامية.
(١٣) رسومه: ما بقي من آثاره. والأطلاء: أولاد الظباء. الواحد. طلا
(بالتحريك). الجاذر: أولاد البقر الوحشي. الواحد: جؤذر.
(١٤) الورود والمصادر: إتيان الماء والرجوع عنه.
(١٥) البرد اليماني: نوع من الثياب مخطط موشى. التجر: التجار. الواحد
تاجر.
(١٦) تأزر: لبس الإزار، وهو الثوب. الحواشي: جوانب الثوب، ويكنى برقة
الحواشي عن الحسن والجمال، كما يكنى بطول المئزر عن التيه
والدلال.
(١٧) البلابل: الوساوس والهم الشديد.
(١٨) النوى: الفرقة والشتات. المطارحة: المحاورة. مطوي الأسى: الحزن
الكمين.
(١٩) الوجد: شدة الحزن. ينهل: ينصب في شدة. بادر الدمع: ما يسبق
منه.
(٢٠) عفت: درست وانمحت. وناذر الحق: من أوجب على نفسه قضاءه والوفاء
به.
(٢١) الخميس: الجيش. خميس الليالي: شدائدها وهمومها التي تكر بها
وتعدو. ثار ثائره: هاج هائجه.
(٢٢) عابس الوجه باسره: أي إن صفحته قد حالت من إيناع وازدهار إلى
ذبول وجفاف.
(٢٣) أودى: مات. النهى: العقول، الواحدة: نهية. ملعب النهى: حيث
تتبارى العقول في الإتيان بكل عجيب. السامر: الجماعة من الناس
يسمرون ليلًا.
(٢٤) سوائره: أي ما سار وذاع مما يؤثر له ويحفظ.
(٢٥) اللوذعية: الفصاحة والبيان. ربه: أي صاحب العرش. الندى: مجتمع
القوم. العبقرية: النبوغ وبلوغ الغاية. ويريد بندى العبقرية: مجتمع
رجالها اللسن.
(٢٦) الدجى: الظلام. جلى عليه: سبقه.
(٢٧) اليراع: جمع يراعة، وهي القلم. تحرير الشعر: تخليصه من شوائبه
وعيوبه.
(٢٨) يزهي العيون: يجعلها مزهوة فخورة. الدعج: السود.
(٢٩) جاشت: اضطربت. ويريد فورة الخمر في الكأس. الصهباء: الخمر.
التصفيق: تحويل الشراب من إناء إلى إناء ليصفو. المشمولة: الخمر،
أو الباردة منها؛ لأنها تشمل الناس بريحها، أو لأن لها عصفة كعصفة
ريح الشمال.
(٣٠) يسبيك: يأسرك بسحره وجماله. السائر: البقية.
(٣١) الغور: العمق. الذاخر: الذي يجمع الدر ويحفظه.
(٣٢) الأذي: الموج. ومارت موائره: ثار ثائره وهاج هائجه.
(٣٣) الطرس: الصحيفة يكتب فيها. نافره: ما استعصى على الذهن وند عن
الخاطر.
(٣٤) المنظار: آلة مكبرة. لم يجل: لم يخطر ولم يمر.
(٣٥) يلوح: يظهر. بعيد الرأي: خفيه غير البين منه. الغابر:
الماضي.
(٣٦) براه: سواه. وبري القلم معروف. الرواسي: الجبال الثابتة شموخًا
وعظمة. حده: سنه.
(٣٧) العضب: القاطع من السيوف. ذئاب الدنايا: أي الدنايا التي هي
كالذئاب عدوانًا على الفضيلة وافتراسًا للخصال الحميدة. شردًا:
متفرقة مشتتة. وشاهره: رافعة للقتال.
(٣٨) موسى: هو نبي الله موسى بن عمران — عليه السلام — ومعجزته في
عصاه مشهورة. يصاول: من الصول، وهو الاستطالة والغلبة. يغاوره: من
الإغارة.
(٣٩) السرائر: جمع سريرة، وهي ما يبطنه المرء.
(٤٠) يقضي عيشه: يصرف حياته.
(٤١) النساك: جمع ناسك، وهو العابد الزاهد في متاع الحياة. الحان: حيث
تباع الخمر. الواحدة حانة. نمت: أذاعت وفضحت.
(٤٢) الجرير: حبل يجعل للبعير، ويريد الحبل عامة. الجرائر: الشرور
والآثام، الواحدة جريرة.
(٤٣) النوى: البعد والفرقة. ثوى: هدأ واستقر، ويريد بحائره: فكره،
ووصفه بالحيرة؛ لأنه كان صاحب رأي وفلسفة كثير الشك في حقائق
الكون.
(٤٤) مؤرق: يأرق فيه الإنسان. التظني: الظن والشك. ويريد بالصبح: نور
الحق. ساهره: أي الذي يسهر الليل ولا ينام فيه أرقًا.
(٤٥) خافق: مضطرب حزنًا ووجدًا. تراوحه وتباكره: أي تعاوده صباحًا
ومساءً.
(٤٦) المدى: الغاية.
(٤٧) المهود: جمع مهد، الزهر: ذوات البهجة والحسن.
(٤٨) سموت إلى بغداد: أي قصدت إليها، وفي تعبيره عن القصد بالسمو دليل
على رفعتها وشرف مكانتها.
(٤٩) سالفه: ماضيه. الزاهي: الحسن اللامع بمجده وحضارته.
(٥٠) الآصال: جمع أصيل، وهو الوقت قبل الغروب. الهواجر: حيث يشتد الحر
عندما ينتصف النهار.
(٥١) تجلَّى: ظهر وأشرق. الرشيد: هو الخليفة العباسي هارون
الرشيد.
(٥٢) عنفوانه: مقتبل عهده وأول عزه وبهجته. والمغاني: جمع مغنى، وهو
المنزل غني به أهله. منائره: جمع منارة.
(٥٣) جنح الليل (بالكسر والضم): الطائفة منه. زواهره: كواكبه
المضيئة.
(٥٤) الغازي: هو ملك العراق في ذلك الوقت. دوت مفاخره: أي علت أصوات
الناس بذكرها، فسمع لهم كالدوي لكثرتهم.
(٥٥) شبا السيف: حده. الهامر: الهاطل المنصب.
(٥٦) نماه، أي: ارتفع بالانتساب إليهم. آل هاشم: نسبة إلى جدهم هاشم
بن عبد مناف، أحد أجداد الرسول ﷺ. جلت: عظمت. مراميه:
غاياته. العناصر: الأصول.
(٥٧) فتيًّا: قويًّا. الداثر: الدارس البالي.
(٥٨) المنصور والمهدي: من خلفاء الدولة العباسية، وقد تبوأت الدولة في
عهد الأول مكانًا عاليًا، وعرف ثانيهما بالجود والعطاء. مأثور
حزمه: حزمه الذي يُؤثر عنه ويخلد. مآثره: أعماله الباقية على
الزمن.
(٥٩) متنا الطريق: ناحيتاه، وهما اللذان يكون السير فيهما. دياجره:
ظلماته، الواحدة ديجور.
(٦٠) الغر: الناصعة البيضاء. البشائر: جمع بشارة، وهي الإخبار بخبر
محبوب ترغب فيه.
(٦١) دوحة النيل: رياض مصر، الدوحة (في الأصل): الشجرة العظيمة
المتسعة الظل. الرافدان: دجلة والفرات.
(٦٢) شقت: صعبت وامتنعت على السالك. المعابر: الطريق يعبر
فيها.
(٦٣) الأواسي: الدعائم. الواحدة: آسية. الأواصر: جمع آصرة، وهي
القرابة والصلة.
(٦٤) سحا: مدرارًا.
(٦٥) يريد بالقوافي والصدائر: أواخر الأبيات وأوائلها.
(٦٦) غاداه: باكره. السيب: العطاء. المواطر: السحب الماطرة. والعرب
إذا دعت لميت بالرحمة سألت الله أن يمطر قبره.