على أي قاعدة تُبنى سياسة الأمم
قلت: إني مقتنع أن نظامنا فاسد، وجمعياتنا ناقصة، وسأقص هذا القصص على إخواني في مشارق الأرض ومغاربها، فأسألك بحق ما وهبك الله من العلم والحكمة أن توقفني على الأساس المتين، لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعقلون. فقال لي: ألم تقرأ كتاب «كنت» الألماني على التعليم؟ قلت: أنا لا أعرف اللغة الألمانية وإنما قرأته بالإنجليزية ترجمة السيدة «أنتي تشرتون». قال: ألا تذكر ما قاله في المقدمة العامة على التعليم إذ يقول: لم يعلم الإنسان إلَّا الإنسان، فهو المعلم والمتعلم، ولو أن عالمًا أعلى منهُ ألقى عليهِ دروس العلم لبرزت كوامن آرائه، وعواطفه وفواضله.
وقال في نفس المقدمة في موضع آخر: مسألتان لم تُحلَّا للآن، ولم يُبتدع لهما حل: الحكومات العادلة، والتعليم.
وقال في مقام آخر: إن الفضائل والعلوم كامنة في النفس، كما كمنت الألوان والأزهار والأوراق في البذرة، فاستخرجت بالحرث والسقي والتعهد، ولولا أن في البذرة اللون والثمر ما ظهرا للعيان، ولا ظفر بهما الإنسان.
فهكذا عقل الإنسان، يعوزه التعليم حتى يرتقي إلى سماء فضيلته، ويعلو عن أرض رذيلته، ويرقى إلى سماء الحكمتين، الجسمية والعقلية.
هذا ما قاله في مواضع من مقدمة ذلك الكتاب، وقد ارتأى فيها أن الأمم أصبح عليها أن تجدَّ، وعلى سائر الأفراد أن يجتهدوا، حتى تبدوا كوامن العقول البشرية، والأخلاق والفضائل، ولكن لم يبين كيف السبيل إلى هذه المناهج الشريفة التي بها يسعد الإنسان.
إنا سنشرحها لك شرحًا جميلًا، إن مسألة الحكومات والتعليم متضامنتان لا تُحل إحداهما إلَّا مع الأخرى، فنشرح لك سياسة الأمم أولًا، ثم نُتبعها بالتعليم، لتعلم أنهما أختان وصنوان وفرقدان لا يفترقان، وأن إحداهما كالعين المبصرة، والأخرى كالأذن السامعة، فإنهما يجريان في حياة الأمم مجرى الطعام والشراب، فنقول:
يقول «كنت»: إنكم لا تنالون سعادتكم، ولا تستخرجون كنوز علومكم إلَّا إذا صدر علمكم من عالم أعلى، فالله هو المعلم، وقد وضع لكم كتابًا واضحًا ظاهرًا بينًا، وهو هذا العالم الذي به يؤمن أهل الأرض قاطبة، وهو الرق المنشور، فاعقلوه وافهموه لعلكم تهتدون. أحجم علماؤكم وتأخر حكماؤكم الأقدمون والمحدَثون عن الجد في ارتقاء الأمم، وحل مشكلة نظام الحكومات والتعليم، لسد الشهوات والمطامع بين عقول الأمم والعدل في القضية.
فأما العلوم التي لا تكلفهم هدى النفس، وإنما تتعلق بما لا يملأ البطن ويسد العوز كالكواكب والأفلاك فإن الأمم تتلقاها وتستقبلها قبولًا حسنًا، وتفرح بها، كمثل مسألة أبعاد الكواكب ونظامها عند العرب، فقد طبقها أولئك العلماء على فن الموسيقى، وقدروا أبعاد الأرض والهواء والقمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري وزحل، وكما فعل العالم «بود» إذ اكتشف قانونًا سموه قانون «بود» في سنة ١٨٠١ وأتمه «بيزي» إذ أبان أن بعد كل سيار مضاعف لما قبله كالأرض والزهرة والمريخ إلخ، كما هو واضح في كتاب اللورد فبري الإنجليزي في جمال الطبيعة، تقبل العلماء ذلك قبولًا حسنًا، وفرحوا واستبشروا بما شرح العلماء من العرب والإفرنج.
أما اكتشاف حل للتربية والعدل في الأمم فأنتم عنهُ محجوبون، وما صدكم إلَّا الشهوات الحاجبة عن السعادة، فها أنا الآن أضع لكم نظام الحكومات مقتبسًا من نظام السماوات لتبلغه لإخوانك أبناء الإنسان.
انظروا إلى العالم الذي حولكم من الكواكب والحيوان وجسم الإنسان، ثم اجعلوا مدنيتكم وتعليمكم على ما تستخرجون وما تستنتجون، وادرسوا فطرتكم الروحية تجدوها مطابقة لها وموافقة لنظامها. قلت: أوضح لي هذا المقام. قال: انظر. فنظرت، إذا نجمة «أركتروس» وهي أكبر من الشمس عشرين مرة، ولا يصل نورها الأرض إلَّا في مائتي سنة، والضوء يجري في الدقيقة نحو عشرة ملايين من الأميال تقريبًا. قلت قد رأيتها. فقال: هذه النجمة أكبر من شمسكم عشرين مرة، وشمسكم أكبر من أرضكم مليونًا وثلث مليون، فتكون أكبر من أرضكم سبعًا وعشرين مليون مرة. قلت: نعم. قال: انظر كيف ساع النظام السماوي أرضكم مع هذا الكوكب؛ أرضكم صغيرة، بل ذرة، ما أنتم شيء مذكور على ظهرها، ومع ذلك ساد النظام، والتأمت المدارات، وقام كل كوكب فدار في فلكه لا يتعداه، فشمسكم الصغيرة وأنجمها وسياراتها وتوابعها كل له مقام معلوم، لا ظلم اليوم، إن الحساب لسريع، إن النظام لدقيق، ولو أن الأعظم يطغى على الأصغر لهلكت أرضكم، ولقامت قيامتكم ولكن النظام جميل.
قلت: أوضح المقام؛ فإن البون ما بين السياسة والكواكب شاسع والشُّقَّة بعيدة. فقال: إن لكل كوكب مدارًا ونظامًا، فلا يطغى أحدهما على الآخر، ولا يحطمه، وسيرها بنظام وميقات معلوم.
ذلك نظام الله الذي أتقن تلك المدارات وحسبها، فلم يطغ كوكب على كوكب، ولم يحطم الكبير الصغير، ولو أن الأمر كان فوضى لاجتذب الأكبر الأصغر ولأصبحت أرضكم قارة من قارات نجمة «أركتروس» ولكانت أرضكم حجرًا من حجارتها وأنتم جميعًا لون ذلك الحجر.
إن العناية العالية أرسلت المحبة على الكواكب فجرت ودارت دوران العشق والغرام، والحب ألقى عليها دروس الوله والهيام، فدار بعضها على بعض ولم يبغِ أكبرها على أصغرها.
ولو أنكم عرفتم ما في نفوسكم من المحبة والعطف والعشق والشوق وحب بني آدم إخوانكم لألفيتم أن نظام أرواحكم مستمد من ذلك الحب العالي الذي تسمونه جاذبية، فالإنسان محب للإنسان، يحب الإنسان العالِم والجميل والشجاع والشريف والكريم، من أي ملة ونِحلة وأمة، فذلك عشق كعشق الكواكب، فمن هنا عرفتم أرواحكم وعواطفكم، فسنوا سنن النظام الاجتماعي على مقتضى تلك الكواكب، ولتكن كل أمة منكم كوكبًا يحب الأعلى الأدنى، ويتحابون ويتوادون ولا يطغى بعضها على بعض، ولتكن الأمة الكبرى لأخواتها الصغيرات كالشمس للسيارات حولها؛ تلقي عليها أشعة علمها لا تبتغي منها جزاء ولا شكورًا، وكما أن الشمس ترسل أشعتها على السيارات وما للسيارات عليها من فضل، هكذا فلتفعل الأمم الكبيرة تجاه الأمم الصغيرة، وكفاها شرفًا أنها بناتها تدور حولها، وعار على الأمم الكبرى أن تظلم الصغرى، وعار على الأمم المتعلمة أن تذل الجاهلة.
ولقد علمت مما ورد لي أن الأمم الكبيرة تنزع السلاح من الصغيرة، وتحجب عنها أشعة العلم، وتبقيها فقيرة لتجعلها خدمًا لها، وأن عندكم أمة لا تبلغ إلَّا نحو أربعة ملايين أعطيت أمة تبلغ ٢٤ مليونًا، ومنعتها العلم والحكمة، وألقت بينها العداوة والبغضاء، وهذا عار وتأخر؛ لأن أولئك الملايين إن استناروا أفادوا المجموع الإنساني أضعافًا مضاعفة، فإذا اختصت أمة بقهرهم كالدواب فقد حجبت نورهم عن سائر الأمم، وهو نقص في إنسانيتكم، وشقاء لجامعتكم، أتدري لو أن كوكبًا تخطى دائرته ماذا يكون، تتماوج الكواكب، ويضل التوازن، ثم تتحطم، ويكون فساد النظام، كما فسد نظامكم الإنساني بجشع الأمم، وحرصها على المادة الغذائية، ولتعلم أنهم ما داموا لا يراعون إلَّا المادة، ولا يطيعون وجدانهم وفطرتهم السامية الحقيقة، ويقولون: لا يراعى إلَّا ما سد الجوع وكسا الجلد فإن نظامكم يبقى فاسدًا، حتى تهلكوا، أو تبيدوا، ويؤتى بخلق جديد؛ لأنكم لا وزن لكم ولا قيمة، ولا شرف عند العالم السماوي فإنكم جاهلون ظالمون.
إنكم قتلتم عواطفكم ورحمتكم، وإني أرشدك أن تنشر قولنا في أنحاء العالم، فإن لرجال السياسة عواطف وشرفًا وحبًّا يكتمونها في قلوبهم، ويدعونها جانبًا، ثم يقولون: لا نتبع العواطف، بل نجري مع العقل، ولو أزالوا الشهوات، ولم يسيروا على أهواء الجهال من أممهم، وذوي الجشع والطمع من الذين يكنزون الذهب والفضة لوجدوا أن العطف شعبة من شعب العقول والأرواح، ثم انظروا إلى عقولكم وأرواحكم من وجهة أخرى.
إن الكرة الأرضية نبتت فيها الأغذية والفواكه والأدوية والملابس، ووزعت على أقطارها وأرجائها، واختص كل نبات وشجر ببقعة، بحيث لا ينبت إلَّا فيها، كمثل النخل لا ينبت في أوروبا، وهو ينبت في الشرق، وترى ما احتجتم إليه من الأغذية وافرًا حاصلًا كثيرًا، وما قلَّت حاجتكم له قل كالأدوية، وما ندرت له الضرورة صار نادرًا، كالسم النابت، كما أن الماء كثير، وأقل منهُ الغذاء، فالأول يقل النصب في تحصيله، ويكثر العناء والطلب والبحث في الثاني، فهل فهمت ما قررناه؟ قلت: نعم.
قال: فهكذا ترى الأخلاق والصناعات موزعة مفرقة على الحيوان، فمنه الناسج كالعنكبوت، ومدخر العسل وصانع الشمع كالنحل، وباني المساكن كالخطاطيف وكلاب البحر، ومغرد كالبلبل وغيره من سائر الطيور المغردة، وهذه مسألة أخرى.
فأما أنتم يا معشر الإنسان، فإن فِطرَكم غُرست فيها سائر الغرائز، وأنتم وإن لاصقتم القرد في صورة شكله وتقليده ونفسه فلقد لاصقتم الطاووس في جماله والببغاء في تشكيل صوته وسرعة تقليده، والكروان والكناري والبلبل وسائر الطيور المغردة في حسن أصواتها، والفرس في كرِّه وفرِّه وذكائه، والعنكبوت في هندسته، والنحل في عسله، فإنكم تعصرون القصب لتستخرجوا العسل، فأنتم نوع واحد، أشربت أنفسكم الإنسانية عواطف وأخلاق نفوس الحيوان، ولم يكن ذلك إلَّا لتصيطروا بنفسكم الإنسانية على غرائزكم الطبيعية العملية، ومتى سلطتم العقل عليها تعلمت وأبرزت مكنونات المخلوقات التي حولها، فتسوسون كالنمل، وتزرعون كزرعها، وتعيشون جماعات كما يعيش حمار الحبشة وأضرابه، وكما تعيش جماعات الطيور زمرًا زمرًا، ولتمتازوا عنها بهذا العقل الشريف العالي، فتكونوا أمة واحدة، وهذه هي الفضيلة التي بها تمتازون، والشرف الذي به تعلون، فأما الآن فلا شرف للإنسان.
المنافع والفوائد والثمرات مفرقة على سطح الأرض، وعقولكم وزعت عليها الغرائز قلة وكثرة على مقدار الحاجات، ولو أنكم بحثتم وفتشتم ودققتم لوجدتم لكل أمة كما لكل بقعة من الأرض استعدادًا، ولكل رجل أو امرأة فكرًا وغريزة لعمل، بحيث لو استخرجت تلك الغرائز وسيقت لِما خُلقت له لَسَعِدَ الإنسان سعادته الممكنة، ولوجدتم فيكم عقول الحكماء والسُّوَّاس قليلة والعاملين والزارعين والصانعين كثيرة، كنباتات الأغذية في الأرض، ولألفيتم لكل عمل أناسًا يبرعون فيه.
إن الإنسانية العامة كمدرسة تتعلم فيها الغرائز العملية الصناعية، والعقل الإنساني سياج وقانون عام، وحصن يمنع طغيان الغرائز والشهوات والأميال، فهذا معنى الإنسانية، وهذا مستوى فضائلها وشرفها وفضلها.
الإنسان كله جسم واحد تام النظام، فكما أن له عينًا وأذنًا وأنفًا ومعدة وأمعاء وكبدًا وطحالًا وشريانًا ووريدًا ورجلًا ويدًا. فهكذا للمجموع الإنساني غرائز مستعدة للحكمة والعلم والصناعة والأعمال الجثمانية.
ولست أقول: إن الفرد يصلح لعمل لا يصلح لسواه، كلا، فذلك يكذبه العيان، ألا إن كل فرد يصلح أن يعلم كل حرفة وصنعة، هذا لا ريب فيه، وإنما كلامنا كله في أيهم أشد استعدادًا وأكثر قابلية، فوضع قولنا في الأفراد والأمم بالقرب والبعد والصعوبة والسهولة والقوة والضعف، وإن أول حل للمسألة الاجتماعية اقتراب عدد الذكور من عدد النسوان في مشارق الأرض ومغاربها بحيث لا تخلو قرية ولا أمة من نسوان وذكران يسدون الحاجة ويقومون بالتناسل.
فانظر وتعجب كيف شبهت أممكم بالشموس والكواكب، وكيف شاكلت عقولكم نظام نبات الأرض على سطحها، ونظام جسمكم، وضارعت غرائزكم غرائز الحيوان، فهل بعد هذا من بيان، أفلا تفهم بعد هذا أن المسألة أصبحت محلولة مفهومة، يقول «كانت» الألماني: ليتعلم الإنسان مما هو أعلى. فهاكم تعلموا من العالم أمامكم، ها هي النواميس الطبيعية، والقوانين النظامية.
إنكم مختلفون ألوانًا وغرائز وميولًا، متقاربون حبًّا وعطفًا وشغفًا، إنكم جسم واحد، فلتجتهدوا في التعلم حتى يحب بعضكم بعضًا، ويألف بعضكم بعضًا، فما أبعدكم إلَّا تعليم مدارسكم وكلياتكم البغضاء والكراهة، فاستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى.
فقلت: وكيف يتسنى لنا زرع المحبة والمودة في القلوب، بعد أن خامرت الكراهة النفوس، وخالطت العقول، وأحاطت بالغرائز، وصارت صفات بالنفوس قائمة، وطبائع بالأرواح عالقة؟ فقال: قد ضرب لكم مثل محسوس في أكثر الأمم والممالك، أليس أكثر الديانات والعادات يحرم أن تتزوجوا الأم والأخت ونحوهما؟ قلت: بلى. قال: أفليس بعض الديانات يحلل ذلك؟ قلت: بلى. قال: فهل يأنف ملك سيام مثلًا أن يتزوج أخته؟ قلت: كلا. فقال: لماذا؟ قلت: لأنه حلال عندهم. قال: وَهَبْ أنكم أبيح لكم زواج الأمهات والأخوات، معاشر النصارى واليهود والمسلمين، أفليست العادة تصدكم والأنَفة تمنعكم والخجل يردعكم؟ قلت: بلى. قال: أفليس ذلك دليلًا على أن الشهوة الإنسانية البهيمية لا تفرق بين القريب والبعيد والمحارم والأجانب، بدليل قوم من نوع الإنسان استباحوا هذا وجوزوه؟ قلت: بلى. قال: خبرني أليس منكم أشرار جهلاء فاسقون، فهل سمعت عن أفسق الفساق فيكم يغشى من حرمت عليهِ؟ قلت: لا. قال: فكفاك هذا برهانًا على أن نوع الإنسان مستعد بالتعليم إلى أشرف غاية، وأعلى منصب وأرقى سعادة، فلو أن الأمم بثت في تعليم مدارسها، وتلقين أبنائها محبة إخوانهم بني الإنسان، وألفوا لهم الروايات وشخصوها في الملاهي، وجعلوها تقبيحًا للحرب والضرب، وجعلوا الفخار والشرف لمن حاز قصب السبق في نفع نوع الإنسان، فمن كان أكثر عملًا وأقل ضررًا فله القِدْح المُعَلَّى في الفضل والشرف والكرم، فعند ذلك يبتدئ الإنسان في درس غريزته ونيل سعادته.
فأما الإنسان الآن فإنه معذب مهان ذليل لا شرف عنده إلَّا في غريزته، ولا خير إلَّا في فطرته.
وقصارى القول أن بناء سياسة الإنسان على قاعدة توزيع الأعمال على الفطر الإنسانية في الأفراد والجماعات، وعلى تهذيب النفوس وإصلاحها، وإدخال علم الحب العام في قلوب الناشئين، وتنفيرهم من الحرب، وإعلامهم بمنافع المحبة العامة، ونواتجها النافعة للمجموع الإنساني.
ألا وإن منزلة هذا العلم من علم الاقتصاد كمنزلة علم الأصول من علم الفقه، وآداب اللغة من النحو، والهيئة من الفلك، فعلمنا باحث عن نظام الأمم وسياستها العامة، وعلم الاقتصاد باحث عن نظام ثروتها ونمو تجارتها وترويج بضاعتها وبيع سلعها، ونسبتها إلى ثروة الأمم الأخرى، واستعداد الدول والأمم في الأعمال العامة.
فليكن لكل أمة قسطها من العمل، وقسطها من الصناعة، وقسطها من الأرض، وليعم التعليم سائر الأمم والممالك، ليكن في جميع الممالك مدارس متشابهة، فيها صور العلوم والصناعات تعرض على الأطفال، فمن برع في فن أو أحبه علمه، وإذن يصبح العالم الإنساني أمة واحدة وجسمًا واحدًا له أعضاء لكل عضو عمله الخاص، هذا ما أردت بيانه في هذا المقام.