مطياف الروح: المادية الفريدة لمفكر تقدمي
مَا هُو الحَدُّ الفاصِلُ بَيْنَ الرُّوحِ والمادَّة، وأَيْنَ يَقعُ تَحْدِيدًا؟ هَذا هُوَ السُّؤالُ الَّذي شَغَلَ البُروفِيسور دومكوبف لِوَقْتٍ طَوِيل، إلَى أنْ تَوصَّلَ إلَى استِنْتاجٍ مُفادُهُ أنَّ كُلَّ شَيْءٍ مادَّة، بمَا فِي ذلِكَ الرائِحةُ والصَّوْتُ والحَرَكةُ والعَقلُ والقَانُون، بَلْ والرُّوحُ الَّتي تَسْكُنُ الجَسَد. ولم يَتَبقَّ أمامَ البُروفِيسور سِوى أنْ يُثْبِتَ صِحَّةَ نَظَرِيتِهِ بالدَّلِيلِ القاطِع. في قَالَبٍ سَرْديٍّ مُشوِّق، نُتابِعُ تَجارِبَ دومكوبف الغَرِيبة، تَارةً لِالْتِقاطِ صُورٍ فُوتُوغرافِيَّةٍ للرَّوائِح، وتَارةً لِتَعْبِئةِ الأَصْواتِ في زُجاجَات، وُصولًا إلَى رَصْدِ الرُّوحِ البَشَريةِ ذاتِها. يَظنُّ دومكوبف أنَّ اخْتِراعَه ذَاك، «مِطْيافَ الرُّوح»، سيُغيِّرُ مَجْرَى التَّارِيخ، ويَجْعَلُ الكَشْفَ عَن نِيَّاتِ الناسِ ومَكْنُوناتِ صُدُورِهِم أَمْرًا بنَفسِ سُهُولةِ تَشغِيلِ جِهازٍ صَغِيرٍ لِلغَاية، لكِنَّه مَوْثوقُ النَّتائِج.