(١) وصف إيران
تمتد إيران فيما بين البحر القزويني والخليج الفارسي، وتنتهي عند الشمال الغربي
بسلسلة من الجبال أعلاها جبل دوماند؛ وهو ذاهب في السماء إلى نحو عشرين ألف قدم على
شكل هرمي. وحدَّها من جهة الغرب ستة صفوف من الجبال المتوازية وقد عرفها اليونان
باسم خواتراس وزغروس (المعروف الآن بجبل طاغ) وهذه الجبال تقي بلاد إيران من هجمات
من يقصدها من جهات دجلة؛ فكأنها لها أسوار منيعة لمعسكر حصين.
وفي حدها الغربي مجارٍ كثيرة من المياه؛ ولذلك كانت البقاع الغربية آهلة عامرة،
ولكن كلما توغل الإنسان داخل البلاد انقطعت الأنهار وبدت البيداء. وفي أرض هذه
البلاد كثير من موارد الثروة والرزق، وإن كانت لا تقارب أرض مصر أو كلديا في الجودة
والخصوبة؛ ففي جبالها النحاس والحديد والرصاص وقليل من الذهب والفضة وفيها الأحجار
النفيسة، وخصوصًا اللازورد الذي يتنافس الناس فيه، وقليل من جهاتها يعرَّى عن
النباتات، أما أكثرها فتكسوه غابات كثيفة من أشجار الصنوبر والبلوط والجوز ومنحدرات
جبل زغروس (جبل طاغ)، هي في الحقيقة رياض طبيعية تنبت فيها الكمثرى والتفاح
والسفرجل وحب الملوك، المعروف عند العامة بالكريز والزيتون، أما الجهات الداخلية في
هذه الهضبة فليس فيها إلا قليل من الأشجار بجانب الأنهار والبطائح، ومن محصولاتها
القمح والشعير والجودار (ضرب من القمح) وخضراوات جيدة في الجهات التي لا ينقصها
الماء. وكان فيها الأسد والنمر والسَبَنْدَى
Léopard والدب وكثير من الحيوانات الأهلية أو
القابلة للاستخدام، والحمار الوحشي والجاموس والهجين والدُّهامج (وهو الجمل ذو
السنامين) وجملة أنواع من الخيول منها نوع مشهور بحسن قامته وخفة حركته، وهو
المشهور بالنسوي (نسبة إلى مدينة نسا) ولم يتيسر للفاتحين الأول من الآشوريين
اجتياز حواجز زغروس (جبل طاغ) فإنها صدت أطماعهم عن هذه البلاد، ولكن شلمناصر
الثاني وابنه شمشيرمان، صعدا على هذه الهضبة في أواخر القرن التاسع وكانا أول من
جاء من أمتهما واختلط بالماديين.
(٢) مبادئ المملكة المادية والكلام على كياكسار
كان الماديون يسمون أنفسهم الآريين ومفهوم هذا الاسم أعم من مفهوم الماديين، وقد
بقي في ذاكرتهم شيء غير واضح عن تاريخهم القديم؛ وهو أنهم انضموا في بعض العصور إلى
قبائل أخرى، وكانوا يهيمون على شطوط نهر جيحون ونهر سيحون
١ ونزل جماعة من القبائل التي كانت تقيم معهم بجهات الجنوب في حوض
نهر السند
Indus والغدران التي تمده. وأما
الماديون فإنهم صعدوا مع الفرس على الهضبة واجتهدوا في أن يستحوذوا على قطعة من
أرضها تقوم بحاجاتهم، فأوغل الفرس في سيرهم نحو الجنوب الغربي، ولم يقفوا إلا عند
التخوم الشرقية لأرض عيلام فاستقروا في أرض جبلية عُرفت باسمهم.
وأما الماديون فأخذوا يصعدون على مهلهم نحو الغرب سائرين بحذاء الجبال الحافة
بالبحر القزويني، ولما كانوا منشقين إلى ممالك صغيرة كثيرة العدد لا تزال تتصارع
وتتعارك في كل حين؛ فلم يمكنهم في أول الأمر دفع الجنود الآشورية، والتزموا
بالاستمرار على دفع الجزية إلى ملوك نينوي من عهد تغلا ثفلاصر الثالث إلى أيام آشور
أخي الدين؛ أي مدة تنوف على الخمسين سنة.
على أنه قد جاء في الروايات التي تناقلها الأهلون خلفًا عن سلف، أن رجلًا منهم
اسمه ديجوسيس
٢ جعلهم أمة واحدة؛ فجمع هذه الأمارات المتعددة في مملكة متحدة، وأنه بنى
مدينة أكباتانة (همذان) ونظم جيشًا ليعتمد عليه وقت الحاجة في الداخل والخارج، ورتب
العلائق التي بين الأمير والرعية. هذا وقد كان سرجون في سنة ٧١٥ هزم رجلًا اسمه
دايوكو، وأخذه أسيرًا، وربما كان هو المشار إليه في الرواية التي سردناها عن
الماديين، وكان هذا الرجل ملكًا صغيرًا حقيرًا لا شأن له بنفسه ولا جاه عظيم، ولكن
ذريته هم الذين أسسوا تلك المملكة المادية الفخيمة إذ بعده بثلاثين سنة؛ أعني في
سنة ٦٧٧ كانت ماداى عبارة عن معاهدة دولية لها رئيس واحد اسمه ماميتيارشو، وكانت
هذه المعاهدة من المَنَعة بحيث تيسر لها مقاومة آشور أخي الدين، ثم تأيدت سطوة
الأمة الحديثة في السنين التي أعقبت ذلك فبينما كان آشوربانيبال يفني جنود آشور في
محاربته مع عيلام كان ملك؛ تسميه الرواية فراورت (٦٥٥–٦٢٥) يتمم إخضاع جميع الأمم
المتوطنة فيما بين حوض دجلة والبحر القزويني؛ حتى أدخلها كلها تحت سلطانه، فلما مات
آشوربانيبال في سنة ٦٢٥ ظن فراورت أنه قد جاء الوقت المناسب لشن الغارة على آشور،
فنزل في سهول دجلة ولكن آشور تيليلاني هزم جنوده، وقد مات فراورت في المعركة فجمع
ابنه كياكسار (سنة ٦٢٥ إلى سنة ٥٨٤) ما تشتت من جيشه بشق الأنفس وصعد بهم إلى هضبة
إيران ناويًا تجهيز ما يلزم لحملة جديدة.
وكياكسار هو في الحقيقة الذي أسس مملكة الماديين العظيمة، وقد اعتبر بما وقع
لأبيه؛ فرتب جنوده على نمط الجيوش الآشورية المنتظمة، ففصل حاملي الحراب والرماة
والخيالة كل فريق عن الآخر، وقد كانوا يقاتلون قبل ذلك مختلطين ببعضهم فلما أتم
تنظيم الجيش عاود مقاتلة آشور، وإذا بالسكيثيين قد داهموه وكبسوا بلاده، فأوقفوا
تنفيذ مشروعاته والاجتهاد في تحصيل أطماعه.
(٣) وصف آسيا الصغرى والكلام على مملكة ليديا
كانت قبائل بربرية وعشائر متوحشة لا ينقطع من بينها القتال ولا تهدأ لهم حركة
تسكن فدافد آشور، ضاربين إلى الشمال الأقصى فيما وراء أنهار أرمينية وقلل القففاسية
٣ وفي منتصف القرن الثامن جاءت أمم من آسيا الشمالية فطردت أقوام الجمري
المعروفين عند اليونان بالكيماريين، وألجأتهم إلى اجتياز نهر الطونة وجبال البلقان،
فقابلوا في طريقهم قبائل من بلاد ثراقية وهم المعروفون بالترير والأيدون، ثم انتهوا
إلى آسيا.
وآسيا الصغرى هي هضبة متماسكة تحدها الجبال من جميع الجهات وتخترقها أيضًا،
فكأنها كما قيل «إيران صغرى قائمة بين بحار ثلاثة» وهي بحر إيجي (الأرخبيل)، وبحر
الروم، وبحر البنطش، وفي ساحل بحر إيجي كثير من الوديان والأغوار العريضة ترويها
الأنهار الجارية بلا انقطاع، فتزحزح مياه البحر عن شطوطه بما تلقيه عليها من الطمي
والرواسب؛ فتزيد مساحة الأراضي، وهي أنهار كايكوس
٤ وهرموس
٥ وكايستر
٦ ومينادر
٧ أما القسم المتوسط من هذه الهضبة فليس فيه شيء من موارد الثروة ووجوه
الانتفاع؛ تراه قاحلًا ماحلًا قد كثرت فيه المستنقعات والبطائح وبحيرات تنساب
مياهها بغير انتظام فيما حواليها، فتبقى راكدة إلى ما شاء الله، نعم إن في هذه
البقعة قليل من الأنهار الزاخرة التي يمكنها أن تصل بقوة تيارها وكثرة مياهها إلى
البحر؛ فإن نهري إيريس (يشيل إيرماق) وهاليس (قزل يرمق) يصبان في البحر الأسود،
ونهري بيراموس وساروس
٨ يصبان في البحر الرومي.
ومن نظر إلى هذه البلاد المضطربة أحوالها الطبيعية رأى فيها جميع أجناس الأمم
التي كانت بالعالم المعروف عند الأقدمين، ففي الشمال الغربي كانت أمم الموشكي
والتابال، والشاليب، وطالما وقعت المعارك بينهم وبين الآشوريين، وكانوا مشتغلين
باستخراج المعادن، وتصدير القصدير والنحاس والحديد، بل والفضة والذهب إلى كافة
الأمم الشرقية. وكانت ذرية الخيثي متوطنة في الجنوب في مضايق جبل طوروس، وفي سهول، كيليكيا
٩ وقد خالطها بعض العناصر الآرامية، وفي الوسط والمشرق أمم أصلها من
أوروبا قد انفصلت مثل الماديين، والفرس من الأصل الآري العام، وهم: الدردانيون،
والترواديون، والميسيون، والثينيون، والبيثينيون، وأشهر هذه الأمم هي أمة فروجيا،
فإن مجيئها إلى آسيا قد أوجب مهاجرة أولئك المعروفين عند الفراعنة بأمم البحر الذين
تهددوا مصر في أواخر العائلة التاسعة عشرة.
وقد أسست الأمة الفروجية في وسط شبه جزيرة آسيا الصغرى مملكة لم نقف على تاريخها
كمال الوقوف، ومن القرن العاشر كان اليونان قد أحدثوا على الساحل الغربي جملة
مستعمرات يونانية وأيولية، ودورية، وكلها متقاطرة الواحدة وراء الأخرى، وهي ميليت
(ملطية)، وأزمير، وفوكيا،
١٠ وكولوفون، وهاليكارناس
١١ وقد أسرعت هذه المستعمرات في طريق الثروة والعمارية، فخرج من أهليها
رجال أحدثوا مستعمرات أخرى على سواحل البحر الأسود.
وفي نفس ذلك الزمان أخذت مملكة ليديا القديمة في الظهور، ونفضت عنها غبار الخمول
الذي عاشت فيه إلى تلك الأيام، ولا شك أن روح الغيرة إنما دبت فيها حينما رأت من
اجتهاد جيرانها اليونان ما رأت، ويقولون: إن ثلاث عائلات ملوكية تعاقبت على إدارة
الأحكام في سرد (المعروفة الآن بمدينة سرت) تخت هذه المملكة، وهم عائلة الأتياد
(عائلة خرافية لا وجود لأفرادها)، ثم الهرقليون (لأنه جاء في الرواية أنهم من ذرية
هرقل الجبار)، ثم عائلة مرمناس المعروفة باسم مرمنا، وهي من سلالة سيجيس بن مرمناس
الذي تولى الأحكام في حدود سنة ٦٧٥، وقد اجتهد هذا الملك في إزالة المستعمرات
اليونانية المتواصلة التي كانت تحول بينه وبين البحر، فأقام حروبًا طويلة على مدينة
ميليت (ملطية)، ولم يجده ذلك شيئًا يذكر، وانتهى حكمه بمصيبة عليه، فإن الكيماريين
قتلوه في إحدى الوقائع الحربية، وأخذوا سرد (سرت)، ونهبوها في نحو سنة ٦٥٠، فقام
ابنه أرديس (٦٥٠–٦٣٠) وهزمهم، ولكنه لم يوفَّق إلى كسر شوكتهم، فإنهم ما زالوا بعد
ذلك إلى ثلاثين سنة سادات آسيا الصغرى.
(٤) إغارة السكيثيين والكلام على الحروب بين الليديين والماديين (سنة ٥٩١–٥٨٥)
قد نزل إلى آسيا السكيثيون
١٢ مع الكيماريين بعد أن طردوهم من مواطنهم الأصلية، وكان قد لاقاهم
آشوربانيبال في سنة ٦٦٠ عند جبال أرمينية، ولكنهم في سنة ٦٢٤ تقوت جماعاتهم واشتدت
عصبيتهم بمن انضم إليهم من المهاجرين، فانقضوا على سهول آشور وماداي لتوفر أسباب
الثروة فيهما، ولم يصدهم عن ذلك مانع فنهبوا آشور وألزموا كياكسار بأن يدفع لهم
الإتاوة، ولم يتيسر لهذا الملك الرجوع لمشروعاته في الفتوحات والأطماع إلا بعد أن
تخلص منهم بالقوة والقهر على رأي البعض، وبالخيانة والغدر على رأي آخرين وذلك في
سنة ٦٠٨ ثم تحالف مع ملك بابل فنجح في تدمير نينوي سنة ٦٠٦، وكانت حصته في الغنيمة
آشور الحقيقية وملحقاتها.
ولم يقف عند هذا الحد من الفوز بل نازل أمم أرمينية، وقد كاد السكيثيون يأتون على
كل بلادهم خرابًا، فلم تقاومه مقاومة تُذكر ودخل من غير صعوبة إلى قلب آسيا الصغرى
فصادمه فيها الليديون فإن ساديات (٦٣٠–٦١٨) ابن أرديس استمر في محاربة اليونان وجاء
بعده اليات (٦١٨–٥٦٣) فانتزع منهم أزمير وأمعن في داخل البلاد حتى وصل الأقطار التي
يسقيها نهر هاليس (قزل يرمق) وقد دامت الحرب بين الليديين والماديين ست سنين، ولم
يفُز بالغلبة فريق على الآخر، وإنما كانت بينهما سجالًا، وذكروا أن الجيشين استعدا
ذات يوم للقتال وفصل الخطاب وإذا بالشمس قد كسفت بغتة؛ فأحجمت أمم إيران عن القتال
إلا إذا كان ضياء النهار منتشرًا في الآفاق وكذلك الليديون، فإنهم على ما ظهر لم
يكونوا متوثقين أكثر من أخصامهم، ولو أن طاليس الفيلسوف الملطي — على ما يقال —
أنبأهم بقرب حصول هذه الظاهرة الجوية؛ فتداخل حلفاء الملكين وحملوهما على الصلح،
فتقرر بينهما بقاء نهر الهاليس (قزل يرمق) حدًّا رسميًّا للمملكتين، ولأجل توطيد
هذا الصلح عقد اليات على ابنته لاستياج
١٣ بن كياكسار ثم أدى كل من الملكين يمين الصداقة لصاحبه، وأمضيا على
العقد بعد أن جرح كل منهما ذراع الآخر وامتص الدم الذي سال منه، وكانت هذه عادتهم
في تلك الأزمان (٥٨٥).
(٥) استياج وهوكيكاوس (٥٨٤–٥٤٩)
ومات كياكسار بعد ذلك بقليل (سنة ٥٨٤) بعد أن عمَّر طويلًا وأصاب فخرًا جليلًا،
فإن مملكة ماداي عند ارتقائه على كرسيها لم تكن إلا قطعة صغيرة من هضبة إيران، فترك
لخليفته مملكة تمتد من ضفاف نهر الهلمند إلى شطوط نهر هاليس (قزل يرمق) أي ثلث آسيا
الغربية، والظاهر أن استياج؛ أي كيكاوس لم يكن من الملوك المحبين للغزو والقتال بل
كان غليظ القلب مولعًا بأباطيل الاعتقادات وفاسد الخزعبلات، فأمضى حياته حقيرًا
بطالًا منغمسًا في اللذات متنعمًا بعزة الملك وأبهته على ما هو معهود في البلاد
الشرقية، ولم يكن له من الملاهي إلا الصيد والقنص في رياض قصره أو في حدود
البادية.
خلاصة ما تقدم
-
(١)
تمتد هضبة إيران بين البحر القزويني والخليج الفارسي وتحدها من
الشمال سلسلة جبال زغروس (جبل الطاق) وحدَّها الغربي أراضٍ خصبة تسقيها
الأنهار سقيًا منتظمًا، وداخلها رمال لا تصلها المياه ولم يجازف
الفاتحون الأولون من الآشوريين بالدخول إلى هذه البقعة.
-
(٢)
الماديون من سلالة الآريين وأصلهم من إقليم بلخ، وقد أدوا الإتاوة
لتغلا ثفلاصر الثالث وخلفائه، فلما أعقبهم الأمراء من آل ديجوسيس
(كيقباذ) اغتموا فرصة اعتراك آشوربانيبال مع عيلام لنوال حريتهم وإزالة
نير عبودية آشور عن أعناقهم، بل إن فراورت قد تجاسر على مهاجمة آشور،
ولكن آشور يتيليلاني هزمه وقتله (سنة ٦٣٥) أما ابنه كياكسار فقد كان
مؤسس المملكة المادية حقيقة.
-
(٣)
آسيا الصغرى هي «إيران صغرى قائمة بين بحار ثلاثة» بحر الروم وبحر
إيجي (الأرخبيل) والبحر الأسود، وقد توالى على حكمها الخيثي ثم
الفروحيون القادمون من أوروبا في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ثم
استعمرها الفينيقيون ثم اليونانيون. وفي القرن السابع جاء جيجيس
(٦٧٥–٦٥٠) وأصلح مملكة ليديا القديمة فحاولت أن تخرق المستعمرات
اليونانية التي كانت حولها حائلة بينها وبين البحر، ولكن داهمها
الكيماريون (٦٥٠) فأوقفوا حركة تقدمها، وما لبثت أن عادت لذلك في أيام
أرديس (٦٥٥–٦٣٠).
-
(٤)
كانت إغارة السكيثيين بعد إغارة الكيماريين مانعًا وقتيًّا لم يتيسر
معه لكياكسار قلب المملكة الآشورية، ولما خربت نينوي في سنة ٦٠٦ تقدم
الماديون نحو الغرب واصطدموا بالليديين في أيام ملكهم اليات (٦١٨–٥٥٢)،
واستمر القتال بينهما ست سنين وانتهى في سنة ٥٨٤ بمعاهدة صلح جعلت نهر
هاليس حدًّا لكل من المملكتين.
-
(٥)
وقد خلف كياكسار على منصة الأحكام ابنه استياج؛ أي كيكاوس (سنة
٥٨٤–٥٤٩) وكان ملكًا محبًّا للزهو الباطل، ولم يتمكن من المحافظة على
ما فتحه أبوه من البلدان والأقطار.