فلسفة العلو: الترانسندنس
«كلمة العلو (الترانسندنس) عريقةٌ في الفلسفة. وُضِعت عنها الكتبُ والمراجع، وردَّدتها الفلسفةُ الحديثة والمعاصِرة، وامتدَّت من الفلسفة والتصوف إلى الأدب، أو بالأحرى إلى ما يُكتب عن الأدب.»
تعني «فلسفة العُلو» الارتقاءَ فوق كل شيء على الإطلاق من خلال النَّفاذ إلى أعماقه وجوهره؛ لمعرفةِ سرِّه وحقيقته. وعلى الرغم من ظهور هذا المصطلح في العصر الوسيط، فإن الفلسفة اليونانية في عصرها الكلاسيكي، بل في فَجْرها الشاعري أيضًا، لم تكن خاليةً من العُلو، ولعل فكرةَ «طاليس» عن الماء — إذ جعله أصلَ كل شيء — دليلٌ على فِكْره المتعالي، كما أن العُلوَّ كان الموضوعَ الرئيسَ الذي دار حوله تفكيرُ «أفلوطين». ولكن توغُّلَ الآلة في الحياة البشرية في العصر الحديث، وسيطرتَها على الحياة اليومية؛ قد أدَّيا إلى تلاشي الإحساس بالعُلو. ومن ثَم، وضَع الفيلسوف الألماني «فولفغانغ شتروفه» هذا الكتاب ليُعيد إلينا الإحساسَ بالعُلو، وقِيمة الأشياء، وجوهر الموجودات، ويَلِج بنا إلى سر الحياة.