المسألة الثانية والثلاثون والمائة
سُئِلَ بعض العلماء بالنحو واللغة فقيل له: أيستمر القياس في جميع ما يذهب إليه في الألفاظ؟ فقال: لا.
فقال السائل: فينكسر القياس في جميع ذلك؟ فقال: لا.
فقيل له: فما السبب؟ فقال: لا أدري، ولكن القياس يُفْزَع إليه في موضع ويُفْزَع منه في موضع.
وعُرضت هذه المسألة على فيلسوف فأفاد جوابًا سيطلع عليك مع إشكاله إن شاء الله.
الجواب
قال أبو علي مسكويه، رحمه الله:
أما قياس النحويين فليس مبنيًّا على أوائل ضروريةٍ؛ فلذلك لا يستمر، وإنما أجاب هذا الرجل العالِم بالنحو عن القياس الذي يخصُّ صناعته ولم يلزمه إلا ذلك.
فأما الفيلسوف فقياساته كلها مستمرةٌ لا ينكسر منها شيء لا سيما ضربٌ من القياس وهو المُسمَّى برهانًا، وقد تقدَّم — في المسألة المتقدِّمة: إن النادر لا حكم له — كلامٌ يصلح أن يُجاب به ها هنا فلتعُد إليه إن شاء الله.