أولًا: العودة إلى التاريخ

ويعود الوعي النظري الخالص إلى الوعي التاريخي في كتب الطبقات «سلوة الأحزان» «لابن الجوزي» (٥٩٧ﻫ) حتى «الكواكب الدرية» «للمناوي» (١٠٦١ﻫ).

(١) رسائل ابن الجوزي (٥٩٧ﻫ)

(أ) «سلوة الأحزان بما روي عن ذوي العرفان»١

وهو أول ظهور للوعي التاريخي في بداية النهاية. يضم مائة وأربعة عشر علمًا. كلهم صوفية بالمعنى الواسع بما في ذلك الصحابة مثل أبي ذر، والخلفاء مثل عمر بن الخطاب، والنساك والزهاد، والعباد مثل بشر الحافي، وبعض الصوفية مثل التستري. بل ويظهر بعض الفقهاء مثل أحمد.

وتختلف الكتابة عن كل علم من حيث الكم ليس بالضرورة طبقًا للأهمية بل طبقًا لصورته في عصره. فأكبرهم مساحة عمر بن عبد العزيز صفحتان، وأصغرهم التستري، مجرد سطرين. منهم من ظل معروفًا على مدى التاريخ. ومنهم من كان معروفًا في عصره ولم يعش في الذاكرة الجمعية.٢ ويفرد للنساء مساحة، اثنتي عشرة امرأة.٣ ولا يذكر كبار الصوفية مثل الحلاج، والجنيد. ولا يقول أحد منهم بالحلول أو الاتحاد. ومع ذلك لا يظهر الغزالي. ومنهم من يتكرر.٤ وأحيانًا يذكر اثنين معًا.٥

وترسم الشخصية في حدها الأدنى دون تواريخ الميلاد والوفاة ومكان الولادة، والشيوخ والمريدين كما كان الحال في البداية. بل لكل صوفي تذكر حكاية ويورد قول. «وهو ما روي عن ذوي العرفان» كما يدل على ذلك العنوان الفرعي.

(ب) «كتاب المجالس»٦

وبصرف النظر عن صحة النسبة التاريخية لصاحبه إلا أنه يعبر أيضًا عن الوعي التاريخي في بداية النهاية مثل «سلوة الأحزان». يصنف الأعلام التسعة عشر في ثلاثة مجالس.٧ ويضم أيضًا الصحابة مثل ابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن الزبير. ومن النساك وهب بن منبه ومن الصوفية القشيري. ولا يذكر أحدًا من النساء.
وكل مجلس له موضوع. والموضوع آية. لذلك كثرت الشواهد من القرآن والحديث والشعر.٨ ويكثر الشعر لأن المجالس مؤانسات مثل «الإمتاع والمؤانسة» لأبي حيان. معظم المادة أقوال. ولا يهم نسبة القصائد لأصحابها خاصة لو كانت طويلة ولم يُعرف عن أصحابها قرض الشعر مثل قصيدة القشيري أو قصيدة عبد الله بن عمر في نظم أقوال داود النبي وهو ساجد.٩ وتظهر بعض الإسرائيليات كمصدر للأخبار عن الأنبياء السابقين. وتذكر بعض المصادر.١٠ ويروي المؤلف عن نفسه.١١ كما تبرز بعض الألفاظ مثل «فائدة» أهمية الموضوع.١٢

(٢) «طبقات الأولياء» لابن الملقن (٨٠٤ﻫ)١٣

وهو كتاب في الطبقات عودًا إلى الوعي التاريخي الأول مع التوحيد بين الصوفية والأولياء. فلا يوجد صوفي إلا وهو ولي، وتوحد العام وهو الصوفي بالخاص وهو الولي. وسبب التأليف هو ذكر هؤلاء الأعلام من كل قطر وإذن للاهتداء بآثارهم والاعتماد عليهم والعيش معهم فالمرء مع من أحب.١٤ وقد ذكر حوالي مائتين وخمسين وليًّا، مرتبين ترتيبًا أبجديًّا.١٥ وتضاف فصول وذيول بعد القائمة الأولى.١٦ كما تضاف قصيدتان قصيرتان «اللامية» و«الأرجوزة الوجيزة» للديريني. فالشعر أفضل وسيلة للتعبير عن التصوف. وينسب الولي إلى قطره مثل الخراساني، المصري … إلخ، أو إلى المدينة مثل البغدادي، البصري … إلخ، أو إلى المذهب الفقهي مثل الشافعي، وهو الأغلب، أو إلى صفة جسدية مثل الأصم، أو إلى القرابة مثل شفيق البلخي، أخت عبد الواحد بن يزيد. والغالب هو المهنة في مجتمع كان الحرفيون هم أهل الكلام والنظر مثل ابن الفكهاني، الحمال، النساج، الحلاج، المقرئ، خَادم دويره.
وقد يوضع اسمان في رقم واحد.١٧ منهم امرأتان.١٨ الأولى نسبها طويل يمتد إلى علي بن أبي طالب. والثانية بشهرتها ودون ألقاب. وأحيانًا يطول نسب البعض لإرجاع أصله إلى قريش أو إلى علي بن أبي طالب أو إلى أحد الخلفاء الآخرين مثل عثمان.١٩ وتوزع الألفاظ بن لفظ واحد مثل: الزاهد، الصوفي، الواعظ، الحافظ، العابد، الفقيه، ولفظين بالإضافة إلى الزاهد مثل: الزاهد الورع، وثلاثة ألفاظ مثل: الزاهد الصالح صاحب الكرامات، الزاهد العابد ولي الله، الزاهد العارف الضرير. وقد يكون الصوفي لقبًا مثل الحافظ والعابد والفقيه وقطب العارفين والحافي. وقد يكون مركبًا مثل الشيخ الأوحد القدوة.٢٠

وتُرسم شخصية الولي بالإضافة إلى الكنية واللقب بمولده ووفاته وأماكن نشاطه وأسفاره وكراماته ومناقبه وحكاياته المروية عنه. وأصدقائه وأصحابه وتلاميذه وشيوخه وصورته في ذهن الآخرين، والأهم كلامه وأقواله.

ويعتمد على الشعر أولًا ثم القرآن ثم الحديث في رسم الشخصية دون المصادر والإحالة إليها.٢١ ورؤية الرسول في المنام أحد مصادر العلم.

(٢) «نفحات الأنس من حضرات القدس» لعبد الرحمن الجامي (٨٩٨ﻫ)٢٢

وهو إكمال لكتاب «طبقات الصوفية» للسلمي (٤١٢ﻫ)، ثم حاول الهروي إكماله والزيادة فيه بلسان قديم ولا يذكر كثيرًا من المتقدمين والمتأخرين.٢٣ ويضم ستمائة وثمانية عشر علمًا مرتبين طبقًا للحروف الأبجدية.
ويبدأ بمقدمة نظرية في تعريف الولاية والولي، والمعرفة والعارف، والمتعرف والجاهل، والفرق بين الصوفي والتصوف، ولماذا سمي الصوفية كذلك، والملامتي والفقير، والتوحيد ومراتبه وأربابها وأصنافها، والفرق بين المعجزة والكرامة والاستدراج، وإثبات الكرامات وأنواعها وخوارق العادات.٢٤

ويتبع نفس الطريقة في رسم شخصية الصوفي، ولادته ووفاته، سبب موته، وجنازته وقبره، مكانه وزمانه، مشايخه، ومريديه، أقواله والحكايات المروية عنه.

وأكبر من يذكر من الصوفية الجنيد، ثم الشيرازي، ثم الشبلي، ثم أبو سعيد ابن أبي الخير، ثم ذو النون، ثم ابن عربي، ثم السري السقطي، ثم الجيلي، ثم جلال الدين الرومي، ثم البسطامي، والخراز، ثم نجم الدين كبرى، والتستري، ثم القونوي، ثم الروزباري، ثم ابن الجلاء، ثم الدقاق، ثم إبراهيم الخواص والجامي، ثم إبراهيم بن أدهم، ثم سنائي القونوي، ثم بشر الحافي، ثم الغزالي، ثم المكي، ثم القشيري … إلخ.٢٥
وتظهر مصطلحات الصوفية كالأبدال والأولياء والملامتية والملامة، كما تظهر المذاهب مثل الروافض، والقلندرية، والقرامطة، وأصحاب الكهف، والمجوس، والنصارى، والعلوية. وتظهر الأقوام العجم والعرب والترك والإفرنج والأكراد. وتظهر الأماكن مثل خراسان وبغداد وهراة والبصرة.٢٦
كما تظهر عديد من المصطلحات والألفاظ الفنية تبلغ سبعمائة وأربعًا وستين مصطلحًا مما يدل على أن تاريخ التصوف هو أيضًا تاريخ مصطلحاته وألفاظه. يتقدمها التصوف والصوفية والصوفي، ثم المعرفة والعارف، ثم السماع، ثم الفقر والفقراء، ثم الكلام، ثم المحبة، تم التوحيد والذكر والصحبة، ثم الأدب، ثم الدنيا، ثم الولاية، ثم التوكل، ثم الاثنينية والفتوة، ثم الحقيقة والرضا، ثم الدعاء والصدق والعشق والوقت، ثم الإخلاص والبلاء والتوبة، ثم الجذبة والحجاب والعبودية، ثم المشاهدة.٢٧
ويعتمد على عديد من الآيات والأشعار والأحاديث والأمثال.٢٨ والأشعار عربية أو فارسية الأصل مع شعرائها.٢٩ كما يعتمد على كثير من المصادر المدونة. ويأتي في المقدمة «الفتوحات» ثم «كشف المحجوب» للهجويري، ثم «طبقات الصوفية وتاريخ الصوفية» للسلمي، ثم «الرسالة القشيرية» و«عوارف المعارف» للسهروردي، ثم «الفكوك» للقونوي، و«قواعد العقائد» للغزالي، و«قوت القلوب» للمكي، و«منازل السائرين» للهروي، و«نظم السلوك» لابن الفارض، … إلخ، تزيد على المائة. ويتم الرجوع إلى الإنجيل والزبور.
ومن الأماكن التي ينتسب إليها الصوفية تأتي في المقدمة بغداد ثم مكة ثم نيسابور ثم مصر ثم خراسان ثم شيراز وهراة ثم الشام ثم العراق ثم بلخ ثم مسرَّة ثم البصرة … إلخ، مما يدل على انتشار التصوف في كافة أرجاء العالم الإسلامي ووسطه بغداد وشرقه خراسان وغربه مصر والشام.٣٠ ومن الأيام والوقائع والغزوات يتقدم يوم عرفة ثم محنة الصوفية ثم يوم عاشوراء وواقعة جنكيز خان، مما يدل على ارتباط التصوف بالأعياد الدينية والواقع السياسي.٣١ ولما كان الحيوان موضوعًا فكريًّا أو سببًا كما هو الحال عند الجاحظ، فقد ظهرت أنواعه، وفي المقدمة الكلب ثم الطير ثم الفرس ثم الأسد ثم الحصان، ثم الجمل والبقرة والخيل والغنم والهرة والظبي والكبش، منها الأليف وغير الأليف، منها الريفي والحضري. كما تظهر أنواع الطيور مثل الطير والباز والحمام والعصفور، بل والذباب والغراب والبلبل، كما تظهر الهوام والزواحف كالحيات والفئران والنملة والعقرب والثعبان، كما تظهر حيوانات المياه مثل الأسماك والحيتان … إلخ. فالتصوف ليس فقط مرتبطًا بالبيئة الاجتماعية والسياسية بل أيضًا بالبيئة الطبيعية التي نمت الكرامات فيها.٣٢

(٣) مؤلفات الشعراني (ت٩٧٣ﻫ)

(أ) «لواقح الأنوار» (الطبقات الكبرى)٣٣

وإذا كان الوعي التاريخي في البداية في «طبقات الصوفية» للسلمى (ت٤١٢ﻫ) وفي «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» لأبي نعيم الأصفهاني فإنه يعود أيضًا في النهاية في «لواقح الأنوار في طبقات الخيار» المعروف باسم «الطبقات الكبرى» للشعراني. يعرض أعلام الصوفية، أربعمائة وخمسًا وعشرين علمًا من أعلام الصوفية منذ القرن الثالث عند الخلفاء الراشدين حتى القرن العاشر عند مشايخ الطرق الصوفية. وقد ضم حوالي أربعمائة وخمسًا وعشرين علمًا مما يدعو إلى الإبهار بهذا الحجم الهائل من المعلومات في مرحلة ما قبل وسائل الاتصال الحديثة.

ونظرًا لأن معظم أعلام التصوف بعد مرحلة التصوف الفلسفي حتى القرن السابع من مشايخ الطرق الصوفية فإن ذلك قد يفترض وجود مرحلة رابعة هي التصوف الطرقي استغرقت حوالي خمسة قرون هي الفترة العثمانية والحامدية الشاذلية في قمتها. وقد شجعتها الدولة العثمانية حتى الدولة الوطنية الحديثة لإلهاء الشعب بالمواليد والاحتفالات الدينية والبيارق والدفوف والرقص والسماع والجذب والسحر والخرافة بعيدًا عن السياسة والتحزب السياسي ومعارضة السلطان. وقد تكون المرحلة الطرقية رد فعل على التصوف الفلسفي، تصوف الجماهير كتطور طبيعي لتصوف النخبة، وبالتالي يكون الوجه الآخر له. فقد تحولت الشطحات في المرحلة الأولى إلى أفعال جذب في المرحلة الثانية. وهي نوع من الشطحات العملية. وقد يتطلب ذلك أيضًا مرحلة خامسة وهي المرحلة الإصلاحية للطرق الصوفية عند كبار المصلحين، الأفغاني وإقبال وسيد قطب. ومن «الفناء إلى البقاء» يدخل في هذه المرحلة.

وإذا كانت «الطبقات» الأولى في البداية قد اعتمدت على الرواية أسوة بعلم الحديث فإن «الطبقات» الثانية اعتمدت على المدونات سواء «الطبقات» السابقة أو أعمال الصوفية أنفسهم ومواعظهم ورسائلهم.٣٤ هذا بالإضافة إلى الروايات الشفاهية عن المعاصرين والمعرفة الشخصية بهم مما دفع الشعراني إلى تخصيص قسم لهم كما هو الحال في «حلية الأولياء» بالنسبة لأهل الصفة.٣٥
تُلخص كثير من الأعمال خاصة للأعلام الكبرى. تذكر أسماء مؤلفاتهم. ويحال إلى رسائلهم ومواعظهم. وتذكر بعض نصوصهم، والإشارة إلى ذلك بلفظ «انتهى». وذلك مثل رسالة الحسن البصري الشهيرة إلى عمر بن عبد العزيز في كتب الطبقات عند المتقدمين، بالإضافة إلى مقتطفات من رسائل المريدين.٣٦ كما تضم مجموعة من النساء كما هو الحال في «حلية الأولياء»، وتشمل الخلفاء الراشدين والفقهاء الأربعة مع الصوفية المتقدمين كما هو الحال في «الحلية».٣٧ وتظهر مجموعة أخرى تضم مشايخ الشعراني ومعرفته بهم عن طريق التجربة المعاشة.٣٨ ويستطيع الإنسان أن يعايش المتقدمين بتمثل أقوالهم والاقتداء بأفعالهم.٣٩ ويحيل إلى باقي أعماله. فكتابة الطبقات جزء من مشروع فكري أعم.٤٠
وترتيب الأعلام ليس مرقمًا. بل تتوالى الأعلام، الواحد تلو الآخر. فهو أقرب إلى الترتيب الزماني منذ القرن الأول، عصر الخلافة الراشدة حتى القرن العاشر الذي عاش فيه الشعراني (ت٩٧٣ﻫ)، ويخلو الترتيب الزماني من أي ولاية أو أي محاولة لاكتشاف قانون لتطور التاريخ في مراحل أو لوصف مسار التصوف أو لتحديد مكونات الوعي التاريخي الصوفي. ولا توجد محاولة لوصف منحنيات هذا المسار التاريخي الممتد عبر ألف عام أو تجميع الأعلام في مدارس صوفية متتالية أو متزامنة عبر التاريخ.٤١ وقد يساعد ذلك على إدراك رؤية المتأخرين للمتقدمين، والحكم على التصوف في مراحله الثلاث السابقة: الخلقية والنفسية والفلسفية من منظور التصوف الطرقي.
وتختلف الأعلام من حيث الحجم. أكبرها سيدي علي ولده، قد لا يكون معروفًا إلا عند مشايخ الطرق الصوفية. ويليه الشيخ علي الدميري المجذوب، وهذا أيضًا من أقطاب مشايخ الطرق، ثم إبراهيم الدسوقي مؤسس الطريقة الدسوقية، ثم الشيخ داود الكبير بن ماخلا فالثلاثة الأوائل من مشايخ الطرق. ولا يأتي أعلام التصوف، والشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية، وعبد القادر الجيلي مؤسس الطريقة الجيلانية، والسيد أحمد البدوي مؤسس الطريقة الأحمدية، وأحمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية … إلخ.٤٢
ويذكر اسم العلم مع ألقابه. كما يذكر نسبه وشيوخه وتلاميذه. كما يُذكر مكان ولادته ووفاته وموطنه. ويذكر أيضًا تاريخ وفاته، ونادرًا ما يذكر تاريخ مولده، وأحيانًا يذكر عمره. وقليلًا ما يرد شيء من ذلك إما لمدى البعد أو لمدى القرب من المؤلف. ولا حرج من ذكر قتله بأيدي السلطان أو العامة لاتهامه بالكفر. كما تذكر مواعيد الموالد لأهمية اشتراك الجمهور، وتخلو الأسماء الأولى من الألقاب. وأكثرها ذكرًا «الشيخ» ثم «سيدي».٤٣ كما يظهر لقب «المجذوب» الذي تحول فيما بعد من كنية إلى اسم. تذكر أقواله وتروى أفعاله خاصة كراماته، والأقوال أكثر من الأفعال، وللنساء لقب «سيدة» ولا تظهر الألقاب إلا في الفترة المتأخرة في العصر العثماني.
وتتوزع الأعلام المتقدمة على العراق، البصرة وبغداد، وخراسان وآسيا، وأذربيجان، أرمنية، في حين تتوزع الأعلام المتأخرة على مصر والمغرب وتركيا. وتبدو مصر وكأنها مركز التصوف الطرقي. ويغيب السودان بالرغم من أهمية المهدية والتيجانية والمرغنية والختمية والبرهانية. وقد ظهرت متأخرة بعد القرن العاشر. ومع ذلك يذكر الصوفية الأحباش في مصر. فصورة المجذوب أنه أسود الوجه كجزء من الخيال الشعبي مثل الذقن واللحية والعمامة والعيون الجاحظة والمنجرة. كما غابت شبه الجزيرة العربية ربما لسيادة النزعة السلفية التي أكدتها الوهابية فيما بعد. ويكشف عن اتساع رقعة العالم الإسلامي وانتشار التصوف فيه. وتذكر القسطنطينية عاصمة الخلافة، وينسب الصوفي إلى أفريقيا، مع انتشار الإسلام فيها في القرون المتأخرة.٤٤ وتحضر مصر حضورًا طاغيًا في العصر العثماني. فمعظم الصوفية منها أو عن طريقها من المغرب، القاهرة والإسكندرية، الأزهر والحسين والمجاورين وقرافات المقطم. وقد ربطت المالكية كما ربط الحج بين مصر والمغرب.٤٥ وكثير منهم حول فاس، العاصمة الثقافية للمغرب.٤٦ ولما ارتبط التصوف بالأشعرية والشافعية فقد اجتمعت المذاهب الثلاثة في الطرق الصوفية ومشايخها.
ويقل الاعتماد على الحجج النقلية، ويزيد الجانب العقلي حتى ولو عن طريق أقوال الصوفية. ويخف الحديث للغاية. وتزيد الآيات القرآنية حيث يبدو أن التصوف ما زال مرتبطًا بعلم التفسير وإن بدا انفصاله عن علم الحديث. وهنا يبدو التصوف وكأنه تفسير أخلاقي روحي باطني للقرآن. وأحيانًا تدخل الآيات كاستعمال حر داخل الإنشاء دون أن تكون نصًّا منفصلًا ومستقلًّا عن التأليف. وهنا يبدو التصوف وكأنه تفسير مرسل. ولا توجد الأسانيد المختلفة لنفس المتن أو المتون المختلفة لنفس السند. فلم يعد الحديث هو الدعامة الأولى في الحديث عن الصوفي بعد أن ظهرت أقواله، واشتهرت أفعاله، وذاعت كراماته. وينضم الشعر كمادة صوفية من أشعار الصوفية أنفسهم خاصة الصوفية الشعراء.٤٧
وفي هذا العصر المتأخر تحولت اللغة من منطق محكم إلى خرافة وأحجيات توحي بألفاظها لا بمعانيها.٤٨ فهو كلام المغرب الذي لا يشاكل كل لغة العرب، ولا يفهم إلا من كان له قلب أو أفهمه الرب. إذ يتكلم علماء الحقيقة بكل لسان. ولهم لسن عجام وتتسرب إليها أحيانًا بعض الألفاظ العامية بعد أن أصبح التصوف ثقافة شعبية.

ولم تظهر الإسرائيليات كثيرًا باستثناء قصص الأنبياء. ولم يذكر مع أعلام الصوفية النصارى المتحولين إلى الإسلام مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه.

وتستمر «الحقيقة المحمدية» في الظهور منذ القرن الثالث الهجري عند ذي النون حتى الشعراني. ومنها خرجت الأدعية والابتهالات النبوية. فالتصوف النظري قد تحول إلى طرق صوفية في حاجة إلى رموز دينية وتجسيم وتشبيه. ويبدو المسيح حاضرًا. فهو نموذج الاتحاد والحلول. كما تحضر قصة مريم، نموذج الحياة الروحية الباطنية.

وتظهر مشاركة الصوفية في الحياة السياسية بالحديث عن الأسر عند الإفرنج له أو لأولاده، لمشايخه أو لتلاميذه، كما هو الحال في الأغاني الشعبية، «ولدي يا ولدي، السلطة أخذت ولدي».٤٩ وكان الصوفية يحاربون بالكرامات ضد الإفرنج.

(ب) «الطبقات الصغرى»٥٠

وتمثل أيضًا عودًا إلى الوعي التاريخي مثل باقي مؤلفات الشعراني التاريخية. وهو ليس تلخيصًا للطبقات الكبرى بل إضافة عليها من المعاصرين، الأموات والأحياء. ينقسم إلى ثلاث أقسام: الأول الصوفية الذين لم يقابلهم المؤلف. والثاني الصوفية الذين قابلهم دون أن يتتلمذ عليهم ويقرأ لهم. والثالث الصوفية الذين قابلهم وما زالوا أحياء ومصادره عنهم مصادر مباشرة. قد يكون البعض منهم قد مات أثناء حياة المؤلف فيضمهم مع الأحياء. ومع ذلك يذكر تاريخ وفاتهم، والقسم الثالث لم يُستوف بعد. ويحال إلى كتاب آخر يتم فيه تناول الموضوع.٥١ ولأول مرة يتم تدوين الأحياء. ولم يُوضع كل الأحياء مما أثار بعضهم. وربما قصد حذفهم لأنهم كانوا حريصين على ذلك مما يقلل في آداب السلوك. فشرط الصوفي ألا يعلم عنه الناس أنه صوفي، حياءً وتسترًا. فالتصوف علم كبواطن القلوب. ومنهم من يلوط بالعبيد وبالحمير.٥٢ وكلهم تقريبًا مصريون مما يدل على مساحة مصر في التدوين الثاني لعلم التصوف وظهور الوعي التاريخي من جديد. وهم مرتبون ترتيبًا أبجديًّا أسوة بباقي كتب الطبقات.٥٣

ويكشف عن الحياة العلمية في عصر المماليك والعثمانيين خاصة في مصر، وقد يكون اللجوء إلى التصوف رد فعل على ذلك، ومن الصوفية من كانوا علماء أتقياء مستقلين عن السلطان في مناصب الإفتاء أو القضاء أو الإمامة، كما يكشف البعض الآخر عن الصراع بين العلماء والسلاطين وشكوى بعض العلماء الإهمال والعوز، وتصور الطبقات الصغرى الحالة العلمية في مصر في العصور المتأخرة. كما تبين حياة الشعراني نفسه، وحرصه على العلم عن طريق البحث عن المشايخ، وكثير منهم كانوا من الأزهر مما يبين دوره في إنجاب العلماء. كما يأخذ المؤلف موقفًا نقديًّا من التصوف، ما يتفق منه مع العقل وما يخالفه. ويكشف عن بعض الحسد والخصومة بين الصوفية وكما يحدث في كل عصر من غيرة العلماء.

وترُسم شخصية الصوفي في عصره، مولده ومكان وفاته، بلده، وموطنه، وعلاقته بالسلاطين والولاة وباقي العلماء. ويذكر مشايخه ومريديه، وتوصف عشرته، وطريقته في التعليم، وإصره على المريدين، وحسد المشايخ والعلماء له. وتذكر مكانته عند السلف، وأقواله وكراماته ومواقفه وحكاياته وألقابه مثل الورع الزاهد الولي الناسك. كما تذكر أوصافه وسماته وشمائله وأخلاقه، والمعالم الرئيسية في حياته ومناصبه، والشهادة له بالصلاحية والدين ضد تهم الكفر والإلحاد. وتذكر مؤلفاته وأقواله وعباراته التي استشهد بها. كما يذكر مذهبه الفقهي للدلالة على تمسكه بالشريعة. بل تذكر أحيانًا بعض ملامح حياته الخاصة مثل زواجه، مرة أو أكثر من مرة أو رهبنته، حبه للنساء أو كرهه لهن، ويذكر المؤلف مدة صحبته لهم التي قد تصل إلى أربعين عامًا كما حدث لبعض الأنبياء. كل ذلك يرسم صورة مثالية لصوفي دون نقد له أو ذكر بعض عيوبه ونقائصه. ولله المثل الأعلى، ويتفاوت الصوفية في الحجم. يأتي في المقدمة جلال الدين السيوطي، ثم زكريا الأنصاري. ومعظمهم لا يتجاوز الفقرة أو الفقرتين.٥٤ ومن حيث الكيف يذكر الأئمة الأربعة ابتداء من أبي حنيفة ثم الشافعي مع أن معظم الصوفية من الشافعية لارتباطها بالأشعري.٥٥ ولم يذكر من الصحابة والتابعين والعلماء العاملين إلا من له كلام في الطريق. أو حال أو مقام.٥٦
ومصادره الكتاب والشعر والأولوية للشعر وأقوال السابقين. وتذكر بعض أحاديث الرسول في المنام لمزيد من التشويق.٥٧ فالموضوع تاريخي خالص لا يحتاج إلى كثرة من الأدلة النقلية، كما تذكر بعض الاقتباسات وعلامتها «انتهى».٥٨

(ﺟ) «تنبيه المغترين أواخر القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر»٥٩

هو أيضًا عودة إلى التاريخ عن طريق قياس الحاضر على الماضي، وبيان انهيار التاريخ من السلف إلى الخلف كما حدث في علم الكلام في الجزء الأخير عن الفرق، والمفضول والأفضل. حدث نفس الانهيار في التصوف، من الصوفية الأوائل إلى المغترين الأواخر. التصوف هنا دعوة سلفية إصلاحية. تجعل أخلاق السلف مقياس أخلاق الخلف. الصوفية هم أتباع السلف الصالح وخلفاء الأنبياء. وهو رد فعل على أخلاق العصر وفساد سلوك الأولياء والمشايخ. فهو نقد مثالي للعصر للتحول مما هو كائن إلى ما ينبغي أن يكون.

وغيب البنية كالعادة في هذه المرحلة المتأخرة بالرغم من قسمة الكتاب إلى أربعة أبواب متشابه في العنوان «في جملة أخرى من الأخلاق».٦٠ ولا يوجد تصنيف لأخلاق السلف طبقًا لما عرف من التصوف الخلقي من تصنيف للرذائل والفضائل أو للتصوف النفسي من تصنيف للمقامات والأحوال، وكثير من أخلاق السلف أخلاق عادية لا تحتاج إلى بيان مثل ملازمة الكتاب والسنة. ومع ذلك يظهر السلوك الفاضل مثل العفو والصفح وتعظيم حرمة الناس وحسن الأدب مع الصغير والكبير. ومن السلوك العام ترك الرياسة والنصح للحكام والمحكومين، وتظهر الفضائل مثل الجوع والقناعة والعمل وحسن النية والحياء والفتوة والمروءة والكرم. ويتم التنبيه على الرذائل مثل الغيرة والحسد والغيبة، ويتم التركيز على الالتزام بالحلال وتجنب الحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عودًا إلى الفقه كمصدر أول للتصوف.
وتتناثر المقامات عبر الكتاب وتفقد وضعها كموضوع خاص مثل الصبر على جور الحكام وأذى الزوجات والبلايا والنوازل، والتوبة والزهد، والمحبة، والتسليم، متناثرة ومتباعدة. وكذلك تتناثر الأحوال مثل الخوف من الله ودخول الآفات على العلم وضياع الذرية والحزن وما يصاحبه من بكاء والتفريط، وقلة الفرح. وتبرز موضوعات الطريق، مثل نبذ الدنيا والرياضة والمجاهدة والعزلة والصمت. وتظهر ثقافة الموت والارتعاش مما بعد الموت، وزيارة المقابر. ويعتمد على الحجج النقلية دون العقلية. وتذكر أحوال الصوفية وتروى أقوالهم وحكايتهم باعتبارهم خلفاء للأنبياء. ويخاطب القارئ «يا أخي» لأنها دعوة تربوية.٦١

(د) «لطائف المنن والأخلاق في وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق» أو «المنن الكبرى»٦٢

ويتم التركيز على طبقة واحدة بل على فرد واحد فيها هو المؤلف نفسه كنوع من السيرة الذاتية ومدح النفس وبيان تأثرها وهو ما يتنافى مع قيم التواضع وإنكار الذات. وهو ما يتناقض مع توصية المريدين بعدم إفشاء سر المشايخ والأولياء الصالحين حتى لا يقعون في الغرور والجهل. فهناك توحد بين التصوف والصوفي، والولاية والولي، استمرارًا في عبادة الشخص منذ «الحقيقة المحمدية» حتى شيخ الطريقة. وفي المثل الشعبي «لا يشكر في نفسه إلا الشيطان».

والعنوان خادع. إذ يوحي بأنه عود إلى المرحلة الأولى التصوف الخلقي، مرحلة المحاسبي والترمذي والتستري، خاصة وأنه مستمد من آية قرآنية وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ. إلا أنه يعني المنن التي يتوهم الصوفي أن الله خصه بها بما في ذلك من كرامات. وقد جرت العادة على الدس على الصوفية وإقحام نصوص غريبة على مؤلفاتهم كما حدث في «الفتوحات». وهنا يختلط التصوف بالنصب والاحتيال على عكس تعريفه الأول بالصفاء والصفو. وقد يكون الهدف التعلم عن طريق المشاركة، وعرض الشيخ لمناقبه حتى يشارك فيها المريد.

ويتكون من ستة عشر بابًا بلا عنوان. ولا تعبر عن مراحل العمر كما هو الحال في السير الذاتية. وكل باب يبدأ بعبارة واحدة مكررة «وفي جملة أخرى من الأخلاق». ولا تدل على شيء إلا على نعم متوهمة وكرامات خاصة عادة يستحي صاحبها من ذكرها حتى لا ينال مديح الناس. ولا يوجد مسار تراكمي فيها أو هدف كما هو الحال في «المنقذ من الضلال» للغزالي كمسار معرفي لصاحبه من العلوم النظرية إلى العلوم الذوقية. ومن العلوم العقلية إلى العلوم الكشفية، ومن العلم الإنساني إلى العلم اللدُنِّي، بهدف معرفة الحقيقة ومشاهدتها، انتقالًا من علم اليقين (الكلام) إلى حق اليقين (الفلسفة) إلى عين اليقين (التصوف). بل هي منن مادية خالصة لا يصدقها عقل وأقرب إلى المعتقدات الشعبية.٦٣ وتكاثر الطعام وطاعة الجن ومعرفة ما في القبور من أحياء وأموات أيضًا جزء من التدين الشعبي.٦٤ والإحساس بالفقراء إحساس إنساني طبيعي ولا يتطلب نعمة ربانية خاصة. وعدم الاهتمام بزيادة مغانم الدنيا وعدم كراهية أحد إحساس طبيعي كذلك. وكراهة الجلوس في المسجد على حدث أصغر إحساس طبيعي بالنظافة. وعدم البخل في الإنفاق على الأسرة وإدخال الفرح والسرور على الأهل والأقارب والجيران، وعدم بغض أحد حتى ولو كان من الأشراف والأنصار، وإرشاد المريدين على تحمل الأذى من الناس، والنصيحة بالاتعاظ بسماع القرآن، وإكرام أهل الحرف النافعة، وصلاة الاستخارة والاعتراف بالفضل، كل ذلك سلوك عام للفضلاء وليس سلوكًا خاصًّا للأولياء، ومحبة صفات الله وكراهة أضدادها مطابق لتعريف التصوف بأنه إسقاط الصفات الدنية والتحلي بالصفات السنية، إسقاط الأوصاف البشرية والتحلي بالصفات الإلهية. وسماع القرآن والذكر ليلًا، والحذر من أهواء النفس كل ذلك جهد إنساني عام وليس فضلًا خاصًّا.
ويبدأ الكتاب كالعادة بعرض أبواب الموضوع الستة عشر وكلها مدح للذات.٦٥ ومن النعم ما لا دخل للإنسان فيها مثل شرف النسبة والانتساب إلى ذرية الإمام محمد بن الحنفية، أو الصحابة الأطهار. وحتى شرف الأنبياء لا يأتي من ذريتهم، ولا شرف البشر لأنها جاهلية. والعلم لا يأتي من الإجازة بل من النور الباطني. ونفور النفس من ادعاء العلم نفور طبيعي ليس في حاجة إلى نعمة خارجية. ومشاهدة النفس لقدراتها الداخلية وحسن السلوك كل ذلك هبات فطرية وتعليم كسبي. والقناعة وعدم سؤال الناس سلوك أخلاقي طبيعي يقوم على الحياء، والاعتماد على النفس. والرضا دون زيادة في الكسب، وعدم الخوف من الناس والعزلة عن الحكام سلوك طبيعي للإنسان الفاضل. وكثرة الثناء على الله، وقبول المكروه، ورعاية اليتيم والجار «والمرأة الجار إذا غاب زوجها»، وقضاء الحوائج من الحكام حق مشروع واختيار سياسي وليس توجهًا إلهيًّا. وقبول البلاء تجربة وامتحان. وكراهية زيارة الحكام واللباس زهد طبيعي وإيثار لأعمال الروح. وعدم الزواج من ابنة الشيخ يوحي بأن ذلك كأنه تقليد للتقرب له ووراثة منصبه ورياسة طريقته كما يحدث عند المتسلقين والطالبين للمناصب الدنيوية. والرفق بالحيوان إحساس فطري. والأخلاق لا تكون إلا ذاتية طبيعية فطرية تنبع من حرية الاختيار والتمييز العقلي بين الحسن والقبيح. أما لطائف النعم فإنها جبر إلهي مثل الجبر الطبيعي أو الاجتماعي، وهذا الإنسان الكامل الفاضل الإلهي لا وجود له في الواقع، وما أكثر ما قيل أيضًا في مفاسد الأشايخ والمريدين خاصة المفاسد الجنسية.
وذيوع الكرامات ضد الحياء. فمن شروط الولاية ألا يعرفها الناس. وسماع الجمادات كرامة للولي ومعجزة للنبي.٦٦ والحماية من التداوي بإشارة يهودي. وكما يقوم الصوفي بأفعال فوق العادة فإنه يقوم أيضًا بأفعال تحت العادة مثل تعدد الزوجات، الزواج من أربع ومنعهن من حضور الأعراس لما فيها من مظاهر للفساد.٦٧ ومن نعم الله عليه إصلاح زوجاته الأربع اللاتي تزوجهن على التعاقب لدينهن. وكان في عمله وهو الخطبة لا ينظر إلى المخطوبة حياء باستثناء الوجه والكفين. ويهبه الله من العلم اللدُنِّي دون تفكير أو استدلال أو تدبر وكأن إلغاء العقل نعمة إلهية وليس علم الطبائع الأربعة عند الفلاسفة. كما يحرسه من تعلم «علم الحرق والرمل والهندسة والسيمياء وغير ذلك من علوم الفلاسفة عندما تحولت الفلسفة إلى خرافة».
أما تقليد «الأشايخ» والاحترام الزائد للمعلمين فإنه يمنع التجريد والنقد وإعادة البناء. فاحترام المعلمين الأشايخ يكون بتطويرهم وتجاوزهم كما فعل أرسطو مع أفلاطون، والديكارتيون مع ديكارت، والكانطيون مع كانط، والهيجليون الشبان مع هيجل، والوجوديون مع ظاهريات هوسرل.٦٨ وقد تضمنت ألقاب الأشايخ مثل ألقاب الشعراني، العارف بالله، القطب الرباني، المحقق الصمداني، أبو المواهب. مذهبه الشافعية، وأصوله مغربية. وتعتمد هذه السيرة الذاتية غير المعلنة على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وحكايات الصوفية وأقوالهم وكأنها كلها تثبت لطائف المنن على الصوفي. قد تبدأ الحديث قبل الآية. وقد تبدأ الرواية قبل الحديث. والآية بلا نسق في أوليات المصادر كما كان متبعًا في الإحياء». ويعتمد على أقوال الصوفية بأسانيدها وعلى كثير من الاقتباسات من نصوصهم.٦٩ وتضخم الكتاب بلا سبب إلا الجمع والتجميع.

(٤) الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية (طبقات الصوفية، الطبقات الكبرى) لزين الدين محمد عبد الرءوف المناوي (ت١٠٣١ﻫ)٧٠

واستمر الوعي التاريخي حتى القرن الحادي عشر. ويدل على تحول التصوف إلى صوفية، والعلم إلى أعلام، والطريق إلى مشايخ ومريدين. وله عدة عناوين: الأول «الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية» مشيرًا إلى أنه تراجم مصنفة تصنيفًا أبجديًّا. والثاني «طبقات الصوفية» مشيرًا إلى أن التراجم قد صنفت طبقًا للطبقات، وكل طبقة قرن من الزمان. ولما كان المؤلف قد توفي في ١٠٣١ﻫ، فهناك إحدى عشرة طبقة. ولما كان الكتاب قد استكمله الابن ببعض الاستدراكات ظهر العنوان الثالث «الطبقات الكبرى» للأب تمييزًا له عن «الطبقات الصغرى» للابن. وهو نفس اسم كتاب الشعراني.

ويغلب على الأسلوب الخطابة والمبالغة والمحسنات اللفظية والبديعية كما هو الحال في أسالس الكتابة المتأخرة، وأهمها «تنبيه»، «تتمة»، «خاتمة»، «فائدة»، «عجيبة».٧١ وتستعمل بعض التعبيرات بدلًا من فعل «مات» أو «توفي» مثل: «وخر النجم من السماء»، «وهوى»، «وأصبح التراب ملأ أجفانه»، و«انقبر»، «خلا شخصه وذهب»، «فصار إلى رحمه ربه إلى خير مقيل»، «صعدت روحه»، «لحق بمن تقدمه من الأبرار»، «أناخ الحمام ببابه»، «عدمته أم قرى».٧٢
ونادرًا ما تظهر الظروف السياسية والاجتماعية التي نشأ فيها أعلام الصوفية والتي دفعتهم إلى التصوف دفعًا فأصبحوا شهداء للسلاطين أو فقهاء لهم.٧٣ مثل ما حدث لإبراهيم بن أبو شريف مع السلطان الغوري، ورفضه الحكم برجم زانيتين لصحة رجوعهما ويذكر عديد من أسماء الملوك والسلاطين حتى يكشف عن السياق السياسي للتصوف. ويذكر بعض جهاد الصوفية وغزوهم في سبيل الله مثل محمد بن عنان (ت٩٢٢ﻫ).٧٤
ويصنف الصوفية طبقًا للطبقات. والطبقة مفهوم تاريخي، طبقًا للقرون. الطبقة الأولى في القرن الأول، والطبقة الثانية في القرن الثاني، حتى الطبقة الحادية عشرة في القرن الحادي عشر، قرن المؤلف الذي توفي ١٠٣١ﻫ. ليست طبقة الأهمية أو الفضل أو الخير.٧٥ وداخل الطبقة يذكر الصوفية طبقًا للترتيب الأبجدي وليس طبقًا للأهمية أو للوجود داخل القرن في أوله أو في وسطه أو في آخره، باستثناء الرسول والخلفاء الأربعة الذين يأتون في المقدمة. أما مشاهير التابعين فيدخلون في الترتيب الأبجدي.٧٦ ويختلف عدد الصوفية داخل كل طبقة. أكبرها الثانية وأصغرها الخامسة.٧٧ ويتكرر بعض الصوفية مثل إبراهيم النجفي (٩٩ﻫ) وغيره في الطبقتين الأولى والثانية.٧٨ ويذكر القليل منهم خارج طبقته مثل شاه بن شجاه الكرماني (ت٢٧٠ﻫ) فهو موضوع في الطبقة الرابعة. وقد يرجع الاختلاف الكمي بين الأعلام ليس فقط إلى الأهمية بل أيضًا إلى توافر المصادر والمادة التاريخية، وقد يكبر المعاصرون لوفرة المصادر الشفاهية عنهم.
ويكتب اسم العلم ولقبه وكنيته وتاريخ وفاته وربما ميلاده وأحيانًا عمره. ومكان ولادته ومحل إقامته. ولا يوجد تواريخ وفاة للنساء لأنهن أقل ذكرًا وحضورًا في الوعي الحجمي، باستثناء رابعة العدوية ورابعة بنت إسماعيل.٧٩ وفي الغالب لا يزيد حجم المادة عن المرأة عن صفحة واحدة، وليس للكل تاريخ وفاة. والبعض يذكر بالقرن فقط دون تحديد للسنة، في أوله أو آخره. وبعض التواريخ تذكر على وجه التقريب بلفظ «نيف». ولا تذكر تواريخ وفاة غير المشهورين. وأحيانًا تذكر مراسم دفنه وجنازته ورثاؤه إذا كان معاصرًا للمؤلف. وعادة ما يكون الدفن في المساجد والزوايا أو في الصحراء أو في مقابر المسلمين، وليس في المقابر الخاصة. وإن لم يعرف تاريخ الوفاة فإنه يحدد بتواريخ حكم السلاطين.٨٠ كما يذكر شيوخه وتلاميذه. وتذكر مؤلفاته وشروحه وملخصاته. كما تذكر معالم حياته خاصة كراماته، وبوجه خاص في الطبقات المتأخرة عندما تحول الصوفي إلى شيخ. ثم تذكر أقواله أو نماذج منها وهي الأهم. وترسم شخصية الصوفي بصفات كلها أقرب إلى صفات الكمال ولا يذكر شيء من صفات النقص.
والمؤلف من تونس، ينتسب إلى سلسلة من الصوفية والعلماء. صوفي يكتب عن الصوفية ويتعاطف معهم سواء كان أقرب إلى الموضوعية أم الخيال.٨١ معظم مؤلفاته شروح. فهو ينتسب إلى العصر المتأخر، عصر الشروح والملخصات.٨٢
وتمتلئ «طبقات الصوفية» الكبرى والصغرى بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية. والآيات أكثر من الأحاديث.٨٣ وتذكر الأسانيد مع الأحاديث زيادة في التوثيق والتبيين. وتكثر أحاديث الرسول في المقامات، كما تعتمد على المدونات السابق من أعمال الصوفية والاقتباسات منها. وعلامة انتهاء الاقتباس «انتهى». ويحال إلى «الإحياء» وغيره من الكتب العمدة في التصوف.٨٤ ويعتمد أيضًا على أقوال الصوفية السابقين. كما يعتمد على أقوال الفقهاء نظرًا للاتفاق بينهما في الشريعة والأخلاق كما كان الحال في بداية التصوف. وبالرغم من أن معظم الصوفية شافعية إلا أن كثيرًا منهم حنفية ومالكية وحنابلة. فقد استطاع التصوف اختراق كل المذاهب الفقهية، وتذكر مصادر مجهولة. يكتفي منها بلفظ «قيل» في المبني للمجهول. كما يعتمد على الأشعار. وتبرز بعض الإسرائيليات.
ويظهر الوافد حتى في صورة المنتحلات مثل «كتاب التفاحة» لأرسطو، وهو كتاب إشراقي عن خلود النفس بعد الموت أسوة بسقراط في «محاورة فيدون». فليس المعلم الأول أقل روحانية من أحكم البشر. وكان من ضمن قراءات عبد القادر الأدفوي.٨٥
وقبل التراجم هناك مقدمة صوفية من الكرامات. فالصوفية أصحاب كرامات خاصة عند المتأخرين.٨٦ وهي موجودة في القرآن لدى أهل الكهف، وسليمان، وزكريا، وعيسى، ومريم، والرسول.
وهناك مقدمة نظرية أخرى عن الرسول باعتباره أول الصوفية ورئيسهم.٨٧ فتذكر سيرته من مولده إلى وفاته، صفاته الظاهرة، وصفاته الباطنة، أخلاقه الظاهرة وأخلاقه الباطنة، معجزاته وخصائصه، كلامه وأدعيته، وأقواله وبعض أحاديثه دون ذكر لمقاييس اختيار مائة وثمانية من أربعة آلاف حديث. وما مقياس اختيار واحد وأربعين دعاء من مئات أخرى؟ وتستعمل أحاديث الرسول كمصدر للتصوف وكمادة للصحابة، وزهادهم وعبادهم.

ويتم الدفاع عن التصوف بالرد على المعتزلة في إنكار المعجزة، فالتصوف نظرة أشعرية للعالم. وحجج إنكار المعجزات والكرامات أنها توجب التباس النبي بغيره، وتفضي إلى السفسطة، وأنها دعوى بلا بينة لا يصدقها الناس، تنهض العادات. وتسد باب إثبات النبوة المعتمدة على المعجزة، وتخل بجلال الأنبياء. ولا تتميز عن السحر.

ويعرف التصوف داخل التراجم أكثر من مرة كي ينطبق التعريف على التراجم، ولإثبات أن الجميع صوفية، فالصوفية في كتب الطبقات بالمعنى الواسع الذين يضم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والقراء والمحدثين والفقهاء والمفسرين والنحويين والأدباء. الكل صوفي.

ويتغير العنوان في «الطبقات الصغرى» إلى «إرغام أولياء الشيطان بذكر مناقب أولياء الرحمن». وهو مستلهم من عنوان ابن تيمية النقيض «الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان».٨٨ وهو من تأليف الابن محمد لاستكمال ما فات الأب دون التقسيم إلى طبقات بل الاكتفاء بالترتيب الأبجدي للصوفية.٨٩ ولم يشأ الابن إدخال هذه الاستكمالات ضمن كتاب الأب بعد أن انتشر في العالم وخشية اضطراب النسخ بين ناقصة وهي نسخة الأب وكاملة وهي نسخة الابن، مع الخوف من تضخيم حجم الكتاب. آثر الابن تخصيص جزء خاص به هو الجزء الرابع. وضمه إلى كتاب الأب بعنوان مستقل، وإن كان للكتاب اسم جامع واحد «طبقات الصوفية».٩٠
وهناك خمسة مقاصد من «الطبقات الصغرى: «التنبيه على أهمية كلام الأولياء والتحبيب فيهم، الرد على إنكار الكرامات بالأدلة النقلية، الإشارة إلى المقصود من كرامات الأولياء، بيان طبقات الأولياء ومقاماتهم وأحوالهم، ذكر أصول علم التصوف.٩١ والاعتماد الأكبر على ابن عربي، وتلخيص كلامهم في المقصد الرابع وتصنيف الصوفية إلى أربع وثلاثين طبقة.٩٢ وهم كُثر، المعرفون وغير المعروفين، رجالًا ونساءً، بشرًا على الأرض أو على قلوب الملائكة في السماء، أبدانًا أو نفوسًا، فرادى أو في الزمان يتكررون في كل زمان، يعبرون عن دورة التاريخ.
وهناك تسع وخمسون أصلًا فقط، يقوم عليها التصوف دون تبرير للعدد أو لكثرة الأصول.٩٣ كل منها مؤيد بالأدلة النقلية القرآن والحديث. وهي دستة بعلم القواعد الفقهية الذي يربط بين الأصول والفقه. هي علم القواعد الصوفية الذي يربط بين الأصول والتصوف. هناك أصول صوفية خالصة مثل صدق التوجه والرياضة أي تمرين النفس على حسن الأخلاق على أخذ الشيء وتركه، وتحلية الإيمان بالإيمان، ثم هناك قواعد أصولية.٩٤ وهناك بعض القواعد اللغوية.٩٥ وقد أوذي الأولياء وأنكر عليهم.٩٦
وبالرغم من تحذير الصوفية من الفلاسفة إلا أن الفلسفة الإشراقية مثل فلسفة الرازي مقبولة.٩٧ والصوفية المتأخرون هم الأولياء وأصحاب الكرامات، ويفسر الصوفية الحديث الشهير «من حارب لي وليًّا» على أن الصوفية هم الأولياء.

وكلما تقدم الزمن زادت ألقاب الصوفية وازدادوا قدسية وتقديسًا مثل «زين الإسلام»، «حجة الإسلام». وتبدأ الألقاب بالمذهب الفقهي كالشافعي والمالكي والحنفي والحنبلي والظاهري أو الطريقة الصوفية كالقادري والرفاعي أو معهد العلم كالأزهري أو المهنية مثل الخواص، الغزالي، أو المدينة مثل البغدادي، البصري، الدمشقي، أو القطر مثل العراقي، المصري، أو صفة البدن مثل الجاحظ.

ومن حيث الكم يتقدم ابن عربي الذي طغى على الصوفية اللاحقين عليه تلمذة وشرحًا، ثم يحيى المنادي والد المؤلف، ثم ذو النون الذي خصص ابن عربي دراسة عليه، ثم البسطامي صاحب الشطحات»، ثم الغزالي صاحب «الإحياء»، ثم الطوسي صاحب «اللمع»، ثم الجنيد صاحب «الشطحات»، ثم التستري من مؤسسي التصوف الخلقي، ثم ابن دقيق العيد الذي جمع بين التصوف والأدب على عكس التوحيدي الذي لا يذكره أحد في «الإشارات الإلهية»، ثم الشاذلي في القرن العاشر، ثم إبراهيم بن أدهم في القرن الثالث، ثم إبراهيم المتبولي وزين العابدين بن المؤلف لا فرق بين المتقدمين والمتأخرين، ثم الشبلي والواسطي، ثم الرفاعي مؤسس الرفاعية، ثم الحلاج وابن الفارض والشعراني، ثم الحسن البصري ومالك ابن دينار وإبراهيم الخواص، ثم الجيلاني والتلمساني. والعجيب ألا ينال عبد الحق بن سبعين القدر الكافي نظرًا للتحول عن التصوف النظري إلى التصوف العملي.٩٨

ويكثر المصريون لدى الصوفية المتأخرين. فهم الذين وضعوا قواعد للتصوف العملي. وحولوا التصوف النظري إلى تصوف عملي. بدأ التصوف في الشرق في البصرة وبغداد، وانتهى في الغرب من مصر والمغرب العربي.

ويتداخل الصحابة مع الصوفية. فالصحابة أتباع الرسول، والرسول أول الصوفية. ويتقدم علي ثم عمر، ثم الحسن والحسين، ثم عثمان، ثم أبو بكر.٩٩ كما يتداخل الخلفاء مع الصوفية مثل عمر بن عبد العزيز.١٠٠
ويدخل الفقهاء مع الصوفية لا فرق بينهما على عكس ما هو شائع في الصراع بين أهل «التأويل» وهم الصوفية وأهل «التنزيل» وهم الفقهاء.١٠١ فيتقدم الشافعي ثم ابن حنبل، والثوري، وزكريا الأنصاري. والصوفية من كل مذهب فقهي، يتقدمهم الأشاعرة للاتفاق بين التصوف والأشعرية، وهي الأساس العقائدي للشافعية، ثم المالكية فالتصوف واقع عملي مثل المالكية كواقع فقهي، ثم الحنفية فشتان ما بين العقل والذوق، وأخيرًا الحنبلية فشتان ما بين النص والتجربة.١٠٢ ومع ذلك، عبد القادر الجيلاني حنبلي. والظاهرية الأقل فشتان ما بين الظاهر والباطن، وبالرغم من أن شيخ الصوفية ابن عربي ظاهري. كما بدأ الصوفي ينسب نفسه إلى طريقة مثل «القادرية» ويكنى بها. وأحيانًا يجمع الصوفي بين المالكية والشافعية.١٠٣ ويحرص الصوفي على أن يكون له لقب في البداية مثل فخر الدين» وكنية في النهاية تدل على المذهب الفقهي. ونادرا ما يوجد صوفي معتزلي أو خارجي، معارض عقلي أو بالسلاح.
ويتطابق تكرار أسماء الأعلام مع مساحتها. إذ يتقدم ابن عربي ثم الشعراني ثم أبو العباس الخضر نقيب الأولياء، ثم سفيان الثوري، ثم والد المؤلف يحيى المناوي ثم ذو النون ثم عبد القادر الجيلاني، ثم الشبلي، ثم أبو العباس المرسي.١٠٤
ومن الصحابة يتقدم على اعتباره رئيس الصوفية ثم أبو بكر وعثمان.١٠٥ ومن أصحاب المذاهب يتقدم الشافعي ثم مالك ثم أبو حنيفة ثم أنس بن مالك ثم الأوزاعي١٠٦ من العلماء ابن عباس حبر الأمة ثم معاذ بن جبل.١٠٧ ومن الخلفاء عمر بن عبد العزيز ثم معاوية ثم السلطان الغوري ثم هارون الرشيد، محمد الفاتح والخليفة المنصور.١٠٨ ومن الأنبياء آدم.١٠٩ ومن الملائكة جبريل.١١٠
ومن الأمم والقبائل والشعوب والجماعات والمذاهب يتقدم الشافعية، المذهب الأثير عند الصوفية ثم الأبدال وهم من مراتب الصوفية. ومن الشعوب والأقوام يأتي أولًا أهل الروم ثم العرب وقريش، وبنو إسرائيل، ثم الفرنج، واليهود، ثم بنو أمية والحنفية ثم الخلوتية، ثم التتر والرافضة ثم الملامتية والنصارى، ومن الأماكن تتقدم مصر ثم العراق والمغرب ثم البصرة، ثم اليمن. ومن الموضوعات الخيالية يظهر الجن.١١١
ومن الأماكن والبلدان تتقدم مصر. فأغلب الصوفية المتأخرين ورؤساء الطرق منها. ثم تأتي مكة لأن أغلب الصوفية يحجون إليها ويكتبون بها كما فعل ابن عربي في «الفتوحات المكية».١١٢
ومن المصادر المدونة المذكورة يتصدر «إحياء علوم الدين» مما يدل على أنه عمل مفصلي ومنبع فكري، ثم «الفتوحات المكية» الذي يحول التصوف من النفس إلى الوجود، ومن الداخل إلى الخارج وما بينهما، ثم «التنبيه» للشيرازي في علم الكلام مما يدل على التصاق التصوف بعلم أصول الدين، دفاعًا عن نفسه، وردًّا على تهم الإلحاد ونظريات الاتحاد والحلول ووحدة الوجود. ثم تأتي «الرسالة القشيرية» التي هي بمثابة «الرسالة» للشافعي في علم الأصول لأنها أول من حددت مفاهيم للتصوف من خلال تحليل الألفاظ وتعريف المصطلحات. تم تأتي «الأخلاق المتبولية» للشعراني فهو الشخصية الأكثر حضورًا في التصوف المتأخر بعد ابن عربي، ثم يأتي «البسيط» للغزالي مرة ثانية مما يدل على حضور الغزالي في تاريخ التصوف المتقدم والمتأخر. ثم تأتي «التوراة» و«الإنجيل» مما يدل على دخول الإسرائيليات وارتباط التصوف بتاريخ الأديان. ثم يأتي «الإرشاد» للسعد التفتازاني الذي يجمع بين الكلام والتصوف، ثم تأتي الطبقات الصغرى» عمل المؤلف نفسه.١١٣
وإذا كان لألفاظ الحيوان دلالة نظرًا للقصص الرمزي على لسان الحيوانات، يتقدم الكلب لما فيه من صفات الوفاء، وهو من مكونات قصة أهل الكهف ومن الصور القرآنية السلبية، ثم «الأسد» «رمز القوة»، ثم «السبع» «رمز الشراسة»، ثم الطير كما ظهر في قصص ابن سينا والغزالي والعطار، ثم الحمار رمز البلادة، والحية رمز المكر، ثم الغنم والفرس، والذئب، وكل ما هو في بيئة البدوي في الصحراء.١١٤
وبتحليل المصطلحات الصوفية يتقدم لفظ الدنيا، ثم التصوف والصوفية كحركة رفض لها واحتجاج على التكالب عليها، ثم الكرامة فالتصوف دفاعًا عن كرامة الإنسان، ثم الأحوال وهو قلب التصوف النفسي، ثم الزهد وهو من مقامات الطريق، ثم الحق والحقيقة والحقائق، فالتصوف طريق إلى الحقيقة، ثم الفقر من مقامات الطريق، ثم العبادة والذكر من مسالك الطريق، ثم الفقه نظرًا لارتباط الحقيقة بالشريعة، ثم الطريق والطريقة في ثلاثة ألفاظ الشريعة والطريقة والحقيقة، ثم العلم، ثم القلب، فالتصوف نظرية في العلم ابتداءً من القلب، ثم النور والكشف، ثم الموت فالتصوف تعلم الموت وثقافة الموت من أجل الانتقال من الدنيا إلى الآخرة، ثم الحديث فالتصوف استئناف للحديث، والمحدثون من الصوفية الأوائل، ثم الولاية وهي فن التصوف والتحقق، فالولي قلب الصوفي، ثم الحكمة والحكيم والخلوة، فالتصوف حكمة نظرية وعملية، ثم الزاوية مكان الطريقة، والمحبة سبيل الوصول، ثم الخواطر والمحبة والخوف والأنس والمشاهدة جمعًا بين الأحوال والحقائق ثم القبر والعبودية كمؤشرات على الفناء، ثم الإمام وهو شيخ الطريقة، والإيمان والبلاء، ثم الوجد والتوحيد والعمل، والمجاهد أو السياحة والجوع والصبر والإخلاص والتوكل والتوبة والصدق … إلخ.١١٥
١  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٣م، ص٧–٥٨.
٢  من المعروفين: سعيد بن المسيب، جعفر الصادق، شقيق البلخي، الفضيل بن عياض، ابن مسروق، بشر الحافي، بشر بن الحارث، سفيان الثوري، الشبلي، أويس القرني، الحسن البصري، عبد الواحد بن يزيد، يحيى بن معاذ، إبراهيم الخواص، البسطامي، إبراهيم بن أدهم، أبو سليمان الداراني، ذو النون المصري.
٣  هن: مليكة بنت المنكدر، فاطمة بنت محمد بن المنكدر، أخت بشر الحافي، موادة البصرية، حفصة بنت سيرين، رابعة العدوية، معيرة العابدية، رحمة العادة، سكينة الطفالة، شعوانة، بركة العابدة، زهر الولهانة.
٤  مثل عبد الواحد بن يزيد، «سلوة الأحزان» ص٤٣، ٥٧–٥٨.
٥  مثل موسى بن جعفر وشقيق البلخي، السابق، ص١٧.
٦  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٣م، ص٦١–١٠٩.
٧  يضم المجلس الأول اثني عشر علمًا، والثاني ثلاثة أعلام، والثالث أربعة.
٨  الآيات (٣٠)، الأحاديث (٤٢)، الأشعار (١٨).
٩  كتاب المجالس، ص٨٧–٩٠.
١٠  مثل «فائدة من «كتاب المجالسة» للدينوري: ونقل الحافظ أبو عيم في كتاب «الحلية»» السابق، ص٦٤–٩٢.
١١  فائدة (٦).
١٢  «ونقل ابن الجوزي في «النور …»، كتاب المجالس، ص٧٥.
١٣  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ.
١٤  «فهذه جملة من طبقات الأعلام الأعيان، وأوتاد الأقطاب في كل قطر وأوان جمعتهم لأهتدي بمآثرهم، وأقتفي بآثارهم، رجاء أن أنظم في سلكهم فالمرء مع من أحب. وأحيا بذكرهم، ويزول عني النصب وعلى الله الاعتماد. وإليه التفويض والاستناد»، السابق ص٣٨.
١٥  هم بالضبط ٢٤٥ وليًّا.
١٦  ذيول طبقات الأولياء: (١) فصل في طبقات أخرى. (٢) فصل من اشتهر بكنيته من غير ترتيب. (٣) ذيل آخر منه. (٤) فصل في طبقة أخرى تلي حقولًا، ماتوا في القرن الثامن. (٥) فصل آخر في الكنى.
١٧  مثل إبراهيم بن أدهم، أبو أسحق البلخي (حوالي عشر حالات).
١٨  هما: السيدة نفيسة ابنة الحسن الأنور بن أبي محمد زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب. رابعة العدوية، طبقات الأولياء، ص٢٨٤.
١٩  وذلك مثل: (١٢٠) أبو السعود، صاحب الطائفة، ابن العشائر بن شعبان بن الطيب بن إبراهيم بن موسى بن إسحاق بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي يزيد عقيل بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم العقيلي القرشي، (١٤٦) عبد الرحيم بن أحمد بن حجون بن أحمد بن محمد بن حمزة بن جعفر بن إسماعيل بن المأمون بن علي بن الحسين بن علي بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، (٢١٨) عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن أبي عبد الله بن فارس بن أبي عبد الله بن يحيى بن سعيد بن طلحة بن موسى بن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان المكي العثماني الشافعي، السابق، ص٢٨٣، ٢٩٩، ٣٠٠.
٢٠  السابق، ص١٩٣، ٢٠٩، ٢١٨، ٢٣٥، ٢٣٧، ٢٦١، ٢٦٦، ٢٩١، ٣٠٧.
٢١  الأشعار (١٧٣)، الآيات (٢٩)، الأحاديث (٢)، طبقات الأولياء، ص٣٣٤–٢٤١.
٢٢  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٣م/١٤٢٤ﻫ (جزءان).
٢٣  السابق، ج١، ٧-٨.
٢٤  السابق، ص١٠–٤٤.
٢٥  الجنيد (١٢٢)، الشيرازي (٥٩)، الشبلي (٥٨)، أبو سعيد بن أبي الخير (٤٢)، ذو النون (٣٧)، البيابنكي (٣٢)، ابن عربي (٣١)، السري السقطي (٢٩)، النيسابوري، الجيلي، الحداد (٢٨)، جلال الدين الرومي، الخضر أبو العباس، النقشبندي (٢٥)، أحمد بن حمزة، رويم (٢٤)، الخراز، البسطامي (٢٣)، نجم الدين كبرى، البغوي، التستري (٢٢)، صدر الدين القونوي (١٩)، الروزباري، الخرقاني (١٨)، ابن الجلاء، الرازي (١٧)، أبو علي الدقاق، إبراهيم الخواص، أحمد الجامي، الحريري، الأعلى (١٦)، إبراهيم بن أدهم، الأقطع، أبو علي الكاتب المصري، الكتاني (١٤)، الآدمي، سنائي القونوي، السيرواني، علي بن أبي طالب، التبريزي (١٣) الترمذي، بشر الحافي، أبو سعيد (١٢)، أحمد الحواري، الغزالي، الخوافي، عمرو المكي، الترمذي، الهروي، الواسطي (١١)، أحمد البلخي، النهاوندي، السهروردي، الطوسي (١٠)، القشيري، الشيرازي (٩).
٢٦  مصطلحات الصوفية: الأبدال (١٤)، الملامتية (١٢)، العرفاء (٤)، أصحاب الكهف، المفردون (٢)، القلندرية (٣). المذاهب: النصارى، المجوس (٤)، مذهب أبو حنيفة، مذهب الثوري (٤). الأقوام: العجم (٨)، العرب (٦)، الترك (٥)، الروم (٤)، الأكراد، الإفرنج، القراطمة (٢). الأماكن: هراة (٤)، خراسان، بغداد (٤)، البصرة (٣)، أهل جام، دمشق، العراق، نيسابور (٢).
٢٧  مجموعها ٧٦٤ مصطلحًا: التصوف (٤٢)، السماع (٢٣)، المعرفة (٢٢)، الفقر (١٩)، الكلام (١٥)، المحبة (١٤)، التوحيد، الذكر، الصحبة (١٣)، الدنيا (١١)، الولاية (١٠)، التوكل (٩) الإثنينية، الشغل، الفتوة، الوقت (٨)، الحقيقة، الرضا (٧)، الأكل، الدعاء، الرفض، الصدق، العشق، الوقت (٦)، الإخلاص، البلاء، التوبة، الجذبة، الحجاب، العبودية، المشاهدة (٥) الوحدة. وهناك أربعة وعشرون مصطلحًا يذكر كل منها أربع مرات، وتسعة وأربعون مصطلحًا يذكر كل منها ثلاث مرات، وسبعه وتسعون مصطلحًا يذكر كل منها سبعًا وتسعين مرة، وما يقرب من خمسمائة مصطلح كل منها يذكر مرة واحدة.
٢٨  الآيات (١٥٢)، الأشعار (١٤٣)، الأحاديث (٤٨)، الأمثال (٧) الأشعار الفارسية الأصل (١٤٩).
٢٩  الفتوحات (٢٣)، مرآة الجنان لليافعي، كشف المحجوب للهجويري (٢٠)، طبقات الصوفية للسلمي (٩)، تاريخ الصوفية للسلمي، صديقة الحقيقة لسنائي، الرسالة القشيرية (٤)، عوارف المعارف للسهروردي، الرسالة الإقبالية لركن الدين، صحيح البخاري، العروة الوثقى للسنائي، اللمعات للعراقي (٣)، الأربعين في شيوخ الصوفية للماليني، أعلام الهدى للسهروردي، تأويلات القرآن للكاشي، روح من الرياحين لليافعي، سير السلف لإسماعيل بن محمد، شرح الشطحات لروزبهان، الفكوك للقونوي، قواعد العقائد للغزالي، قوت القلوب للمكي، كنز الرموز للحسيني، المحبوب للحموي، منازل السائرين للهروي وشرحه للتلمساني، موطأ مالك، نظم السلوك لابن الفارض، أسرار نامة للعطار (٢)، وعشرات آخرون، حوالي ثمانين مصدرًا يذكر كل منها مرة واحدة مثل الإحياء للغزالي، آداب الفقر للروذباري، الأنوار في كشف الأسرار لروزبهان، بحر الحقائق للرازي، تحفة البردة للبغدادي، تذكرة الأولياء للعطار، تفسير الحقائق للسلمي، تفسير سورة الفاتحة للقونوي، التفسير الكبير للرازي، تفسير العرائس لروزبهان، جامع الأصول للقونوي، جواهر القرآن للغزالي، حديقة الحقيقة لسنائي، ختم الولاية للترمذي، الدر النظيم لليافعي، رموز الأنبياء لسنائي، رشف النصائح للسهروردي، شرح الحديث للقونوي، عين الجمع للحلاج، النصوص ومفتاح الغيب والنفحات الإلهية للقونوي، لطائف الإشارات للقشيري، المثنوي للرومي، مشكاة الأنوار للغزالي، منازل السائرين للهروي، منطق الطير للعطار، ياقوت التأويل للغزالي … إلخ.
٣٠  بغداد (٩٥)، مكة (٧٦)، نيسابور (٦٤)، مصر (٥٧)، خراسان (٤٨)، شيراز، هراة (٤٥)، الشام (٣٥)، العراق (٢٩)، بلخ (٢٦)، مرو (٢٤)، البصرة (٢١)، الحرم. دمشق (١٦)، الحجاز، ملوس المغرب (١٥)، بخارى، الروم (١٤)، الري (١٣)، سمرقند (١٢)، عرفات، اليمن (١١)، أصفهان، همذان (١٠)، بيت الله الحرام، بيت المقدس، قونية، خوارزم، فارس (٩)، سرخس (٨)، دجلة، الرملة، طرطوس (٧)، فهندر، المسجد الحرام (٦)، الإسكندرية، ترمذ، الكعبة (٥).
٣١  يوم عرفة (٣)، محنة الصوفية (٢)، يوم عاشوراء، موقعة جانكيز خان (١).
٣٢  الكلب (٢٧)، الطير (١٥)، الفرس (١٢)، الأسد (١٠)، الذباب (٩)، الحصان (٨)، الجمل، البقرة، الباز (٧)، الحمار، البغال، السباع (٦)، الخيل، الحمام (٥)، الدجاجة، العصفور، الغنم، الهرة (٤)، الحيتان، الظبى، الكبش، الذئب (٣)، الإبل، ابن آوى، الشاة، الثعبان، الجراد، الحنش، الدرة، الغراب، الفئران (٢)، الأرنب، البط، البلبل، الثعلب، الثور، الجدي، الحشرات، الخنازير، الدواب، دود الحرير، السمك، الضأن، العجل، العقرب، العنقاء، الغزلان، الكركي، المهر، الناقة، النعجة، النملة (١).
٣٣  مكتبة صبيح وأولاده، الأزهر، (د.ت)، «فهذا كتاب لخصت فيه طبقات جماعة من الأولياء الذين يقتدى بهم في طريق الله عز وجل من الصحابة والتابعين إلى آخر القرن التاسع وبعض العاشر. ومقصودي بتأليفه فقه طريق القوم في التصوف من آداب المقامات والأحوال لا غير. ولم أذكر من كلامهم إلا عيونه وجواهره دونما شاركهم غيرهم فيه مما هو مسطور في كتب أئمة الشريعة»، لواقح الأنوار ج١، ٣.
٣٤  لوائح الأنوار ج١، ٨٦، ج٢، ١٩-٢٠، ١١٦، ١٤٢، ١٤٥.
٣٥  «نبذة صالحة من أحوال العلماء العاملين من أجل مذهبنا فقط تبركًا بذكرهم، ونشر العبير مسكهم رضي الله عنهم»، الطبقات الكبرى ج٢، ١٧٠–١٧٢.
٣٦  فصل في ذكر جماعة من عبادة النساء (١٦ امرأة)، السابق، ج١، ٥٦–٥٨. منهن رابعة العدوية، رابعة بنت إسماعيل، ماجدة القرشية، عضيرة العابدة … إلخ.
٣٧  «وختمت هذه الطبقات بذكر نبذة صالحة من أحوال مشايخي الذين أدركتهم في القرن العاشر وخدمتهم زمانًا أو زرتهم تبركًا في بعض الأحيان. وسمعت منهم كلمة أو أدبًا فأذكر ذلك عنهم عن طريق ما ذكرناه في مشايخ السلف» السابق، ص٣.
٣٨  السابق، ج٢، ١٠٤–١٧٢.
٣٩  «وإن كل من طالع في هذا الكتاب على وجه الاعتقاد وسمع ما فيه فكأنه عاصر جميع الأولياء المذكورين فيه وسمع كلامهم. وذلك لأن عدم الاجتماع بالشيخ لا يقدح في محبته وصحبته فإنا نحب رسول الله والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ولا رأيناهم ولا عاصرناهم. وقد اقتفينا بأقوالهم، واقتدينا بأفعالهم كما هو مشاهد. فإن صورة المعتقدات إذا ظهرت وحصلت لا يحتاج إلى مشاهدة صور الأشخاص. ثم إن من طالع مثل هذا الكتاب ولم يحصل عنده نهضة ولا شوق إلى طريق الله عز وجل فهو والأموات سواء»، السابق، ص٣. وهو ما سماه كير كجارد المتعاصر أو التلميذ من الدرجة الثانية.
٤٠  الإحالة إلى تلخيص كتاب الجواهر، السابق، ج٢، ١٥٨. «وسلكت في هذه الطبقات نحو مسلك المحدثين وهو أن ما كان من الحكايات والأقوال في الكتب المسندة كرسالة القشيري والحلية لأبي نعيم وصرح صاحبه بصحة سنده أذكره بصيغة الجزم لأن استدلاله به دليل على صحة سنده عنده. وما خلا عن هذين الطريقين فأذكره بصيغة التحريض ليحكى ويروى. ثم لا يخفى أن حكم ما في كتب القوم «كعوارف المعارف» ونحوه حكم صحيح السند. فاذكره بصيغة الجزم كما يقول العلماء قال في شرح المهذب كذا قال في شرح الروضة كذا ونحو ذلك»، السابق، ص٣.
٤١  «ولكن هكذا وقع لنا ذكره وإن كنا لم نلتزم ذكرهم على ترتيب الزمان» السابق، ج١، ١٧٥.
٤٢  سيدي علي ولده (٤٠)، الشيخ علي الدميري المجذوب (١٨)، إبراهيم الدسوقي (١٥)، سيدي الشيخ محمد أبو الدهب (١٣)، الشيخ داود الكبير بن ماخلا (١٢) شمس الدين الحنفي (١١)، أبو الحسن الشاذلي (٨)، المرسي أبو العباس، الشيخ أبو الفضل الأحمدي، عبد القادر الجيلي (٦)، السيد أحمد البدوي (٥)، أحمد الرفاعي (٤)، أبو السعود بن أبي العشائر، سيدي محمد المغربي الشاذلي، سيدي محمد بن عنان (٣)، أبو محمد سهل بن عبد الله، أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الآدمي.
٤٣  الشيخ (١٢٢)، شيخي (١)، سيدي (٤٢)، الشيخ داود الكبير (١)، شيخي ووالدي وقدوتي الشيخ (١)، شيخ الإسلام زكريا النصارى (١)، العارف بالله (إبراهيم الدسوقي)، العارف الكامل المحقق المدقق أحد أكابر العارفين بالله سيدي (١)، الشيخ العارف بالله سيدي (١)، سيد الطائفة (الحفيد) (٩)، السيد (٢)، الإمام (أبو العباس المرسي) (١)، السيد الحسين النسيب أبو العباس سيدي أحمد البدوي الشريف (١)، أمين الدين إمام الجامع الغمري (١)، أستاذي سيدي (على الخواص) (١)، سيدة (٢)، (عائشة بنت جعفر الصادق، نفيسة بنت الحسين)، مجذوب (١٤)، المجنون (٢)، الحافي (١)، المحاسبي (١)، الواعظ (١١)، الكبير (١)، الأعمش (١).
٤٥  «وجميعهم من مشايخ مصر المحروسة وقرأها رضي الله عنهم أجمعين» السابق، ص٣.
٤٦  «من العقيدة إلى الثورة». من نفحات فاس ١٩٨٢–١٩٨٤م.
٤٧  «الطبقات الكبرى» في حاجة إلى طبعة حديثة علمية تعتني بالفهارس العامة للتخفيف على الباحثين تطبيق منهم تحليل المضمون بدلًا من الطريقة الأزهرية القديمة (مكتبة محمد علي صبيح وأولاده).
٤٨  كتب إبراهيم الدسوقي وهو من الفقراء صاحب الخرق إلى بعض مريديه وكان يتكلم بالعجمي والسرياني والعبراني والزنجي وسائر لغات الطيور والوحوش «أنني أحب الولد. وباطني خلي من الحقد والحسد. ولا بباطني شظًا ولا حريق لظى ولا جوى من مضى، ولا مضض غضًّا، ولا تكفي نصًّا، ولا سقط نطًّا، ولا ثطب غظًّا، ولا عطل خطًّا، ولا شتب سري، ولا سلب سبًّا، ولا عتب فجًّا، ولا سمدًا إذ حبذا، ولا بدع رضًا، ولا شطف جوًّا، ولا حتف حرًّا، ولا خمش خيش، ولا حفص عمص، ولا خفض خنس، ولا مولد كنش، ولا عنش كنس، ولا عسس ولا جيفل خندس، ولا سطاريس، ولا عيطافيس، ولا مطامرش، وبل شطامريش، ولا شوش أريش، ولا ركاش فوش، لا سملاد نوس، ولا كتب اسحطلول الرس، ولابوس عكموس، ولا أفناد أفاد، ولا قمداد أنكاد، ولا بهداد، ولا شهداد …» لوائح الأنوار ج، ١٤٥. «فتبدو له أنوار وعلوم مختلفة مانعة محجوبة، معلومة، معروفة لا معروفه، غريبة عجيبة، سهلة شطة، فائقة طعم، ورائحة وشم، ميم محل، جميل جهد، رأب علوب، نفط نبوط، هوبط سهبط، حرموا عميطًا أغلب، عمن عسب غلب، عرماد عرجود، على عروس علماس، مسرود، قد قد، حرسم صياع صبع صبوع بنوب، جهمل جمايد جريوعس، فنبود، سماع بناع، سرنوع ختلوف، كداف كروب كمنوف شهد، اسهنبل، ختلولف، ختوف رصص، ما من قمن، قرفنبود سعي، طبوطاطا برطا، كمط كهرجه جهد. بيدفيلودات كهلودات، كيكل كلوب، فافهم برم، واهرم منعجم، وأخر سهدم، سوس سهيوس، كلافيد، لا تعز عن غبيلا، سعد سجتزيط ولا تتكوكع، زيذ صدام هدام. سكهدل …»، السابق، نفس الصفحة. «في الأبرجة المعونقة والمجبرة المحونقة والمثيرة المحتوطفة واللطيفات المختلفة المستوجنة والأرايح الأرياح المتولوجة المستودجة، فالشهار والأنهار المستوطج والصفو المزرورق أو المفتودج والفتوع والسنبابول والسربايور والشوشاند والشربو شاسع والبرجواشاند …» السابق، نفس الصفحة. أجميل المعنى سخي المراشف، أرخى المعاطف كريم الخلق، سني الصدق، عرفوط الوقت، ورو ساني الفهم، ثاقب المرصب، محبول الرحب، قطابة النقل، قدوح النماطة، ليدوح النباطجة، سرسامع الوحب، بهدياني الوعب، بهياني الحداقة، سهيري الناقة، موز الرموز، عموز النهوز، سلاحات أفق فانية، أحق شوامق البرامق، صيدو فرقيدو، فرغاط الأسباط، وميط الساط، الكرقولية، والقدد القيلولية، إن جدول شذول، وإن غزذل، خردل السبل، السبل يبطل العقود، النمكاصة النياصة، جاجوي نباكلكوتي، سبا مقطعات، حم ومحمات، حكيم بداع لواع، إن شدت أنشدت، عنيقات رسمانية، ناتوتية، نابهتنية، بانلية، أرس أرسون، كمين كبيوت، ناتون نون، وجيم ونقطة، عين تنعيم، أزمج همدج، بنسج هيج، وهبرر عبوص، قيداف فيدوف، عرائش مجليات، شعشانية على قطط النبط، لا النمط والبعب لا الشطط، خلاق القندوم، خلاق الزيدم، وأبقي الهندم، أن طاطا فطا وفا، وإن تعاطي فاستبرق، يسمع عنين النبك، وعنين النبط، من أرباح قوائد. وأدراح قلائد، ليش من لفظ قس الأيادي، ولا له بها أيادي، إن تمادي قدي، إن نعد أعدد، لفظه بارق، لحظه حاذق، إن ينشد ورذ وونيه، قب اعتدلت بالرشاطاط، من خروربان، كروم المرنبلاه ولا أشباه ألم تك والدتك والرنك»، السابق ص١٤٦.
٤٩  الطبقات الكبرى ج٢ ٧٨، ٩٦، ١١٧، ١٦١، ١٦٣.
٥٠  الطبقات الصغرى – دار الكتب العلمية، بيروت، ١٩٩٩م/١٤١٩ﻫ.
٥١  السابق، ص٢١.
٥٢  السابق، ص١٣.
٥٣  القسم الأول ٣١ صوفيًّا، الثاني ٢٢ صوفيًّا، الثالث ٥١، والمجموع ١٠٤.
٥٤  السيوطي (١٥)، زكريا الأنصاري (٧)، ستة أعلام (٢)، ثمانية أعلام (١٥)، أربعون علمًا (صفحة واحدة)، وستة وأربعون علمًا (نصف صفحة).
٥٥  الطبقات الصغرى، ص٧.
٥٦  السابق، ص٧٩، ١٢٢.
٥٧  الشعر (٢)، القرآن (١).
٥٨  الطبقات الصغرى، ص٧٠.
٥٩  مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر ١٩٣م/١٣٥٦ﻫ.
٦٠  السابق، ص٦، ٤٦، ٩٢، ١٣٤.
٦١  السابق، ص٢٩.
٦٢  عالم الفكر، ميدان الحسين، الأزهر الشريف ١٩٧٦م.
٦٣  «تم بيسير جميع ما يحتاج إليه في الزاوية من طعام ولباس وغيرهما من غير سؤال ولا ذل في طريق الوصول إلى ذلك، ثم إرسال الحق جل وعلا إلي كل سنة من عسل النحل نحو عشرة قناطير، ومن عسل القصب نحو خمسه عشر قنطارًا، ومن القمح ثلاثمائة إردب … ثم إرساله تعالى لنا كل سنة من البطيخ الهندي نحو ألفي حبة فنطعم منها الفقراء والضيوف طول السنة حتى يطلع البطيخ الجديد غالبًا، ثم عدم اعتمادي على وقف أو هدية أو على مخلوق دون الله تعالى …»، لطائف المنن، ص٣٣.
٦٤  «ثم وجود البركة في رزقي حتى ربما أقدم للضيف ما يأكله واحد فيكفي العشرين نفسًا، ثم طاعة الجن لي … ثم معرفتي للولي إذا زرته في قبره هل هو حاضر أم غائب …» السابق ص١٦.
٦٥  السابق، ص٩–٣٨.
٦٦  السابق، ص١٨.
٦٧  السابق، ص٢٣-٢٤، ٣٣، ٣٧.
٦٨  السابق، ص١٧، وقد قمنا بتحقيق ذلك في «حوار الأجيال».
٦٩  السابق، ص٤٧-٤٨.
٧٠  دار صادر، بيروت، ١٩٩٩م (٥ أجزاء).
٧١  السابق، ج١، ١٩–٢١، ٢٠٥-٢٠٦، ٦١٤-٦١٥.
٧٢  السابق، ج٢، ٤٠٣، ٤٣١، ٥٠٦، ٣٤٤، ج٣، ٣٤٣، ٤٩٣، ٢٦٧، ٤١٥.
٧٣  السابق، ج٣، ٣١١-٣١٢.
٧٤  «وكان يغزو بلاد الإفرنج كل ليلة، ويرجع إلى بلده قبيل الفجر ويقول: لا يكون الفقير كاملًا حتى يطوف المشرق والمغرب، وهو مضطجع على جنبه» السابق، ص٤٣٩.
٧٥  السابق، ج١، ٣-٤.
٧٦  السابق، ص١٩١.
٧٧  الطبقة الأولى (١٠٨ صوفي)، الثانية (١٦٥)، الثالثة (٧٨)، الرابعة (٩٥)، الخامسة (١٩)، السادسة (٥١)، السابعة (١٢٨)، الثامنة (٨١)، التاسعة (٧٣)، العاشرة (١٠٦)، الحادية عشر (٣٥). ويكون مجموعهم ٨٩٩. ومجموع الصوفية في «الطبقات الصغرى» ٦٢٧ صوفيًّا.
٧٨  طبقات الصوفية ج١ ٢٠٨-٢٠٩، ٢٧١، ٢٨٠، ٢٩٥، ٢٩٨، ٣٢٣، ٣٣٢.
٧٩  طبقات الصوفية ج١، ٢٣٠–٢٣٥، ٢٤٢-٢٤٣. نساء الصوفية، السابق، ج١، ٢٣٠–٣٣٥، ٢٤٢-٢٤٣، ٢٦٨، ٢٨٥، ٢٩٤، ٣٢٧-٣٢٨ ج١، ب ٣٩٠–٣٩٣، ٤٦٥، ٤٦٨، ٥٥٦، ٦١٧–٦١٦، ٦٩٣، ٧٢٣–٧٢٥ ج٢، ١٢١-١٢٢ الطبقات الصغرى، ص٢٩٥، ٣٠٦.
٨٠  الطبقات الصغرى، ص٢٩٣-٢٩٤.
٨١  وقد أحسن الناشر صنعًا بتخصيص الجزء الخامس للفهارس العامة حتى أصبح بالإضافة إلى الهوامش والإحالات إلى المصادر الأخرى نموذجًا للنشر العلمي الجيد، بالرغم من المقدمة الخطابية له التي يبدو فيها تعاطفه مع الصوفية وانتسابه إليهم. بل إن الإهداء للصوفية، «إلى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال الله، رجال الرسول، رجال الأمة، رجال صدقوا، وما بدلوا تبديلًا»، طبقات الصوفية ج١، ٥.
٨٢  له حوالي ١١٧ كتابًا.
٨٣  الأحاديث (٤٦٨)، الآيات (٣٦٥)، الأشعار (٢٨٢)، الأمثال (٢٩)، أنصاف الأبيات (١٧)، الدوبيت والبلقيات والموشحات (١٢).
٨٤  طبقات الصوفية ج١، ١٥٠، ج٢، ٤٩٤، ج٣، ١١٩، ٣٤٥، ٢٠٢، المصادر الشفاهية، ص١٠٣، ٣١٧، ٤٥٨، السابق، ص١٠٨.
٨٥  طبقات الصوفية ج٣، ٥١–٥٢، ج٤، ٤٣٧.
٨٦  السابق، ج١، ٥–٢١.
٨٧  السابق، ج١، ٢٢–٦٩.
٨٨  زين العابدين محمد عبد الرءوف المناوي: إرغام أولياء الشيطان بذكر مناقب أولياء الرحمن»، تحقيق وإعداد محمد أديت الجادر، دار صادر، بيروت، ١٩٩٩م.
٨٩  عدد الصوفية ٦٢٧ صوفيًّا من كافة الطبقات، من الثانية حتى الحادية عشرة.
٩٠  «لما تيسر، ولله الحمد، إكمال كتاب «الكواكب الدرية في مناقب السادة الصوفية» اطلعت بعد تمامه على جماعة من القوم من العجم والروم والحرمين واليمن والشام ومصر، فأحببت أن لا يخلو كتاب الكواكب» منهم، فأردت إلحاقهم فيه. فصدني عن ذلك أمران: الأول أن الكتاب قد انتشر في الأقطار، ونقل إلى البلاد النائية فتختلف النسخ وتضطرب. الثاني أن في حجمه كبرًا بالنسبة إلى همم أهل العصر»، طبقات الصوفية ج٤، ٥.
٩١  «وينحصر المقصود منها في أبواب: الأول: في التنبيه على جلالة كلام الأولياء والترغيب في مجالستهم. الثاني: في الرد على من أنكر حكاية الكرامات بالأدلة العقلية المؤيدة بالبراهين النقلية. الثالث: في الإشارة إلى المقصود من ظهور الكرامات على الأولياء والترغيب في مجالستهم والأخذ عنهم، وبيان ما أتوا من أنواع الكرامات والمنازل والمقامات على وجه الإجمال. الرابع: في بيان طبقات الأولياء ومقاماتهم وأحوالهم ومكان أصحاب الوظائف منهم. الخامس: في ذكر شيء من أصول علم التصوف المهمة، لا يستغني عنها مطالع هذا الكتاب، الطبقات الصغرى، ص٦.
٩٢  هي (١) الأقطاب (٢) الإمامان (٣) الأوتاد (٤) الأبدال (٥) النقباء (٦) النجباء (٧) الحواريون (٨) الرجبيون (٩) الختم (١٠) ثلاثمائة نفس على قلب آدم. (١١) أربعون نفسًا في كل زمن (١٢) سبعة في كل زمان (١٣) خمسة على قلب جبريل (١٤) ثلاثة على قلب ميكائيل (١٥) واحد على قلب إسرافيل (١٦) جماعة على قلب داود (١٧) رجال الغيب العشرة (١٨) الظاهرون بأمر الله عن أمر الله والثمانية عشرة (١٩) رجال القوة الإلهية الثمانية (٢٠) رجال الحنان والعطف الخمسة عشر (٢١) أربعة في كل زمن (٢٢) رجال الفتح الإلهي الأربعة وعشرون (٢٣) رجال العلى السبعة في كل زمان (٢٤) رجال التخت الأسفل الواحد والعشرون (٢٥) رجال الإمداد الإلهي والكوني الثلاثة (٢٦) الرحمانيون الثلاثة في كل زمن (٢٧) رجال الأيام الستة (٢٨) امرأة واحدة في كل زمان (٢٩) رجل واحد في كل زمان (٣٠) رجل أو امرأة في كل زمان له أولها رقائق ممتدة في العالم (٣١) رجال الغني بالله الاثنان (٣٢) رجال من التحكيم والزوائد العشرة (٣٣) البدلاء الاثنا عشر (٣٤) رجال الاشتياق الخمسة في كل حال لا يحصرهم زمن هم الملامتية، والصوفية، والعباد، والزهاد، والعلماء والأفراد والأشياء والقراء، والأحباب، والمحدثون، والسمراء، والورثة، والأواهون، رجالًا نساء، والأجناد والإلهيون، والأخيار، والأوابون، والمخبتون، والمنيبون إلى الله، والمهاجرون، والمشفقون، والموقنون بعهد الله، والواصلون، والخائفون. وليس للتصنيف نهاية، السابق، ص٢٠-٤٤.
٩٣  الطبقات الصغرى، ص٤٥–٥٧.
٩٤  مثل: إسناد الشيء إلى الأصل، والفرع إلى الأصل، والمتبوع للتابع. والاشتراك في الأصل يقضي الاشتراك في الحكم. والشيء مستفاد من أصوله، والمتكلم يلحق الفرع بالأصل ولا يرد، وفهم الأصل يؤدي إلى فهم الفرع، واعتبار الفرع بالأصل، ولزوم التحقق من الأصل، وتشعب الأصل يقضي بتشعب الفرع، وتقلب لا يقضي رفع الأحكام الشرعية، والتوقف في مجال الاشتباه والتشديد في التعبد منهي عنه، وتحديد ما لم يرد في الشرع ابتداع، وبساط الشريعة يقضي بأخذ الواضح.
٩٥  مثل: الاصطلاح والمعنى، ووحدة القصد واختلاف السبل أي وحدة الغاية واختلاف الوسائل، واختلاف المسالك راحة للمسالك. وبقدر وجود الحسن يتعدد الاستحسان، وأصل الطريق اللقمة والخلطة. والمقصود موافقة الحق ومخالفة الهوى، والأجر على قدر الأتباع، والعلم بفائدة الشيء تبعث على الاهتمام به، واعتبار المهم من كل شيء وطلب الشيء من وجه واحد أسهل في نيله، والعائد على قدر الفائدة، وأهلية الشيء تقضي بلزوم بذله، ودوام الشيء بدوام ما رتب عليه، والتزام اللازم للملزوم، وشرف الشيء لذاته أو لصفته، ولا مدح أو ذم إلا للذات، ووجه الاستحقاق مستفاد من شاهد الحال، والطبع يعين للنفس، وفي كل علم الخاص والعام، والنسب في الواقع يقضي تخصيص الحكم وكل علم مثل الفقه عام في عمومه، والفقه مقصود لإثبات الحكم في العموم، ولا يصح العمل بالشيء إلا بعد معرفة حكمه، ونظر الصوفي أخص من نظر القضية، وكل حقيقة لها دعوى يقتضيها، واستخراج الشيء من محله بإدخال الضوء عليه، ولا علم إلا من الشارع أو نائبه، والعلماء يصدقون فيما ينقلون، ولا يتجاوز أحد العلم الصحيح الواضح، والعلم مبني على البحث والتحقيق، ومبني الحال بالتسليم، ويؤخذ العلم من أربابه ومشايخه ومن التجارب المشتركة، وتجنب تصوف الفلاسفة، وإقامة رسم الحكمة لازم. ولاحظ للعامي سوى الجذر، والخواص في الأقوال والأفعال، وإظهار الكرامة وإخفاؤها حسب النظر، ويقتضي الكرم مغفرة الذنوب.
٩٦  فمنهم من تم حصاره في منزله حتى مات مثل ابن أبي حجرة. ومنهم من لفظت كتبه قبل أن يستعيدها من البحر مثل كتب الترمذي «نوادر الأصول»، «ختم الأولياء»، «علل الشريعة». وقد كُفر الخراز بسبب كتبه واقتطاف أقوال منها خارج السياق، ونفي من البلاد. كما نفي النابلسي مقيدًا بالسلاسل من المغرب إلى مصر. ونفي النصر أباذي إلى مكة حتى مات، وكذلك نفي السجزي بسبب كتابه «الفوائد الحديثية»، كما نفي الشاذلي من المغرب إلى مصر. ونفي العفيف التلسماني. ونفى السلطان الغوري شيخ الإسلام ابن أبي شريف لأنه قبل توبة الزانيين فقتلهما السلطان على بابه وجهًا لوجه ونفاه إلى حلب. ومنهم من نفي من البلاد فمات غريبًا كما حدث للبوشنجي، ومنهم من اتهم بالجنون ودخل البيمارستان حتى مات مثل السبكي، وضرب ابن سمعون ومنعوه من الوعظ حتى مات. ورموا أبا القاسم بن جميل بعظائم الأمور حتى مات. وحوكم عز الدين بن عبد السلام بسبب علمه في العقائد. وقتل الحلاج والإمام أبو القاسم بن قسي صاحب «خلع النعلين وابن برجان صاحب «التفسير»، والمرجاني حسدًا وإغارة للسلطان عليه. وأمر السلطان بيبرس بشنق ابن بنت الأعز. وقتل صلاح الدين بفتوى العلماء الشيخ عمارة اليمني. «في الإشارة إلى بعض ما أوذي به أولياء الله تعالى من الإنكار عليهم وغير ذلك»، الطبقات الصغرى ص٥٥–٦٣.
٩٧  السابق، ص٤.
٩٨  ابن عربي (٣٠)، يحيى المناوي (٢٨)، ذو النون (١٩)، البسطامي (١٨)، الغزالي، الطوسي (١٧)، الجنيد، محمد الحنفي (١٥)، التستري، الرازي، ابن دقيق العيد، علي بن وفاء السكندري (١٤)، الشاذلي (١٣)، إبراهيم بن أدهم، إبراهيم المتبولي، زين العابدين المناوي (١٢)، الشبلي، إبراهيم الواسطي (١١)، أحمد الرفاعي، محمد بن زغدان (١٠)، بشر بن الحارث، الحلاج، ابن الفارض، الشعراني (٩)، الحسن البصري، الفضيل بن عياض، مالك بن دينار، إبراهيم الخواص، شعيب المغربي، عبد الله المنوفي، عبد القادر الجيلاني، العفيف التلمساني (٨)، الدرارني، أبو العباس المرسي، علي الخواص، المنزلاوي (٧)، داود الطائي، رابعة، سفيان الثوري، إبراهيم ابن عيسى، أحمد الحواري، السري السقطي، الحداد، أحمد بن عمر بن محمد، علي بن أحمد، محمد بن عنان، أحمد الزاهد، إسماعيل زروق، أبو بكر الحلبي (٦)، أبو تراب النخشبي، يحيى بن معاذ، الروزباري، محمد بن يوسف الرازي، الفيروزآبادي، أحمد البدوي، مروان الخلوتي، إبراهيم بن أبي شريف، مدني الأشموني، محمد الخلوتي، محمد الغمري، دمرداش الخلوتي (٥)، أويس القرني، سفيان بن عيينه، طاووس بن كيسان، عامر بن عبد الله، عبد الواحد البصري، كعب الأحبار، محمد بن صبيح، وهب بن منبه، علي المقدس، علي بن مطيع، محمد بن حمزة، يوسف بن أشباط، المحاسبي، الترمذي، ابن خفيف، الكتاني الواسطي، الدقاق، محمد القرشي، البوني، داود بن فخلان، شهاب الدين السهروردي، القونوي، محي بن غانم المقدسي، عبد الله اليافعي، يوسف العجمي (٤) … إلخ.
٩٩  علي (١٧)، عمر (١٤)، الحسن بن علي، الحسين بن علي (٨)، عثمان (٦)، أبو بكر، سليمان الفارسي، عبد الله بن مسعود، عبد الله، علي بن الحسين، النعمان بن ثابت (٥)، عبد الله بن عمر، ابن عباس، عبد الله بن الزبير (٤).
١٠٠  عمر بن عبد العزيز (٧).
١٠١  الشافعي (٩)، أحمد بن حنبل، سفيان الثوري، زكريا الأنصاري (٥).
١٠٢  الصوفية الشافعية (٨٠)، المالكية (١٩)، الحنفية (١٣)، الحنبلية (٥)، الظاهرية (٢)، القادرية الصوفي (٨).
١٠٣  الطبقات الصغرى، ص١٥٢.
١٠٤  ابن عربي (١٣٤)، الشعراني (٧٧)، أبو العباس الخضر نقيب الأولياء (٥٨)، سفيان الثوري (٤٩)، يحيى المناوي (٤٨)، ذو النون (٤٤)، ابن حجر (٤٣)، عبد القادر الجيلانى (٤٢)، أبو الحسن الشاذلي (٣٦)، الحمصاني (٣٢)، الشبلي، أبو مدين المغربي، أبو العباس المرسي (٣١)، الحسن البصري، البسطامي (٢٩)، إبراهيم المتبولي (٢٨)، إبراهيم الخواص (٢٧)، علي الخواص (٢٦) إبراهيم بن أدهم، بشر بن الحارث (٢٤)، السري السقطي (٢٧)، مالك بن دينار (٢٥)، عفيف الدين اليمنى (٢٣)، ابن الفارض، التستري (٢٢)، القشيري (٢١)، مدين الأشموني، ابن عساكر (٢٠)، الخراز، زروق، الفضيل بن عياض (١٩)، أبو نعيم الأصفهاني، الواسطي، أبو الحجاج الأقصري، أبو سليمان الداراني (١٨)، القوصي، أحمد الرفاعي (١٧)، عز الدين بن عبد السلام (١٦)، أبو تراب النخشبي، ابن الجوزي (١٥)، القرشي، عبد الرحيم القنائي (١٤)، ابن عطاء الله السكندري، ابن الجلاء، عبد الله المبارك (١٢)، إبراهيم الدسوقي، ابن عطاء (١١)، السهروردي المقتول (١٠)، نفيسة بنت الحسين (٩)، حاتم الأصم، معروف الكرخي (٨)، الجنيد (٧)، حمدون القصار (٦).
١٠٥  على (٧٢)، أبو بكر (٤٧)، عثمان (٣٠)، عبد الله بن محمد (٢٧)، الحسن بن علي (٩).
١٠٦  الشافعي (٤٣)، مالك بن أنس (٢٨)، الحسين بن علي (١٩)، أبو حنيفة (١٤)، أنس بن مالك (١٢)، الأوزاعي (١٠).
١٠٧  ابن عباس (٣٧)، أبو هريرة (١٤)، معاذ بن جبل (٨).
١٠٨  عمر بن عبد العزيز (٢٣)، الغوري، معاوية (٢١)، هارون الرشيد (١٣)، محمد الفاتح، الخليفة المنصور (١٢).
١٠٩  موسى (٣٩)، آدم (٢٣)، إبراهيم الخليل، داود (١٢)، سليمان (١٠)، نوح (٦).
١١٠  جبريل (٢١).
١١١  (١) الشافعية (٤٢)، الأبدال (٣٣)، مصر (٢٤)، اليمن (٢٠)، أهل الروم (١٨)، العرب، قريش، بنو إسرائيل (١٤)، الفرنج، اليهود (١٣)، بنو أمية، الحنفية (١٠)، الخلوتية، العراق، المغرب (٩)، التتر، الرافضة، البصرة (٨)، الملامتية، النصارى (٧)، اليمن، بغداد (٦).
١١٢  (٢) مصر (٢٥٣)، مكة (١٢١)، بغداد (٨٤)، الشام (٦٩)، المدينة، القرافة (٥٦)، القاهرة (٤٩)، دمشق (٤٨)، المغرب (٤٤)، اليمن (٤١)، الإسكندرية (٣٨)، الكعبة (٣٤)، بيت المقدس (٣٦)، قوص (٣٢)، الجامع الأزهر (٣٠)، خراسان (٢٨)، البصرة (٢٧)، القسطنطينية (٢٦)، زاوية المنير (٢٣)، نيسابورا النيل (٢٢)، بورسا (١٦) الحجاز (١٥)، بولاق (١٤)، أدنة (١٣)، الجيزة، المدرسة الإصلاحية (٨)، جامع الزاهد، المدارس الثمانية، المسجد الحرام (٧)، مراكش (٦)، مرو (٥)، الكوفة (٥).
١١٣  مصادر الكتاب حوالي ٥٨ مصدرا هي: إحياء علوم الدين (١٥)، التنبيه للشيرازي (١٢)، الفتوحات المكية، الوحيد في علم التوحيد للقوصي (٩)، الرسالة القشيرية، البخاري الصغير للقزويني (٨)، الأخلاق المتبولية للشعراني (٥)، الألفية، بستان العارفين للنووي، البسيط للغزالي، التوراة (٤)، أنباء الغمر لابن حجر (٣)، مختصر الإحياء للبلالي، الإرشاد للسعد التفتازاني، الطبقات الصغرى ألفية الحديث، الإنجيل (٢).
١١٤  الكلب (٥١)، الأسد (٤٥)، السبع (٤١)، الطير (٣٦)، الحمار (٢٨)، الحية، البغلة (٢٥)، الغنم (٢٠)، الفرس (١٩)، الذئب (١٦)، الجمل، الدجاجة (١٥)، الثعبان الضخم (١٠)، الفأر والعصفور (٩)، السمك، الثور (٨)، الخنزير، القط، العقرب (٧)، البقرة (١٢)، النمل، الغراب، الغزال (٦)، الناقة، الجراد، العنكبوت، الفيل، القرد (٥)، الوحش (٤)، الثعلب، الناموس (٣) … إلخ.
١١٥  الدنيا (٢٧٦)، الصوفية (٢٦٥)، الكرامة (٢٠٩)، الأحوال، الزهد (١٩٢)، حق، حقيقة، حقائق (١٨٧)، الفقر (١٧٩)، الطريق، المعارف (١٥٧)، الطريقة (١٥٦)، التصدق (١٤٥)، العابد (١٣٧)، الذكر، الفقه (١٣٦)، العلم (١٢٤)، القلب (١١١)، الموت (١٠١)، النفس (١٠٠)، الحديث (٩٤)، الأولياء، حكمة، حكيم، خلوة (٨٧)، محبة (٨٥)، الأدب، النور (٨١)، (٧٩)، الزاوية (٧٨)، المقام، الولاية (٧١)، الإمام (٦٥)، الخواطر (٦١)، الخوف (٥٩)، الكشف (٥١)، العمل (٤٧)، المشاهدة (٤٦)، العالم (٤٥)، التوحيد (٤٤)، الأنس (٤٢)، القبر (٤٠)، الوجد (٣٨)، المجاهدة، العبودية (٣٧)، الصبر (٣٦)، الإخلاص، والتوكل (٣٥)، الجذب، العقل (٣٤)، الجوع، السياحة (٣٣)، الإيمان والبلاء (٣١)، الأصول (٢٩)، الهوى (٢٨)، التوبة، الصدق (٢)، الحزن، الربوبية، الآخرة (٢٦)، الرحمة، الروح، النار (٢٥)، الأسرار، الإشارات، التسليك، الحضور، السلطان (٢٤)، الخاطر، السلوك، الشيطان (٢٢)، الشريعة (٢١)، الإسلام (٢٠)، الأحكام (١٩)، التحقيق، الحجاب، الصحبة، القدر (١٨)، التجريد، الرجاء، الشوق (١٧)، أهل الطريق (١٦)، الشطحات، النصراني (١٥)، الاختيار، الإخفاء، التدبر، الذوق (١٤)، الأخلاق، الأداء، التفسير، العرفان، المراقبة (١٣)، الأبدال (١٢)، الاجتهاد، الشكر (١١)، الاتحاد، الإحسان، أهل الله، الباطن، الرهبان، الطاعة (١٠).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤