ثانيًا: العودة إلى علم الكلام

(١) كتاب المعراج للقشيري (٤٦٥ﻫ)١

وهو اغتراب مبكر للوعي الصوفي خارج الزمان والمكان بالرغم من أن المؤلف حاول أيضًا القضاء على الاغتراب في نظرية الذات والصفات والأفعال والأسماء، وإرجاعها إلى أصلها في التجارب البشرية. لم يؤوله تأويلًا روحيًّا، الطريق إلى الله، ولكنه اعتبره واقعة شيئية حدث بالفعل في الزمان والمكان كما هو الحال عند المحدثين والفقهاء. الغاية التحقق من وقوعها عن طريق صحة الأسانيد والروايات. لذلك تسود الحجج النقلية، الآيات والأحاديث والأشعار.٢ وتذكر الأسانيد مع المتون. والأحاديث طويلة للغاية. صيغت بطريقة الإخراج المسرحي: الحوار، والمناظر، والألوان، والرقي من السماء الأولى حتى السابعة، ومشافهة الأنبياء، وحكاية كل نبي وصلته مع أمته خاصة ما صعب عليها. وكلها من نسج الخيال الأدبي. تطول الأحاديث. وتغرق في الصور الفنية للبراق والسموات وقصور الأنبياء. وهو ما يخرج عن الهدف من الحديث إعطاء تفصيلات على الأحكام مثل المواريث، «لا وصية لوارث»، وبيان بعض أوجه السلوك مثل الصلاة، «صلوا كما رأيتموني أصلي». وكيف تفرض الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج والمسلمون يصلون قبلها بثمان سنوات؟ وكثير منها مستمد من الإسرائيليات. والقصد المنافسة بين الديانات وأنبيائها، أيهم أكثر إثارة للخيال كدليل على العظمة خاصة وأنه قد عرض على الرسول ليلة المعراج اليهودية فرفضها ثم المسيحية فرفضها، ثم الإسلام فقبله.٣ لذلك ينتهي المعراج بمعارج الأنبياء السابقين إدريس وإبراهيم وإلياس وموسى وعيسى بل ومعارج الأولياء مثل معراج البسطامي.٤
وتأتي أقوال الصوفية من أبي علي الدقاق بطبيعة الحال باعتباره زوج ابنته ثم الواسطي ثم جعفر الصادق والحلاج والشبلي، ثم السري السقطي، والبسطامي والجنيد وآخرين.٥ كما تظهر بعض الفرق الكلامية غير الإسلامية كالملاحدة، والطبائعيين، والمانوية، والإسلامية كالمعتزلة والروافض. وتظهر بعض الإسرائيليات في أخبار الأنبياء السابقين.٦
ويدور الموضوع حول أسئلة عقلية سبعة تدعو إلى التشكك في صحة الروايات لو صحت إجاباتها.٧ وهي:
  • (أ)

    ‌هل يكون المعراج بالبدن أم بالروح؟ والإجابة شيئية حديثة أنها بالبدن طبقًا للأشعرية. والأدلة نقلية وليست عقلية.

  • (ب)

    متى كان المعراج؟ قبل البعثة أم بعدها وفي أي مكان؟ وتختلف الإجابات حول الزمان والمكان مما يوحي بتركيب القصة ووضعها في التاريخ.

  • (جـ)

    ما فائدة المعراج؟ وهل قدرة الله في حاجة إلى إثبات على هذا النحو الخيالي ومنهج القرآن في الإثبات هو التأمل في الطبيعة؟

  • (د)

    ‌هل تدل القصة على أن الله من فوق وأنه في جهة وأنه يدنو ويتدلى ويقترب؟ هذا هو الخيال الشعبي، الربط بين الله والسماء، والله والفوق، والله والأعلى.

  • (هـ)

    ‌هل كان المعراج بالليل أم بالنهار؟ اختلفت الإجابات، ولكن الليل أكثر مدعاة للخيال لرؤية الألوان والأنوار المبهرة.

  • (و)

    ‌هل كان لغير الرسول من الأنبياء معارج؟ واختلفت الإجابات بين الميزة الخاصة للرسول وعمومها على الأنبياء السابقين، إدريس وإبراهيم، وإلياس وموسى وعيسى.

  • (ز)

    ‌هل كان لغير الرسول من الأولياء معارج؟ يبدو أن الرد بالإيجاب بدليل معراج البسطامي. فالولي خليفة النبي، ومعجزة النبي مثل كرامة الولي.

(٢) «معراج السالكين» للغزالي (٥٠٥ﻫ)٨

وهو مثل «كتاب المعراج» للقشيري. ويشارك في الموضوع الكلام، الحياة بعد الموت، والفلسفة والمعاد الروحاني، والتصوف للتذكر والتدبر بالموت، دخل في التصوف لأن المعراج الرابع في شرح آية النور اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أدخل في التصوف. كما أن المعراج السادس في التأويل هو منهج الصوفية. والدافع على التأليف فساد الزمان والاعتقاد لولا سياسة الملوك. وزادت هذه الآراء لعدم الرد عليها أو للرد عليها عن جهل وإنكار العلوم العقلية الخالصة كالحساب والهندسة والمنطق والفلك.٩ وهو كتاب جدلي بين الكلام والتصوف. إذ يصنف الناطقين بالشهادة إلى سبع فرق: الناطقون بالشهادتين دون فهمهما، والناطقون بهما تقليدًا، والمعتقدون بالشريعة بالنظر والاستدلال، والمصدقون الموقنون، والمعتقدون بالإسلام لكن اعتقادهم في ذات الله وصفاته في حاجة إلى تصحيح، والمعتقدون بالإسلام وبالله ولكن اعتقادهم في النبوة تشوبه شائبة، والمظهرون الإسلام المبطنون للتعطيل.١٠
والمعارج مستويات إثبات للنفس. وهي سبعة: الأول مراتبها وارتباطها بالجسم وخصوصيتها اعتمادًا على علم الطب. والثاني إثباتها والاستدلال على بقائها. والثالث في الأفلاك وحدوث الأجسام والأفلاك وعلم الله بها، والرابع في أن الله نور السموات والأرض والمعاني الستة للنور، ومعاني المشكاة والزجاجة، والمصباح والزيتونة. والخامس في النبوة. والسادس في الخبر والتأويل وتفسير البعث والحشر وتبديل السموات والأرض وكل الآيات المتشابهات. والسابع الموت وحياة الكواكب والسعادة والشقاء. ويعتمد على القرآن والشعر والحديث.١١ كما يحيل إلى المتكلمين والمعتزلة والفلاسفة.١٢ ومن أسماء الأعلام يتقدم الفارابي.١٣ ومن الوافد يظهر أفلاطون ثم أرسطو.١٤ ويحيل الغزالي إلى بعض مؤلفاته مثل «مشكاة الأنوار» «وشفاء الغليل» و«رسالة الأقطاب».١٥

(٣) قطب العارفين في العقائد والتصوف للجائي (٥٩٩ﻫ)١٦

وكما خرج التصوف من علم الكلام كفعل أو كرد فعل فإنه عاد إليه من جديد ابتداء من القرن السادس لاستمرار التصوف النظري اعتمادًا على علم الكلام كما اعتمد هو نفسه على علوم الحكمة، لكنه علم كلام صوفي يقوم على الذوق والإشراق.

ويقوم «قطب العارفين» على ثلاثة أقطاب: الأول معرفة الله، والثاني التهذيب والرياضة، والثالث البواطن والأسرار. أكبرها الثالث، وأصغرها الأول.١٧ الأول في علم الكلام التقليدي مع جعل أول الواجبات معرفة الله وليس النظر في الطبيعة لإثبات وجوده أولًا بالرغم من عجز العقول والأوهام عن إدراك صفاته. ثم يبدأ التنزيه بنفي القبلية والبعدية عنه، والحركة والسكون، والتخييل والتكييف، والتمثيل والتلوين والتشبيه، ونفي الظلم والجور، والمكان وكل صفات التجسيم مثل القرب والبعد والحلول بالعرش والسموات والأرضيين والاستواء والغمام والنجوى والمجيء والضحك والرؤية والمثال والنزول والعلو، ومعرفة صفاته، القدرة والسمع والبصر والتدبير وهي الإرادة والتي تشمل الرحمة والغضب وباقي الانفعالات، ثم الكلام وسمعه والآيات. وما بلغ الناس من الكلام ما تمثله العقول من أسراره والدخول في بواطنه دون الوقوف على الظواهر. وترتيب الصفات أيضًا له دلالته. ويظهر الجانب العملي في فوائد القرآن والعبادة والتفكر والتمسك بالإيمان، والعلم النافع، والفرق بين علم اللسان وعلم القلب.١٨
أما القطب الثاني:١٩ «في التهذيب والرياضة» فهو الطريق الموصل إلى الله والتهيؤ للقاء، والأدب مع النفس والخلق والحق، ومعرفة الدنيا والآخرة من ورائها، وزرع الطبيعة، والتخلص من الشوائب والعوائق. والنظر إلى الثرى يمنع العروج إلى سدرة المنتهى. ثم تبدأ المعارج الثلاثة إلى بساط الأنس ثم العروج إلى مقام الزهد. وتصرف الهمم إلى الله. ثم تبدأ المقامات بالرضا دون الأخذ بالأسباب، وقبول المقادير، والأحوال مثل الغيبة، وتفتح أبواب السعادة إذا حفظت النفس السر وسارت في مقاماتها الخمسة من الخوف. ثم يظهر مقام المحبة حتى يمتلأ قلب السالك نورًا.
والقطب الثالث «في البواطن والأسرار» في نظرية المعرفة التي تأتي في نهاية الطريق بعد السلوك، وليس في بدايته. فالمعرفة كشف. والوجود يسبق المعرفة. فليس كل سر يُكشف، ولا كل حقيقة تتجلى. المعرفة جنة ونعيم. لذلك أصبح العرفان مرادفًا للتصوف، ويأتي النظر على قدر صحة الإيمان وقوة نوره كما هو الحال في الفراسة. والأنوار في علم القلوب. وترتقي الأرواح، الروح العقلي والروح القدس. ثم في القرب تحصل المشاهدة. وعند مشاهدة الحال تقع الغيبة في حال الوصال. وهي معرفة الخواص وليس العوام. فالناس على مراتب في المنطق والنظر والسمع. ومقام العارف مع الله في الإرادة والاعتماد عليه وحركاته وسكناته، استغراقه في بحر الجود والألطاف، ويرى العارف نفسه، ونظرًا لعاهات النفوس التي تعيق الوصول إلى المعارف تعبر جسور وهي: الرياء، والعجب، والكبر، والحسد، وحب الثناء، والتسويف، والجزع.٢٠
ويعتمد على قدر كبير من الأدلة النقلية، الآيات والأحاديث دون الأشعار. والآيات أكثر.٢١ ولا تظهر أعلام كثيرة. يتقدمها الأنبياء مثل موسى، ثم نوح، ثم أيوب، ولوط وداود، وهود ويحيى، ويعقوب، ومحمد، ومعهم جبريل. ثم تظهر الصوفية والمحدثون والصحابة، مثل الغزالي والترمذي والبخاري والخراز، وأبو بكر وعمر وأبو هريرة، وعمرو بن العاص.٢٢ وأكثر ألفاظ الصوفية ترددًا المقامات.٢٣

(٤) «القصد إلى الله تعالى» لأبي الحسن الشاذلي (٦٥٦ﻫ)٢٤

وهنا يتجه التصوف النظري إلى الله في محور رأسي من الإنسان إلى الله.٢٥ وتتخلل البنية الرباعية في «الإحياء» والسداسية في «الفتوحات» والعشرية في «منارات السائرين» إلى ستين بابًا متناثرة. وتصبح المقامات والأحوال إحدى موضوعات التصوف وليست موضوعات مستقلة بذاتها. وتدور كلها حول الطريق ابتداءً من العزلة والصحبة وآداب المجالس والسماع والسؤال وموضوعات النفس الداخلية مثل الخواطر والمراقبة، ثم موضوعات الأخلاق مثل الطاعة والعزة والتواضع والتقوى والورع والإخلاص والكرامة والمجاهدة والرياضة مثل جهاد العدو والإرادة وجهاد النفس والتخلص من الدنيا، ثم موضوعات المعرفة الباطنية مثل اليقين والعلم والإيمان والإسلام. ولا تشغل المقامات والأقوال إلا حيِّزًا بسيطًا من الأحوال مثل القبض والبسط، والفقد والوجد، والعبودية والحرية، والمقامات مثل التوبة والمحبة. وتظهر بعض مصطلحات علم الأصول مثل العموم والخصوص، وبعض موضوعات الكلام مثل الشفاعة. ويعتمد على العديد من الحجج النقلية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مع أقل قدر من التنظير العقلي، بالإضافة إلى بعض الحكايات عن الصوفية دون ذكر لأعلامهم.

(٥) «الله القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد» لابن عطاء الله السكندري (٧٠٩ﻫ)٢٦

وهو عود إلى الموضوع الرئيسي في علم الكلام الذات والصفات والأفعال دون ذكر الصياغة الأشعرية. وينقسم إلى قسمين: الأول «في معرفة اشتقاقه وأقسامه وذكر تفصيل حروفه وتعلق أقسامه ومقتضى أحكامه.٢٧ والثاني «في معرفة فضله وشرف قدره وشرح معاني أسراره، واختصاص فوائده وذكره».٢٨ والثاني أكبر من الأول.٢٩ والعلاقة بين القسمين غير واضحة. إذا كانت قسمة الذات والصفات فأين الأفعال والأسماء؟ قد تكون العلاقة بين الموضوع والذات، بين الله في العقل والله في القلب.٣٠ إنما فقط يعاد تصنيف الأسماء ووضعها في نسق، والتصوف ما زال نظريًّا.٣١
ولا يتضح السبب في الكتاب كما هي العادة في مقدمات مؤلفات الصوفية. قد يكون العجز عن مواجهة العالم. والانعراج إلى أعلى، وتركيز الطاقات المهدرة في القاعدة على القمة. فإثبات الذات تعويض عن نفي الموضوع، والتحول من الأفقي إلى الرأسي. وقد تدل المقامات والأحوال على التركيز على الجانب الذاتي وهو الجانب الصوفي. ولا يثير الكتاب أي مشكلة. والتجريد ليس في القصد بل في الموضوع. ولا يتضمن مشكلة كلامية مثل التشبيه والتنزيه والعلاقة بين الذات والصفات، بالهوية أو الاختلاف. بل أحيانًا يتحول الفكر إلى لفظ، واللفظ إلى كتابة، وكتابة اسم الجلالة بالخط العريض وكأن الوجود مجرد وجود في العين وفي الخط وليس في الذهن أو على اللسان أو في القلب.٣٢
ويعتمد الكتيب على عديد من الأدلة النقلية، الآيات والأحاديث والأشعار. والآيات أكثر من الأحاديث، والأحاديث أكثر من الأشعار.٣٣ وقد تكثر الآيات والأحاديث لإعادة توظيفها. وقد تطول القصائد أو تقصر. ويذكر اسم الشاعر أو لا يذكر. ومن الصوفية السابقين يظهر الجنيد، ثم الشبلي، ثم أبو الحسن الثوري.٣٤ كما يذكر بعض الشيوخ.٣٥ ويحال إلى نصوص من التوراة.٣٦ فالكتاب له دلالته على التصوف النظري المتأخر والانعزال عن العالم وإن لم تكن له دلالة داخلية في النص ذاته.٣٧

(٦) رسائل الكاشاني (٧٣٠ﻫ)

(أ) «في اتحاد الذات مع الصفات أو تغايرهما»٣٨

وهي رسالة قصيرة لا تتجاوز الصفحتين عن مشكلة كلامية وهي علاقة الذات بالصفات في علاقة تماهي مثل المعتزلة أو تغاير مثل الأشاعرة. وتعتمد على التنظير العقلي الخارجي دون أي أدلة نقلية أو أقوال للصوفية. تعتمد على الدليل المنطقي الخالص، واستنباط النتائج من المقدمات، ورفض التصورين معًا مما يؤدي إلى ضرورة حل ثالث خارج التصورات الجوهرية للذات والصفات بل من خلال تعين الحقائق في الموجودات.

(ب) «بيان مقدار السنة السرمدية وتعيين الأيام الإلهية» (٧٣٠ﻫ)٣٩

وهي رسالة قصيرة بلا أبواب ولا فصول. موضوعها الذات الإلهية وتعيناتها في التاريخ. فالسنة هنا تعني القانون وليس الخبر. وهو معنى خلق الله الكون في ستة أيام أي تعينه في الكون على مراحل زمانية. وهو موضوع جديد في علم الكلام المعاصر وفي الفلسفة المعاصرة.٤٠ تعتمد على القرآن والحديث وحدهما دون الشعر وأقوال الصوفية.٤١ فالقرآن هو المنبع الرئيسي للفكر.

(ﺟ) «في بيان المراد وقع في كلام المحققين من ذكر الوجه والشعر لمحبوبهم»٤٢

وهي رسالة صغيرة، صفحتان في موضوع كلامي رئيسي وهو التوحيد بين التجسيم والتشبيه والتنزيه».٤٣ وهي إجابة على سؤال في حالة وصف المحبين.٤٤ فقد استعار المحبون، بالرغم من صفاء عواطفهم، سترًا للحال وتورية لغيرها ألفاظًا موضوعة للصور المادية، تفهم إشاراتها بدلالة المشابهة بين المستعار منه والمستعار له. فيعني الوجه الوجود لأنه موقع النظر إلى الذات، ويعني الشعر العدم الثابت، الممكن الذي يستر الواجب. ويوصف الوجه بالإشراق والنور، والعدم الظلمة والسواد، ويعتمد على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر أو أقوال الصوفية.٤٥

(د) «ما الرابطة بين الحق والعبد؟»٤٦

وهي رسالة قصيرة، صفحتان، تتعرض لقضية التوحيد والخلاف بين التصور الثنائي عند المتكلمين الواضح في نظرية الخلق والتصور الأحادي عند الصوفية الذي يتجلى في وحدانية الذات أو وحدة الشهود أو وحدة الوجود. وهو الخلاف بين التصور الثابت الجوهري الساكن بين الذات والصفات والأفعال والأسماء والتصور الحركي لتجلي الذات في الصفات، وتجلي الصفات في الأفعال، وتجلي كليهما في الأسماء. وهو سبب التأليف.٤٧ فيعتمد على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر أو أقوال الصوفية.٤٨

(ﻫ) «في أن جميع الموجودات مرايا وجه الحق تعالى»٤٩

وهي رسالة في الحق والخلق، وانعكاس الحق في الخلق كانعكاس الصورة في المرآة. وهذا هو معنى الشهادة المتبادلة بين الحق والخلق. الحق يشهد على نفسه في الخلق، والخلق يشهد على نفسه في الحق. وهو معنى «السفر عند صدر الدين الشيرازي»، السفر من الحق إلى الخلق، والسفر من الخلق إلى الحق. وماذا عن الصورة في مرآة الذات، الصورة المنعكسة، وهو سفر الحق إلى الحق وهو ما لا يمكن معرفته أو سفر الخلق إلى الخلق وهو ما يمكن التحقق من صدقه بالتجربة الذاتية؟ ويعتمد على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر أو أقوال الصوفية.٥٠ ذلك بالتنظير العقلي الميتافيزيقي الرفيع.

(و) «في شرح مسألة البسائط» للكاشاني٥١

وهي رسالة في الطبيعيات في علم الكلام فيما يسمي باللطائف، بناء على طلب المولى الملك الأعظم، السلطان إلى العالم، من العبد الفقير إلى رحمته تعالى.٥٢ لا تهم الحكم في شيء بل هي ترف مطلق. والعالم يرد ليس بالنصيحة لأولي الأمر بل بالرد في مسألة نظرية خالصة «أعوذ بالله من علم لا ينفع». البسائط غير مجعولة والأعراض مجعولة لأن البسيط لا انقسام فيه مثل الحقيقة الأحادية، مما يدل على ارتباط الإلهيات بالطبيعيات، وأن الطبيعيات إلهيات مقلوبة إلى أسفل، وأن الإلهيات طبيعيات مقلوبة إلى أعلى.٥٣ تعتمد على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر ودون إحالة إلى أقوال الصوفية.٥٤

(ز) رسالة في القضاء والقدر٥٥

وهي رسالة في موضوع كلامي دخل في التصوف من خلال الجبرية والأشعرية. تبين معنى القضاء والقدر والفرق بينهما وبين العناية، وبيان محلهما وبيان الأفعال الاختيارية، وفائدة تكيف الطاعات والدعوة بالآيات وتأثير السعي والجهد، وتوجيه الوعد والوعيد وبيان الابتلاء، والاستعدادات وتنوعها والسعادة والشقاوة، تعتمد على القرآن والحديث والشعر دون أقوال الصوفية.٥٦ كما تعتمد على بعض التحليلات النظرية مثل مراتب شهادة الإنسان في الروح والقلب والخيال والحواس.٥٧ كما يقسم مراتب العلم في الإدراك والنفس والقدرة والإرادة.٥٨ وأيضًا قسمة السعادة إلى دنيوية وأخروية، والدنيوية إلى بدنية وخارجية (اجتماعية)، والأخروية إلى علمية وعملية.٥٩

(ﺣ) «في سبب تعلق النفس بالبدن»٦٠

وهي قضية كلامية فلسفية في صلة النفس بالبدن عن طريق المزاج والتناسب بين العناصر. وهي النظرية «الفزيولوجية». وسواء حدث ذلك في القلب أو الروح الحيواني، هذه الحرارة العزيزية آلة النفس في أفعالها. وتعتمد على آية واحدة من القرآن دون حديث أو شعر أو قول صوفية. وتعتمد أكثر على التنظير العقلي، الحديث في الطبيعة بلا براهين علمية بل باستعمال قسمة نظرية. فالطبيعة أحد فروع الحكمة.

(ط) «الرسالة المعادية»٦١

وهو موضوع كلامي من السمعيات مثل النبوة، والإيمان والعمل، والإمامة.٦٢ تعتمد على القرآن والحديث وحدهما دون الشعر وأقوال الصوفية.٦٣ كما تعتمد على القسمة العقلية.٦٤

(٧) «الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل» لعبد الكريم الجيلي (٨٢٦ﻫ)٦٥

الإنسان الكامل هو الله، الإنسان كما ينبغي أن يكون وليس ما هو كائن، صورة الإنسان المثلى عن نفسه. فالإنسان يخلق مثله الأعلى خارجه.٦٦ الذات والصفات والأفعال مشتركة بين الله والإنسان. ومن ثم توحد علم الكلام مع التصوف الفلسفي في نظرية واحدة، الذات والصفات والأفعال. وكما التفت الفلسفة حول علم الكلام في علم الكلام المتأخر عند الأيجي التف علم الكلام على التصوف في التصوف النظري. وأصبح موضوع التصوف الطريق إلى الله أو الله. فعلم الكلام والفلسفة يقودان إلى غاية واحدة هو الله، يقوم التصوف النظري على علم الكلام على نحو نسقي، في الإلهيات والنبوات أو العقليات والسمعيات أو الذات والصفات والأفعال من ناحية والأخرويات من ناحية أخرى.
يتكون «الإنسان الكامل» من ثلاث وستين بابًا، الثلاثون الأولى منها نظرية الذات والصفات والأفعال.٦٧ والكتاب والقرآن وأم الكتاب والتوراة والإنجيل والتنزيل والطور وكل ما ينطق بالوحي في العشرة أبواب التالية.٦٨ وتشمل تشخيصات العرش والكرسي والحكم واللوح وسدرة المنتهى عشرة أبواب ثالثة. ثم تأتي أبواب العلم المشخص في الروح القدس والملك والروح والقلب والعقل والوهم والهمة والفكر والخيال. وموضوع النفس والغواية والحية وآدم وحواء قبل الخلق أو أشراط الساعة والموت وما بعده بعد الخلق في العشرة أبواب الأخيرة. فلم يعد يبقى شيء من التصوف الخلقي، الفضائل والرذائل أو التصوف النفسي، المقامات والأحوال. وتضخم موضوع «الله» بحيث ابتلع كل شيء. ولم يبق شيء خارجه. الله والإنسان والكون والتاريخ والماضي والمستقبل وما قبل الخلق وما بعد الخلق، والزمان والخلود … إلخ كل ذلك من تجلياته. وتُعرض الأبواب في البداية إحساسًا بأهمية الوضع الجديد للعلم.
ويطغى الشعر على النثر ابتداءً من كبار شعراء الصوفية كابن الفارض وابن عربي والنابلسي. ولا يوجد موضوع كلامي صوفي إلا وله صياغتان، شعرية ونثرية. وهناك اقتباسات من شعر ابن عربي، وكان «الإنسان الكامل» شرح لديوان ابن عربي خاصة وأن المفهوم نفسه «الإنسان الكامل» من ابن عربي. يأتي الشعر أولًا ثم النثر شرح له، وواضح الحضور الطاغي لابن عربي على الصوفية بعده مثل الشاذلي والنابلسي وغيرهم. ونظرًا لأن الشعر يقوم بدور الحجج النقلية فقد قلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى الحد الأدنى، وتستعمل الآيات الحركية من أجل دلالاتها مثل وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا. فالآية حركة في الكون، وليست معنى في الذهن. كما تستعمل الآيات القرآنية على نحو مباشر لتقوية الخطاب النثري بالصور الفنية في الخطاب القرآني. وتتنوع أساليب الخطاب بحيث تضم الرواية المتخيلة «قال الراوي».٦٩ ويقل الاعتماد على أقوال السابقين. فقد أصبح العلم موسوعيًّا يصب فيه السابقون، ولا مشخصًا بحيث توارت الأسماء، وموضوعيا بحيث اختفي المؤلفون، بالرغم من أن العنوان الفرعي «في معرفة الأواخر والأوائل» أي السابقين واللاحقين.

ويتوجه الخطاب إلى القارئ كما فعل إخوان الصفا من قبل وكل الدعاة. ولما كان الصوفية دعاة للحق فقد خاطبوا القارئ مباشرة لتبليغ الرسالة ودعوتهم إلى الهداية.

والهدف من التأليف مساعدة السالك إلى الرفيق الأعلى. ويعتمد على الكشف الصريح والخبر الصحيح بتعبير الفقهاء «موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول إلا أن صريح المعقول هنا هو صريح الكشف».٧٠ كتب مرة ثم تم الإحجام عنه. ثم كتب مرة ثانية بمزيد من الشجاعة.

(٨) «تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية» للسيوطي (٩١١)٧١

وبالرغم من أن العنوان يوحي بأنه يتعلق بالطريقة في التصوف العملي خاصة الطريقة الشاذلية إلا أنه في الحقيقة في العلاقة بين الكلام والتصوف دفاعًا عن عقيدة الصوفية في التوحيد ودرأتهم الاتحاد والحلول والوحدة المطلقة التي روجها الفقهاء ضدهم، كما يعتمد الكتاب على الفقه دفاعًا عن التصوف وليس ضده، وبيان لأواصر الصداقة بين الصوفية والفقهاء، وتنصلًا من التصوف المزيف لصالح الفقه والشرع.٧٢
وينقسم إلى فصول غير مرقمة وبلا عناوين. والعنوان عن إبطال الاتحاد والحلول بلا فصول. وتظهر ألفاظ قسمة النص مثل «فصل»، «مسألة»، «تهذيب».٧٣ ويقوم على الاستشهاد بنصوص بلفظ «انتهى»، ويظهر أسلوب القول «فإن قال هذا القائل …»
ويعتمد على القرآن والحديث والشعر.٧٤ ويذكر السند مع المتن مثل أوائل المحدثين. ويستشهد بكثير من أقوال الصوفية.٧٥ وتقتبس أقوال كثيرة من مدوناتهم. ويروي الصوفية عن بعضهم البعض. ويذكر الصوفي باسمه مثل الغزالي أو بعمله مثل صاحب التعرف (الكلاباذي). ويذكر المصدر بمفرده دون الإشارة إلى صاحبه مثل «منازل السائرين» (الهروي)، «الإحياء» و«الروضة». استقلالًا للعمل عن المؤلف. ويطلق على القسطلاني لقب «القطب». ومن الفقهاء يأتي السبكي ثم ابن الصلاح ثم العز بن عبد السلام، ثم الشافعي نظرًا لما بين الشافعية والتصوف من أواصر قربى. ومن المذاهب الفقهية المالكية والشافعية.٧٦ ومن الأنبياء عيسى وموسى والخضر.٧٧ ومن المصادر «الإحياء» و«منازل السائرين».

(٩) رسائل الشعراني (٩٧٣ﻫ)

(أ) «القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية»٧٨

وهي في نظرية الذات والصفات والأفعال مثل «التحبير والتذكير» للقشيري، و«شرح أسماء الله الحسنى» للغزالي، وهي ليست في الصفات الإلهية وحدها بل في كل موضوعات علم الكلام، متناثرة بلا بنية أشعرية، العقليات والسمعيات أو الإلهيات والنبوات أو اعتزالية، الأصول الخمسة. هو نوع من علم الكلام الصوفي حيث تتجلى الذات الإلهية ليس فقط في الصفات والأفعال بل أيضًا في الكون كله، في الكون والإنسان. الحق والخلق واحد. والقضاء يضم كل شيء. لا توجد قسمة إلى أبواب وفصول، فالتوحيد لا ينقسم. وسبب التأليف هو إعادة التأليف في أجوبة الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وتابعي التابعين بعد أن كان المؤلف قد صنف فيه من قبل جزأين. نفس المادة يعاد جمعها عبر عشرة قرون، ولكن على نحو مختصر.٧٩ ويكرر نفس الهدف في مقصود الكتاب، الدفاع عن عقائد السنة والجماعة ضد الجهلة الملحدين.٨٠ فهو كتاب سجالي، دفاعًا عن العقائد ضد الشبهات حولها من الفلاسفة والمتكلمين. يأخذ التصوف هنا دور علم الكلام التقليدي ويصحح عقائده ضد شبهة أن عقائد الصوفية معارضة بل ومناقضة لعقائد أهل السنة. لذلك يكثر استعمال لفظ «توهم».٨١ كما تدل باقي الألفاظ على التحليل العقلي للموضوعات.٨٢ وفي نفس الوقت تعرض الخصائص الباطنية للعلم.٨٣ ويستعمل أسلوب القول «فإن قال قائل طبقًا لأساليب الحجاج التقليدية في علم الكلام. ويخاطب القارئ لدعوته إلى الفهم الجديد.٨٤
ويعتمد على القرآن والحديث دون الشعر.٨٥ فالموضوع عقلي وليس وجدانيًّا. ومن أعلام الصوفية يتصدر ابن عربي ثم علي الخواص، ثم علي الرصفي، ثم القزويني، وعلي بن وفا، ثم التستري، ثم إبراهيم المتبولي، والجنيد، والغزالي. ومن الفقهاء أحمد بن حنبل. ومن المتكلمين الأشعري، والماتريدي.٨٦ ومن الصحابة علي. ومن الأنبياء الرسول ثم آدم، ثم موسى ثم عيسى. ومن الفرق الأشعرية والماتريدية. وتذكر بعض الإسرائيليات.٨٧

(ب) «اليواقيت والجواهر في بيان الأكابر»٨٨

لم تكتفِ المؤلفات المتأخرة بعقد فصل عن «علم العقائد» دفاعًا عن عقائد الصوفية ضد الاتهامات الموجهة ضدها بالانحراف عن العقائد السنية بل أبدعت «علم الكلام الصوفي»، أو «التصوف الكلامي» حتى أصبح علمًا مستقلًّا من الصعب التمييز فيه بين «الكلام والتصوف»، بين العلوم العقلية والعلوم الكشفية، بين علوم العقل والذوق. ويعني النصف الأول من العنوان «اليواقيت والجواهر» اللب والجوهر. ويعني النصف الثاني «في بيان عقائد الأكابر» عقائد الصوفية باعتبارهم أكابر القوم.

وتتوالى ألقاب التقديس للصوفية. فالشعراني هو الإمام العارف الرباني سيدي عبد الوهاب الشعراني. وتليها الدعوات له نفعنا الله والمسلمين ببركاته، وأفاض علينا من نفحاته آمين، مما يدل على التوجه العملي في الطريقة بعد التصوف النظري.

وهذا هو سبب تأليف الكتاب «بيان عقيدة الشيخ المختصرة المبرأة له من سوء الاعتقاد».٨٩ فالشيخ محيي الدين هو نموذج الصوفي الذي طغى على التصوف على مدى قرون من القرن السابع حتى النابلسي في القرن الثاني عشر. وهو مبرئ من القول بوحدة الوجود، وهل في الاعتقاد صواب وخطا وتصحيح وتخطئة أم هي وجهات نظر متعددة. لذلك أتي الأسلوب خطابًا للقارئ كما هو الحال لدى «إخوان الصفا».٩٠ وهذا لم يمنع من نقد ابن عربي بين الحين والآخر في بعض أوجه الاستدلال التفصيلية.٩١
ويتكون الكتاب من أربعة فصول. أكبرها الرابع والذي يشمل بمفرده واحدًا وسبعين بابًا. الأول عن نبذة مختصرة عن حياة الشيخ محيي الدين.٩٢ والثاني تأويل كلمات أضيفت إليه ورواها جماعة ابتلوا بالإنكار عليهم والشيخ نموذجهم. فقد بدأ الدس على الصوفية لتشويه سمعتهم وعقائدهم.٩٣ والثالث إقامة العذر لأهل الطريق لتكلمهم بعبارات مغلقة على غيرهم ومصطلحًا ورموز لا يعلم معانيها إلا هم.٩٤ والرابع جملة من القواعد والضوابط التي يحتاج إليها من يريد التبحر في علم الكلام، وهو المقصود.٩٥ وهو ما يتصدر الكتاب.٩٦
وتتوزع موضوعات علم الكلام على واحد وسبعين مبحثًا داخل الفصل الرابع أسوة بنسق علم الكلام الأشعري بداية بحدوث العالم بغير حاجة إليه ولا موجب عليه، وأنه لم يبدعه في ذاته ودون أن يحل أو يتحد معه كما يشاع عن الصوفية، وأنه أبدعه على غير مثال سابق، ودون تفصيل في الأدلة على وجود الله.٩٧ علم الأشياء قبل وجودها، وأوجدها على ما علمها، مع تفصيل صفة خلق عيسى. ولا توجد نظرية للعلم كما هو الحال في علم الكلام الأشعري عن العلم والعلوم قبل البداية إثبات حدوث العالم. إنما فقط بعض البدايات فيها مثل وجوب معرفة الله على كل عبد قدر وسعه بالرغم من صحة أخذ الله العهد والميثاق على بني آدم وهم في ظهره عليه. وهو ميثاق المعرفة والفضيلة. كذلك يظهر موضوع الخواطر الواردة على القلب داخل موضوعات الإيمان.٩٨ ثم تظهر نظرية الذات والصفات والأفعال والأسماء، لب نظرية الأشاعرة في التوحيد. فالله واحد منفرد في ملكه لا شريك له وهو مخالف للحوادث. لا يحويه مكان ولا يدخل في زمان، موجود دائمًا. هو الأول والآخر، الظاهر والباطن. وهي موضوعات الذات. وهو سر لا يمكن معرفته عند الأشاعرة.٩٩
ثم تأتي الصفات. وهي قديمة كما هو الحال عند الأشاعرة. فالله لم يزل موصوفًا بمعاني أسمائه وصفاته كما تقتضي بذلك قواعد التنزيه. وهي صفات عين وغير ولا عين ولا غير.١٠٠ ولا يجوز تأويل آيات الصفات كما فعل السلف خوفًا من الوقوع في التشبيه. وهنا يبدو أن التصوف المتأخر أكثر حرفية من الأشعرية المتقدمة. والكلام والكرسي واللوح والقلم والاستواء على العرش أيضًا تقع بين التنزيه والتشبيه. والله مرئي للمؤمنين بالقلوب في الدنيا، وفي الآخرة بأبصار بلا كيف. وأسماء الله توقيفية، وليست اصطلاحية. وهي ثمانية: الحي، العالم، القادر، المريد، السميع، البصير، المتكلم، الباقي، مع أنه في النسق الأشعري الصفة الثامنة. الباقي من أوصاف الذات وليست من الصفات.١٠١ ومع ذلك يدخل الإيمان بوجود الجن وكأنه موضوع ضروري للتوحيد.١٠٢ ثم تأتي الأفعال لبيان أن الله خالق لأفعال العباد مثل خلقه لذواتهم. وهو الحجة البالغة عليهم. ولا رازق إلا الله.١٠٣ والتكليف للإنس والجن بشرط العقل وليس درجات القرب. وهنا يجب الكلام التصوف ونظرية إسقاط التدبير. وأفعاله عين الحكمة وليست بالحكمة خوفًا من الوقوع في التعليل بالغاية والغرض، كما هو الحال في النسق الأشعري.١٠٤
وبعد الإلهيات أي العقليات تأتى السمعيات أو النبوات ابتداءً بالنبوة.١٠٥ وتشمل المعجزات والفرق بينها وبين السحر كالشعوذة والكهانة، واستحالة المعجزة على يد الكاذب كالمسيح الدجال، والفرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء. وتشمل أيضًا الحكمة من بعث الرسل بالرغم من نفي الغاية الغرض، وعصمة الأنبياء من أي فعل أو حركة أو سكون ينقص من كمالهم، وثبوت رسالة النبي وهو أفضل الخلق على الإطلاق، خلطًا بين الرسالة والرسول، والفرق بين النبوة والرسالة الأولى، رأسية، والثانية أفقية. ثم تتحول النبوة والرسالة والبعثة إلى تشخيص في النبي والرسول والمبعوث وذكر فضائله قبل الوقوع في الحضرة أو الحقيقة المحمدية. قصة الإسراء والمعراج واقعة تاريخية، ومحمد خاتم الأنبياء. ورسالته عامة للجن والإنسان، والإذعان والطاعة لكل ما جاء به دون اعتراض. وهو أفضل الخلق، وأفضل الأنبياء الذين أرسلوا أو لم يرسلوا والملائكة خواصًا وعوامًا، وواجب بر الأنبياء وعدم الخوض في حكم أبوي النبي وأهل الفترة، وأن منفعة الأنبياء للبشر وليس لله.١٠٦ ثم يأتي ذكر الأولياء، وهو موضوع صوفي خالص، خارج علم الكلام التقليدي. فالولاية جزء من النبوة. ولا فرق بين أولياء الصوفية والصحابة. فأفضل الأولياء أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، دون الدخول فيما شجر بينهم. وأكبر الأولياء بعد الصحابة القطب ثم الأفراد ثم الإمامان ثم الأوتاد، ثم الأسدال. ووحي الأولياء إلهامي. ومقاماتهم متعددة ثم مقامات الرسل. وجميع الصوفية والأئمة المجتهدين على هدي من الله. والكرامات نتيجة للعمل طبقًا للكتاب والسنة دون تدخل خارجي وخرق للعادات.
ثم تأتي موضوعات الإيمان والعمل قبل الأخرويات مثل الفرق بين الإسلام والإيمان، وربط الإيمان بالمشيئة الإلهية، وأن الفسق لا يخرج من الإيمان. والتوبة واجبة على الفاسق قبل الغرغرة وعلى كل عاص. ولا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة بذنب أو بدعة والتكفير منسوخ أو مؤول بأنه تغليظ وتشديد. وملاذ الكفار في الدنيا استدراج من مع الله أن الله خير لا يفعل إلا الخير. وهو الذي يتولاهم.١٠٧ ولا تذكر الإمامة إلا في مبحث واحد في وجوب نصب الإمام الأعظم ونوابه على البشر وليس على الله ووجوب طاعته وعدم الخروج عليه.١٠٨ وأخيرًا تظهر الأخرويات التي هي في النسق الأشعري الموضوع الثاني بعد النبوات، مستقبل البشرية بعد ماضيها في النبوة، نظرًا لأهمية الأخرويات في التصوف النظري. فالموت انتهاء الأجل. والنفس باقية بعد فناء الجسد. والأرواح مخلوقة من أمر الله، ولا يمكن للعقل معرفة كنهها. وسؤال منكر ونكير وعذاب القبر ونعيمه حق خلافًا للمعتزلة والروافض، وليست مجرد ترغيب وترهيب نفسيين. وأشراط الساعة حق، وليست مجرد علامات أو مؤشرات على النهاية بمعنى تحقيق الغرض. ويعاد البشر كما خلقوا أول مرة، وتُهيئ الأجساد لقبول الأرواح. والحشر بعد البعث وتبديل الأرض غير الأرض والسموات غير السموات. والحوض والصراط والميزان حق وتطاير الصحف والعرض على الله يوم القيامة حق كذلك. والرسول أول شافع يوم القيامة. والجنة والنار حق مخلوقتان قبل آدم.١٠٩
والحقيقة أنه لا يوجد فرق بين علم الكلام الأشعري وعلم الكلام الصوفي إلا في أقل القليل من حيث الترتيب والانتهاء بالأخرويات وليس بالإمامة أو في الكم صغر حجم الإمامة للاستعاضة عنها بالأقطاب والأبدال والأوتاد أو النقص مثل نظرية العلم أو الزيادة مثل الولاية والكرامة. لم يخرج علم الكلام الصوفي عن علم الكلام الأشعري التقليدي. ولا يوجد علم كلام كشفي في مقابل علم الكلام العقلي. وهل يتفق علم الكلام العقلي وعلم الكلام الكشفي إن وجدا على النسق الأشعري؟ وهذا يدل على أن التصوف أشعرية روحيه ذوقية وأن الأشعرية تصوف عقلي جدلي. والخطورة وقوع الكشف في التجسيم في حين أن النسق الأشعري يكتفي بالتشبيه. والاعتزال ذهاب إلى التنزيه إلى الحد الأقصى.١١٠
والاعتماد شبه كلي في علم الكلام على المصادر الصوفية والكلامية السابقة خاصة ابن عربي في «الفتوحات»، بابًا بابًا ودون ترتيب مما يدل على الحضور الهائل لكتاب «الفتوحات» على التصوف النظري والعملي على مدى ستة قرون. بل تحول ابن عربي نفسه إلى طريقة صوفية هي الطريقة «الأكبرية». وأسلوبه نقل النصوص والرد على الاعتراضات. وهو أكثر الكتب إحالة إليه مما يضع سؤالًا حول تأليف الشعراني التي كلها اقتباسات وتجميع من السابقين. لذلك كثرت وتضخمت. ومع ذلك علوم أهل الكشف موجودة أيضًا خارج «الفتوحات». وما «الفتوحات» إلا نموذج.١١١

(ﺟ) «كشف الحجاب والران عن وجه أسئلة الجان»١١٢

والعنوان يوحي بالاغتراب خارج العالم، عالم الجان ولكنه في الحقيقة في علم الكلام الصوفي، أسئلة الجان هي أسئلة المتكلمين وكشف الحجاب والران هي أجوبة الصوفية. وتضم ثمانين سؤالًا موزعة بين موضوعات الكلام التقليدية وموضوعات التصوف. وقد تم التعبير بإخراج مسرحي خيالي، الجان تسأل وهم المتكلمون، والصوفية تجيب، والشعراني نيابة عنهم. والإجابة نثرًا ونظمًا، نثرًا من المتكلمين وشعرًا من الصوفية، شفاهة وكتابة دفاعًا عن التصوف ضد الشبهات التي قيلت عنه خاصة حول الاتحاد والحلول.١١٣
ويحال إلى الشيخ محيي الدين بن عربي ثم الشبلي، ثم الجنيد، وعلي بن وفا وعبد القادر الجيلي، وعلي الخواص.١١٤ وألقاب الشعراني هذه المرة، العارف بالله، العلامة المحقق، أبو المذاهب اللدُنِّية، سيدي الشيخ. وكلها صوفية عرفانية. وقد تحتاج الأجوبة إلى مراجعة العارفين. فالفتح متنوع وطبقًا للوقت.١١٥

ويمكن تصنيف الأسئلة الثمانين في عدة موضوعات كلامية طبقًا للنسق الأشعري، نظرية العلم، الذات والصفات والأفعال لب الإلهيات أو العقليات، والسمعيات أو النبوات، النبوة والمعاد، والإيمان والعمل، وتسقط الأسئلة الإمامة أي السياسة فالجن لا يهتمون بالسياسة.

وموضوعات نظرية العلم: استحالة إدراك الحق بالأدلة كما يحاول المتكلمون وإمكانية ذلك بالكشف عند الصوفية، استحالة إدراك الجسم الروح مع أنه قائم به، سبب تكييف العقول للحق، والحق لا يكيف ولا يمثل ولا يشبه، إمكانية معرفة الله كما يعرف الإنسان نفسه، اختلاف الخلق في وجوه المعارف. وصواب الكل، واعتماده على كلام الله، كيفية الخروج من علوم الأوهام إلى العلم اليقيني. وتثار عدة أسئلة: وإذا كان العلم نورًا والجهل ظلمة فالإنسان ميت لجهله بنفسه، وفي موضوع التفكر في العالم أيهما أتم الذكر أم الفكر؟ وفي موضوع طبيعي خالص إذا كان الظل لا ينفك من الشخص، فالشخص هو القائم وهو المتمسك بالظل إن شاء أوجده أو أعدمه، وهو تشبيه على أن العالم ظل الله.١١٦
ففي نظرية الذات والصفات والأفعال يتم السؤال عن السبب في وقوع الخلق في التشبيه وابتعادهم عن التنزيه، والاتحاد عند أهل الإلحاد، وإرجاع الحق إلى العبد، والحلول، بالرغم من وجود بعض الأحاديث القدسية التي توحي بالاتحاد مثل «كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها»، ومعنى «أنا الحق»، ولماذا لا يكون العبد عين الحق، أول مرتبة في الوجود والمشاركة فيه؟ وعدم جواز رؤيته مع أنه أقرب إلينا من حبل الوريد. وهل تتطلب الرؤية التميز في المكان؟ واستحالة سماع كلام الله بالرغم من قربه، وقراءة الإنسان القرآن بصوته. وقوله قال الله، ورؤية العبد للرب في المنام صورة صحيحة أو خيالًا لأن الله لا يظهر في صورة؟ هل يمكن الوصول إلى التنزيه المطلق؟ وهل صفات الله صفات كمال في الحق دون تأويل أم أنها ليست كذلك وفي حاجة إلى تأويل؟ وتبرز صفة العلم وحدها وليس باقي الصفات، إذ كيف يتفق العلم الأزلي مع حدوث العلوم؟١١٧
ومن الأفعال عند الأشاعرة أو العدل عند المعتزلة يبرز سؤال إذا كانت الأفعال حسنها وقبحها من الله فلماذا الشقاء؟ وإذا كانت أفعال العباد مخلوقة من الله فلم التوبة؟ وما ثمرة وجوب النية؟ وهل تغني الأسباب عن الله؟ وهل تمنع المقادير العبد من الحذر والتربص؟ وهل تحرر أحد من رق الأكوان؟ وإذا كانت الأمور برجع إلى الله فلماذا الشقاء؟ وكيف يستدرج الله الإنسان من حيث لا يعلم، والمؤاخذات الإلهية لا تكون إلا بعد علم؟١١٨
وفي السمعيات عن المعاد هل النار من الأعمال حتى تتفاوت أم مستقلة عنها؟ وفي النبوة هل بلغ أحد من الخلفاء الأكابر من الرسل مرتبة فعل ما يشاء من غير تحجير عليه؟ وهل الرؤيا الصادقة قسم من الوحي؟ وهل بين النبوة والصديقية لأحد؟ وهل بين الرسالة والولاية مرتبة؟ وهل في الملائكة أولياء وأنبياء من غير رسالة كالبشر؟ وهل الولاية استدراج ما دام الحق سمى نفسه وليًّا؟ وهل يحتاج الرسول لإبلاغ الوحي إلى نية؟ وفي موضوع الإيمان والعمل إذا كان الحياء الإيمان فهل هو مطلق أم مقيد؟١١٩
وهي نفس المشاكل في الحديث مثل «وسعني قلب عبدي المؤمن». فهل الله يحل في مكان؟ وكيف يصاحب الله العبد في سفره «اللهم أنت الصاحب في السفر»؟ وكيف يوصف الله بالغيرة في الحديث، والغيرة نقص؟ وكيف يمدح الناس الجوع والرسول يدينه بقول «الجوع بئس الضجيع»، وهل الموت خير من دوام التوحيد في حديث «سيأتي على الناس زمان يصير فيه الموت تحفة لكل مسلم»؟١٢٠
وهناك بعض الموضوعات خاصة بالقرآن من أجل رفع التناقض الظاهري فيه أو من حيث أثره على النفس مثل شيب الرسول من سورة هود وأمثالها وخوفه من عصمته ويقينه أن الحق لا يمكر به، وآيات أخرى نوحي بالعصمة مثل وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا، ومعارضتها الظاهري مع آية لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. وكيف يكون الإيمان بالله مع الشرك به في آية وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ؟ وإذا تبرأ الله من العبد فمن يمسك عليه وجوده طبقًا لآية بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ وإذا تخلص الأنبياء من الشرك فكيف يؤمرون بالإخلاص؟ وما تأويل إضافة الله الجوع والظمأ إلى نفسه؟١٢١
وتظهر موضوعات علم الكلام الكشفي مثل مقام المحبة، وشكوى المحب من البعاد بالرغم من كشفه له في قلبه. وأيهما أفضل في الحب الوصل أم الهجر، الشوق للمحب أم الاشتياق للمحبوب؟ ويظهر مقام الفناء والبقاء وأيهما أسلم؟ ومقاما الشكر والصبر على بلاء الأولياء، وهل الشكر واجب؟ وإذا كان الزهد ترك شيء ليس للزاهد فهو جاهل لأنه يزهد فيما لا وجود له. ويظهر موضوع الأولياء وهل تستطع أرواحهم الوصول إلى الأخلاق؟ وهل الولي كثير الكرامات أم قليلها؟ والترقي في مقامات السالكين هل هو للإنس والملائكة أم للإنس وحدهم؟ والحضور والغياب صفتان لله أم حالتان للنفس؟ ولماذا لا تحزن الأكابر على ما فاتهم من أمور الدنيا، والحزن على فوات الطاعات محمود؟ وهل يصح الأنس بالله من الخلق مما يتطلب مناسبة بين الخالق والمخلوق؟ وهل تجلياته في القلب هي عين ذاته في الحق؟ وهل بعد الفتح على المسالك خوف من جهة مكر الله أم يزول عنه الخوف ويصبح في أمان؟ وهل تصح الخلوة مع الله بنور الإيمان وهو ليس في مكان؟ وهل الطريق حقيقة أم كشف؟ وما هو أقرب طريق للوصول إلى الهزة؟ ولماذا يعاقب الإنسان إذا ما اتبع هواه؟ وأيهما أفضل البقاء في البيت أم السياحة في البوادي؟١٢٢
ومن موضوعات التصوف الخلقي، الفضائل والرذائل. والرياضة والمجاهدة في أول الطريق في التصوف النفسي. وهل يمكن زوال الصفات الروحية للنفس والقناعة؟ وفي الصفة والأخلاق كيف يذهل العارف في الصلاة؟ ولماذا ذم الخشوع في الصلاة والله مدح الخاشعين؟ وكيف تتكون الأعمال الصالحة بعلاقة الشيخ بالمريد أم بجذب الله؟ كما تظهر نظرية العلم الكشفي مثل: هل يصح سلب اليقين من العبد كما يسلب العلم؟ وهل يأتي الإلهام لمن صفت نفسه من الكدورات؟ وهل في المنام يقع تكييف الواقع طبقًا للحق أو هو راجع للعبد؟ ولماذا الإشارات والرموز التي لا يفهمها أحد من الإنس والجن مع أنها علوم قائمة على قواعد الشريعة؟ وكيف تعقل الوحدة والإنسان لا يقل إلا اثنين: الروح والجسم، وليس وحدتهما؟١٢٣

(١٠) «الفتح الرباني والفيض الرحماني» للنابلسي (١١٤٣ﻫ)١٢٤

وهو نفس العنوان لكتاب الجيلي. ويمثل العودة إلى علم الكلام بقراءة صوفية. وهو مقسم إلى أبواب. الأول في بيان الذنب. والثاني في التوبة. والثالث في العقيدة الصحيحة خاصة فيما يتعلق بالكلام المنزل على محمد. والرابع في بيان الكفر، كفر اليهود والنصارى والمجوس وبقية المشركين. وحقيقة النفاق. والخامس في الإسلام. والسادس في الإيمان. وتدخل معظمها باستثناء الباب الثالث في موضوع الإيمان والعمل في علم الكلام.١٢٥ وتبرز الموضوعات بألفاظ الوصل والتنبيه والإيضاح.١٢٦ ويعتمد على القرآن والحديث والشعر.١٢٧ ومن الصوفية يذكر ابن عربي ثم الشعراني ثم الجنيد، ومن الصحابة أبو بكر، وعمر وعلي الرضا. ومن الفقهاء أحمد والشافعي وأبو حنيفة ومالك. وابن حجر. ومن الفرق اليهود والنصارى والنصيرية.١٢٨
والخطاب موجه إلى الإنسان.١٢٩ والمؤلف هو «العبد المفتقر إلى مولاه والراجي عفو ربه وهداه» نابلسي نسبًا، وحنفي مذهبًا، وقادري مشربًا، ودمشقي وطنًا ومولدًا.١٣٠

(١١) «سلك الدرر في ذكر القضاء والقدر» لابن عجيبة (١٢٢٤ﻫ)١٣١

وهي رسالة في موضوع جزئي في علم الكلام دفاعًا عن عقائد الصوفية كما جرت العادة في التأليف المتأخر خاصة في مؤلفات ابن عربي التي تبدأ بإعلان عقيدته السنية الأشعرية. وبالرغم من صغر الرسالة إلا أنها تضم خمسة أبواب كما يُعلن عن ذلك في المقدمة. الأول في حقيقة القدر. والثاني في الاستدلال عليه من النص. والثالث في الحكمة والقدرة. والرابع إبطال العدوى والغيرة. والخامس اكتساب اليقين.١٣٢ والخطورة هو الدفاع عن العقيدة الشعبية التي طالما نقدها المصلحون قبل الأفغاني، بالرغم من إنكار الفأل والطيرة دون الاتساق في نقد الأزلام والأنصاب والحسد وكل مظاهر الخرافة والتعرف على المستقبل أو الاستسلام للماضي. والطاعون ليس قدرًا يفر منه بل مرض يعالج بالحجر الصحي لعدم انتقال العدوى ثم بالأدوية الخاصة به، والمادة انتقائية من القرآن والحديث والشعر طبقًا للتدرج النمطي.١٣٣ كما يعتمد على أقوال الصوفية والفلاسفة والخلفاء الراشدين.١٣٤ وينتهي الاقتباس بعلامة «ا.ﻫ»، ويلحق بها بعض الحكايات المستظرفة لإقناع الناس بالعقيدة الشعبية والاستسلام لها.١٣٥

(١٢) «طي السجل» للرواس (١٢٨٧ﻫ)١٣٦

وهو عنوان من آية كريمة.١٣٧ ويعني نهاية العالم، وقفل الملفات، وانتهاء الحياة على الأرض، وطي السماء كما نطوي الكتب. كما يعني كشف الحقائق ونهاية عالم الظاهر، ظاهر الحياة الدنيا، وبداية عالم الباطن، عالم الروح، نهاية الفقه وبداية التصوف، نهاية أعمال الجوارح وبداية عالم القلوب.
ويمتد نسب المؤلف إلى الرسول. فالصوفي لم يعد مجرد عالم بل هو عالم بامتياز، صاحب خوارق.١٣٨ والتأليف لديه إلهام بل إنه المحقق أيضًا، أبًا عن ابن، ملهم من السماء. جمع ما تبقى من نظم المؤلف.١٣٩ وهو من العراق، من البصرة إلى بغداد. يشعر المحقق أمامه بالذل إجلالًا لعظمته، وهي بداية الطرقية والمناقب، وتعظيم المشايخ وتوالي الألقاب.١٤٠ رأى الرسول سبعين مرة.١٤١ يؤلف شعرًا ونثرًا. فالتجربة الشعرية والتجربة الصوفية صنوان. ويشرح عقيدة الصوفية شعرًا لتبرئتهم.١٤٢ والأدعية والمناجاة بداية التصوف العملي مثل مناجاة المؤلف يتوجه بها إلى الله بعيدًا عن العالم.
والتصوف هو الحل. به تنتصر الأمة.١٤٣ وهم أبرياء عما لصق بهم من التهم.١٤٤ مهمة المؤلف القضاء على البدع والابتداع، والدفاع عن التقليد والاتباع.١٤٥ ويدافع عن التوسط والاعتدال ضد التعصب المذهبي والتشدد الديني. يدافع عن التنزيه ضد الاتحاد. ولا يشق عصا الطاعة على الحكام.١٤٦ فالمحكوم هو الفرع، والحاكم هو الأصل. الصوفية هم أهل الحق، أهل الإيمان الكامل والاتباع الصادق.١٤٧ وهم المجددون لأمر الدين.١٤٨ هم الفرقة الناجية كما تدعوها السلفية، أهل السنة والجماعة، والبيعة معهم ولهم وبهم كأصحاب الطرق وليس كولاة الأمر، تحولًا من السلطة السياسية إلى السلطة الدينية. والرفاعي هو النائب.١٤٩ تظهر صلتهم بالحكام الذين بدءوا باستغلال الطرقية كدين شعبي للسيطرة على العامة، وإلهائهم به بعيدًا عن شئون الأمة والمصالح العامة. يؤخذ بيد ولى الأمر، وإسعافه بالسر، والدعاء له بالجهر، بداية بالخطاب المزدوج، النقد سرًّا والمدح علنًا.١٥٠ ولا يملك المسلمون إلا الدعاء للإمام بالحكمة والموعظة الحسنة.١٥١ وتجب طاعة الإمام في مقابل رعايته لسادة القوم وشرائه للنخبة.
ويتضمن الكتاب عشرة موضوعات بلا ترقيم، وبلا أبواب وفصول مما يعلن عن نهاية البنية النظرية. الأول مقدمة المؤلف وفيها يعلن عن أن التصوف هو الكل، وأن الصوفية تعم الفرقة الناجية، وأنهم المبدعون والمجددون، أصحاب التوحيد والتجريد والاتباع دون الابتداع. بهم تنتصر الأمة. وهم الظاهرون على الحق إلى يوم القيامة. والثاني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، متحولًا من الخارج إلى الداخل، ومن العالم إلى النفس، ومن الآخر إلى الأنا. والثالث الجهاد في سبيل الله متحولًا أيضًا من الخارج إلى الداخل ومن جهاد العدو إلى جهاد النفس، ومن الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، بالرغم من الإفاضة والتفصيل في الجهاد الأصغر مثل اقتناء الحيل وإعداد وسائل القوة، والغدوة والروحة وغزو البحر دون الاكتفاء بالأرض، والآثار الوخيمة للنكوص والتخلف، وأهمية النية ونيل الشهادة. ولا ينسى فضل الذكر والصلاة والصوم في الفرد والجهاد. والرابع في الجهاد الأكبر بمناجاة المولى بالأدعية المأثورة والآيات والسور المشهورة. والخامس ذكر الله والسماع والإنشاد ومقامي المحبة والشكر. والسادس الصلاة، والسابع معجزات الرسول بالتفصيل بداية بالتشخيص، الحقيقة المحمدية. والثامن كرامات الأولياء التي تستأنف معجزات الأنبياء. والتاسع الطرقية، وفي مقدمتها الرفاعية من خمس عشرة طريقة. والعاشر «شوارق الإشارات وبوارق البشارات» عن المعرفة اللدُنِّية وهي أكبرها.١٥٢ ويصبح الكتاب وكأنه في الفقه أولًا وفي التصوف ثانيًا. المقدمة في أصل الدين والموضوعات الأربعة الأولى في الفقه، والموضوعات الخمسة الأخيرة في التصوف. وأحيانًا يتم تناول موضوع صوفي من منظور فقهي مثل الذكر، صمتًا أم جهارًا، وحكم السماع بين التحريم والتحليل ورأي الفقهاء وليس الصوفية فيه.
ويعتمد الكتاب على كثير من الأدلة النقلية، الحديث أولًا ثم القرآن ثانيًا ثم الشعر ثالثًا.١٥٣ كل الأدعية من القرآن. وأحيانًا تتوالى الآيات في زخات متتالية دون أي تحليل عقلي.١٥٤ ويُذكر نفس الحديث بروايات متعددة وصياغات مختلفة حرصًا على شكله أكثر من الحرص على مضمونه، عودًا إلى علم الحديث الذي منه خرج التصوف الخلقي في القرنين الثاني والثالث. وتتوالى الأحاديث في دفعات وكأن الكتاب في علم الحديث دون أي تحليل عقلي أو شعوري للموضوع. وتستعمل أحاديث الرسول في المنام مثل بعض الأحاديث القدسية لمزيد من الإخراج والتشويق في الفن القصصي، ولتبرير شرعية الطرق الصوفية. ومعظم المعجزات روايات وليست أقوالًا، خيالية وليست واقعية. أما الشعر فإنه صنو القرآن في الوجدان العربي، يقومان بنفس الوظيفة الأدبية.١٥٥ ويستشهد أيضًا بعديد من الآثار والأخبار وأقوال الصوفية والإسرائيليات. ويحال إلى بعض المصادر المدونة. ومنها تؤخذ بعد الاقتباسات بعلامة «انتهى».١٥٦

(١٣) رسائل الكتاني (١٣٢٧ﻫ)

(أ) «سلم الارتقاء في منشأ التصوف ووجوب شيخ التربية»١٥٧

وهو دفاع عن التصوف وإحلاله محل علم الكلام. إذ يُعتقد أن التصوف مخالف لظاهر الشريعة في حين أن مراتب الناس بين الظاهر والباطن. والملامتية مجرد شبهة. وعلم الحديث وعلم رياضة النفوس شيء واحد. والسؤال يوم القيامة عن علمي الكتاب والسُّنة. وعلم الفقه والتصوف علم واحد. والله لا يقبل إلا العبادة الخالصة، وذكر الله عبادة له. ولا يوزن من طلب الله بميزان غيره. وعلوم الحكمة وعلوم الكشف علوم واحدة. والنص مجمل باستثناء أربع وصلات في النهاية عن تغير الزمان وعن «شيخ التربية»، وهو ما يسميه الدروز «شيخ العقل» والشيعة «المهدي». وجوده حتمي ومستمر لا ينقطع. له أوصافه. ومنه يستمد الصالحون أوصافهم.

(ب) «البحر المسجور في الرد على من أنكر فضل الله بالمأثور»١٥٨

وهو كتاب سجالي دفاعًا عن التصوف ضد منتقديه، وإثبات أن الصوفية هم الفرقة الناجية، وليس المتكلمين أو إحدى فرقهم. وينقسم إلى ثلاثة فصول: الأول والثاني بلا عناوين، الثالث بعنوان «المقصد». ومع ذلك يتناول الأول حصر أصناف المنكرين على الصوفية عن عيان أو إشاعة ودعاية أو بسبب الأهواء وحظ النفس، والثاني يستدل بقصة الخضر على أحوال الصوفية. وهي غير منسوخة. تعضدها الشريعة. وتبين أهمية العلم اللدُنِّي وحتمية السفر إلى طلبه. يقوم إنكارها على استحالة خرق العوائد، وإنكار الحسبان الخيالي. وقد كان سر التقاء موسى بالخضر الإذن في تعلم الحقائق وبثها وقبول السامع لها حتى لا يخالف ظاهرها الشرع. والثالث المقصد هو نفي قول الصوفية بالحلول والاتحاد، وإثبات الفرق بين إيمان العوام وإيمان الخواص، مع إيراد ثبت بمصطلحات الصوفية. وتعني بعض أقوالهم، وليس ألفاظهم مع وضع ضوابط للتكفير وبيان موانعه. ويعتمد على القرآن والحديث والشعر.١٥٩ ومن الأنبياء بطبيعة الحال يذكر الخضر ثم موسى، ومن الصوفية يذكر الغزالي ثم الجنيد والبسطامي، ثم الخدري، والخراز، وابن الفارض، والكرخي، والشعراني. ومن الفقهاء أبو حنيفة، ثم الجرجاني والآمدي وابن الحاجب وغيرهم.١٦٠ ومن المصادر يقتبس من «فيصل التفرقة» للغزالي، ومصادر أخرى خاصة كلامية وفقهية.١٦١ وكما يدافع الفقهاء عن الصوفية يدافع الصوفية عن الفقهاء واستنباط الأحكام نظرًا لتغير الزمان وتجدد الوقائع.١٦٢

(١٤) «القول المقبول فيما تتوصل إليه العقول» لأحمد المستغانمي (١٣٥٣ﻫ)١٦٣

وهو في علم الكلام الصوفي كما يبدو ذلك من سبب التأليف.١٦٤ لذلك جاءت العقائد شعورية على ثلاثة أقسام. الأول فيما يجب على المكلف الشعور به وهو التوحيد، والثاني فيما يجب التسليم به وهي الأخرويات. والثالث فيما يجب الإيمان به وهي النبوات. والإيمان اعتقاد وإقرار. ومع ذلك يقوم على بعض الأدلة النقلية من القرآن والحديث دون أقوال الصوفية.١٦٥

(١٥) «تبرئة الذمة في نصح الأمة» لجامعه محمد عثمان عبده البرهاني١٦٦

وهو نموذج التأليف الذي يقوم على النقل من السابقين دون فكر نظري أو إبداع فكري. وهو ما يعترف به صاحبه بأنه جامع وليس مؤلفًا. وبالرغم من إمكانية تفسير العنوان في أكثر من اتجاه عملي لأنه ينصح الأمة أو أخلاقي لأنه يبرئ الذمة إلا أن موضوعه الرئيسي هو ما سماه الصوفية «الحقيقة المحمدية» أي إنه موضوع نظري منذ ذي النون حتى ابن عربي. وله عنوان فرعي «تذكرة أولي الألباب للسير إلى الصواب». ويدل على اتجاه عملي مغلق. فهناك طريق واحد هو الصواب ودونه خطأ مما ينفي التعددية الفكرية أي الأيديولوجية العملية أي السياسة. صاحبه مؤسس الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية أي إنه شيخ طريقة.١٦٧
وينقسم إلى أربعة أجزاء وكل منها له عنوان طويل. الأول فضل النبي وأسبقية نوره، وبيان أن كل الديانات مستمدة منه وخصائصه. وهي الحقيقة المحمدية وجودًا ومعرفةً ووحيًا، ولزوم محبته وشفقته على أمته، ونزول جبريل عليه بالقرآن والهداية، وحديث عن الخضر وإلياس، وخاتم الأنبياء، وعموم نبوته للخلق، لم يصل أحد إلى قربه من العرش مثله، وقدسية روحه وكماله المعنوي، ووفاته الشريفة. وهو ولي الأولياء ورئيس المقربين والعارفين والزاهدين والمؤمنين العاملين قدوة للناس، وشفاعته لهم. والثاني قصة الإسراء والمعراج وإثبات رؤى النبي للمولى وما جاء في كتاب جواهر البحار وهو التفسير الحسي الجسمي المكاني للإسراء والمعراج مع الاعتماد على المصادر المدونة وإثباتها بالجسم والمكان والحركة، والرد على من جعلها بالروح، معجزة له مثل كرامة الولي. والثالث جواهر جلال الدين السيوطي ومحيي الدين بن عربي أي مجرد نقل عن القدماء دون موضوع محدد مع أن المضمون في ما بلغ عنه الرسول من شريعة وشفاعته واختصاصه إعجاز القرآن، ودعوة الناس كافة، وبقسم الله حياته وعدم سؤاله في القبر، وتحريم نكاح أزواجه، والجمع بين الشريعة والحقيقة، والرؤية الصادقة، والكلام بغير واسطة، والجمع بن النبوة والسلطة، وشرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر، وطاعته، ووصفه في القرآن، وتفضيله بناته وزوجاته وأصحابه، والصلوات، والعمامة والائتزار. وذكره في التوراة والزبور، وبقاء أمته، ومقامه المحمود، وشفاعته، وولائه للمؤمنين، وأول من يجتاز الصراط، ويدخل الجنة. يشاور ويقابل ويزكي ويحلل ويحرم. ويقبل وهو صائم، ويلعن. معصوم من الذنوب … إلخ. والرابع مراتب الدين والسير إلى الله، وفيه مراتب الغيب وأسرار الفتنة الكبرى، والوسيلة والتوسل والتبرك بآثار الصالحين، والشفاعة مرة أخرى. فالرسول هو الطريق إلى الله. والنظر بنوره والتوسل به والسير إلى الله عن طريقه. وهو سابق لآدم ويعقوب ويوسف. ويتلوه الحسين وزين العابدين والخلفاء وبلال وأبي سفيان. ويدعم مكانة الشيخ إبراهيم القرشي الدسوقي. وأكبرها الثالث.١٦٨
والدافع الرئيسي على التأليف ليس فقط نجاح وذيوع الكتاب الأول «انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان» للمؤلف نفسه على منوال كتاب ابن تيمية الشهير ضد الصوفية «الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» للرد على العقائد الفاسدة بل بسبب تغير معالم الدين بسبب نقص المعرفة والإرشاد وتصنيف الأحاديث وتأويل الآيات حسب الأهواء، والانتقاص من قدر الرسول، واستحالة وجود نبي أو ولي أو إمام بعد الرسول، والحكم عليه بأنه كان جاهلًا قبل أن يأتيه الوحي وهو ما لاحظه أيضًا المريدون.١٦٩
ويعتمد على الأدلة النقلية إلى الحد الأقصى وبالمئات من الآيات والأحاديث والأشعار. كل منها بالمئات بحيث لا تكاد تخلو صفحة واحدة من آية أو حديث أو بيت شعر. كما يعتمد على مصادر مدونة لتقي الدين السبكي وعبد الكريم الجيلي ومصطفى البكري وابن أبي الدنيا في «كتاب الأولياء»، والحكيم الترمذي في «نوادر الوصول» وأبي محمد الخلال في كتاب «كرامات الأولياء». كما يقتبس من كلام البسطامي والغزالي. ويستمد الجزء الثالث كله من جواهر جلال الدين السيوطي وجواهر ابن عربي فيما يتعلق باختصاصات النبي. أما الجزء الرابع فإنه يستند إلى تفسير الفاتحة للإمام الحسين ورسالة «مرآة العارفين» للإمام زين العابدين و«خطبة الكوفة» لعلي بن أبي طالب، كما يعتمد على آثار الأنبياء مثل إبراهيم ويوسف والصحابة والصالحين، ويعترف المؤلف في المقدمة بأنه اعتمد على مصادر مكتوبة.١٧٠

(١٦) رسائل الخالدي

(أ) «البراهين القطعية في أن الصوفية هم الجامعون للتربية النبوية والمتحركون بالنسبة المحمدية»١٧١

وهو دفاع من الصوفية باعتبارهم الفرقة الناجية كرد فعل على الهجوم عليهم. وتقوم أيضًا على الاقتباسات والمنقولات من البداية إلى النهاية.١٧٢ والموضوع مكرر من الرسالة السابقة.١٧٣ وهو سبب التأليف، إثبات اتفاق الصوفية مع السنة وأنه لا فرق بين الصوفية والفقهاء. فالفقهاء صوفية، والصوفية فقهاء.١٧٤ الغاية النصح.١٧٥ ويتضمن أربعة موضوعات تحكمه منذ البداية: الأول نظرة عن التصوف والصوفية كما تفعل الدراسات الثانوية. والثاني التصوف فرض عين وبه يتحقق مقام الإحسان وهو ما يخرج عن حكم الفقهاء، أنه فرض كفاية. والثالث الصوفية هم الوارثون للأخلاق النبوية وبالتالي هم الفرقة الناجية. والرابع الصوفية هم خلفاء الله في البرية. يتصرفون في الكون بهمتهم العالية. ويعتمد على الأشعار ثم الآيات ثم الأحاديث.١٧٦ كما يقتبس أقوالًا من ابن عجيبة ثم الشاذلي ثم الجنيد ثم الحسن البصري والحريري والكلاباذي وزروق والغزالي والبوصيري والجيلاني من القدماء، والبوزيدي وأبو مدين والوزاني من المحدثين.١٧٧ ومن الفقهاء العز بن عبد السلام، ويحيل إلى بعض مؤلفاته الأخرى ومؤلفات الصوفية الآخرين.١٧٨

(ب) «برهان العيان بأن التصوف في الإسلام كالقلب في الأجسام»١٧٩

وهو تأليف الهدف منه الدفاع عن التصوف ضد منتقديه، وبيان أنه لب الجسم كما يدل العنوان. ولا يوجد سبب خاص للتأليف إلا التأليف ممن «زاده الله في المدد آمين».١٨٠ ويعلن المؤلف عن أبوابه الثلاثة في المقدمة: الأول «في الأعلام» وما قالوه في التصوف من كلام، والثاني «في التصوف وذكر رجاله». والثالث «في السلوك العام والنصح الذي هو نهاية الحرام».١٨١ وكلها منقولات عن آخرين أسوة بالتأليف المتأخر الذي هو أقرب إلى الدراسات الثانوية. وتنتهي الاقتباسات بلفظ «انتهى».١٨٢ وهو موجه إلى القارئ. ويعتمد على الشعر ثم الحديث ثم القرآن.١٨٣ ومن الصوفية يذكر الجنيد من القدماء ثم ابن عجيبة من المحدثين ثم الشاذلي من القدماء والقشيري والتستري، وابن عطاء الله، ثم الحسن البصري والسبكي، والبسطامي، وأبو العباس المرسي، وزروق وعبد الرحمن المجذوب.١٨٤ ومن الفقهاء أحمد والسبكي وابن سريج ثم مالك والشافعي والشيرازي والعز بن عبد السلام، وابن دقيق العيد. ومن المتكلمين إمام الحرمين.١٨٥ ومن المذاهب الفقهية الشافعية. ومن المصادر «لطائف المنن» لابن عطاء.١٨٦ ولا يوجد فقيه إلا وأخذ علمه من الصوفية.١٨٧

(ﺟ) «الكنز الثمين في كشف أسرار الدين»١٨٨

وهو وضع للتصوف مع باقي العلوم مثل القرآن والسنة والفقه والكلام. ويضم خمسة أبواب. الأول أسرار العبادات أي الفقه الباطني.١٨٩ والثاني التصوف وهو من أسرار الدين ولب كلام رب العالمين وروح العلم واليقين.١٩٠ والثالث القرآن وعلومه.١٩١ والرابع السيرة وأدعية الرسول.١٩٢ والخامس الفرقة الناجية.١٩٣ والمؤلف على وعي بالتبويب الخماسي في المقدمة.١٩٤ ويعتمد على القرآن والحديث والشعر.١٩٥ لذلك تغلب الأدلة النقلية، وتغيب الأدلة العقلية. ويشرح القرآن بالحديث. ويذكر العديد من الصوفية يتقدمهم ابن عجيبة ثم الشعراني تم علي الخواص وزروق ثم القشيري وغيرهم.١٩٦ ويحال إلى بعض المصادر المدونة مثل «الحكم» و«لطائف المنن» و«شرح العقائد النفسية» للتفتازاني و«حسن المحاضرة» للنبهاني. والكتاب كله يقوم على التجميع والاقتباسات بعلامة «انتهى» مثل الكتب الجامعية المقررة ومصنفات مشايخ الصوفية لتعليم المريدين. يخلو من الإبداع. ويساهم في تجميد التصوف وتحنيطه بالرغم من مخاطبة القارئ. الصوفية هم الفرقة الناجية مع تكفير الفرق الضالة.١٩٧ والمؤلف هو الأستاذ الصوفي. وهو صاحب كرامات. يرى الرسول في المنام مما يعطي المدرسة السلفية القديمة والحديثة الحق في رفض التصوف والصوفية وعقائدهم في الحقيقة المحمدية. ولا يشفع لذلك استعمال المعلومات الطبية الحديثة.١٩٨

(١٧) «التصوف الشرعي الذي يجهله كثير من مدعيه ومنتقديه» لسيد نور بن سيد علي١٩٩

وهي دراسة حديثة دفاعًا عن التصوف الشرعي ضد مدعيه من الصوفية المزيفة ومنتقديه القدماء والمحدثين الصوفيين الشرعيين والإصلاحيين. فالتصوف الشرعي يسد الفراغ الروحي عند الأفراد والجماعات.٢٠٠ فقد نشأ التصوف كرد فعل روحي على الحياة الدنيوية التي اتجه إليها الناس. اتهم بإسقاط التكاليف والتدبير بالرغم من دوره في نشر الدعوة الإسلامية خاصة في أفريقيا وآسيا وجهاده ضد المستعمرين كالسنوية والمهدية، ورد شبهه دعوة الصوفية للإفرنج لغزو القدس. التصوف طريق إلى الله بعون المرشد. شنع عليهم بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود وهم منها براء. الصوفية هم الفرق الناجية.
يعتمد على القرآن والحديث دون الشعر.٢٠١ ومن الصوفية يذكر الجنيد ثم السهروردي والجيلاني، ثم السري السقطي، والشبلي، ثم القشيري، ثم البسطامي، وعمر المكي، ثم الحسن البصري وإبراهيم بن أدهم والسلمي وغيرهم. ومن الفقهاء ابن تيمية وابن القيم ثم التهانوي، ثم الشاطبي، ثم محمد بن عبد الوهاب، ثم رشيد رضا، ثم الفقهاء الأربعة، وغيرهم. ومن الصحابة عثمان.٢٠٢ ويحال إلى بعض المصادر الصوفية المتأخرة.٢٠٣ ومن الفرق يذكر الصوفية أولًا.٢٠٤
١  دار الكتب الحديثة، القاهرة ١٩٦٤م/١٣٨٤ﻫ.
٢  الآيات (١١٢)، الأحاديث (٢٢)، الأشعار (٩).
٣  لما ركب البراق لم يعرج على شيء. وكان ينادي من يمينه ومن يساره، ثم قال له جبريل: الذي ناداك عن يمينك داعي اليهودية، والذي ناداك عن يسارك داعي النصرانية. ولو ألتفت يا محمد لتهودت وتنصرت أمتك. فلم يعرج على شيء ليعلم أن من صح إلى الله قصده لم يلتفت في طريقة إلى شيء، كتاب المعراج، ص١٠٢-١٠٣.
٤  السابق، ص١٢٩–١٣٥.
٥  أبو علي الدقاق (٨)، الواسطي (٣)، جعفر الصادق، الحلاج، الشبلي (٢)، السري السقطي، البسطامي، الجنيد، الحريري، ابن عطاء، بندار بن الحسين، أبو عثمان (١).
٦  الإسرائيليات (٧).
٧  كتاب المعراج، ص٦٥-٧٦.
٨  مكتبة الجندي، مصر، (د.ت).
٩  «ما شاهدناه من فساد الزمان وأخذه في الازدياد وكثرة الآراء وفساد الاعتقاد، وعدم ذاب يبذل فيها الاجتهاد، ويمرها على كف الانتقاد. ولولا سياسة الملوك لعمت الخافقين ظلمها، ولرسخ في كل الأقطار قدمها … ولكن تعاقب الزمان وطرو الحوادث وكثرة الصوارف وفتور الهمم داعية إلى الفساد. والداء يزداد كل يوم، أغذية السوء كالذنوب. فرأيت إبراز هذه النبذ لتكون مغنية للسائلين، ومعينة للسالكين، ومنفعة باقية في الآخرين …» السابق، ص٢٢٠.
١٠  معارج السالكين، ص٢٢٢–٢٢٤.
١١  الآيات (٥٨)، الأشعار (٧)، الأحاديث (٦).
١٢  المتكلمون، المعتزلة، الفلاسفة (٢)، الأوائل (١).
١٣  الفارابي، الزيدوني، إسماعيل القاضي (١).
١٤  أفلاطون (٢)، أرسطو (١).
١٥  معراج السالكين، ص٢٧٨، ٢٩٩–٣٠٠.
١٦  دار صادر، بيروت، ٢٠٠١م/١٤٢٢ﻫ
١٧  الثالث (٦٣ص)، الثاني (٤٥ص)، الأول (٢٢ص).
١٨  قطب العارفين، ص٤٣–٦٤.
١٩  السابق، ص٦٥–١٠٩.
٢٠  قطب العارفين، ص١١٠–١٧٢.
٢١  الآيات (٩٩)، الأحاديث (٣١).
٢٢  موسى (٤)، نوح، الترمذي، الغزالي (٣)، جبريل، أيوب، البخاري (٢)، لوط، داود، هود، يحيى، يعقوب، محمد، رابعة، أبو سعيد الخراز، أبو هريرة، أبو بكر، عمرو بن العاص، الجويني، عمر، الفرجي، الموصي، عبد الله بن قيس (١).
٢٣  المقامات (٤)، أندال، حقيقة، حقيقة الحقائق، هوس، هبة، الوصل، وعر الطريق (٢).
٢٤  دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، ١٩٩١م.
٢٥  وهو نفس عنوان «حركة الذهن إلى الله» للقديس بوتا فنتورا: L’espsit Saint Bonaventire l’iténeraire de å Dieu والقديس أوغسطين في «الاعترافات».
٢٦  صبيح، القاهرة (د.ت).
٢٧  السابق، ص٥–٦٨.
٢٨  السابق، ص٦٨–١٠٣.
٢٩  الأول (٦٣ص)، الثاني (٣٦ص).
٣٠  وتعبير الظاهريات، بين موضوع الشعور Noême وذات الشعور Noése.
٣١  «وقسمتها في العقول إلى سمعية وذاتية وفعلية، وقسمة معاني الأسماء الحسنى أربعة أقسام الأول الذات المنزهة، الثاني الصفة القديمة وهي تنقسم بدورها إلى عدة أقسام صفات الذات، وصفات الإرادة، وصفات القدرة. والثالث صفة الأفعال، والرابع صفة التنزيه». من العقيدة إلى الثورة، ج٢ التوحيد.
٣٢  ابن عطاء الله السكندري: الله، القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد، ص٣٤، ٦٤، ٦٩، ٨٨.
٣٣  الآيات (١٢٠)، الأحاديث (٤٢)، الأشعار (٣١).
٣٤  الجنيد (٢)، الشبلي، الثوري (١).
٣٥  ابن عطاء الله السكندري، الله … ص٦٧.
٣٦  السابق، ص٧٠.
٣٧  «ومع ذلك أجريت عدة رسائل دكتوراه على الحكم» و«الله».
٣٨  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ. ص٧٤ (٩)، ص١٤١-١٤٢.
٣٩  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ (٣) ص٨١–٨٥.
٤٠  وذلك واضح لدي محمد باقر الصدر في سنن التاريخ في القرآن» وفي امن النقل إلى الإبداع» ج١ الإبداع ج٣ الحكمة العلمية، الفصل الثالث، التاريخ. وهو واضح أيضًا عند جمال الدين الأفغاني، انظر كتابنا: جمال الدين الأفغاني، المانوية الأولى (١٨٩٧ / ١٩٩٧)، دار قباء، القاهرة، ١٩٩٩ص.
٤١  الآيات (١٣)، الأحاديث (٣).
٤٢  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٣ﻫ (١٣) ص١٥٧–١٥٨.
٤٣  من العقيدة إلى الثورة، ج٢ التوحيد، ص١٧٧–٢٣٨.
٤٤  الآيات (١).
٤٥  «وبعد، فقد أجبتك أيها الأخ في الله … عما سألتني عنه من بيان المراد بما وقع في كلام المحققين من ذكر الوجه والشعر لمحبوبهم وحالهم أعلى وأجل من الافتنان والتقيد بحسن الصورة …» السابق، ص١٥٧.
٤٦  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ (١٥٣-١٥٤).
٤٧  السابق، ص١٥٣.
٤٨  الآيات (١١).
٤٩  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ (١٩) ص١٨٧-١٨٨.
٥٠  الآيات (١).
٥١  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥–١٤٢٦ﻫ (١٩) ص١٦١–١٦٤.
٥٢  «فقد رسم المولى الملك الأعظم، مولى ملوك العالم، سلطان علماء الشرق والغرب، برهان حكماء، العجم والعرب، صاحب الرياستين المعنوية والصورية، جامع الفضيلتين العلمية والعملية، آصف العهد بل سليمان الوقت المسخر للشيطان بالقهر والمقت، شمس الحق والدين، عز الإسلام والمسلمين … أعز الله أنصار دولته، وأذل أعداء مملكته، بأن يكتب هذا الفقير ما حضره في مسألتي البسائط والأعراض، ويملي بعض ما يتعلق بلا معجولية الأولى وتجدد الثانية بالأعواض. فامتثل مرسومه حسب إشارته العالية، واغتم مأموره لكونه مطاعًا في الأعصر الخالية. فإن وافق رأيه المنير فالعبد هو الظافر، وإلا فألمامور معدور من كرمه الوافر، فإنه العاذر ونعم العاذر!»، السابق ص١٦١.
٥٣  من العقيدة إلى الثورة، ج٢، التوحيد، ص٦٠٤–٦١٤.
٥٤  الآيات (٣).
٥٥  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ (٢)، ص٥٥–٧٨.
٥٦  الآيات (١٤)، الأحاديث (٩)، الأشعار (٢).
٥٧  رسالة في القضاء والقدر، ص٦٤.
٥٨  السابق، ص٦٨.
٥٩  السابق، ص٧٦.
٦٠  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ (١٥) ص١٦٧–١٧٠.
٦١  آداب الطريقة وأسرار الحقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ (٤) ص٨٩–٩٣.
٦٢  من العقيدة إلى الثورة، ج٤، النبوة – المعاد.
٦٣  الآيات (١٣)، الأحاديث (١).
٦٤  «فالناس إما علماء وإما جهال. والعلماء إما راسخون أو غير راسخين، عاملون محبون وقاصرون أو غير عاملين. الأولون أهل الأسرار والباقون أهل المحبة. والتاركون للأعمال الشرعية قسمان إما عن رسوخ الذنوب أو عن غير رسوخها. والجاهلون قسمان لسذاجة نفوسهم فطرة أو متكدرة أو لغير سذاجتها. والقيامات في القرآن ثلاث: صغرى كالمدح ووسطى مثل الموت بالإرادة الإحياء بالطبيعة، والكبرى وهو البعث».
٦٥  مكتبة صبيح، القاهرة، (د.ت).
٦٦  الاغتراب الديني عند فيورباخ، دراسات فلسفية، الأنجلو المصرية، ١٩٨٧م، ص٤٠٠–٤٤٥.
٦٧  الإنسان الكامل، ص١٢–٦٢.
٦٨  السابق، ص٦٢–٨٠.
٦٩  السابق، ص٩.
٧٠  السابق، ص٤.
٧١  دار الكتب العملية، بيروت، ٢٠٠٦م (١) ص٧–٨٩.
٧٢  «باب في الاتحاد والدليل على بطلانه»، السابق، ص٨٠–٨٣، «باب في ذكر الحلول والدليل على بطلانه والرد عليهم»، السابق، ص٨٤–٨٦.
٧٣  فصل (٤٢)، مسألة (٢)، تذنيب، فائدة (١).
٧٤  الآيات (٥١)، الأحاديث (٢٣)، القدسية (٢)، الأشعار (٩).
٧٥  ذو النون (١٥)، صاحب التعرف (١٢)، الجنيد، القسطلاني (٦)، الغزالي (٥) القشيري (٤)، الداراني، الشاذلي، القونوي (٣)، الحسن البصري، ابن عباد، داود الطائي (٢)، جعفر الصادق، أويس القرني، مالك بن دينار، الفضيل بن عياض، إبراهيم بن أدهم، الخراز، عبد الرحيم القنائي، الترمذي، يحيى بن معاذ، أبو نعيم الأصفهاني، عبد الواحد بن يزيد، سفيان الثوري، أبو علي الدقاق، النصر أباذي، السري السقطي، الكرخي، ابن الفارض، علي بن وفا، السهروردي، المرسي أبو العباس، البسطامي، ابن عطاء الله السكندري، الخراز، الطوسي، أبو طالب المكي (١).
٧٦  ومن الفقهاء السبكي (٩)، ابن الصلاح، العز بن عبد السلام (٢)، الشافعي، الدارقطني، السجستاني، ابن حجر (١)، ومن المتكلمين الجويني (١).
٧٧  الإحياء (٥)، منازل السائرين (٣)، جمع الجوامع (٢)، لطائف المنن، اللمع، الفردوس، الروضة، قوت القلوب (١).
٧٨  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ.
٧٩  «وبعد، فقد كان سبق مني تأليف كتاب عظيم في الأجوبة عن الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وتابعي التابعين إلى عصرنا هذا وهو سنة إحدى وستين وتسعمائة. فما تركت من شيء بلغني أنه نقل عن الأنبياء ومن بعدهم لا يقبل التأويل عند بعض العلماء إلا وأجبت عليه. وقرئ بحضرة أهل العلم مرات. واستحسنوه. وهو في مجلدين ضخمين وهذا كتاب ذكرت فيه الأجوبة عن صفحات الحق جل وعلا. وما يتوهمه الملحدون وضعفاء الحال في العلم بحسب مقامي غيرة على جناب الحق، جل علاه، أن يتوهم أحد فيه ما لا يليق بجنابه تعالى. وقد أطلعت عليه بعض العلماء الأكابر فاستحسنه وقال: كتاب حقه أن يكتب الأحداق»، السابق، ص٦٣.
٨٠  «بيان جملة صالحة من الأجوبة مما يتوهمه الجهلة أو الملحدون في جناب حق القدوس وأسمائه وصفاته، مصدرًا ذلك عقيدة صالحة، جامعة شدة اختصارها لأمهات عقائد الأكابر من أهل السنة والجماعة ليرجع إليها من استشكل شيئًا من الأجوبة الأتية فإنها مزيلة إن شاء الله تعالى جميع إشكالات المحجوبين وزاجرة لجميع الملحدين»، السابق ص٨٢.
٨١  توهم (٥٥)، السابق، ص١٠٣.
٨٢  وذلك مثل: مذهب، باب، كلام (٤)، عقيدة، أقوال (٣)، شروط، مفهوم، معنى، محاجة، شبهة، مقصود، تفاوت، الجواب، الباعث، تعلق، تخصيص، كيفية، تمهيد، وصية، حجة، فرق، تأويل … إلخ (١).
٨٣  السابق، ص٦٤-٦٥.
٨٤  السابق، ص٣٤٥.
٨٥  الآيات (٢٢٨)، الأحاديث (١١٩)، الأشعار (٢٨)، الأمثال (١).
٨٦  ابن عربي (٨٨)، علي الخواص (٢٦)، علي المرصفي (٢٤)، القزويني، علي بن وفا (٨)، التستري (٤)، إبراهيم المتبولي، الجنيد، الطبراني، الغزالي (٣)، أحمد الرفاعي، البسطامي، الترمذي، الحلاج، سيدة العجم، الشاذلي، المناوي، النقري، أحمد بن حنبل (٢). وآخرون بالمئات. الأنبياء والرسول (٥٣)، آدم (٢)، موسى (١٨)، عيسى (٩).
٨٧  القواعد الكشفية، ص٢٥٩.
٨٨  مصطفى البابي الحلبي، مصر ١٩٥٩م/١٣٧٨ﻫ.
٨٩  السابق، ج١، ٤–٦.
٩٠  السابق، ص٥٨.
٩١  السابق، ص٧٨.
٩٢  السابق، ج١، ٦–١١.
٩٣  السابق، ص١١–١٥.
٩٤  السابق، ص١٥–٢١.
٩٥  السابق، ج١، ٢١–١٦٨، ج٢، ٢–٢٠٤.
٩٦  السابق، ص٣-٤.
٩٧  المباحث ٢، ٨–٦، ١١–١٢، ٢١.
٩٨  المباحث ٣، ٢٠، ٥٧.
٩٩  المباحث ١، ٤، ٧–١٠.
١٠٠  المباحث ١٣–١٩.
١٠١  من العقيدة إلى الثورة، ج٢، التوحيد، ص١٣٣–١٤٢.
١٠٢  المباحث ٢٣، من العقيدة إلى الثورة ج١، المقدمات النظرية، ص٦٢٢–٦٢٧.
١٠٣  المباحث ٢٤–٢٨.
١٠٤  من العقيدة إلى الثورة، ج٣، العدل، ص٥٣٣–٥٤٣.
١٠٥  المباحث ٢٩–٤١.
١٠٦  المباحث ٤٢–٥٠.
١٠٧  المباحث ٥١–٥٦، ٥٨–٥٩.
١٠٨  المبحث الستون.
١٠٩  المباحث ٦١–٧١.
١١٠  «حاولت فيه المطابقة بين عقائد أهل الكشف وعقائد أهل الفكر حسب طاقتي وذلك لأن الحوار في العقائد على هاتين الطائفتين. إذ الخلق كلهم قسمان: إما أهل نظر واستدلال وإما أهل كشف وعيان. وقد ألف كل من الطائفتين كتبًا لأهل دائرته. فربما ظن من لا غوص له في الشريعة أن كلام إحدى الدائريتين مخالف للأخرى. فقصدت في هذا الكتاب بيان وجه الجمع بينهما ليتأيد كلام أهل كل دائرة بالأخرى. وهذا أمر لم أر أحدًا سبقني إليه … وأوصي كل من عجز عن الوصول إلى تعقل كلام أهل الكشف أن يقف مع ظاهر كلام المتكلمين ولا يتعداه … وذلك لأن عقائد أهل الكشف مبنية على أمور تشهد، وعقائد غيرهم مبنية على أمور يؤمنون بها. هذا ميزانهم في كل ما لم يرد فيه نص قاطع. والنفس تجد القوة في اعتقاد ما عليه الجمهور دونما عليه أهل الكشف لقلة سالكي طريقهم». اليواقيت والجواهر، ص٢-٣.
١١١  «إنني طالعت من كلام أهل الكشف ما لا يحصى من الرسائل، وما رأيت في عبارتهم أوسع من عبارة الشيخ الكامل المحقق، مربي العارفين … ولذلك شيدت هذا الكتاب بكلامه من «الفتوحات» وغيرها دون كلام غيره من الصوفية لكني رأيت في «الفتوحات» مواضع لم أفهمها فذكرتها لينظر فيها علماء الإسلام …» السابق، ص٣.
١١٢  مكتبة صبيح، القاهرة، (د.ت).
١١٣  «فهذه أسئلة غريبة سألني عنها مؤمنو الجان حفظهم الله تعالى. وطلبوا مني الجواب عنها مشيدًا بإنشادات أهل الطريق في ذلك. وأخبروني أن روحانيتهم تميل إلى النظم أكثر من النثر. فأجبتهم إلى ذلك مستعينًا بالله تعالى متنشقًا من نسمات الأسحار قوة الاستعداد لأجوبتهم. فإنها أسئلة معجمة … وقد أتتني هذه الأسئلة مكتوبة في قرطاس في فم شخص من الجان في صورة كلب أصفر لطيف ككلاب الرمل. وكانت الورقة قدر فرخ ورق من الورق الإفرنجي مرقومة بخط عربي مردومة. ففتحتها فإذا فيها ما قول علماء الإنس في هذه الأسئلة المرقومة الواصلة إليكم صحبة حاملها قد أشكلت علينا. وسألنا عنها مشايخنا من الجان فقالوا: هذه التحقيقات لا تكون إلا من علماء الإنس، ودخل على حاملها من باب القاعة. فمنعه المجاورون لظنهم أنه كلب حقيقة. وطهروا الزاوية من مواضع مشيه. فلما أخبرتهم عجبوا من ذلك غاية العجب. وندموا على إزعاجهم له. فالحمد لله الذي من علينا بإرشاد إخواننا الجان في هذا الزمان …»، كشف الحجاب والران، ص٧–٦.
١١٤  ابن عربي (٤)، الشبلي (٢)، الجنيد، عبد الكريم الجيلي، علي بن وفا، علي (١) الخواص (١).
١١٥  «فتأملوا وأنعموا النظر. وإن توقفتم في أي شيء فراجعوني أو راجعوا غيري من العارفين. وقد أجبتكم بحكم الوقت. فربما فتح الله علي بعد ذلك بما هو أرقى منه»، السابق، ص١٣١.
١١٦  الأسئلة ٥–٧، ١١، ٢٥، ٣١-٣٢، ٥٧، ٧٢.
١١٧  الأسئلة ١–٤، ٨، ١٣-١٤، ١٧، ٢٣، ٢٦، ٣٠، ٣٣–٣٥.
١١٨  الأسئلة ٢٠، ٢٨، ٣٧، ٤٨، ٥٩، ٦١، ٧٣، ٧٧.
١١٩  الأسئلة ٢٤، ٢٩، ٤١، ٥٠–٥٤، ٥٨.
١٢٠  الأسئلة ١٨، ٤٧، ٥٥، ٦٩، ٧٦.
١٢١  الأسئلة ٩–١١، ١٢، ٢٢، ٦٠، ٦٦.
١٢٢  الأسئلة ١٥-١٦، ١٩، ٢١، ٢٧، ٣٣، ٣٦، ٣٨-٣٩، ٤٤–٤٦، ٤٩، ٥٦، ٦٢، ٦٤، ٦٧، ٧٠–٧٠، ٧٤.
١٢٣  الأسئلة ٤٠، ٤٢-٤٣، ٦٣، ٦٥، ٦٨، ٧٥، ٧٨–٨٠.
١٢٤  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠١م.
١٢٥  من العقيدة إلى الثورة، ج٥، الإيمان والعمل الإمامة، ص٥–١٦١.
١٢٦  الآيات (١٤٢)، الأحاديث (٥٨)، القدسية (٢)، الأشعار (٢٨).
١٢٧  مثل وصل (٢٣)، وصل لإيضاح الأصل، وصل لهم (٤)، وصل آخر، وصل فيه رجوع إلى الأصل (٣)، وصل موضوع وصل مهم، وصل متمم للأصل، وصل في بيان هذا الفصل، وصل له عنوان … إلخ (١).
١٢٨  ابن عربي (٣)، الشعراوي (٢)، الحسن البصري، أبو العباس المرسي، علي زين العابدين، الدينوري (١).
١٢٩  «اعلم أيها الإنسان»، السابق، ص٧.
١٣٠  الفتح الرباني، ص٦.
١٣١  اللطائف الإيمانية، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ (٧) ص٢٦٩–٢٩٣.
١٣٢  السابق، ص٢٧٠.
١٣٣  الآيات (٦٠)، الأحاديث (٢٠)، الأشعار (٥).
١٣٤  من الصوفية الترمذي، الشاذلي، أبو العباس المرسي، الدرقاوي (١)، ومن الفلاسفة ابن رشد (١)، ومن الخلفاء عمر بن عبد العزيز (١).
١٣٥  سلك الدرر، ص٢٨٣.
١٣٦  دار البشائر، دمشق، ١٩٩٧م/١٤١٧ﻫ.
١٣٧  هي الآية ١٠٤ من سورة الأنبياء يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ.
١٣٨  «خوارقه الشريفة وأحواله المنتقية رضي الله عنه»، طي السجل، ص٢٣–١٩.
١٣٩  سماه لكبكبة من رجال الآل تزري بالبدور وتميس لثباتها الرجال هم سادة محافلنا وقادة جحافلنا» طي السجل، ص١٩–٢٣.
١٤٠  ألقاب المؤلف هي «العلامة الكبير، والفهامة التحرير، القطب الفرد الجامع، الوارث المحمدي، والنائب الأحمدي»، والمحقق والمعلق هو الفقير إلى الله تعالى. عفي عنه». السابق، ص١. وهو «طفيلي مائدتهم وخَادم نعال القائمين بحضرتهم وروضتهم. السابق ص٢.
١٤١ 
رأيت رسول الله سبعين مرة
تجهزني حالًا إلى خدمة الشرع
السابق، ص٢.
١٤٢  السابق، ص١٠٥–١١١.
١٤٣  «وهم المقصودون في حديث «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين».
١٤٤  شرح عقيدة القوم الذين برأهم الله في عالم قدسه من اللوم، طي السجل، ص٣٢–٣٣.
١٤٥  مشهد الأتباع، والتبريء من الإبداع، الابتداع، وشغف القلب يجيب الرب، السابق ص٣٩–٤١.
١٤٦ 
ويصلتني سيفًا على كل بدعة
وأصحابها أهل الغواية بالطبع
وأن لا أرى التشديد في الدين منهجًا
وأن لا أرى قبض العنان عن الردع
وأن لا أرى شق العصي ذريعة
وأن أرَ حكم الوصل للأصل بالفرع
السابق، ص٢.
١٤٧  السابق، ص٤٣–٤٨.
١٤٨  السابق، ص٤٨–٥٢.
١٤٩  «الأخذ بيد ولي الأمر وإسعافه بالسر والدعاء له بالجهر»، السابق، ص٣٨٤-٣٨٥، موقف المسلمين من إمامهم الذين يلي أمرهم والدعاء له»، السابق، ص٣٨٥–٣٨٩.
١٥٠  «الإمام الذي تجب طاعته، وما يجب عليه للآل الكرام الذين هم سادة الناس وساداته»، السابق، ص٣٩٧–٣٩٩.
١٥١  السابق، ص٣٠٣–٣٠٥، ٣٢٧–٣٥٦.
١٥٢  الترتيب الكمي: العاشر (١١٣)، التاسع (١٠٥)، السابع (٥٥)، الخامس (٤٩)، الثالث (٣٣)، الثامن (٢٤)، الخامس (٢٢)، المقدمة (٢١)، الرابع (٢٠، الثاني (٤).
١٥٣  الأحاديث (٥٧٢)، الآيات (١٦٩)، الأشعار (١٠١).
١٥٤  طي السجل، ص١٠٠–١٠٥.
١٥٥  «دخل رجل على الرسول فوجد قومًا عنده يقرءون القرآن، وآخرون ينشدون الشعر فسأل: يا الله قرآن وشعر؟ فأجاب «من هذا مرة، ومن هذا مرة»، السابق، ص١٥٤-١٥٥.
١٥٦  السابق، ص٢٨٣–٣٥٨.
١٥٧  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ (٢)، ص١٥٣–١٩٩.
١٥٨  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/ ١٤٢٦ﻫ (١)، ص٦٩–١٥٠.
١٥٩  الآيات (٩٣)، الأحاديث (٤٢)، القدسية (١)، الأشعار (١٨).
١٦٠  من الأنبياء: الخضر (١٨)، موسى (الكليم) (١٥)، من الصوفية: الغزالي (٧)، الجنيد، البسطامي (٢)، الشعراني، الخدري، الخراز، ابن الفارض، الكرخي (١)، ومن الفقهاء والمتكلمين: أبو حنيفة، الجرجاني، الآمدي، ابن الحاجب (٢)، مالك، الأسيوطي، المخزومي، ابن حجر، المالكي، السبكي، الأنصاري، السعد، اليوسي، الأشعري، الحاكم، الإيجي، التفتازاني، المحلي، الآمدي، ابن الهمام (١).
١٦١  «فيصل التفرقة» للغزالي (٤)، «شرح المواقف» للجرجاني، و«الروضة» للنووي (٢)، «تنبيه «الغبي في تبرئة ابن عربي» للأسيوطي، «تحرير المطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب» للمالكي، «أسنى المطالب» للأنصاري، «شرح المقاصد» للسعد، «الحواشي الكبرى» لليوسي، «مقالات الإسلاميين» للأشعري، «المختصر من كتاب المنتقى» للحاكم، «شرح المواقف» للأيجى، «التلويح» للأيجى، «القشيرية»، «المنقذ من الضلال»، «الإحياء» للغزالي، «شرح المنهاج» لابن دقيق العيد.
١٦٢  «ومن هذا ارتكب الأئمة الاستنباط. فألحقوا ما حدث بما لم يحدث، وإلا فسائر جزئيات العبادة المنصوص عن الفقهاء اليوم بالضرورة لم تكن موجودة في زمن (الرسول) ولم تقع. ولو وقعت ونص عليها ما وجدنا لمن يتصرف اسمه الاجتهاد لأن ليس ثمة ما تستفرع فيه الطاقة والجهد حتى يقال لمن قام به: مجتهد لأنك فرضت أن جزئيات العبادات وغيرها وقع الإفتاء في جملها وتفصيلها في زمنه …»، السابق، ص٨٩.
١٦٣  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م (٤) ص١٤٧–١٥٦.
١٦٤  «قد سألني بعض المحبين أن نذكر له نبذة من عقائد الدين بكيفية يسهل تناولها للمبتدئين بدون احتياج لفهم اصطلاح المناطقة في ترتيب المقدمات ونتائج البراهين»، السابق، ص١٤٧.
١٦٥  الآيات (٢٠)، الأحاديث (١).
١٦٦  مطبوعات الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية، (د.ت).
١٦٧  قابلته في الخرطوم عام ١٩٧٦م لأتعرف على الطريقة في السودان وإمكانية تحويلها إلى حزب نوري، ورأيته يبصق على الأرض، ويأخذ المريدون بصاقه ليدهنون به ساقيه فاحجمت.
١٦٨  الأول (٧٨ص)، الثاني (٦٢)، الثالث (١١٢)، الرابع (٥٩).
١٦٩  تبرئة الذمة، ص٣-٤.
١٧٠  «وقد رجعنا فيما كتبنا لكتب السادة الأعلام سيدي عبد القادر الجيلاني، وسيدي محيي الدين بن عربي، والشيخ النابلسي، والشيخ عبد الكريم الجيلي، والشيخ جلال الدين السيوطي، والشيخ جلال الدين المحلي، والشيخ ابن حجر العسقلاني، والإمام الذهبي، والشيخ إبراهيم اللقاني، والشيخ المقريزي، والشيخ أبي طالب المكي، والشيخ الطوسي ابن نديم، وكتاب جنة الخلد للشيخ عبد الرازق المحدث، وكتاب نفح الطيب لابن تيمية (وهو ليس لابن تيمية)»، السابق، ص٤.
١٧١  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٤م (٢) ص٢٧–٤٦.
١٧٢  «المقتطفات من ابن عجيبة والكلاباذي وحديث ضعيف «الشريعة مقالي، والطريقة فعالي والحقيقة مالي»، السابق، ص٥، ونص الكلاباذي من «التعرف». والصوفية هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، وألزمهم كلمة التقوى، وعزف بنفوسهم عن الدنيا، صدقت مجاهداتهم. فنالوا علم الوراثة. وصفت سرائرهم فأكرموا بصدق الفراسة. ثبتت أقدامهم وزكت أفهامهم، وأنارت أعمالهم، فهموا عن الله وساروا إلى الله، وأعرضوا عما سوى الله. خرقت الحجب أنوارهم. وجالت حول العرش أبصارهم، فهم أجسام روحانيون. وفي الأرض سماويون»، السابق، ص٢٥.
١٧٣  «فإن التمسك السُّنة المحمدية أساس السعادة في الحياة الدنيوية والأخروية والسنة النبوية أفعاله وأقواله وأخلاقه. فمن اتبع أفعاله أو أقواله أو أخلاقه فقير تابع لسنته، ولا يهتدي بهديه. فالذي يدعي أنه نبي ولا يعمل إلا بأقوال النبي أو أفعاله أو أخلاقه فليس بنبي. والنبي الحقيقي هو من جمع بين أفعاله وأقواله وأخلاقه. وما جمعها إلا الصوفية. فالذي نسب السنة لنفسه والبدعة لغيره فمن يعمل ببعض أفعاله وأقواله فحجته باطله. ولرفع هذه الإشكالية ألفت هذا الكتاب الصغير الحجم»، السابق، ص٢٧.
١٧٤  «وما أريد من هذا التأليف وهذا التوضيح إلا النصح»، السابق، ص٤٦.
١٧٥  السابق، ص٢٧.
١٧٦  الأشعار (٥٠)، الآيات (١١)، الأحاديث (٥)، القدسية (١).
١٧٧  ابن عجيبة (٨)، الشاذلي (٥)، الجنيد، الحسن البصري، سهيل، ابن عربي، ابن عطاء الله (٤)، الشبلي، الحريري، الكلاباذي، زروق، الغزالي، البوصيري، الجيلانى (١)، ومن المحدثين البوزيدي، أبو مدين، الوزاني (٢)، العز بن عبد السلام (١).
١٧٨  من مؤلفاته «قبسات الأنوار في شرح طريق الصوفية الأخيار». ومن الأعمال الصوفية «الإحياء»، و«الحكم العطائية»، «التنوير في إسقاط التدبير» لابن عطاء الله، «معراج التشوف» لابن عجيبة.
١٧٩  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٤م/١٤٢٥ﻫ (١) ص٧–٢٤.
١٨٠  المؤلف ينتمي إلى مدرسة ابن عجيبة بالعرائش في المغرب. وله أيضًا: الأقباس النورانية في تعبير الرؤي الحسية والذوقية، ورسالتان عن ابن عجيبة: «قطرات جبرونية متعاقبة على عجيبة»، «الكرامات الربانية على الشيخ سيدي عبد القادر بن الشيخ سيدي عبد القادر بن عجيبة»، السابق، ص٤.
١٨١  السابق، ص٤.
١٨٢  انتهى (٤).
١٨٣  الأشعار (٢٠)، الأحاديث (١١)، الآيات (١٠).
١٨٤  الجنيد (٤)، ابن عجيبة، الشاذلي (٣)، القشيري، التستري، ابن عطاء الله (٢)، الحسن البصري، الشبلي، البسطامي، عبد الرحمن المجذوب، أبو العباس المرسي، زروق (١).
١٨٥  أحمد، ابن سريج، السبكى (٢) مالك، الشافعي، الشيرازي، العز بن عبد السلام، ابن دقيق العيد (١)، ومن المتكلمين إمام الحرمين (١)، الشافعية (٢).
١٨٦  لطائف المنن (١).
١٨٧  «وإن غالب من يشار إليه من علماء الظاهر بوفرة العلم وإتقانه إنما نال بمخالطة بعض العارفين بالله، كابن سريج بمخالطة الجنيد، وعز الدين بن عبد السلام بمخالطة أبي الحسن الشاذلي، والتقي ابن دقيق العيد بمخالطة أبى العباس المرسي» (نقلًا عن ابن الحاج)، السابق، ص١٣.
١٨٨  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٤م/١٤٢٥ﻫ (١) ص٥–١٥٨.
١٨٩  مثل أسرار الشهادتين والطهارة والوضوء والغسل والتيمم، والأذان والصلاة والزكاة والصيام، والحج، وزيارة قبر النبي، والزكاة والجهاد والنكاح والبيع والإجازة، السابق، ص١١–٣٤.
١٩٠  ويتضمن «أسرار علم الطريقة» و«منازل السائرين» و«أسرار علم الحقيقة»، و«الأولياء وعلامات الغوث»، السابق، ٣٥–٦٨.
١٩١  مثل: الظاهر والباطن، والحروف والإشارات والرموز، والمحكم والمتشابه، والتفسير والقدر، وسر الشفاء بالقرآن، السابق، ص٦٩–٩٨.
١٩٢  مثل: نور محمد والصلوات والأحزاب والأدعية لتفريج الهم، السابق، ص٩٩–١٣٨.
١٩٣  وتشمل: وسوسة الشيطان، والعهود المحمدية الخمسة، السابق، ص١٣٩–١٥٨.
١٩٤  السابق، ص٧–٥.
١٩٥  الآيات (١٣٠)، الأحاديث (٨٥)، القدسية (١)، الأشعار (٤٠).
١٩٦  ابن عجيبة (١٥)، الشعراني (٦)، علي الخواص، زروق (٣)، الشاذلي (٢)، جعفر الصادق، السهروردي، الجنيد، معروف الكرخي، الجزولي (١). ومن الفقهاء الشافعي ومالك والعز بن عبد السلام، ومن الفلاسفة الرازي. ومن المفسرين الواقدي.
١٩٧  الكنز الثمين، ص١٤٠–١٤٥.
١٩٨  السابق، ص١٦.
١٩٩  دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٠م/١٤٢١ﻫ.
٢٠٠  ويستعرض آراء ابن تيمية وابن خلدون والرازي والشاطبي وابن القيم والسهروردي والجنيد من القدماء، والشاذلي ومحمد بن عبد الوهاب والندوي والعقاد وبدوي وإقبال والشرباصي، وشكيب أرسلان والسيد أحمد بالهند، ومحمود قاسم من المحدثين.
٢٠١  الآيات (١٢)، الأحاديث (٧).
٢٠٢  الجنيد (٢٠)، جابر الجزائري (٨)، السهروردي، الجيلاني (٥)، السري السقطي، الشبلي (٤)، الثوري، القشيري (٣)، شقيق البلخي، البسطامي، عمرو بن عثمان المكي (٢)، الحسن البصري، عبد الواحد بن يزيد، إبراهيم بن أدهم، حاتم الأصم، نقشبند، الجشطي، السلمي، الحريري، الداراني، الفضل البلخي، ومن المحدثين: محمود قاسم (٨)، النوري (٥)، بدوي (٣)، العقاد، الشرباصي، شكيب أرسلان، محمود صبحي (٢)، أبو زهرة، عبد الحليم محمود، الدهلوي، عبد القادر عيسى، عبد الله بدران، صالح العثيمين (١)، ومن المستشرقين ماسينيون. ومن الفقهاء ابن تيمية (٢٧)، ابن القيم (١١)، التهانوي (٩)، الشاطبي (٨)، محمد بن عبد الوهاب (٣)، رشيد رضا (٢)، ابن رجب (٢)، مالك، أبو حنيفة، أحمد بن حنبل، الإسفراييني، البقاعي.
٢٠٣  مثل الصوفية والفقراء لابن تيمية، مدارج السالكين لابن القيم، الفتوحات، طبقات الشعراني، جامع النبهاني، عوارف المعارف، شرح منازل السائرين.
٢٠٤  الصوفية (١٤)، الزنادقة، الحقيقة، القادرية، السنوسية، الشاذلية، الدرقاوية، الحكمة اليونانية، العلويون المصريون، اليهود، لورانس العرب اليهودي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤