خامسًا: الاغتراب في السحر والخرافة
وقد سمحت الحقيقة المحمدية «بفتح الباب على مصراعيه لاغتراب التصوف في السحر والخرافة والأسطورة حتى تحول إلى أحجيات ووصفات سحرية للعلاج الجسدي والنفسي إيجابًا أو الربط بالكواكب سلبًا، وجلب المنافع أو دفع المضار».
(١) مؤلفات البوني (٦٢٢ﻫ)
(أ) «شمس المعارف»١
وبتناثر البنية وضعف النظر وقع التصوف في
أعمال السحر والخرافة في علم الحروف أو علم
التنجيم. ويتكون الكتاب من أربعين فصلا
متكررة الموضوعات مثل الحروف المعجمة وما
فيها من أسرار وإشارات، والكسر، وأسرار
البسملة، ما بها من ضواحي وبركات، وأسماء
الملوك الذين يريدون الزمان مع أسماء الله
الحسنى، لا فرق بين أسماء الملوك وصفات
الله، وأوائل السور والربانيات والقدسيات،
وأسرار الفاتحة.٢ وتضاف فوائدها وما لها من
الدعوات المستجابة، وآية الكرسي وما لها من
البركات وتحويل بعض الآيات إلى طلسمات
ناقصات، وأسماء الله الحسنى وأنماطها وما
لكل نمط من الدعوات. ومنها حروف خاصية لا
تعرف إلا بالقواعد الجغرافية. وتحيل الحروف
إلى الأفلاك والبروج الاثني عشر.٣ وتحلل أسماء الله الحسنى
وخفاياها كالجلجلوتية والرحموتية.٤ وتحدد أوقاتها النافعة للأوراد
والتوحيد، والأذكار والأدعية المستجابة.
وتظهر معجزات الأنبياء في إطار السحر
والخرافة مثل الأسماء التي كان عيسى يحيى
بها الأموات.٥ وتبرز الطرقية وموضوعاتها مثل
الخلوة والاعتكاف.٦ ثم يظهر التجسيم في العروش
المعنوية التي تقابل الأفلاك والحروف.٧ وتتجلى نظرية الفيض الرباني
والنور الشعشاني المستمدة من الفلسفة.٨ وتظهر علوم السحر مثل أعمال السيميا.٩ أما النصر على الأعداء فيتحول
إلى فصيل، جزء من فصل عن خواص بعض الأوقات
والطلسمات النافعات عن طريق أية رَبَّنَا عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا وآية وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً
وَرَحْمَةً.١٠ وهناك أيضًا فصل لرد الآبق ولو
كان في السلاسل والأغلال، رده إلى العبودية
دون تحريره.١١ وتذكر بعض الحكايات عن مشايخه.١٢ ويستشهد بأقوال الصوفية مثل ذي
النون المصري.١٣
(ب) «منبع أصول الحكمة».١٤
وهو مجموعة من أربع رسائل في «العلوم
الحرفية والوفقية والدعوات والأقسام» وغير
ذلك. الأولى «الأصول والضوابط المحكمة»،
الثانية «بغية المشتاق في معره وضع
الافاق»، الثالث «شرح البرهنية المعروف
بشرح العهد القديم»، الرابعة «شرح
الجلجلوتية الكبرى». وتقل الرسائل واحدة
واحدة في الرؤية ووسائل التعبير. ويتم
إحالة بعضها إلى البعض الآخر.١٥ ومؤسسو هذا التيار هم الشيعة
والصحابة والملائكة. وهنا توحد علوم
الأسرار الفرق، سنة وشيعة، والخلق بشرًا
وملائكة.
وتتحول الفلسفة الإلهية إلى خرافات.
وتزدهر الفلسفة الإشراقية. ويعتبر أرسطو
المعلم الأول ومؤسسها وليس مؤسس المنطق
والطبيعة والميتافيزيقا. ويتحول التصوف
النظري إلى علوم سبعة: وعلم الأعداد، وعلم
الأوفاق، وعلم الحروف، وعلم الطبائع
الأربع، وعلم الكواكب والأفلاك والبروج
والمنازل، وعلم الاختيارات النجومية وسعدها
ونحسها وشرقها واتصالاتها، وعلم الأسماء
والرقي والدعوات».١٦ ويتحول التصوف النظري إلى
نصائح عملية سحرية ووصفات بلدية. وهو ما
زال سائدًا حتى الآن.
الرسالة الأولى «الأصول والضوابط
المحكمة» كلها رموز.١٧ وهي مملوءة بالجداول الرقمية
والأبجدية والرسوم البيانية والتخطيطات
الإنسانية. فلا فرق بين جسد الإنسان وجسم الطبيعة.١٨ لم ترتب الرسالة على أبواب أو
فنون أو مقالات بل إلى فصول أسوة بالحكماء الأقدمين.١٩ ومع ذلك الرسالة مقسمة إلى عشر تحف.٢٠ وتظهر المصادر اليونانية
وتغلغل الفلسفة اليونانية في هذا التصوف
السحري. ففي شرح الجلجلوتية يأتي في
المقدمة هرمس مثلث العظمة ثم أرسطو
وأفلاطون، ثم سقراط ثم بوقراط، ثم
الإسكندر، ثم بطليموس، وجالينوس وفيثاغورس، ودمرغاس.٢١ ومن المجموعات يتقدم الحكماء
حكماء الهند، ثم الحكماء الأقدمون، ثم
حكماء الروم. فالحكمة تتجاوز اليونان إلى
الهند والرومان. والحكيم والحكمة والحكماء
من الألفاظ الأكثر تكرارًا. كما تستعمل
المنتحلات مثل وصايا أرسطو إلى الإسكندر.٢٢ ومن المصادر الخرافية الأخرى
كتابة الحواريين لبعض الحكماء.٢٣ وتعتمد على كثير من الاقتباسات
التي يشار إليها بنهايتها «أ.ﻫ».٢٤ ولا تخلو الرسالة من الآيات
والأحاديث بالرغم من الوافد اليوناني أو
الموروث الإسلامي.٢٥ وتعمل الآيات القرآنية سحرها
وأثرها وليس بالعمل بمقتضاها. وتظهر
الإسرائيليات من خلال قصص الأنبياء وأحاديث
الله والرسول معهم كما هو الحال في كثير من
الأحاديث القدسية، وبالتالي يعود الإسلام
إلى الوراء. ويفسر باليهودية والمسيحية ولا
تفسر اليهودية والمسيحية بالإسلام. ويعاد
إلى العبرية السريانية أصل العربية. ولا
تفسر العربية السريانية والعبرية. كما تظهر
الأشعار العربية، فالشعر متمم للقرآن ووارث له.٢٦ ويظهر الموروث الداخلي مثل
صاحب المشتور ثم الإمام علي مع محمد الرسول
والنبي إدريس، تم الحسن بن علي ومحمد بن
الحنفية، وعيسى، والحسن البصري.٢٧
ويظهر أسلوب إخوان الصفا بالدعوة للقارئ
«يا معشر الإخوان»، «فاعلم أيها الطالب».٢٨
وفي «بغية المشتاق في معرفة وضع الآفاق»
تعود البنية إلى الضبط والتحديد في مقالات ثلاث.٢٩ كل منها فصلان أو ثلاثة فصول.
المقالة الأولى في وضع الأوفاق الطبيعية
وهي في الرياضيات، ووضع الأعداد وأشكالها
في الفرد والزوج. والثانية في أصول
الأوفاق، ووضح الأسماء والآيات، والانتقال
من الأعداد إلى الأسماء والآيات، ووضعها
بطريق التكسير وطريق التكعيب. والثالثة في
عمل الأوفاق، واستخراج نتائجها. وهو
الانتقال من الكتابة إلى الخير والشر،
والتوازي بين طبائع الأعداد، وموازين
الحروف، ثم التحول إلى الخرافة في استخراج
الملائكة والبحورات. والقسم. ثم تأتي
الخاتمة في شروط الخلوة والتلاوة والمناسبة
للوفق وهو التحول من الإعداد والحروف
والأسماء والآيات إلى الطرقية والخلوتية.
وتزداد الجداول العددية والأبجدية. وتدخل
العناصر الأربعة ضمن التوافقات. وتختفي
الآيات والأحاديث وأسماء الأعلام، فالخرافة
لا تحتاج إلى دليل نقلي أو عقلي بل إلى
استعداد نفسي.
وفي «شرح البرهتية المعروف بشرح العهد
القديم» تتضح سيادة الإسرائيليات وما بها
من سحر وخرافة.٣٠ فميثاق العهد القديم ينتقل إلى
ميثاق الصوفية، ميثاق أَلَسْتُ، وتعرض لثمانية وعشرين
اسمًا مع أوزانها العربية.٣١ وكلها أسماء سريانية أو عبرية
مع عبارات من اللغتين أو من لغة ثالثة
لمزيد من التعجب والدهشة. وتمتلئ بالجداول
العددية والأبجدية مع جداول بحروف ورسوما
وأسماء الملائكة في مربعات وخطوط مائلة أو
مستقيمة، واسم الجلالة، وعبارات عن التوكل
«توكلوا يا خدام». وتقل الآيات القرآنية
إلى الحد الأدنى. ويختفي الحديث. وتظهر
الأشعار العربية خاصة لشرح الإلغازات
النثرية، ويظهر قصص الأنبياء عن سليمان
وداود. فالرسالة شرح على العهد القديم،
ويظهر بعض أسماء الأعلام من التصوف السحري الخرافي.٣٢
وفي «شرح الجلجلوتية الكبرى»، وهي أكبر
الرسائل، تتناثر البنية فيها في موضوعات
متناثرة بلا أبواب أو فصول أو أقسام أو مباحث.٣٣ وهي أشبه بالوصفات العملية
لتصريف شئون الحياة العملية والصحية
والعمرانية والروحانية والإيمانية
والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فمن
الموضوعات العملية معرفة الأسماء العربية
والسريانية وخواص البسملة وأسماء الله
الحسنى والحروف وفهم العلوم وزوال البلادة
والمعرفة. وهناك عدة طرق لذلك.٣٤ وهناك الموضوعات الاخلاقية مثل
تجسيد الأخلاق، وإحياء القلب بنور المعرفة
وطرد الخوف والفزع ودرأ الحسد، والمحبة
وتأليف القلوب. وهناك الموضوعات الإيمانية
لتقوية اليقين وتثبيت الإيمان وتنوير القلب
وإصلاح المفاسد. وهناك طرق لمنع أذى الجن
والوسواس. وهناك الموضوعات الاقتصادية مثل
الغنى والصلاح والفلاح وتيسير الأرزاق
وزيادتها. وهناك الموضوعات السياسية للعز
والرفعة، والهيبة والوقار. وهناك موضوعات
المقاومة للظالم، وقهر الأعداء وكفاية
شرهم، وتحريق شمل العدو وفتح داره، وغلبة
الأعداء ونهر الجبابرة أو تسخير الحاكم
الجبار لقضاء الحوائج للفتح والتيسير ومنع
التعب وحصول الخير والبركة والحفظ من الجن
واللصوص، وتسخير الملوك للانتقام من
الظالم، والخلاص من السجون، والخلاص من
الشدائد، وتسليط الحمى على الظالم. وهناك
الموضوعات الاجتماعية لقضاء الحوائج وجلب
الزبائن. وهناك الموضوعات الطبية لدواء
الأمراض وطرق العلاج، وتجنب أمراض البرد
ولمنع السوس من الحبوب وطرد البق، ومنع
الحمى والنزيف ومنع الصداع ووجع الرأس. ولا
يعتمد على قرآن وحديث، ولا على وافد ولا
موروث، باستثناء ذكر بعض الطرق العملية النافعة.٣٥ ويمتلأ بالجداول الرقمية واللفظية.٣٦ ويدعم بالشعر. وهو مملوء
بالألفاظ السريانية والعبرية.٣٧ ومنها قصيدة طويلة.٣٨
(٢) رسائل ابن عربي (٦٣٨ﻫ)
(أ) «المقصود من الوصل المحمود»٣٩
وهو عنوان يوحي بالتأويل المثالي للنصوص
ويدفعها خارج عالم الشهادة إلى عالم الغيب
بالتأويل البعيد وليس بالتفسير القريب.
يبدأ بخلق آدم وحواء كواقعة تاريخية وليس
كرواية. فخلق آدم فعل يشمل على الأمر
والروح والخلق والعقل والرزق والنفس والعمل
والقلب والعلم والسرد والمكان والحس.٤٠
والرسالة تفسير للمصطلحات مثل المجيء وهو
مجيء الرسول إلى الولي المقبول، والإتيان
وهو إتيان الله، والوضع وهو وضع الولي في الولي.٤١ وكذلك تعريف القدرة والسواد
والظلمة. وتوضع الحقائق مثل أن أول الكلام
الإرادة ثم العلم ثم الفعل.٤٢ وسر الكلام في لا النفي، وسر
العلم في «اسم الإله». وسر الكلام في العلم
في لفظ لا». وسر الفعل في حقيقة كلمة الله
في شرح «لا إله إلا الله». ويركز على
النساء. وهن من صورة الغيرة والسماع
والمعارف والعبادات والتي لا يعقل معناها.٤٣ والخلق ستة. رئيسهم النبي
المصطفى وخاتم الأنبياء، وإبراهيم خليل
الرحمن، وموسى كليم الله، وآدم وداود. كل
اثنان موضوعان لبعضهن.٤٤ ولله عباد آخرون ستة: عيسى
وإدريس ونوح والخضر وذو القرنين ومالك
رضوان الجنة. ومن الصحابة عمر. ومن الرواة
ابن عباس ومقاتل.٤٥ ويذكر كثير من الأنبياء، آدم
ثم حواء ثم إبراهيم، موسى، وعيسى، ونوح،
والخضر، وإدريس، ثم هود، ويوسف. ولا يكاد
يذكر محمد. ومن الملائكة مالك الرضوان.٤٦ ومن الملوك عزيز مصر وذو القرنين.٤٧ ويعتمد على القرآن والحديث.٤٨ كما يعتمد على التحليل العقلي
القائم على القسمة.٤٩ والكلام موجه إلى القارئ بصيغة
«اعلم».
(ب) «تبصرة الطالب وطالبة القارب إلى موطن الغرائب والعجائب»٥٠
وهو عنوان غريب يحيل إلى عالم السحر
والغرائب. وهو نثر فني حول نشأة الإنسان.
إذ تخاطبه الرسالة «اعلم أيها الإنسان».
فقد اقتضى واجب الوجود اقتفاء ظهور الإنسان
في عين الشهور، الإنسان من حيث إخلاده إلى
سجن الطبيعة ظالم ومظلوم، ومن حيث حقيقته
حاكم ومحكوم. ويوفي الإنسان بعمل يوم
القيامة. فإذا كبر صار هو الإمام القائم
وهو معشوق لأنه جامع لحقائق الوجود ورقائق
الشهود. يكفر الإنسان إذا بقي في مقام
الطبيعة. وتنتهي الرسالة بنصح الإنسان
بتصفية نشأته وفطرته.٥١
(ﺟ) «كتاب الإسرا إلى مقام الأسرى»٥٢
وهو من أكبر الرسائل، وصف للإسراء والمعراج
على نحو صوفي. وهو ما يخرج عن نطاق الحس.
ولا يعتمد إلا على الرواية. وينقسم إلى
أبواب لها عناوين جانبية لبيان أقسام الموضوع.٥٣ ثم يأتي بعض مصطلحات المعراج.٥٤ وتبدأ بعض المناجاة بالبسملة
أو بعناوين أخرى مثل «حضرة أوحي» أو بباب
«الأخبار ببعض ما حد لي الستار». ويتم
الانتقال من المناجاة إلى الإشارات مثل
مناجاة إشارات أنفاس النور وهي تمحيض
متفرقات الإسراء. والإشارات من الأنبياء
أدعية وموسويه وعيسوية وإبراهيميه ويوسفية
ومحمدية. وتعتمد على القرآن نصَا أو روحَا
ثم الشعر ثم الحديث.٥٥ ويذكر الأنبياء، محمد، ثم
موسى، ثم إبراهيم، ثم يوسم، ثم عيسى، ثم
نوح وزكريا وإسماعيل ومريم وإدريس، وهارون،
والخليل، ويحيى.٥٦ وتتحول الأسماء إلى صفات
محمدية ثم موسوية وإبراهيمية، ويحيوية،
ويوسفية، ثم آدمية.٥٧ ومن الصوفية يذكر الغزالي.
ويحال إلى «جواهر القرآن» له.
(د) «عقلة المستوفز»٥٨
وهو
عنوان غريب، لا يعرف معناه على وجه التحديد
ولكنه يضم أربعة عشر بابًا. الأول في نظم
ما يحتوي عليه الكتاب شعرًا. وآخر في
الكمال الإنساني. واثنان في الخلق، خلق
الأرواح. وخلق العقل الأول، وأربعة في
العروش، العرش العظيم وهو اللوح المحفوظ،
والعرش الرحماني في الجامع للموجودات الأربعة.٥٩ والعرش الكريم وهو الكرسي لوضع القدمين.٦٠ وبابان في الفلك، فلك البروج،
وهو الأطلس، وباب فلك الكواكب الثانية،
وأربعة كواكب في الخلق، خلق الدنيا، في
الاستحالات، والنكاح والتوالد، ونشأة
الإنسان الأول. وهو موجه إلى القارئ بلفظ
«اعلم». يعتمد على القرآن والحديث النبوي
والقدسي والشعر.٦١ كما يذكر من الصوفية جعفر
الصادق وابن مسرة وأبو مدين.٦٢ ومن الأنبياء إسرائيل ثم
جبرائيل وميكائيل، ورضوان، ومالك.٦٣ ومن الأنبياء آدم وإبراهيم،
ومحمد، وعيسى، والمجتبى.٦٤ وتستعمل بعض الرسوم التوضيحية
«للعناصر الطبيعية».٦٥ ومن مؤلفاته الأخرى يحال إلى
«كتاب النفس» و«كتاب الزمردة الخضراء»
«الدرة البيضاء».
(ﻫ) «رسالة المراثي المسماة بالمبشرات»٦٦
وهي رؤية الرسول في المنام. انتهت النبوة
ولكن رؤية الرسول في المنام مستمرة، وهي
على ثلاثة أقسام. رؤية من الله وهي
المبشرات، ومن النفس يحدث بها الإنسان نفسه
في اليقظة، ومن الشيطان يحزن الإنسان.
ويدكر ابن عربي عدة مبشرات وقعت له ولغيره.٦٧ والسؤال هو ما الضامن على صدق
الرؤية؟ وتعتمد على القرآن والحديث دون
الشعر وأقوال الصوفية.٦٨
(و) «معقل العقول في انشقاق القبر عن الرسول»٦٩
وهو موضوع عام. وهو بداية البعث تحول إلى
موضوع خاص بالنسبة للرسول تعظيمًا له. وهو
ما يتنافى مع الحقيقة المحمدية الخالدة
الأبدية القديمة الباقية مثل الله. تعتمد
على العقل كما يوحي بذلك العنوان بالرغم من
الاعتماد على آيتين قرآنيتين.٧٠ وهو العقل الخرافي الذي يتكون
من خمسة أشكال طبقًا لتغير الحروف الثلاثة
ع ق ل ليطابق غيبيات خمسة.٧١
ثم يخرج عن الموضوع إلى قسمة أسماء الله
إلى أسماء الذات وأسماء الصفات وأسماء
الأفعال كما هو الحال في علم الكلام. وتشتق
الأسماء أيضًا إلى تشقق الصورة، وتشقق
المعاني، وتشقق المسمى. وهو ما يتناقص مع
قدم الأسماء. وفي كل مرة تتشقق الأسماء
تتشقق الأشياء كالسموات واللحد والجبال
والحجب والقلم واللوح. ويصعد الأنبياء.
وتتشقق الأشياء بالعمل الصالح في مشارق
الأرض ومغاربها. ويتشقق الإنسان إلى أطراف.
ونفس الإنسان أولاده، وقبره أهله، ولحده ماله.٧٢
(٣) «بغية الطالب على ترتيب التجلي لكليات المراتب» للأمير عبد القادر الجزائري (١٣٠٠ﻫ).٧٣
وهو عنوان مركب، صعب الفهم ولكنه في الحقيقة
تلخيص للموقف المائتين والثامن والأربعين من
كتابه «المواقف الروحية والفيوضات السبوحية».
وهي بدورها عروض على «الفتوحات المكية» لابن
عربي. وهو ما يفسر المضمون الطاغي لابن عربي
واستعمال مصطلحاته مثل الألوهة وإبراز
اقتباساته بلفظ «انتهى»، وإعطائه ألقاب «إمام
أهل الكشف» و«إمام أهل الله».٧٤
ووضعت تقسيماته التي استعملها أيضًا صدر الدين الشيرازي وكل الفلسفة الإشراقية.
بنيته إشراقية خالصة مصطلحاتها وعناوينها الفرعية.٧٥ كلها رموز وكنوز، وطلاسم وأغطية،
وأسرار وأستار وأسرار. يتحدث عن موضوعات غيبية
خالصة مثل الكرسي والعرش وعن الأفلاك، فلك
الأرض وفلك الثوابت، والسموات السبع والعناصر
الأربعة والاستحالات والمولدات والنبات
والحيوان. بل إنه يعقد فصلًا عن الجان، مادته،
وحياته، وتناسله، وغذاؤه واستخدامه وأنواعه
والفرق بينهم وبين الشياطين.٧٦ وهي كلها موضوعات غيبية لا سبيل
إلى معرفتها إلا قياسًا للغائب على الشاهد. ولا
يوجد معيار لصدقها أو وسيلة للتحقق من صدقها.
تتداخل مع الأشعرية كما يمثلها إمام الحرمين.
ولا جديد فيها. وهل التصوف علوم طبيعة أم علوم روح؟٧٧
تعتمد على القرآن والحديث والشعر بغزارة
وبقدر ما تكثر الأدلة النقلية يغيب التحليل
العقلي المجرد والبرهان النظري الخالص. كما
يعتمد على بعض الأمثال العامية كحجج سلطة. كما
تعتمد على أقوال صوفية آخرين مثل الغزالي
والجيلي في «الإنسان الكامل»، وفلاسفة مثل أبو
بكر الرازي، ومتكلمين مثل الجويني في كتاب
«البرهان». ومن الفقهاء أحمد. ومن الفرق المعتزلة.٧٨ ومن الألفاظ الوافدة القديمة السوفسطائية.٧٩ ومن العلم الغربي الحديث الذرة والفوطوغراف.٨٠
والسؤال هو: كيف يأتي ذلك من مصلح اجتماعي
وقائد عسكري، ومؤسس دولة ومناضل ضد الاستعمار؟
وهو نفس الخلف في الثورة الإسلامية في إيران
بين ثورية النظام وتقليدية الأيديولوجيا.٨١
١
طبع على نفقة عباس عبد السلام شقرون
بالفحامين بمصر (د.ت).
٢
الفصول ١، ٥، ٨، ٩، ١٠، ١٣، ١٧، ١٨،
١٩، ٢١، ٢٣–٣١، ٣٣-٣٤، ٣٩.
٣
الفصول ٢، ٣، ٤.
٤
الفصول ١١، ١٢، ١٦.
٥
الفصول ٧.
٦
الفصول، ص٦، ١٤، ١٥، ٤٠.
٧
السابق، الفصول ٣٢.
٨
السابق، الفصول ٣٦.
٩
السابق، الفصول ٣٧. وقد ألحق بالكتاب
أربع رسائل من نفس النوع لعبد القادر
الحسيني. (أ) رسالة ميزان العدل في
مقاصد أحكام الرمل. (ب) رسالة فواتح
الرغائب في خصومات أوقات الكواكب. (ﺟ)
رسالة زهر المروج في دلائل البروج. (د)
رسالة لطائف الإشارة في خصائص الكواكب
السيارة. السابق، ص٥٣٨–٥٧٦.
١٠
شمس المعارف، ص٢٣٥–٢٤٣.
١١
السابق، ص٢٤٢–٢٤٨.
١٢
السابق، ص٢١٤.
١٣
مثل أبي عبد الله السبتي، السابق،
ص٢٥٠-٢٥١.
١٤
التزام مكتبة ومطبعة عباس عبد السلام
بن شقرون الحمزاوي بمصر ١٩٥٦م/١٣٧٥ﻫ
ويليها رسالتان أخريان من نفس النوع:
الأولى، السر المظروف في علم بسط
الحروف للشيخ محمد الشافعي الخلوتي
الحنفي. والثانية الدرة البهية في
جوامع الأسرار الروحانية لعلي بن محمد
الطنتائي القاري.
١٥
منبع أصول الحكمة، ص٣٤–٣٦.
١٦
السابق، ص٣.
١٧
السابق، ص٥–٥٥.
١٨
السابق، ص٣٠-٣١، ٣٣، ٤٠، ٤٢،
٤٤.
١٩
السابق، ص٥.
٢٠
علم الحروف، الأوقات المختارة لأعمال
الخير، اختيار الأوقات والكواكب
ومعادنها وحروفها، البسط والتكسير،
كيفية استخدام الملائكة على العموم، ما
كان منها مشهورا بين الحكماء أو عرف
اسمه مشافهة، صفة استخدام الخدمة
السفلية الحكام على قبائل مثل الجن، ما
ذكره الحكماء في الزواج وما يقوم
مقامها، وضع الافاق وتنزيل الأعداء
فيها واستنطاقها، ذكر أسماء الله
الحسنى، وصايا الحكماء لأولادهم
وتلاميذهم.
٢١
هرمس مثلث العظمة، أرسطو (١٥)،
أفلاطون (١٤)، سقراط، ديمقريطس، ذو
مقراط، ذي مقراطليس (٧)، بقراط (٣)،
الإسكندر، أبو معشر (٢)، جالينوس،
بطليموس، فيثاغورس، مرغاش (١).
٢٢
الحكماء (١٤)، الحكيم (٤)، حكماء
الهند (٢)، الحكماء الأقدمون، حكماء
الروم (١).
٢٣
منابع أصول الحكمة، صه٥، وأيضًا من
النقل إلى الإبداع، مج١، النقل ج١
التدوين فصل الانتحال،
ص٢٩٩–٣٩٥.
٢٤
منبع أصول الحكمة، ص٤١.
٢٥
الآيات (١٤)، الحديث (٣).
٢٦
منبع أصول الحكمة، ص٤٨.
٢٧
صاحب المشتور (٣)، محمد الرسول،
الإمام علي، النبي إدريس (٢)، الحسن بن
علي، دمرغاشي، عيسى، محمد بن الحنفية،
الحسن البصري، عيسى.
٢٨
منبع أصول الحكمة، ص٥، ٦٧.
٢٩
السابق، ص٥٦–٦٦.
٣٠
منبع أصول الحكمة، ص٩٠–٦٧.
٣١
وهي: البرهتية، كربر، تنليه، طوران،
فرجل، يزمل، ترقب، برهش، غلمش، خوطبر،
قلنهود، برشان، كظهير، نمو شلح،
برهيولا، بشكيلخ، قزمز، أنغلليط،
غياها، كيدهولا، شمخاهر، شمخاهير،
بكهاطهرنية، بشارش، ملونش،
شمخاباروح.
٣٢
مثل: الإمام شمس الدين البهنساوي،
الأستاذ الكبير جمال الدين القيرواني،
أبو العباس المرسي.
٣٣
منبع أصول الحكمة، ص٩١–٣٢٥.
٣٤
طريقة الكشف والاستخبار لقضاء كل
أمر، وطريقة الهواتف الباطنية لعطف
القلوب وطريقة المحبة، وطريقة المثلث،
المطرق، والطريقة الذاتية.
٣٥
وهي طرق الإمام علي، والسيد كهيال،
وشمس الدين الأصفهاني،
والخوارزمي.
٣٦
مثل اسم الملك وفلان والمربعات
وبداخلها رسوم هلالية ونجمية، ودوائر
بها بعض الآيات القرآنية على محيطها،
وجداول بها البسملة موزعة كألفاظ طولًا
وعرضًا. وجداول أخرى لأسماء الله
الحسنى، ودوائر بصورة الآيات القرآنية
ومربعات بداخلها دعوات للتوكل، «توكل
يا كهيال»، ومثلثات بها جرف الهاء في
شكل هرمي أو دائري، أو مستقبل، ومكملات
بلا أطر رياضية بل مكتوبة بأشكال
بيضاوية والأشكال حوالي ٢٦٠
شكلًا.
٣٧
الأشعار حوالي ٦٨ مقطعًا.
٣٨
منبع أصول الحكمة، ص١٨٣–١٩٥.
والقصيدة بعنوان: الطريقة الكبرى
أيضًا، ص٩٧–٩٥، بعنوان الطريقة
الصغرى.
٣٩
المختار من رسائل ابن عربي (٢)، دار
الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م،
ص٦٤–٨٩.
٤٠
مخرج الروح الأمر، ومخرج العقل
الخلق، ومخرج النفس الرزق، ومخرج العلم
القلب، ومخرج السر العلم، ومخرج الحس
المكان، السابق، ص٦٤.
٤١
السابق، ص٦٥، ٨١–٨٤.
٤٢
السابق، ص٦٥. ومثله «للعبد مستقر في
المسح، ومستمر في الاستخراج، ومستمر في
الرد والإعادة، المستقر للنفس في الرد،
والمستقر في المسح للمدح، والمستقر في
الاستخراج للعقل والأمر والنبأ»،
السابق، ص٦٧، والنقاط ثلاثة: أبيضية
وأسودية، وأحمرية، السابق ص٧٤.
٤٣
السابق، ص٧٢-٧٣.
٤٤
السابق، ص٧٦.
٤٥
ابن عباس (٢)، عمر، مقاتل
(١).
٤٦
آدم (١٨)، حواء (١١)، إبراهيم (١)،
خليل الرحمن (١)، موسى (١)، كليم الله
(١)، عيسى، بوح، الخضر، إدريسى (١)،
داود، هود، يوسف (١).
٤٧
العزيز، ذو القرنين (١).
٤٨
الآيات (٣١)، الأحاديث (٨)، القدسية
(١).
٤٩
المسحات خمسة، والإفراجات خمسة،
والاستخراج استخراجتان، والصلب صلبان،
والظهر أربعة ظهور، والبطن أربعة
وعشرون بطنًا، والصفحة صفحتان، والرد
على ثلاثة أنواع، والإعادة» ثلاثة …
وأصل فعل الإنسان فعلان …، السابق،
ص٨٥.
٥٠
رسائل، ج٦، (٦)، ص١١١–١٢٠.
٥١
«فاجهد في تصفية نشأتك الإنسانية،
وفطرتك المطهرة الأصلية القائمة بحقائق
الوجود الأزلية، ورقائق الشهود الأبدية
عند اضمحلال الأعيان والأكوان، وبقائك
بالحق وشهودك له على ما عليه كان. وهذا
آخر ما تكلمنا به في نشأة الإنسان»،
السابق، ص١٢٠.
٥٢
رسائل (١) ج١ (١٣) ص١–٩٢.
٥٣
مثل: سفر القلب، عين اليقين، صبغة
الروح، الكلي، الحقيقة، العقل والأهمية
للإسراء، النفس المطمئنة وهو البحر
المسجور، ثم تتوالى السموات السبعة
ولكل سماء نبي: الوزارة لآدم، سماء
الكتابة لعيسى، سماء الشهادة ليوسف،
سماء الإمارة لإدريس، سما الشرطة
لهارون، سماء القضاة لموسى، سماء
الغاية لإبراهيم دون ترتيب زماني
للأنبياء.
٥٤
مثل: سدرة المنتهى، حضرة الكرسي،
والرفارف العلا، والأخيران يبدأن
بالبسملة. تبدأ المناجاة بعناوين
قرآنية مثل مناجاة قَابَ قَوْسَيْنِ مناجاة
أَوْ
أَدْنَى، أو آيات مناجاة أبى
حامد، ومناجاة اللوح الأعلى، ومناجاة
الرياح، وصلصلة الجرس وريش الجناح،
ومناجاة التقديس، ومناجاة المنة،
ومناجاة التعليم، ومناجاة أسرار مبادئ
السور. ومناجاة جوامع الكلم، مناجاة
السمسمة، ومناجاة الدرة
البيضاء.
٥٥
الآيات (٦٥)، القرآن الحر (١٣)،
الأشعار (٢٨)، الأحاديث (٧).
٥٦
محمد (٣٠)، موسى (٧)، إبراهيم (٥)،
يوسف (٤) ادم، عيسى (٣)، نوح، زكريا،
يحيى، مريم، إدريس، هارون، الخليل
(٢).
٥٧
محمدية (٥)، موسوية، إبراهيمية،
عيسوية، يوسفية (٢)، آدمية (١).
٥٨
رسائل ابن عربي ج٢ (٢)،
ص٦٩–١٣٠.
٥٩
وهي: الطبيعة، الهباء، الجسم،
الفلك.
٦٠
والعروش أيضًا خمسة: عرش الحياة وهو
عرش الهوية، وعرش الرحمانية، والعرش
العظيم، والعرش الكريم، والعرش المجيد،
عقلة المستوفز، ص٨٤.
٦١
آيات (٧٩)، الحديث (١٠)، القدسي (٣)،
الشعر (٧).
٦٢
ابن مسرة، جعفر الصادق، أبو مدين،
موسى الدارابي، يوسف بن يخلف
(١).
٦٣
إسرافيل (٣)، جبرائيل، ميكائيل،
رضوان، مالك (٢).
٦٤
آدم (٣)، إبراهيم، محمد (٢)، عيسى،
المجتبى (١). هكذا صورته عليون صور
طبيعية سجين عنصر بارد تراب يابس رطب
ماء بارد حار هواء رطب يابس نار حار
هكذا صورته ما هوا.
٦٦
رسائل ج (١٣) ص٢٠٩–٢١٦.
٦٧
حوالي سبع عشرة مبشرة في الزمان
والمكان والشخص.
٦٨
الآيات (٩)، الأحاديث (٣).
٦٩
رسائل ج (٤) ص١٠٨–١١٩.
٧٠
السابق، ص١١٢.
٧١
العقول: علق – قلع – لعق – لقع –
قعل.
٧٢
الغيبيات: القبر – النفس – اللحد –
القلم الدواة.
٧٣
دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٤م.
٧٤
السابق، ص٩٧، ٩٩.
٧٥
مثل فصل (٨)، فصل بلا وصل (٤)، كسر طلسم
وإيضاح مبهم، حل مشكل وفتح مقفل، امتثال سر
وهتك، إقامة جدار لإخراج كنوز وأسرار، أنك
رمز ووتح وطاء وكشف غطاء، إشارة لأهل
البشارة، مثال لمن ليس له مثال، إفصاح
وإيضاح (١)، تنبيه (٤)، تكميل، تدقيق،
تميم، حقيق، لطيفة (١).
٧٦
بغية الطالب، ص١٤٦–١٤٩.
٧٧
الآيات (٢٠٤)، الأحاديث (٤١)، القدسية
(٣)، الأشعار (١).
٧٨
ابن عربي (٨)، الغزالي (٢)، الرازي (أبو
بكر)، الجيلي، الجويني.
٧٩
مثل «ولا عطر بهدفه وبس»، بغية الطالب،
ص٥٩.
٨٠
بغية الطالب، ص٨٠، ١٦٦، ٤٢.
٨١
انظر دراساتنا: «من الحكمة المتعالية إلى
الحكمة المتدانية»، عند صدر الدين
الشيرازي، حصار الزمن، حج٣ ٦٩٧–٧٣٠.